بسمه تعالى


-اسم الموضوع: بحار80

............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 1 سطر 1 الى ص 7 سطر 8

[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
47 .
* " ( باب ) " *
* " ( ما ينبغى أن يقرأ كل يوم وليلة ) " *
1 مجالس الصدوق : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن
الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن الصادق عليه السلام
قال : ما من عبد يقول كل يوم سبع مرات " أسئل الله الجنة وأعوذ بالله من النار " إلا
قالت النار : يا رب أعذه ( 1 ) .
2 الخصال : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن
أبي عبدالله البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن ابي عبدالله عليه السلام
قال : ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة يقول وهو نادم " أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السموات والارض ذا الجلال والاكرام وأسئله أن
يتوب علي " إلا غفرها الله له ، ثم قال : ولا خير فيمن يقارف في كل يوم أو ليلة اربعين
كبيرة ( 2 ) .
بيان : في الكافي " أكثر من أربعين " ( 3 ) أي إنما خصصنا بالاربعين لان من
أتى بأكثر منها لا ينفعه هذا الدعاء ، أولا يوفقه لتلاوته ، وعلى ما في الخصال لعل
الغرض عدم جرءة الناس على الكبائر اتكالا على هذا الاستغفار ، فلعله لا يوفق لذلك
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 60 .
( 2 ) الخصال ج 2 ص 112 .
( 3 ) الكافى ج 2 ص 438 .
[ 2 ]
وما في الكافي أظهر ، وفيه بعد هشام بن سالم " عمن ذكره " ( 1 ) وفي الدعاء " وأن يصلي على
محمد وآل محمد ، وأن يتوب علي " .
3 ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار
عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن عثمان بن يزيد ، عن أخيه الحسين
عن عمر بن بزيع ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال في كل يوم سبع
مرات " الحمد لله على كل نعمة كانت أو هي كائنة " فقد أدى شكر ما مضى وشكر
ما بقي ( 2 ) .
أقول : سيأتي في أبواب فضائل السور ( 3 ) مسندا عن ابن عباس أنه قال : من
قرء سورة الانعام في كل ليلة كان من الآمنين يوم القيامة ، ولم ير النار بعينه
أبدا ( 4 ) .
وعن الصادق عليه السلام أنه قال : من قرء سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة بعثه
الله يوم القيامة وجماله على جمال يوسف ولا يصيبه فزع يوم القيامة ، وكان من خيار
عباد الله ( 5 ) .
وعنه عليه السلام قال : من أدمن قراءة سورة النور في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن
أحد من أهل بيته أبدا حتى يموت ، فاذا هو مات شيعه إلى قبره سبعون الف ملك كلهم
يدعون ويستغفرون الله له ، حتى يدخل في قبره ( 6 ) .
وعن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : من قرء " تبارك الذي نزل الفرقان " في كل
* ( هامش ) * ( 1 ) يعنى أن الحديث مرسل .
( 2 ) ثواب الاعمال ص 10 .
( 3 ) راجع ج 92 من طبعتنا هذه .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 95 ، تفسير العياشى ج 1 ص 354 .
( 5 ) ثواب الاعمال ص 96 ، ومثله في تفسير العياشى ج 2 ص 166 .
( 6 ) ثواب الاعمال ص 98 .
[ 3 ]
ليلة لم يعذبه الله أبدا ، ولم يحاسبه ، وكان منزله في الفردوس الاعلى ( 1 ) .
وعن ابي جعفر عليه السلام قال : من قرء سورة لقمن في كل ليلة ، وكل به في ليلته
ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يمسي ( 2 ) .
وعنه عليه السلام من قرء 1 حم المؤمن في كل ليلة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وألزمه كلمة التقوى ، وجعل الآخرة خيرا له من الاولى ( 3 ) .
وعنه عليه السلام قال : من ادمن قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الارض
ومن ضمة القبر حتى يقف بين يدي الله عزوجل ، ثم جاءت حتى تدخله الجنة
بأمر الله تبارك وتعالى ( 4 ) .
وعن الصادق عليه السلام قال : من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أوفي كل يوم كان
من زوار محمد صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
وعنه عليه السلام قال : من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة ، عاش
محمودا بين الناس ، وكان مغفورا له ، ومحببا بين الناس ( 6 ) .
4 ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصافر ، عن أبي عبدالله
البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن فضل بن يوسف ، عن عبدالله بن سنان ، عن
ابي عبدالله عليه السلام : قال من قال كل يوم خمسا وعشرين مرة " اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات " كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى وكل مؤمن بقي إلى يوم
القيامة حسنة ، ومحى عنه سيئة ، ورفع له درجة ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمال ص 98 .
( 2 ) ثواب الاعمال ص 99 .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 102 .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 103 .
( 5 ) ثواب الاعمال ص 104 .
( 6 ) ثواب الاعمال ص 105 .
( 7 ) ثواب الاعمال ص 147 .
[ 4 ]
ومنه عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان
عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : من قال في كل يوم
مائة مرة لا حول ولا قوة إلا بالله ، دفع الله بها عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها
الهم ( 1 ) .
5 المكارم : عن الصادق عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر الله كل يوم
سبعين مرة ، قيل : وكيف كان يقول ؟ قال كان يقول أستغفر الله ، سبعين مرة ( 2 ) .
6 كشف الغمة : قال : قال الحافظ عبدالعزيز : روي عن مالك بن أنس ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : من قال في كل يوم مائة مرة " لا إله إلا الله الملك الحق
المبين " كان له أمان من الفقر ، وأمن من وحشة القبر ، واستجلب الغنى ، وفتحت له
ابواب الجنة ( 3 ) .
7 دعوات الراوندى : قال أبوالحسن الرضا عليه السلام : وجد رجل صحيفة فأتى
بها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنادى الصلاة جامعة ، فما تخلف أحد لا ذكر ولا أنثى ، فرقى
المنبر فقرأها ، فاذا كتاب من يوشع بن نون وصى موسى ، فاذا فيها " بسم الله الرحمن
الرحيم ، إن ربكم بكم لرؤف رحيم الا إن خير عباد الله التقي النقي الحفي و
إن شر عباد الله المشار إليه بالاصابع ، فمن أحب أن يكتال بالمكيال الاوفى ، وأن
يوفي الحقوق التي أنعم الله بها عليه ، فليقل في كل يوم " سبحان الله كما ينبغي لله ،
لا إله إلا الله كما ينبغي لله ، والله أكبر كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، و
صلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته وجميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله " .
فنزل عليه السلام وقد ألحوا في الدعاء ، فصبر هنيئة ثم رقى المنبر فقال : من أحب
أن يعلو ثناؤه على ثناء المجاهدين ، فليقل هذاالقول في كل يوم ، فان كانت له حاجة
* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمال ص 147 .
( 2 ) مكارم الاخلاق ص 363 ، وزاد بعده : ويقول : أتوب اليه سبعين مرة .
( 3 ) كشف الغمة ج 2 ص 383 .
[ 5 ]
قضيت ، أو عدو كبت ، أو دين قضي ، أو كرب كشف ، وخرق كلامه السماوات السبع
حتى يكتب في اللوح المحفوظ ( 1 ) .
المهج : روينا باسنادنا إلى سعد بن عبدالله من كتابه يرفعه قال : قال أبوالحسن
الرضا عليه السلام : وجد رجل من الصحابة صحيفة وذكر نحوه إلا أنه ذكر في الدعاء
صلى الله على محمد وعلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله
وفي بعض النسخ وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله العربي الهاشمي ، وصلى الله على جميع المرسلين
والنبيين حتى يرضى الله ( 2 ) .
الجنة والبلد الامين : قل كل يوم : سبحان الله ، وذكر مثله ( 3 ) .
بيان : " المشار إليه " لعله محمول على من أحب الشهرة رياء وسمعة ، والكبت
الصرف والاذلال يقال : كبت الله العدو اي صرفه وأذله ذكره الجوهري .
8 البلد الامين : عن النبي صلى الله عليه وآله : من بسمل وحولق كل يوم عشرا خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ودفع الله عنه سبعين بابا من البلاء ، منها الجنون والجذام
والبرص والفالج ، وكان أعظم عند الله تعالى من سبعين حجة وعمرة متقبلات ، بعد حجة
الاسلام ، ووكل الله تعالى به سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى الليل ( 4 ) .
ومنه : عن النبي صلى الله عليه وآله من قال : هذه الكلمات في كل يوم عشرا غفر الله تعالى
له أربعة آلاف كبيرة ، ووقاه من شر الموت ، وضغطة القبر ، والنشور والحساب والاهوال
كلها ، وهو مائة هول أهونها الموت ، ووقي من شر إبليس وجنوده ، وقضى دينه و
كشف همه وغمه وفرج كربه ، وهي هذه " أعددت لكل هول لا إله إلا الله ، ولكل
هم وغم ما شاء الله ، ولكل نعمة الحمد لله ، ولكل رخاء الشكر لله ، ولكل أعجوبة
سبحانه الله ، ولكل ذنب أستغفر الله ، ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولكل
* ( هامش ) * ( 1 ) دعوات الراوندي مخطوط .
( 2 ) مهج الدعوات ص 385 .
( 3 ) مصباح الكفعمى ص 83 .
( 4 ) لم نجده في المطبوع من المصدر وتراه في المصباح ص 83 متنا وهامشا .
[ 6 ]
ضيق حسبي الله ، ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ، ولكل عدو اعتصمت بالله ، و
لكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ( 1 ) .
ومنه : من كتاب رؤيا النوم من قرأ كل يوم سبعا " حسبي الله ربي الله ، لا إله
إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " كفاه الله عزوجل ما أهمه من أمر
داريه ( 2 ) .
9 جنة الامان : ( 3 ) من كتاب دليل القاصدين تسبيح جبرئيل عليه السلام من قاله
كل يوم مرة في سنة كاملة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة " سبحان الدائم القائم ،
سبحان القائم الدائم ، سبحان الواحد الاحد ، سبحان الفرد الصمد ، سبحان الحي
القيوم ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الملك القدوس
سبحان رب الملائكة والروح ، سبحان العلي الاعلى ، سبحانه وتعالى " ( 4 ) .
ومنه : عن أبي جعفر عليه السلام من قال كل يوم : " بسم الله ، حسبى الله ، توكلت
على الله ، اللهم إني اسئلك خير اموري كلها ، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة "
كفاه الله هم داريه ( 5 ) .
ومنه : عن ابن عباس يرفعه أنه قال : من قال هذه الكلمات كل يوم مرة
واحدة كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحى عنه من السيئات ورفع له من الدرجات ،
وأثبت له من الشفاعات كذلك ، وهن " سبحان من هو باق لا يفنى ، سبحان من هو عالم
لا ينسى ، سبحان من هو حافظ لا يغفل ، سبحان من هو قيوم لا ينام ، سبحان من هو
قائم لا يسهو ، سبحان من هو حليم لا يلهو ، سبحان من هو ملك لا يرام ، سبحان من هو
عزيز لا يضام ، سبحان من هو بصير لا يرتاب ، سبحان من هو واسع لا يكلف ، سبحان من
* ( هامش ) * ( 1 ) لم نجده في المطبوع من المصدر وتراه في المصباح ص 83 متنا وهامشا .
( 2 ) البلد الامين ص 12 في الهامش .
( 3 ) ورواه في البلد الامين ص 24 الهامش .
( 4 ) مصباح الكفعمى ص 83 .
( 5 ) مصباح الكفعمى ص 83 الهامش .
[ 7 ]
هو محتجب لا يرى ، وصلى الله عليه خيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وآله " ( 1 ) .
10 ومنه والمتهجد والاختيار : يدعى به في كل يوم وقال الكفعمي ( 2 ) : دعاء
عظيم الشأن رفيع المنزلة " اللهم إني اسئلك بنور وجهك المشرق الحي الباقي
الكريم ، وأسئلك بنور وجهك القدوس الذي اشرقت به السموات ، وانكشفت به
الظلمات ، وصلح عليه أمر الاولين والآخرين ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تصلح
شأني كله " ( 3 ) .
11 الجنة : روي أنه من قال كل يوم : " جزى الله محمدا صلى الله عليه وآله عنا ما هو
أهله " يبعث الله تعالى له سبعين كاتبا يكتبون له الحسنات إلى يوم القيامة .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 7 سطر 9 الى ص 15 سطر 2

12 التوحيد ( 4 ) وثواب الاعمال : عن ابيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن ابي نجران ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن
عمر بن يزيد ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قال في يومه : " أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا "
كتب الله له خمسا وأربعين ألف ألف حسنة ، ومحى عنه خمسا وأربعين ألف ألف سيئة
ورفع له في الجنة خمسا وأربعين ألف ألف درجة ، وكان كمن قرأ القرآن اثني عشر
مرة ، وبنى الله له بيتا في الجنة ( 5 ) .
الكافى : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه
عن ابن أبي نجران مثله ( 6 ) إلا أن فيه : " من قال كل يوم عشر مرات " وليس فيه
تكرير الالف وليس فيه : " كان كمن قرأ " إى آخره ، ثم قال : وفي رواية أخرى : كن
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 86 الهامش .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 82 الهامش .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 74 .
( 4 ) توحيد الصدوق ص 30 ط مكتبة الصدوق .
( 5 ) ثواب الاعمال ص 8 .
( 6 ) الكافى ج 2 ص 519 .
[ 8 ]
له حرزا في يومه من الشيطان والسلطان ، ولم تحط به كبيرة من الذنوب .
المحاسن : عن أبيه ، عن ابن أبي نجران مثل الكافي مع التمة ( 1 ) .
بيان : " لم تحط به كبيرة " اي لم تستول عليه بحيث يشمل جملة أحواله ،
كما قيل في قوله تعالى : " بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته " ( 2 ) .
13 مجالس ابن الشيخ : عن ابيه ، عن أبي محمد الفحام ، عن عمه عمير بن
يحيى ، عن عبدالله بن احمد ، عن أبيه أحمد بن عامر ، عن الرضا ، عن آبائه صلوات الله
عليهم قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : من قال في كل يوم مائة مرة : " لا إله إلا الله الحق
المين " استجلب به الغنى ، واستدفع به الفقر ، وسد عنه باب النار ، واستفتح به
باب الجنة ( 3 ) .
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد
البرقي ، عن أبي يوسف ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 4 ) ، وليس
فيه في كل يوم .
دعوات الراوندى : عنه عليه السلام مرسلا مثله ، وفيه الملك الحق المبين ( 5 ) .
14 ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد
الاشعري ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن عيسى الارمني ، عن أبي عمران الحناط
عن الاوزاعي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : من قال في كل يوم ثلاثين مرة :
" لا إله إلا الله الملك الحق المبين " استقبل الغنى ، واستدبر الفقر ، وقرع باب
الجنة ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن ص 31 .
( 2 ) البقرة : 81 .
( 3 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 285 .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 8 .
( 5 ) دعوات الراوندى مخطوط .
( 6 ) ثواب الاعمال ص 9 .
[ 9 ]
المحاسن : عن أبيه ، عن محمد بن عيسى الارمني مثله ( 1 ) .
المقنع : مرسلا مثله ( 2 ) .
15 ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن سلمة بن ابي الخطاب
عن محمد بن عيسى الارمني ، عن أبي عمران الخراط ، عن بشر الاوزاعي ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : من قال في كل يوم خمس عشرة مرة :
" لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا "
أقبل الله عليه بوجهه ، فلم يصرف عنه حتى يدخل الجنة ( 3 ) .
المحاسن : عن ابيه ، عن الارمني مثله ( 4 ) .
الكافى : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الارمني مثله ( 5 ) إلا أن " عبودية
ورقا " مقدم على " إيمانا وتصديقا " .
16 المحاسن : قال : قال رسول الله صلى اله عليه وآله لام هاني : من سبح الله مائة
مرة كل يوم كان أفضل ممن ساق مائة بدنة إلى بيت الله الحرام ، ومن حمد الله مائة
تحميدة كان أفضل ممن حمل على مائة فرس في سبيل الله بسروجها ولجمها ، ومن
هلل الله مائة تهليلة كان افضل الناس عملا إلا من قال : افضل من هذا ( 6 ) .
بيان : هذ المثوبات يمكن أن يكون باعتبار التفضل والاستحقاق ، أي
يتفضل الله على المؤمن بمائة تسبيحة ما يستحقه بسياق مائة ، ولا ينافي ذلك أن يتفضل
بمائة بدنة أضعاف ذلك ، أو باختلاف الامم أي يعطي بمائة تسبيحة هذه الامة أكثر
مما يعطي الامم السابقة بمائة بدنة ، أو يقال : الافضلية بالاعتبار ، فان مائة تسبيحة لها
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن ص 31 .
( 2 ) المقنع للصدوق ص 25 ط حجر ، ص 95 ط الاسلامية .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 9 .
( 4 ) المحاسن ص 32 .
( 5 ) الكافى ج 2 ص 519 .
( 6 ) المحاسن ص 43 .
[ 10 ]
تاثير في كمال الايمان ليس لسياق مائة بدنة ولمائة بدنة أيضا تأثير ليس لمائة تسبيحة
كما يصح أن يقال : لقمة من الخبز افضل من نهر من ماء ، وجرعة من الماء أفضل من
ألف من من الخبز ، لان شيئا منهما لا يقوم مقام الآخر ، وهذه الاعمال الصالحة
للروح بمنزلة الاغذية للبدن ، وقد مر تحقيق المقام بوجه ابسط من ذلك .
17 جامع الاخبار : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من قال مائة مرة " سبحان الله
والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " كتب اسمه في ديوان الصديقين ، وله بكل
حرف نور على الصراط ( 1 )
وقال : من قالها كل يوم مائة مرة حرم الله جسده على النار ( 2 ) .
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال " لاحول ولا قوة إلا بالله " مائة مرة في
كل يوم لم يصبه فقر أبدا ( 3 ) .
18 دعوات الراوندى : روي أن عابدا في بني إسرائيل سأل الله عزوجل
فقال : يا رب ما حالي عندك أخير فأزداد في خيري أو شر فاستعتب قبل الموت ؟ فأتاه
آت فقال له : ليس لك عند الله خير ، قال : يا رب وأين عملي ؟ قال : كنت إذا عملت
خيرا أخبرت الناس به . فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك ، قال : فشق ذلك
عليه وأحزنه قال : فكرر الله إليه الرسول فقال : يقول الله تبارك وتعالى : فمن الآن
فاشتر مني نفسك فيما تستقبل بصدقة تخرجها عن كل عرق كل يوم صدقة ، قال :
يا رب أو يطيق هذا أحد ؟ فقال تعالى : لست أكلفك إلا ما تطيق ، قال فماذا يا رب ؟
فقال : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " تقول
هذا كل يوم ثلاث مائة وستين مرة يكون كل كلمة صدقة عن كل عرق من عروقك ،
قال : فلما رأى بشارة ذلك ، قال : يا رب زدني ، قال إن زدت زدتك ( 4 ) .
19 الكافى : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الحسن
* ( هامش ) * ( 21 ) جامع الاخبار ص 62 .
( 3 ) جامع الاخبار ص 65 .
( 4 ) دعوات الراوندى مخطوط .
[ 11 ]
الانباري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمد الله في كل يوم ثلاث
مائة مرة وستين مرة ، عدد عروق الجسد ، يقول : الحمد لله رب العالمين كثيرا على
كل حال ( 1 ) .
ومنه : بالاسناد عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن الحارث بن المغيرة
عن ابي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر الله عزوجل كل يوم سبعين مرة ،
ويتوب إلى الله عزوجل سبعين مرة ، قال : قلت : كان يقول : أستغفر الله وأتوب
إليه ؟ قال : كان يقول : أستغفر الله ، سبعين مرة ، ويقول : أتوب إلى الله أتوب إلى الله
سبعين مرة ( 2 ) .
20 مجموع الدعوات : ( 3 ) لمحمد بن هارون التلعكبري : عوذة الاسماء كان
أمير المؤمنين عليه السلام إذا فرغ من الاستغفار تعوذ بها في كل يوم وتعرف بالخصلة .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وأعوذ بالله أن يحضرون ، بسم الله
الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ،
إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير
المغضوب عليهم ولا الضالين ، اللهم إياك نعبد ولا نعبد سواك ، ونستعين بك فكفى بك
معينا ، ونستكفيك فكفى بك كافيا وأمينا ، ونعتصم بك فكفى بك عاصما وضمينا ، و
نحترس بك من أعدائنا .
بسم الله الرحمن الرحيم ، وبحولك يا ذا الجلال والاكرام ، وبقوتك يا ذا
القدرة ، وبمنعك يا ذا المنعة ، وبسلطانك يا ذا السلطان ، بكفاينك يا ذا الكفاية ،
وأستتر منهم بكلماتك ، وأحتجب منهم بحجابك ، وأتلو عليهم آياتك التي تطمئن
قلوب أوليائك وتحول بينهم وبين ؟ بمشيتك ، وأقرأ عليهم ختم الله على قلوبها
على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ، ؟ عظيم . أولئك الذين اشتروا الضلاة
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 2 ص 503 .
( 2 ) الكافى ج 2 ص 505 .
( 3 ) مجموع الدعوات مخطوط .
[ 12 ]
بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات
لا يبصرون ، صم بكم عمي فهم لا يرجعون ، يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم
مشوا فيه وإذا اظلم عليهم قاموا ، ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم أولئك الذين
اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة .
الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم
الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله
لا يهدي القوم الكافرين ، والله لا يهدى القوم الظالمين ، ومن يضلل الله فأولئك هم
الخاسرون ، لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون
بها ، أولئك كالانعام بل هم أضل .
أولئك هم الغافلون ، ومن يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون
وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ، ومن فوقهم
غواش إنهم كانوا قوما عمين ، ومن بينهما حجاب صم بكم عمي فهم لا يعقلون والله
أركسهم بماكسبوا ، أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ،
وقولهم قلوبنا غلف ، بل طبع الله عليها بكفرهم .
اللهم يا الله يا من لا يعلم أين هو وحيث هو إلا هو ، يا ذا الجلال والاكرام
اسئلك باسمك العظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطبع على قلوب أعدائي أن
يبصروني ، وأن تحرسني أن يفقهوني ، أويمكروا بي ، فانها محرمة عليهم اربعين سنة
يتيهون في الارض .
اللهم إني أستجرت بعزتك فأجرني ، واعتصمت بقدرتك فاعصمني ، واستترت
بحجابك فاسترني ، وانتصرت بك فانصرني ، وامتنعت بقوتك فامنع عني أن يصلوا
إلي أو يظفروا بي أو يؤذوني أويظهروا علي أو يقتلوني .
يا من إليه المنتهى بالاسم الذي احتجبت به من خلقك ، احجبني من عدوي ، و
بالاسم الذي امنتعت به أن يحاط بك علما حيرهم عني حتى لا يلقوني ولا يروني ،
واضرب عليهم سرادق الظلمة ، وحجب الحيرة ، وكآبة الغمرة ، وابتلهم بالبلاء واخسأهم
[ 13 ]
وأعمهم ، واجعل كيدهم في تباب ، وأوهن أمرهم واجعل سعيهم في خسران ، وطلبهم في
خذلان ، قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله
يأتيكم به .
اللهم بعزتك وقدرتك وعظمتك وقوتك ، وباسمك وتمكنك وسلطانك ومكانك
وحجابك وجلالك وعلوك وارتفاعك ودنوك وقهرك وملكك وجودك وكرمك ، صل
على محمد وآل محمد ، وخذعني أسماع من يريدني بسوء ، فلا يسمعوا لي حسا ، وغش
عني أبصار منم يرمقني فلا يروا لي شخصا ، واختم على قلوب من يفكر في حتى لا يخطر
لي في قلوبهم ذكر ، واخرس ألسنتهم عني حتى لا ينطقوا ، واغلل أيديهم حتى لا يصلوا
إلي بسوء أبدا ، وقيد أرجلهم حتى لا يقفوا لي أثرا أبدا ، وأنسهم ذكرى حتى لا يعرفوا
لي خبرا أبدا ، ولا يروا لي منظرا أبدا بحق لا إله إلا أنت يا رحمن يا رحيم ، يا حي
يا قيوم ، ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل .
اللهم بحق بسم الله الرحمن الرحيم ، صل على محمد وآل محمد ، واضلل عني من
يريدني بسوء حتى لا يلقوني يا شديد القوى ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ، علمنا
يا ربنا وآمنا وصدقنافحل بحقك على نفسك بيننا وبين أعدائنا ومن يطلبنا ، واصرف
قلوبهم عنا ، واطبع عليها أن يفقهونا ، واغلل أيديهم أن يؤذونا وأعم ابصارهم ان يرونا .
يا ذا العزة والسلطان ، والكبرياء والاحسان ، يا حنان يا منان ، وطبع على
قلوبهم فهم لا يفقهون ، وعلى آذانهم فهم لا يسمعون ، كذلك يطبع الله على قلوب
الكافرين .
اللهم باسمك العظيم ، وملكك الاول القديم ، صل على محمد وآل محمد ، واطبع
على قلوب كل من يريدني بسوء ، وأسألك أن تسد آذانهم ، وتطمس على أعينهم ، وفريقا
حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم
مهتدون .
اللهم يا من لا يعجزه شئ اراده ، ولا يحول بينه وبينه حائل ، ولا يمنعه مانع ،
ولا يفوته شئ طلبه أو أحبه ، خذ بقلوب من يريدنا بسوء ، وارددهم عن مطلبنا ، وغش
[ 14 ]
ابصارهم ، وعم عليهم مسلكنا ، وصك أسماعهم ، واخف عنهم حسنا ، واكفنا أمر كل
من يريدنا بسوء .
يا رفيع الدرجات ! يا العرش يا من يلقي الروح من أمره على من يشاء من
عباده ألق علينا سترا من سترك ، وعزا من نصرك ، يا رب العالمين .
حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أينما كنتم تدعون من دون الله قالوا
ضلوا عنا ، اللهم فلا تضلنا وأضلل عنا من يريدنا بسوء ، يا ذا النعم التي لا تحصى ،
قالت أخريهم لاوليهم ربنا هؤلاء اضلونا .
اللهم كما فتنت بعضهم ببعض صل على محمد وآل محمد ، وافتن بعض اعدائنا ببعض
واشغلهم عنا حتى يكونوا عنا وعن مسلكنا ضالين آمين رب العالمين .
قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ،
وظللنا عليهم الغمام ، اللهم يا من ظلل على بني إسرائيل الغمام بقدرته ، صل على محمد
وآل محمد ، وظلل علينا غماما من سترك الحصين ، وعزا من جودك المكين ، يحول بيننا
وبين أعدائنا يا أرحم الراحمين .
ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ، اللهم
صل على محمد وآل محمد وأضلل عنا من يريدنا بسوء وضيق صدورهم عن مطلبنا ، واهو
افئدتهم عن لقائنا ، وألق في قلوبهم الرعب عن اتباعنا ، واغش على اعينهم أن
يرونا .
يا لطيف ياخبير يا من يغشي الليل النهار صل على محمد وآل محمد وغش عنا
أبصار أعدائنا أن يرونا ، واطبع على قلوبهم أن يفقهونا ، وعلى آذانهم أن يسمعوا يا
من حما أهل الجنة أن يسمعوا حسيس أهل النار ، يا ملك يا غفار .
ومن يضلل الله فما له من هاد أولئك في ضلال بعيد ، ويضل الله الظالمين ويفعل
الله ما يشاء ، لا يرتد إليهم طرفه وافئدتهم هواء ، لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ،
بحق محمد خاتم النبيين صل على محمد النبي وآله ، واكفنا كل محذور يا أرحم
الراحمين .
[ 15 ]
يا من كفى محمدا المستهزئين ، يا من ككفى نوحا ونجاه من القوم الضالين ، يا من نجى
هودا من القوم الظالمين ، يا من نجا إبراهيم من القوم الجاهلين ، يا من نجى موسى من


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 15 سطر 3 الى ص 23 سطر 3

القوم الطاغين ، يا من نجى صالحا من القوم الجبارين ، يا من نجى داود من القوم
المعتدين ، يا من نجى سليمان من القوم الفاسقين ، يا من نجى يعقوب من الكرب العظيم
يا من نجى يوسف من القوم الباغين ، وآثره عليهم اجمعين ، يا من جمع بينه وبين
أهله وجعله من العالمين ، يا من نجى نبيه عيسى من القوم المفسدين ، يا من نجى محمدا
رسوله خير النبيين من القوم المكذبين ، ونصره على أحزاب المشركين بفضله ورحمته
إنه ولي المؤمنين آمين رب العالمين .
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم
الكافرين ، أولئك الذين طبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا
على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا
على أدبارهم نفورا ، فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ، ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا .
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنهاونسي ما قدمت يداه ، إناجعلنا
على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا
الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا ، فضربنا على آذانهم
في الكهف سنين عددا ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
اللهم أعم عني قلوب أعدائي ، وكل من يبغيني بسوء ضربت بيني وبين أعدائي
حجاب الحمد وآية الكرسي وستر الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، وكفاية
الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وحفظ الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه
سنة ولا نوم وعز المص ، وسور الم ومنع المرا ، ودفع الر ، وحياطة كهيعص ، و
رفعة طه ، وعلو طس ، وفلاح يس والقرآن الحكيم ، وعلو الحواميم وكنف حمعسق
وبركة تبارك ، وبرهان قل هو الله أحد ، وحرز المعوذتين ، وأمان إنا أنزلنا في ليلة
[ 16 ]
القدر ، حلت بذلك بيني وبين أعدائي ، وضربت بيني وبينهم سورا من عز الله
وحجاب القرآن ، وعزائم الآيات المحكمات والاسماء الحسنى البينات والحجج
البالغات .
شاهت الوجوه فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ، بل نقذف بالحق على الباطل
فيدمغه فاذا هو زاهق ، وجوه يومئذ عليها غبرة ، ترهقها قترة ، صم بكم عمي فهم
لا يرجعون ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، ولا يزال الذين كفروا في مرية منه
الذينهم في غمرة ساهون ، بل قلوبهم في غمرة منهذا ، إن الذين لا يؤمنون بالاخرة
عن الصراط لناكبون .
اللهم يا فعالا لما يريد ، أزل عني من يريدني بسوء ، يا ذا النعم التي لا تحصى
يا ارحم الراحمين .
أو كظلمات في بحر لجي يغشيه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات
بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من
نور ، فضلوا فلا يستطيعون سبيلا أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ، أم تحسب
أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا .
يامن جعل بين البحرين برزخا وحجرا محجورا ، اجعل بيني وبين أعدائى برزخا
وحجرا محجورا ، وسترا منيعا يا رب ذا القوة المتين .
إنهم عن السمع لمعزولون فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ، ومن أضل ممن
اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، فعميت عليهم الانباء
يومئذ فهم لا يتساءلون ، بحق آية الحمد المكتوبة على حجاب النور ، لا إله إلا هو
له الحمد في الاولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون ، إن ربكم الله الذي خلق
السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا
والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين
ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها
وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قرب من المحسنين .
[ 17 ]
بحق السورة المكتوبة على السموات السبع وعلى الارضين السبع قل هو الله
احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا مالك يا غفور اصرف عنا
كل محذور .
فمن يهدي من اضل الله وما لهم من ناصرين ، ومن يضلل الله فماله من هاد ،
أولئك في ضلال بعيد ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ولا يرتد إليهم طرفهم و
أفئدتهم هواء ، لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون .
اللهم بحق محمد خاتم النبيين اكفنا كل محذور يا أرحم الراحمين ، يا من كفى
محمدا المستهزئين كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ، وحيل بينهم وبين ما يشتهون
كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب ، وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا
وتريهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ، فهي إلى الاذقان فهم مقمحون ، وجعلنا من
بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيانهم فهم لا يبصرون ولو تشاء لطمسنا على أعينهم
فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ، إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب كذلك يطبع
الله على قلب كل متكبر جبار ومن يظلل الله فماله من هاد ، فأعرض اكثرهم فهم
لا يسمعون .
وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر وهو عليهم عمى أفرأيت
من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة
فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون .
اللهم إني أسئلك بالآية التي أمرت عبدك عيسى بن مريم أن يدعو بها فاستجبت
له ، وأحيى الموتى وأبرأ الاكمه والابرص باذنك ، ونبأ بالغيب من إلهامك وبفضلك
ورأفتك ورحمتك ، فلك الحمد رب السموات والارض رب العالمين ، وله الكبرياء
في السموات والارض وهو العزيز الحكيم حل بيننا وبين أعدائنا ، وانصرنا عليهم يا
سيدنا ومولانا .
فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا
أهواءهم قتل الخراصون الذينهم في غمرة ساهون ، فضرب بينهم بسور إن الله لا يهدى
[ 18 ]
القوم الفاسقين .
ولكن المنافقين لا يفقهون قلوب يومئذ واجفة ، أبصارها خاشعة ، و
وجوه يومئذ عليها غبرة ، كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، ألم يجعل كيدهم
في تضليل .
اللهم يا من كفى أهل حرمه الفيل اكفنا كيد أعدائنا بسترك لنا ، واسترنا
بحجابك الحصين المنيع الحسن الجميل ، وجد بحلمك على جهلي ، وبغناك على فقري
وبعفوك على خطيئتي ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ما أنت أهل ، ولا تفعل بي ما أنا أهله
واستجب دعائي يا أرحم الراحمين آمين ، والحمد لله رب العالمين ( 1 ) .
بيان : قال الراغب : الخطف والاختطاف الاختلاس بالسرعة ، والعمه التردد في
الامر من التحير ، والغواشي جمع الغاشية ، وهو ما يغشى الانسان من ستر أو داهية أو مصيبة ،
وقال الراغب : الركس قلب الشئ على رأسه ورد أوله إلى آخره ، قال تعالى " والله
اركسهم " ( 2 ) اي ردهم إلى كفرهم .
وقال : الغلف جمع الاغلف كقولهم سيف أغلف اي هو في غلاف ، ويكون
ذلك كقوله " وقالوا قلوبنا في أكنة " ( 3 ) وقيل : معناه قلوبنا أوعية للعلم ، وقيل :
قلوبنا مغطاة .
وقال الجوهري : الغمرة الشدة وقال : خسأت الكلب خسئا طردته ، التباب
الخسران والهلاك ، ويقال : رمقته أرمقه رمقا أي نظرت إليه ، وقفوت اثره اي اتبعته
والطمس الدروس والامحاء يتعدى ولا يتعدى ، قال تعالى ( 4 ) : " ربنا اطمس على
* ( هامش ) * ( 1 ) مجموع الدعوات مخطوط .
( 2 ) النساء : 88 .
( 3 ) فصلت : 5 .
( 4 ) يونس : 88 .
[ 19 ]
أموالهم " أي غيرها ، وقال : " من قبل أن نطمس وجوها " ( 1 ) قال الراغب :
الطمس إزالة الاثر بالطمس ، قال تعالى : " فاذا النجوم طمست " ( 2 ) وقال : " ربنا
اطمس على أموالهم " وقال : " لو نشاء لطمسنا على أعينهم " ( 3 ) أي أزلنا ضوءها وصورتها
كما يطمس الاثر انتهى .
وعمي عليه الامر التبس ، ومنه قوله تعالى : " فعميت عليهم الانباء
يومئذ " ( 4 ) وصككت الباب : اطبقته و " اهو " أي اخل ، قال تعالى :
" وافئدتهم هواء " ( 5 ) أي خالية ، والحس والحسيس الصوت الخفي .
وقال الراغب : أصل الحرج مجتمع الشئ وتصور منه ضيق ما بينهما فيقال
للضيق حرج ، قال تعالى : " يجعل صدره ضيقا حرجا " ( 6 ) وقرئ حرجا أي ضيقا
بكفره لا تكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن ، وقيل : ضيقا بالاسلام
" كأنما يصعد " اي يتصعد .
والعمر والعمر بالضم والفتح بمعنى لكن خص القسم بالفتح " حجابا مستورا "
قيل اي ساترا والاكنة جمع الكنان وهو الغطاء الذي يكن فيه الشئ اي يستر " فضربنا
على آذانهم " اي ضربنا عليهم حجابا يمنع السماع بمعنى أنمناهم إنامة لا تنبههم فيها الاصوات
فحذف المفعول كما في قولهم بنى على امرأته .
والحياطة بالكسر الكلاءة والحفظ " شاهت الوجوه " أي قبحت " فيدمغه " اي بكسر
دماغه " وزهق الباطل " اي اضمحل والقترة الغبار ، وشبه دخان يغشى الوجه من الكرب
" وحجرا محجورا " أي منعا لا سبيل إلى رفعه ودفعه ، والمتين القوي ، حثيثا اي
* ( هامش ) * ( 1 ) النساء : 47 .
( 2 ) المرسلات : 8 .
( 3 ) يس : 66 .
( 4 ) القصص : 66 .
( 5 ) ابراهيم : 43 .
( 6 ) الانعام : 125 .
[ 20 ]
مسرعا ، والاقماح رفع الرأس وغض البصر ، يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا
من ضيقه .
21 جنة الامان : عن الصادق عليه السلام قال : من قال كل يوم اربع مائة مرة شهرين
متتابعين رزق كثيرا من علم أو كثيرا من مال " أستغفر الله الذي لا إله إلا هوالحي القيوم
الرحمن الرحيم بديع السموات والارض من جميع ظلم وجرمي وإسرافي على
نفسي وأتوب إليه ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمي ص
[ 21 ]
* " أبواب " *
* " النوافل اليومية وفضلها وأحكامها وتعقيباتها " *
1 .
" ( باب ) "
" جوامع أحكامها وأعدادها وفضائلها "
الايات : الفرقان : وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر
أو أراد شكورا ( 1 ) .
المعارج : إلا المصلين * الذينهم على صلوتهم دائمون ( 2 ) .
تفسير : " خلفة " قال البيضاوي : أي ذو خلفة كل منهما الآخر بأن
يقوم مقامه فيما ينبغي أن يعمل أو بأن يعقبان لقوله " واختلاف الليل والنهار " ( 3 )
وهي للحالة من خلف كالركبة والجلسة " لمن أراد أن يذكر " اي يتذكر آلاء الله ويتفكر
في صنعه ، فيعلم أنه لا بد له من صانع حكيم واجب الذات رحيم على العباد .
" أو أراد شكورا " اي لمن يشكر الله على مافيه من النعم ، أو ليكونا وقتين
للمتذكرين والشاكرين من فاته ورده في أحدهما تداركه في الآخر انتهى والاخبار
تدل على المعنى الثاني كما سيأتي وفي الفقيه ( 4 ) عن الصادق عليه السلام كل ما فاتك بالليل
فاقضه بالنهار ، قال الله عزوجل . . وتلا هذه الآية ثم قال : يعني أن يقضي الرجل
ما فاته بالليل بالنهار وما فاته بالنهار بالليل .
* ( هامش ) * ( 1 ) الفرقان : 62 .
( 2 ) المعارج : 23 .
( 3 ) البقرة : 64 ، وغير ذلك .
( 4 ) الفقيه ج 1 ص 315 .
[ 22 ]
" على صلوتهم دائمون " قال الطبرسي رحمة الله عليه : اي مستمرون ( 1 )
على أدائها لا يخلون بها ولا يتركونها ، وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن هذا في النوافل ،
وقوله : " والذينهم على صلوتهم يحافظون " في الفرايض والواجبات ، وقيل : هم
الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة .
1 تفسير علي بن ابراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : ثم استثنى فقاال : " إلا المصلين " فوصفهم بأحسن أعمالهم " الذين هم على صلوتهم
دائمون " يقول إذا فرض على نفسه من النوافل شيئا دام عليه ( 2 ) .
2 فقه الرضا : قال عليه السلام : حسنوا نوافلكم ، واعلموا أنهاهدية إلى الله
عزوجل ، واعلموا أن النوافل إنما وضعت لاختلاف الناس في مقادير قواهم لان
بعض الخلق اقوى من بعض ، فوضعت الفرائض على أضعف الخلق ، ثم اردفت بالسنن
ليعمل كل قوي بمبلغ قوته ، وكل ضعيف بمبلغ ضعفه ، فلا يكلف احد فوق طاقته
ولا تبلغ قوة القوى حتى تكون مستعملة في وجهه من وجوه الطاعة ، وكذلك كل
مفروض من الصيام والحج ولكل فريضة سنة بهذا المعنى ( 3 ) .
ومنه : قال عليه السلام : واعلم أن ثلاث صلوات إذا دخل وقتهن ينبغي لك أن
تبتدئ بهن ولا تصلي بين أيديهن نافلة : صلاة استقبال النهار وهي الفجر ، وصلاة
استقبال الليل وهي المغرب ، وصلاة يوم الجمعة ( 4 ) .
ولا تصلي النافلة في أوقات الفرائض إلا ما جاءت من النوافل في أوقات الفرائض
مثل ثمان ركعات بعد زوال الشمس وقبلها ، ومثل ركعتي الفجر فانه يجوز فعلها
بعد طلوع الفجر ، ومثل تمام صلوه الليل والوتر وتفسير ذلك أنك إذا ابتدأت بصلاة
الليل قبل طلوع الفجر فطلع الفجر وقد صليت منها ست ركعات أوأربعا بادرت وادرجت
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان ج 10 ص 357 .
( 2 ) تفسير القمى ص 696 .
( 3 ) فقه الرضا ص 9 س 8 .
( 4 ) فقه الرضا ص 8 س 31 .
[ 23 ]
باقي الصلوة والوتر إدراجا ثم صليت الغداة ( 1 ) .
وقال العالم : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه السنة ثم يتحول إلى غيره
إن شاء ذلك ، لان ليلة القدر يكون فيها لعامها ذلك ذلك ، ما شاء الله أن يكون ( 2 )


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 23 سطر 4 الى ص 31 سطر 4

بيان : " وقبلها " أي قبل الفريضة ، أو قبل الزوال ، والتأنيث باعتبار المضاف
إليه أو بتأويل الساعة ، فيكون المراد به جواز التقديم كما دلت عليه بعض الاخبار
وحملها الشيخ على الضرورة ، ومال الشهيد إلى جوازه مطلقا وسيأتي القول فيه
إنشاء الله تعالى ، ويدل على جواز إيقاع نافلة الغداة بعد الفجر الثاني كما هو المشهور
أيضا وسنوضح جميع ذلك إنشاء الله تعالى .
وأما إيقاع النافلة في وقت الفريضة ( 3 ) فيه مقامات :
الاول : إيقاع النوافل في وقت الفرائض ، ولا ريب في جواز إيقاع الرواتب في
أوقاتها المقررة قبل وقت الفضيلة المختص بالفريضة ، كنافلة الظهر في القدمين ، والعصر
في الاربعة ، وأما إيقاعها بعد مضي تلك الاوقات قبل الفريضة ففيه إشكال ، والاكثر
على عدم الجواز والاخبار مختلفة ، والاحوط تقديم الفريضة ، وإن أمكن الجمع
بينهما بحمل النهي على الكراهة المصطلحة في العبادات ، والاظهر جواز تقديمها
للمأموم مع انتظار الامام .
الثاني : إيقاع غير الرواتب في أوقات الفرايض والمشهور عدم الجواز ، وأسنده
في المعتبر إلى علمائنا ، وذهب جماعة منهم الشهيدان وابن الجنيد إلى الجواز ولا
يخلومن قوة للاخبار الكثيرة الدالة بعمومها على جواز إيقاعها في كل وقت ، وظهور
أكثر اخبار المنع في الرواتب ، وقد وردت في الروايات نوافل كثيرة بين العشائين وبعد
الجمعة ، وإن كان طريق بعضها لا يخلو من ضعف ، والاحوط تقديم الفريضة لا سيما
بعد دخول وقت الفضيلة ، وخروج وقت الراتبة ، ولا يبعد جوازها مع انتظار الامام
* ( هامش ) * ( 1 ) فقه الرضا ص 9 س 3 .
( 2 ) فقه الرضا ص 11 س 22 .
( 3 ) راجع ما سبق في ج 84 ص 210 من هذه الطبعة .
[ 24 ]
هنا ايضا .
الثالث : الاتيان بقضاء النوافل الراتبة قبل الفريضة ، والمشهور فيه ايضا عدم
الجواز وذهب الشهيدان وابن الجنيد إلى الجواز ولا يخلو من قوة والاحوط
تقديم الفريضة كما عرفت .
الرابع : جواز التنفل لمن عليه فائتة والاكثر على المنع وذهب الشهيدان
والصدوق وابن الجنيد إلى الجواز ، ولا يخلو من قوة ، لا سيما مع انتظار
المأموم للامام ، أو الامام اجتماع المأمومين ، وسيأتي بعض القول في المقامات كلها
إنشاء الله .
3 الذكرى : روى زرارة في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : إذا دخل وقت صلاة مكتوبة فلا صلاة حتى يبدء بالمكتوبة ، قال : فقدمت
الكوفة فأخبرت الحكم بن عتيبة وأصحابه ، فقبلوا ذلك مني .
فلما كان في القابل لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وآله عرس في بعض
أسفاره وقال : من يكلؤنا ؟ فقال بلال : أنا ، فنام بلال وناموا حتى طلعت الشمس ،
فقال صلى الله عليه وآله : يا بلال ما ارقدك ؟ فقال : يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بأنفاسكم
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قوموا فتحولوا عن مكانكم الذي أصابكم فيه الغفلة وقال : يا
بلال اذن فأذن فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله ركعتي الفجر ، ثم قام فصلى بهم الصبح ثم
قال : من نسي شيئا من الصلاة فليصلها إذا ذكرها ، فان الله عزوجل يقول : " وأقم
الصلوة لذكرى " ( 1 ) .
قال زرارة : فحملت الحديث إلى الحكم واصحابه ، فقال نقضت حديثك الاول
فقدمت على ابي جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال القوم ، فقال : يا زرارة الا أخبرتهم أنه
قد فات الوقتان جميعا ، وأن ذلك كان قضاء من رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
بيان : عرس " بالتشديد اي نزل في آخر الليل للاستراحة ، وهذا المكان
* ( هامش ) * ( 1 ) طه : 14 .
( 2 ) الذكرى : 134 .
[ 25 ]
اشتهر بالمعرس وهو بقرب المدينة ، ويكلؤنا بالهمز أي يحرسنا من العدو أو من
فوت الصلاة أو الاعم ، ولفظة " ما " في " ما أرقدك " استفهامية ، وربما يتوهم
كونها للتعجب أي ما أكثر رقودك ونومك " أخذ بنفسي " المناسب لهذا المقام سكون
الفاء كما قال الله تعالى " الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " ( 1 )
لكن يأبى عنه جمعه ثانيا على الانفاس ، فانه جمع النفس بالتحريك وجمع النفس
بالسكون الانفس والنفوس ، فالمراد بالنفس الصوت ويكون انقطاع الصوت كناية
عن النوم ، وفي القاموس النفس بالتحريك واحد الانفاس ، والسعة ، والفسحة في الامر
والجرعة والري والطويل من الكلام انتهى .
وبعد إيراد هذه الرواية قال الشهيد رحمة الله ورضوانه عليه " : في هذا
الخبر فوائد :
منها استحباب أن يكون للقوم حافظ إذا ناموا ، صيانة لهم عن هجوم ما
يخاف منه .
ومنها أن الله تعالى أنام نبيه لتعليم أمته ، ولئلا يعير بعض الامة بذلك ،
ولم أقف على راد لهذا الخبر ، لتوهم القدح في العصمة .
ومنها أن العبد ينبغي أن يتفأل بالمكان والزمان ، بحسب ما يصيبه فيها من
خير أوغيره ، ولهذا تحول النبي صلى الله عليه وآله إلى مكان آخر .
ومنها استحباب الاذان للفائتة كما يستحب للحاضرة ، وقد روى العامة عن
أبي قتادة وجماعة من الصحابة في هذه الصورة أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بلالا فأذن فصلى
ركعتي الفجر وأمره فأقام فصلى صلاة الفجر .
ومنها استحباب قضاء السنن .
ومنها جواز فعلها لمن عليه قضاء ( 2 ) وإن كان قد منع منه أكثر المتأخرين ،
ومنها شرعية الجماعة في القضاء كالاداء .
* ( هامش ) * ( 1 ) الزمر : 42 .
( 2 ) لكن لا مطلقا ، بل اذا كانت النافلة راتبة للصلاة الفائتة .
[ 26 ]
ومنها وجوب قضاء الفائتة كفعله ووجوب التأسي به ، وقوله : " فليصلها " .
ومنها أن وقت قضائها ذكرها .
ومنها أن المراد بالآية ذلك .
ومنها الاشارة إلى المواسعة في القضاء لقول الباقر عليه السلام " الا أخبرتهم أنه قد فات
الوقتان " .
ثم قال : وقد روي أيضا في الصحيح ما يدل على عدم جواز النافلة لمن عليه
فريضة ، والشيخ جمع بينهما بالحمل على انتظار الجماعة ، وابن بابويه عمل بمضمون
الخبر ، وأمر بقضاء النافلة ثم الفريضة ، وفي المختلف اختار المنع ، وأشار بعض
الاصحاب إلى أن الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله من المنسوخ إذ النسخ جائز في
السنة انتهى .
وأقول : حمل الشيخ بعيد عن هذا الخبر ، إذ أمر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه بقضاء
النافلة يدل على اجتماعهم فلا انتظار ، وكذا النسخ أيضا لا يجري فيه ، والاوجه ما
أومأنا إليه بالحمل على استحباب التأخير ، والله يعلم .
تتميم
اعلم أنه يستفاد من الخبر أمور أخر ، وهي استحباب التعريس ، واستحباب
كون المؤذن غير الامام ، واستحباب تقديم الاذان على النافلة ، والمنع من النافلة
بعد دخول وقت الفريضة ، ولزوم الجمع بين الاخبار ورفع التنافي عنها ، وحسن
قبول العذر ممن له عذر مرضي ، وجواز إظهار الاحكام عند المخالفين مع عدم التقية .
تنبيه
ربما يتوهم التنافي بين هذا الخبر وبين ما روي [ أنه صلى الله عليه وآله كان يقول : تنام
عيني ولا ينام قلبي وما روي أن نومه صلى الله عليه وآله كان كيقظته وكان يعلم في النوم ما يعلم في
اليقظة ؟ ويمكن الجواب عنه بوجوه :
الاول أن يكون نومه صلى الله عليه وآله في سائر الاحوال كاليقظة ] ( 1 ) وفي تلك الحالة
* ( هامش ) * ( 1 ) ما بين العلامتين زيادة منا اقتباسا من كلامه قدس سره في باب سهوه ونومه صلى الله عليه وآله
[ 27 ]
أنامه الله تعالى نوما كنوم الناس للمصلحة ، الثاني أنه صلى الله عليه وآله لم يكن مكلفا
بهذاالعلم كما أنه لم يكن مكلفا بالعلم بما كان يعلمه من كفر المنافقة ، وعدم الظفر
بالكافرين ، وأمثال ذلك ، الثالث أن يقال لعله صلى الله عليه وآله كان مكلفا في ذلك بترك الصلاة
لبعض المصالح وقد مر الكلام في ذلك ( 1 ) .
4 غياث سلطان الورى : للسيد ابن طاوس باسناده عن حريز ، عن زرارة
عن ابي جعفر عليه السلام قال : قلت له : رجل عليه دين من صلاة قام يقضيه فخاف أن
يدركه الصبح ولم يصل صلاة ليلته تلك ، قال عليه السلام : يؤخر القضاء ويصلي
صلاة ليلته تلك
5 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي
ابن سعيد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : إن الله تبارك
وتعالى أتم صلاة الفريضة بصلاة النافلة ، وأتم صيام الفريضة بصيام النافلة الخبر ( 2 ) .
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عثمان بن عبدالملك ، عن ابي بكر قال :
قال لي أبوجعفر عليه السلام : أتدري لاي شئ وضع التطوع ؟ قلت : ما ادري جعلت فداك
قال : إنه تطوع لكم ونافلة للانبياء ، وتدري لم وضع التطوع ؟ قلت : لا ادري
جعلت فداك قال : لانه إن كان في الفريضة نقصان فصبت النافلة ( 3 ) على الفريضة حتى
تتم إن الله عزوجل يقول لنبيه صلى الله عليه وآله " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ( 4 ) .
* ( هامش ) * عن الصلاة ج 17 ص 121 من هذه الطبعة .
( 1 ) زاد رحمه الله في الباب المزبور احتمالا رابعا وهو أن يقال : لا ينافى اطلاعه في
النوم على الامور عدم قدرته على القيام ما لم تزل عنه تلك الحالة ، فان الاطلاع من الروح
والنوم من أحوال الجسد .
( 2 ) علل الشرايع ج 1 ص 270 .
( 3 ) في المصدر : قضيت النافلة .
( 4 ) علل الشرايع ج 2 ص 17 ، والاية في الاسراء : 79 .
[ 28 ]
بيان : " ونافلة للانبياء " أي فريضة زائدة عليهم كما سيأتي في تفسير الآية
" فصبت النافلة " بالصاد المهملة والباء الموحدة اي افرغت كناية عن كثرة النافلة ،
وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة على بناء المعلوم من الضب بمعنى اللصوق و
الاول اصوب .
6 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن ايوب بن نو ، عن ابن
أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام إن العبد
لترفع له من صلاته نصفها أو ثلثها أو ربعها أوخمسها ، وما يرفع له إلا ما أقبل
عليه منها بقلبه ، وإنما امرنا بالنوافل ليتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة ( 1 ) .
ومنه : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن يعقوب
ابن يزيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنما جعلت النافلة ليتم
بها ما يفسد من الفريضة ( 2 ) .
7 المحاسن : عن علي بن الحكم ، عن عثمان بن عبدالملك ، عن ابي بكر
قال ، قال أبوجعفر عليه السلام : يا بابكر تدري لاي شئ وضع عليكم التطوع ، وهو
تطوع لكم وهونافلة للانبياء ؟ إنه ربما قبل من الصلاة نصفها وثلثها وربعها ،
وإنما يقبل منها ما أقبلت عليها بقلبك ، فزيدت النافلة عليها حتى تتم بها ( 3 ) .
8 السرائر : نقلا من كتاب حريز ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام :
لا تصل من النافلة شيئا وقت الفريضة ، فانه لا تقضى نافلة في وقت فريضة ، فاذا دخل
وقت الفريضة فابدأ بالفريضة .
وقال : قال أبوجعفر عليه السلام : إنماجعلت القدمان والاربع والذراع والذراعان
وقتا لمكان النافلة ( 4 ) .
بيان : يدل على ما أومأنا إليه من أن المراد بوقت الفريضة الوقت المختص
* ( هامش ) * ( 21 ) علل الشرايع ج 2 ص 18 .
( 3 ) المحاسن ص 316 .
( 4 ) السرائر : 472 .
[ 29 ]
بفضل الفريضة ، والظاهر من النوافل الرواتب إلا أن يقال : لا يجوز غيرها بطريق
أولى ، وفيه نظر ( 1 ) .
9 العلل والعيون : عن ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان
عن الرضا عليه السلام فيما رواه عنه من العلل : فان قال : لم جعل صلاة السنة أربعا و
ثلاثين ركعة قيل : لان الفريضة سبع عشرة ركعة ، فجعلت السنة مثلي الفريضة ،
كمالا للفريضة .
فان قال : فلم جعل صلاة السنة في أوقات مختلفة ولم يجعل في وقت واحد ؟ قيل
لان أفضل الاوقات ثلاثة عند زوال الشمس ، وبعد الغروب ، وبالاسحار فأحب أن
يصلى له في هذه الاوقات الثلاثة لانه إذا فرقت السنة في أوقات شتى كان أداؤها أيسر
وأخف من أن تجمع كلها في وقت واحد ( 2 ) .
بيان : " لانه إذا فرقت " لما ظهر مما سبق أن هذه الاوقات لفضلها أنسب
من ساير الاوقات للنافلة ، فكان يمكن أن يجعل الجميع في وقت واحد منها فتمم التعليل
بأن التفريق كان أخف وأيسر ، فلذا فرقها عليها .
10 اعلام الورى : نقلا من نوادر الحكمة باسناده ، عن عائذ الاحمسي
قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وأنا أريد أن اسأله عن صلاة الليل ونسيت ،
فقلت : السلام عليك يا ابن رسول الله ، فقال عليه السلام : أجل والله أنا ولده وما نحن بذي
قرابة ، من أتى الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسأل عما سوى ذلك ، فاكتفيت
بذلك ( 3 ) .
11 العلل : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن علي
ابن الريان ، عن الحسن بن محمد ، عن عبدالرحمن بن ابي نجران ، عن عبدالرحمن
ابن حماد ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رجل : يا رسول الله
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 1 ص 251 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 111 .
( 3 ) اعلام الورى ص 268 .
[ 30 ]
يسأل الله عما سوى الفريضة ؟ قال : لا ( 1 ) .
12 نهج البلاغة ( 2 ) ومشكوة الانوار : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن
للقلوب إقبالا وإدبارا فاذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها
على الفرائض ( 3 ) .
13 النهج : قال عليه السلام : لا قربة للنوافل إذا اضرت بالفرائض ( 4 ) .
ومنه : قال عليه السلام : قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول ( 5 ) .
وقال عليه السلام : إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها ( 6 ) .
بيان : " مملول " أي يحصل الملال منه ، يقال : مللت الشئ بالكسر ومللت
منه أيضا إذا سئمته ، ذكره الجوهري ، والحاصل أن العبادة القليلة تداوم عليها من
النوافل خير من عبادة كثيرة تأتي بها أياما ثم تملها وتتركها " إذا أضرتا النوافل "
اي بأن تؤخرها عن أوقات فضلها أو توجب الكسل عنها ، وعدم إقبال القلب عليها
وربما يستدل به وبسابقه على عدم جواز النافلة لمن عليه الفريضة .
14 النهج واعلام الدين : فيما كتب أمير المؤمنين إلى حارث الهمدانى :
وأطع الله في جمل ( 7 ) أمورك ، فان طاعة الله فاضلة على ما سواها ، وخادع نفسك
في العبادة ، وارفق بها ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليها
من الفريضة ، فانه لا بد من قضائها ، وتعاهدها عند محلها ، وإياك أن ينزل بك
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 2 ص 148 في حديث .
( 2 ) نهج البلاغة تحت الرقم 312 من قسم الحكم .
( 3 ) مشكاة الانوار : 256 .
( 4 ) نهج البلاغة تحت الرقم 39 من قسم الحكم .
( 5 ) نهج البلاغة تحت الرقم 278 من قسم الحكم
( 6 ) نهج البلاغة تحت الرقم 279 من قسم الحكم .
( 7 ) في المصدر " جميع أمورك " .
[ 31 ]
الموت وأنت آبق من ربك في طلب الدنيا الخبر ( 1 ) .
ايضاح : في " جمل أمورك " أي جميعها " وخادع نفسك " اي حملها ما
ثقل عليها من الطاعات بلطف ومداراة من غير عنف ، حتى تتابعك وتوافقك عليها
" وخذ عفوك " اي ما فضل من أوقاتها عن ضرورياتها ، لتكون ناشطة فيها ، ولا


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 31 سطر 5 الى ص 39 سطر 5

تكلفها فوق طاقتها وما يشق عليها فتمل وتضجر ، قال الجوهري : عفو المال مايفضل
عن النفقة .
15 المحاسن : عن عبدالرحمن بن حماد ، عن حنان بن سدير ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله تعالى : ما تحبب إلي عبدي
بشئ أحب إلي مما افترضته عليه ، وإنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه ، فاذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده
التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، إذا دعانى أجبته ، وإذا سألني أعطيته ، وما
ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت المؤمن : يكره الموت وأنا أكره
مساءته ( 2 ) .
تحقيق : هذا الخبر يحتمل وجوها : الاول أنه لكثرة تخلقه بأخلاق ربه
ووفور حبه لجناب قدسه ، تخلى عن شهوته وإرادته ، ولا ينظر إلى ما يحبه سبحانه
ولا يبطش إلا إلى ما يوصله إلى قربه تعالى وهكذا .
الثاني أن يكون المراد أنه تعالى أحب إليه من سمعه وبصره ولسانه ويده
ويبذل هذه الاعضاء الشريفة فيما يوجب رضاه ، فالمراد بكونه سمعه أنه في حبه
وإكرامه بمنزلة سمعه بل أعز منه ، لانه يبذل سمعه في رضاه وكذا البواقي .
الثالث : أن يكون المعنى : كنت نور سمعه وبصره ، وقوة يده ورجله
ولسانه .
والحاصل أنه لما استعمل نور بصره فيما يرضى ربه ، أعطاه بمقتضى وعده
* ( هامش ) * ( 1 ) نهج البلاغة تحت الرقم 61 من قسم الرسائل ، واعلام الدين مخطوط .
( 2 ) المحاسن : 291 .
[ 32 ]
سبحانه " لئن شكرتم لازيدنكم " ( 1 ) نورا من أنواره به يميز بين الحق والباطل
وبه يعرف المؤمن والمنافق ، كما قال الله تعالى : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " ( 2 )
وقال صلى الله عليه وآله : المؤمن ينظر بنور الله .
وكذا لما بذل قوته في طاعته ، أعطاه قوة فوق طاقة البشر ، كما قال مولانا
الاطهر " ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية بل بقوة ربانية " وهكذا .
الرابع أنه لما خرج عن سلطان الهوى ، وآثر على جميع مراداته وشهواته
رضى المولى ، صار الرب تبارك وتعالى متصرفا في نفسه وبدنه ، مدبرا لقلبه وعقله
وجوارحه ، فيه يسمع وبه يبصرو به ينطق وبه يمشي وبه يبطش ، كما ورد في تأويل
قوله تعالى : " وما تشاؤن إلا ان يشاء الله " ( 3 ) وهذا معنى دقيق لا يفهمه إلا
العارفون ، وليس المراد به المعنى الذي باح به المبتدعون ، فانه الكفر الصريح
والشرك القبيح .
ولقد أطنبنا الكلام في ذلك في كتاب الايمان والكفر ، وبعض كتبنا الفارسية
واكتفينا هنا باشارات خفية ينتفع بها أرباب الفطن الذكية ، وأما قوله سبحانه " ما
ترددت في شئ " فقد مضى شرحه في كتاب الجنائز وغيره .
16 العلل : عن علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحصين
عن إبراهيم بن مخلد ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن بشير ، عن ابن سنان ، عن
أبي عبدالله القزويني قال : قلت لابي جعفر عليه السلام محمد بن علي الباقر : لاي علة تصلى
الركعتان بعد العشاء الاخرة من قعود ؟ قال : لان الله تبارك وتعالى فرض سبع عشر
ركعة ، فأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله مثليها ، فصارت إحدى وخمسين ركعة ، فتعدان
هاتان الركعتان من جلوس بركعة ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) ابراهيم : 7 .
( 2 ) الحجر : 75 .
( 3 ) الانسان : 30 : والتكوير ص 29 .
( 4 ) علل الشرايع ج 2 ص 19 .
[ 33 ]
17 البصائر : عن الحسين بن علي ، عن عيسى ، عن مروان ، عن الحسين
ابن موسى الحناط قال : خرجت أنا وجميل بن دراج وعائذ الاحمسي حاجين ،
قال : وكان يقول عائذ لنا : إن لي حاجة إلى أبي عبدالله عليه السلام أريد أن أسأله عنها ،
قال : فدخلنا عليه فلما جلسنا قال لنا مبتدئا : من أتى الله بما افترض عليه لم يسأله
عما سوى ذلك ، قال : فغمزنا عائذ ، فلما قمناقلنا ما حاجتك ؟ قال : الذي سمعنا
منه ، إني رجل لا أطيق القيام بالليل ، فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به
فأهلك ( 1 ) .
بيان : " بما افترض عليه " أي في القرآن في اليوم والليلة ، أي الصلوات
الخمس ، أومطلق الواجبات ويكون الغرض عدم المؤاخذة على ترك النوافل بأن
يكون الراوي مع علمه بكونها نافلة مندوبة احتمل ترتب العقاب على تركها ( 2 )
وهو بعيد .
18 المحاسن ( 3 ) : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 239 .
( 2 ) وذلك لان النوافل سنة للنبى صلى الله عليه وآله وقد قال : من رغب عن سنتى فليس منى ،
ومبنى الجواب على أنه لم يكن راغبا عن سنته صلى الله عليه وآله لانه ما كان يطيق القيام لغلبة النوم عليه
أوغير ذلك من العلل ، بل ولو كان مطيقا للقيام بالليل لم يكن مأثوما لقوله صلى الله عليه وآله : السنة
سنتان : سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة ، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة
وتركها إلى غير خطيئة ، فمن ترك القيام بالليل فقد ترك الفضل ، لكونه سنة في غير
فريضة .
اللهم الا أن يكون تركه لاجل التهاون فيصدق عليه الرغبة عن سنته صلى الله عليه وآله ، كأن يكون
من المشاغل ، ويكفيه النوم في اوائل الليل ، بحيث يستيقظ مرارا أولا تأخذه النوم
وهو معذلك لا يقوم للصلاة ، بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره .
( 3 ) في مطبوعة الكمبانى : المجالس ، وهو سهو لم نجد الحديث فيه بعد الفحص
الشديد .
[ 34 ]
الثمالي قال : كان علي بن الحسين عليه السلام سافر صلى ركعتين ثم ركب راحلته ، و
بقي مواليه يتنفلون فيقف ينتظرهم فقيل له ألا تنهاهم ؟ فقال : إني أكره أن أنهى عبدا
إذا صلى ، والسنة أحب إلي ( 1 ) .
بيان : يحتمل أن يكون المراد ( 2 ) ابتداء السفر فالركعتان هما المستحبتان عند
الخروج من البيت ، أوفي الطريق ، فالركعتان هما المندوبتان لوداع المنزل وعلى
التقديرين فان كان الموالي يفعلون ذلك بقصد كونها سنة على الخصوص فعدم نهيه عليه السلام
عنه وقوله " أحب إلي " محمولان على التقية وإلا فالاحبية لكون فعلهم موهما
لذلك ، لما قد مر أن الصلاة خير موضوع .
19 المحاسن : عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن بشير ، عن عبدالله
ابن عمرو الخثعمي ، عن سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني أصلي الزوال
ستة ( 3 ) واصلي بالليل ستة عشر ركعة ، فقال : إذن تخالف رسول الله إن رسول الله صلى الله عليه وآله
كان يصلي الزوال ثمان ركعات [ وصلاة الليل ثمان ركعات ] فقلت قد أعرف أن هذا هكذا
( 1 ) المحاسن ص 223 .
( 2 ) المراد بالحديث أنه عليه السلام كان يصلى في السفر صلاة الظهر والعصر ركعتين
لا يتنفل لهما ، ولكن مواليه كانوا يتنفلون على رأس الجمهور وعامة أهل المدينة ، ولما كان
ذلك خلاف السنة ، ينحاز عنهم ويركب راحلته ويقف ناحية ينتظرهم حتى يتنفلوا ويركبوا
ويلحقوا به عليه السلام ، ولما قال له بعض أصحابه ( ع ) : الا تنهاهم عن الاشتغال بالتنفل وهم
مواليك لئلا يبطؤا عليك فتنتظرهم ؟ أو ألا تنهاهم عن التنفل مع أنها بدعة ؟ فقال ( ع ) : انى
أكره أن أنهى عبدا اذا صلى ، لكنى أعمل بالسنة فان السنة أحب إلى . لكنه ( ع ) كان يتقى
بذلك عن العامة ، فان المسلم عندهم أن الله عزوجل لا يعذب أحدا على كثرة صيامه وصلاته ،
ولكنه يعذب على ترك السنة ، وهم قد تركوا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وآله فالنار أولى لهم .
( 3 ) الظاهر " ستة عشر " بقرينة قوله " ولكنى أقضى للايام الخالية " فكان يصلى
الزوال ثمان ركعات وثمان ركعات قضاء وهكذا بالليل ، وهذه سيرة معمولة للناس في قضاء
صلواتهم الفريضة والنافلة لئلا يملوا من الاتيان بالقضاء متتابعا .
[ 35 ]
ولكني أقضي للايام الخالية ( 1 ) .
20 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن عبدالله بن علي الزراد قال : سأل أبوكهمش
أبا عبدالله عليه السلام فقال : يصلي الرجل نوافله في موضع أو يفرقها ؟ فقال : لا ، بل ههنا
وههنا ، فانهاتشهد له يوم القيمة .
قال الصدوق رحمه الله : يعني أن بقاع الارض تشهد له ( 2 ) .
21 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسين ، عن جده علي بن جعفر ،
عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن رجل صلى نافلة وهو جالس من غير علة ؟ كيف
يحتسب صلاته ؟ قال : ركعتين بركعة ( 3 ) .
بيان : الخبر يدل على حكمين : الاول جواز الاتيان بالنافلة جالسا مع
القدرة على القيام ، وهو المشهور بين الاصحاب ، قال في المعتبر : هو إطباق العلماء
وادعى في المنتهى أنه لا يعرف فيه خلافا ، وكأنهما لم يعتدا بخلاف ابن إدريس ،
حيث منع من الجلوس النافلة في غير الوتيرة اختيارا ، والاخبار الكثيرة المعتبرة
حجة عليه .
الثاني أنه مع القدرة على القيام يستحب أن يحسب ركعتين بركعة ، وإنما
قلنا يستحب ، لانه ورد في بعض الروايات جواز الاكتفاء بالعدد ، ومقتضى الجمع
الحمل على الاستحباب .
قال في الذكرى : روى الاصحاب عن محمد بن مسلم ( 4 ) قال : سألت أباعبدالله
عليه السلام ، عن رجل يكسل أو يضعف فيصلي التطوع جالسا ، قال : يضعف
ركعتين بركعة .
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن : 223 . وما بين العلامتين ساقط عن مطبوعة الكمباني .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 32 .
( 3 ) قرب الاسناد : 126 ط نجف .
( 4 ) رواه في التهذيب ج 1 ص 182 .
[ 36 ]
وروى سدير ( 1 ) عن أبي جعفر عليه السلام ما اصلي النوافل إلا قاعدا منذ حملت
هذا اللحم .
وعن أبي بصير ( 2 ) عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عمن صلى جالسا من غير
عذر ، أتكون صلاته ركعتان بركعة ؟ فقال : هي تامة لكم .
وقد تضمنت الاخبار الاول احتساب الركعتين بركعة فتحمل على الاستحباب
وهذاعلى الجواز انتهى .
واقول : الظاهر أنه حمل قوله " لكم " إلى أنه خطاب لمطلق الشيعة ، ويحتمل
أن يكون خطابا لاشباه ابي بصير من العميان والزمنى والمشايخ ، فلا يدل على
العموم ، لكن ما فهموه اظهر ، وقال الشيخ في المبسوط : يجوز أن تصلي النوافل
جالسا مع القدرة على القيام ، وقد روي أنه يصلي بدل ركعة بركعتين وروي أنه ركعة
بركعة ، وهما جميعا جائزان انتهى .
وفي جواز الاستلقاء والاضطجاع فيها اختيارا قولان أقربهما العدم ، واختار
العلامة في بعض كتبه الجواز حتى اكتفى باجراء القراءة والاذكار على القلب دون
اللسان ، واستحب تضعيف العدد في الحالة التي صلى فيها على حسب مرتبتها من
القيام ، فكما يحسب الجالس ركعتين بركعة يحسب المضطجع بالايمن اربعا بركعة
وبالايسر ثمانا ، والمستلقي ستة عشر ، ولا دليل على شئ من ذلك .
22 ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله
عن الحسن بن محبوب ، عن الحسن الواسطي ، عن موسى بن بكر ، عن ابي الحسن عليه السلام
قال : صلاة النوافل قربان كل مؤمن ( 3 )
23 قرب الاسناد : بالسند المتقدم عن علي بن جعفر ، عن أخيه عليه السلام
قال : سألته عن الرجل ينسى ما عليه من النافلة وهو يريد أن يقضي [ كيف يقضي ؟
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 3 ص 410 .
( 2 ) رواه في التهذيب ج 1 ص 184 .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 27 .
[ 37 ]
قال : يقضي ] حتى يرى أنه قد زاد ما عليه وأتم ( 1 ) .
بيان : المشهور بين الاصحاب أنه يقضي حتى يغلب على ظنه الوفاء وقاسوا
الفريضة عليها بالطريق الاولى ، ويمكن حمل الرؤية هنا على الظن كما أنه في
خبر آخر ( 2 ) تحر ، وفي آخر توخ ( 3 ) وفي آخر فيمن لا يدرى ما هو من كثرتها
قال : فليصل حتى لا يدري كم صلى من كثرتها فيكون قد قضى بقدر علمه من
ذلك ( 4 ) .
24 السرائر : نقلا من كتاب حريز ، عن ابي بصير قال : قال أبوجعفر عليه السلام
في حديث : افصل بين كل ركعتين من نوافلك بالتسليم ( 5 ) .
25 كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن حميد بن شعيب ، عن جابر
الجعفي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إني أحب
أن أدوم على العمل إذا عودته نفسي ، وإن فاتني من الليل قضيته بالنهار وإن فاتني
بالنهار قضيته بالليل ، وإن أحب الاعمال إلى الله ماديم عليها فان الاعمال تعرض
كل خميس وكل رأس شهر ، وأعمال السنة تعرض في النصف من شعبان ، فاذا عودت
نفسك عملا فدم عليه سنة .
26 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ،
عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن الرجل هو في وقت صلاة الزوال أيقطعه بكلام ؟
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 117 ، وما بين العلامتين ساقط من المطبوعة .
( 2 ) عن مرازم قال : سأل اسماعيل بن جابر أبا عبدالله ( ع ) فقال : أصلحك الله ان
على نوافل كثيرة ، فكيف أصنع ؟ فقال : اقضها ، فقال له : انها أكثر من ذلك ، قال :
اقضها ، قال : لا احصيها ، قال : توخ ، راجع الكافى ج 3 ص 451 ، التهذيب ج 1 ص 126
وتراه في علل الشرايع ج 2 ص 50 و 51 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 214 .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص ص 136 ، المحاسن ص 315 .
( 5 ) السرائر : 471 .
[ 38 ]
قال : نعم لا بأس ( 1 ) .
وسألته عن الرجل يلتفت في صلاته هل يقطع ذلك صلاته ؟ قال : إذا كانت
الفريضة والتفت إلى خلفه فقد قطع صلاته فيعيد ما صلى ولا يعتد به ، وإن كانت
نافلة لم يقطع ذلك صلاته ، ولكن لا يعود ( 2 )
قال : وسألته عن الرجل يريد أن يقرأ مائة آية أو أكثر في نافلة فيتخوف
أن يضعف ويكسل ، هل يصلح له أن يقرأها وهو جالس ؟ قال : ليصل ركعتين بما
أحب ثم لينصرف ، فليقرأ ما بقي عليه مما أراد قراءته ، فان ذلك يجزيه
مكان قراءته وهو قائم ، فان بداله أن يتكلم بعد التسليم من الركعتين فليقرأ
فلا بأس ( 3 ) .
قال : وقال أخي عليه السلام : نوافلكم صدقاتكم فقدموها أنى شئتم ( 4 ) .
قال : وسألته عن الرجل يكون في السفر فيترك النافلة وهو مجمع أن يقضي
إذا أقام هل يجزيه تأخير ذلك ؟ قال : إن كان ضعيفا لا يستطيع القضاء أجزأه ذلك ،
وإن كان قويا فلا يؤخره ( 5 ) .
قال : وسالته عن الرجل يصلي النافلة هلى صلح له أن يصلي أربع ركعات
لا يسلم بينهن ؟ قال : لا إلا أن يسلم بين كل ركعتين ( 6 ) .
توضيح : " أيقطعه " اي بعد التسليم من كل ركعتين لا في أثناء كل منها ،
فانه لا خلاف في إبطال الكلام للنافلة أيضا وقوله : " وإن كانت نافلة " يؤيد ما ذهب
إليه بعض الاصحاب من عدم وجوب الاستقبال في النافلة مطلقا وأما أكثر الاصحاب
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 119 .
( 2 ) قرب الاسناد : 126 .
( 3 ) قرب الاسناد ص 126 و 127 .
( 4 ) قرب الاسناد ص 127 .
( 5 ) قرب الاسناد ص 130 .
( 6 ) قرب الاسناد ص 118 .
[ 39 ]
القائلون بلزومه فيهالم يفرقوا في الالتفات المبطل بين الفريضة والنافلة ، وإن كان
القول بالفرق غير بعيد .
قوله : " ليصل ركعتين " يدل على أن الاختصار في القراءة قائما أفضل من
التطويل ، مع كون بعضها جالساإذا قرأ ما أراد بعد الصلاة ، وأنه لا يضر توسط
الكلام بين الصلاة والقراءة في ذلك " فقدموها " يدل على جواز تقديم النوافل


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 39 سطر 6 الى ص 47 سطر 6

مطلقا كما يدل عليه غيره ، وحملها في التهذيب على الضرورة والمشهور عدم الجواز
إلا فيما استثنى تأخير ذلك اي ترك القضاء .
" إلا أن يسلم " يدل على عدم جواز النافلة أزيد من ركعتين بسلام ، إلا ما
استثني ، والاخبار المعارضة لذلك أكثرها ضعيفة ، والاحوط عدم الاتيان بها ، وإن
كان صلاة الاعرابي ، فانها ايضا كذلك كما ستعرف ، والحكم بكون جميع النوافل
ركعتين بتشهد وتسليم ذكره الشيخ في الخلاف والمبسوط وابن إدريس والمحقق
وجمهور المتأخرين ، ولا خلاف في استثناء الوتر ، واستثنى جماعة صلاة الاعرابي
حسب مع ورود صلوات كثيرة في كتب العبادات كذلك واشتراك صلاة الاعرابي معها
في ضعف السند ، وسيأتي الكلام فيها .
27 الخصال : عن أبيه عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن قاسم بن يحيى ،
عن جده الحسن ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يصلي الرجل نافلة في وقت فريضة ، إلا من عذر ، ولكن
يقضي بعد ذلك إذا أمكنه القضاء ، قال الله تبارك وتعالى " الذين هم على صلوتهم
دائمون " ( 1 ) يعني الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار ، وما فاتهم من النهار بالليل
لا تقضي النافلة في وقت فريضة ابدء بالفريضة ثم صل ما بدالك ( 2 ) .
28 قرب الاسناد : عن محمد بن الوليد ، عن عبدالله بن بكير قال : سألت
أبا عبدالله عليه السلام عن الصلاة قاعدا أو يتوكأ على عصا أو على حائط فقال : ما شأن أبيك
* ( هامش ) * ( 1 ) المعارج ، 23 .
( 2 ) الخصال ج 2 ص 156 .
[ 40 ]
وشأن هذا ؟ ما بلغ أبوك هذا بعد ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما عظم أو بعد ما ثقل
كان يصلي وهو قائم ، ورفع أحد رجليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى " طه ما أنزلنا
عليك القرآن لتشقى " .
ثم قال ابوعبدالله عليه السلام لا باس بالصلاة وهو قاعد وهو على نصف صلاة القائم ، ولا
بأس بالتوكى على عصا والاتكاء على الحائط ، قال : ولكن يقرء وهو قاعد ، فاذا بقيت
آيات قام فقرأهن ثم ركع ( 1 )
بيان : يدل على أنه علم بنور الامامة أن السؤال كان لوالده ، فلذا تعرض
له ، ولعله كان تحمل ما هو أشق في الصلاة مطلوبا ، والقيام على إحدى الرجلين
فيها جائزا فنسخا ، وأما القراءة جالسا وإبقاء شئ من القراءة ليقرأها قائما ثم يركع
عن قراءة ، فمما ذكر الاصحاب استحبابه ودلت عليه الاخبار .
29 قرب الاسناد : عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل
كلهم ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
تبوك وكان يصلي على راحلته [ صلاة الليل حيثما توجهت به ويؤمئ إيماء ( 2 ) .
ومنه : عن الحسن بن طريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه ، عن علي عليهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوتر على راحلته في غزاة تبوك .
قال : وكان علي عليه السلام يوتر على راحلته ( 3 ) ] إذا جد به السير ( 4 ) .
30 العلل : عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن
عمه عبدالله ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
سألته عن الرجل يقرء السجدة وهو على ظهر دابته ، قال : يسجد حيث توجهت به ، فان
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 104 ط نجف ص 80 ط حجر .
( 2 ) قرب الاسناد ص 13 ط نجف .
( 3 ) ما بين العلامتين ساقط عن المطبوعة ( ط أمين الضرب ) اضفناه من المصدر بقرينة
صدر الحديث الاول وذيل الثانى ، راجع ج 84 ص 96 .
( 4 ) قرب الاسناد ص 73 ط نجف .
[ 41 ]
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلي على ناقته وهومستقبل المدينة ، يقول الله عزوجل " فأينما
تولوا فثم وجه الله " ( 1 ) .
العياشى : عن حماد بن عثمان عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
بيان : محمول على النافلة ، ولا خلاف في جوازها على الراحلة ، وقد مر الكلام
في تلك الاخبار مفصلا في باب القبلة وباب الاستقرار ( 3 ) .
31 مجالس ابن الشيخ : عن ابن بسران عن إسماعيل بن محمد الصفار ، عن محمد بن
صالح الانماطي ، عن أبي صالح الفرا ، عن ابي إسحاق الفزاري ، عن سفيان الثوري ، عن عمرو
ابن دينار ، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على راحلته حيث توجهت به ( 4 ) .
32 العلل : عن أبيه : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن
حديد وابن ابي نجران ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن ابي جعفر عليه السلام قال :
قلت له : رجل مرض فتوحش فترك النافلة ، فقال : يا محمد إنها ليست بفريضة إن
قضاها فهو خير له ، وإن لم يفعل فلا شئ عليه ( 5 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن
مرازم قال : سال إسماعيل بن جابر أبا عبدالله عليه السلام فقال : أصلحك الله إن علي
نوافل كثيرة فكيف اصنع ؟ فقال : اقضها ، فقال له : إنها أكثر من ذلك ، قال :
اقضها ، قال لا أحصيها ، قال : توخ ، قال مرازم : فكنت مرضت اربعة أشهر ولم اصل
نافلة فقال : ليس عليك قضاء إن المريض ليس كالصحيح كلما غلبت عليه فالله أولى
بالعذر فيه ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 2 ص 47 و 48 والاية في البقرة : 115 .
( 2 ) تفسير العياشي ج 1 ص 57 .
( 3 ) راجع ج 84 ص 70 و 100 .
( 4 ) أمالى الطوسى ج 2 ص 13 .
( 5 ) علل الشرايع ج 2 ص 50 .
( 6 ) علل الشرايع ج 2 ص 5150 .
[ 42 ]
بيان : قال في المنتهى : يستحب قضاء النوافل المرتبة مع الفوائت ، وعليه
فتوى علمائنا ، ولو فاتته نوافل كثيرة لا يعلمها صلى إلى أن يغلب على ظنه الوفاء ،
كالواجب ، ولو فاتت لمرض لم يتأكد استحباب القضاء ( 1 ) انتهى .
* ( هامش ) * ( 1 ) ضابطة الباب أن القضاء يتبع حال الاداء ، أما الفرائض فلما كانت على المؤمنين
كتابا موقوتا تجب حال الاختيار والاضطرار ، كانت قضاؤها واجبا بالامر الاول على اى حال
كان على ما مر في ج 82 ص 313 ، وأما النوافل ، فلما كان الاخذ بها فضيلة رغبة في
ثواب الله والدار الاخرة ، فالمكلف فيها على احدى خصال :
1 حالة فراغ ونشاط في اقبال قلب ، يتأكد عليه أداء النوافل على حد سائر السنن
والا لكان في تركها رغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وقد قال " من رغب عن سنتى فليس
منى " فلوتركها متهاونا بها لوجب عليه أن يستغفر الله ويتأكد عليه أن يؤديها قضاء خارج
الوقت كما كان حال الاداء .
2 حالة شغل وهم سلب نشاطه وفراغه واقبال قلبه بحيث اذا اطاق نفسه باتيان النوافل
كان ثقيلا عليها ، فاللازم عليه مصلحة لنفسه أن يتركها ، لقوله صلى الله عليه وآله
" لا تكرهوا إلى انفسكم العبادة فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا ابقى "
الا أنه يأتى بها قضاء في ظرف آخر ليس له شغل ولا هم في اقبال قلب ونشاط :
ويتأكد عليه القضاء ، اذا كان عروض الهم والشغل له بسوء اختياره كالاشتغال بما
لا ينبغي من مشاغل الدنيا وادخار زخرفها الدنية أواللهو واللعب وامثاله ، ولا يتأكد عليه
القضاء اذا كان في ظرف الاداء مشتغلا بعبادة اخرى اهم تفوت وقتها كتمريض اخوانه والاهتمام
في قضاء حاجة أخيه المؤمن وغير ذلك من محاب الله عزوجل .
3 حال مرض أواغماء أو غير ذلك من الموانع التى تمنعه من الاتيان بالنوافل قهرا
أو يذهب بنشاطه واقبال قلبه طبعا ، ولماكان عروض ذلك من غلبة الله عليه بمشيئته كان القضاء
أيضا ساقطا عنه كما في حال الاداء : ولعل الله عزوجل يثيبه أكثر من ثواب النافلة لما قد كتب
على نفسه الرحمة ، وسيجئ ما يدل على ذلك في روايات أهل البيت عليهم السلام .
4 حال السفر الذي من الله على عباده بوضع الركعات المسنونة الداخلة في الفرض
[ 43 ]
33 تفسير علي بن ابراهيم : عن ابيه ، عن صالح بن عقبة ، عن جميل ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : قال له رجل : جعلت فداك ربما فاتتني صلاة الليل الشهر
والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار ، ايجوز ذلك ؟ قال : قرة عين لك والله ثلاثا إن
الله يقول : " وهوالذي جعل الليل والنهار " ( 1 ) الآية فهو قضاء صلاة النهار بالليل
وقضاء صلاة الليل بالنهار ، وهو من سر آل محمد المكنون ( 2 ) .
34 المحاسن : عن ابن محبوب ، عن الحسين بن صالح بن حي قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعها وسجودها
ثم جلس فأثنى على الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سال الله حاجته ، فقد طلب الخير
في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب ( 3 ) .
ومنه : عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن
الرب ليعجب ملائكته من العبد من عباده يراه يقضي النافلة ، فيقول : انظروا إلى عبدي
يقضي ما لم افترض عليه ( 4 ) .
ومنه : عن أبي سمينة ، عن محمد بن أسلم ، عن عبدالله بن سنان قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام في رجل عليه من النوافل ما لا يدري كم هو لكثرته ؟ قال : يصلي
* ( هامش ) * وهي الاخريان من كل رباعية فيتبعها نوافلها المسنونة الخارجة عن الفرض بطريق أولى ،
فلو أراد المكلف أن يأتي بالنوافل حال السفر اداء ، كان ردا لمنه تعالى ونقضا لما استصلحه
من مرافق السفر ، وهو قبيح بل حرام لاستلزامه التهاون بجلاله وعزه واستحقارا لمنه ، ولما
لم يكن لها حال اداء لم يكن لهاقضاء بالتبع ، وامانافلة العشاء فسيجئ الكلام فيه .
( 1 ) الفرقان : 62 .
( 2 ) تفسير القمى ص 467 .
( 3 ) المحاسن ص 52 تحت عنوان " ثواب صلاة النوافل " ولذلك تبعه المؤلف
العلامة فأدرج الحديث في الباب ، وعندى أن المراد بالركعتين ركعتا صلاة الحاجة ،
لا النافلة .
( 4 ) المحاسن ص 5352 .
[ 44 ]
حتى لا يدري كم صلى من كثرته ، فيكون قد قضى بقدر ماعليه من ذلك ، قلت : فانه
لا يقدر على القضاء من شغله ، قال : إن شغل في معيشة لا بد منها أو حاجة لاخ مؤمن
فلا شئ عليه ( 1 ) وإن كان شغله لجمع الدنيا فتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء ، وإلا
لقي الله وهو مستخف متهاون مضيع لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله
قلت : فانه لا يقدر على القضاء ، فهل يصلح له أن يتصدق ؟ فسكت مليا ثم
قال : نعم فليتصدق بقدر طوله ، وادنى ذلك مد لكل مسكين مكان كل صلاة ، قلت :
وكم الصلاة التي يجب عليه فيهامد لكل مسكين ؟ قال : لكل ركعتين من صلاة
الليل والنهار ، قلت : لا يقدر ، قال : فمد إذا لكل صلاة الليل ، ومد لصلاة النهار
والصلاة أفضل ( 2 ) .
بيان : هذا الخبر رواه الصدوق في الفقيه ( 3 ) بسنده الصحيح عن ابن سنان و
الكليني ( 4 ) والشيخ أيضا بسنديهما ، وفيما رووه " قال لكل ركعتين من صلاة الليل
ولكل ركعتين من صلاة النهار ، فقلت : فقال : مد إذا لكل أربع ركعات ،
فقلت : لا يقدر ، قال : فمد إذا لصلاة الليل ، ومد لصلاة النهار ، والصلاة
أفضل " ( 5 ) .
وقال أكثر الاصحاب : يتصدق عن كل ركعتين بمد ، فان عجز فعن كل يوم ،
والصواب العمل بمدلول الرواية ، كما فعله الشهيد ره في النفلية وغيرها .
35 المحاسن : عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي
* ( هامش ) * ( 1 ) ومثله ما اذا كان يمرض أحدا من اخوانه أواقربائه .
( 2 ) المحاسن ص 315 .
( 3 ) الفقيه ج 2 ص 359 .
( 4 ) الكافى ج 3 ص 454 .
( 5 ) التهذيب ج 1 ص 136 .
[ 45 ]
وأبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تخفيف الفريضة وتطويل النافلة من العبادة ( 1 ) .
36 العياشى : قال زرارة قلت لابي عبدالله عليه السلام : الصلاة في السفر والمحمل
سواء ؟ قال : النافلة كلها سواء ، تومي إيماء أينما توجهت دابتك وسفينتك ، والفريضة
تنزل لها عن المحمل إلى الارض إلا من خوف ، فان خفت أومأت ، وأما السفينة
فصل فيها قائما وتوخ القبلة بجهدك ، فان نوحا قد صلى الفريضة فيهاقائما متوجها إلى
القبلة وهي مطبقة عليهم ، قال : قلت : وما كان علمه بالقبلة فيتوجهها وهي مطبقة عليهم ؟
قال : كان جبرئيل يقومه نحوها قال : قلت فأتوجه نحوها في كل تكبيرة ؟ قال : أما
في النافلة فلا إن ما تكبر في النافلة على غير القبلة أكثر ، ثم قال : كل ذلك قبلة للمتنفل
إنه قال : " وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " ( 2 ) يعني في الفريضة ، وقال في النافلة
" فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم " ( 3 ) .
37 المختار : من كتاب أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان
عن الحسين بن المختار ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الرجل يصلي وهو يمشي
تطوعا ، قال : نعم ، قال أحمد بن محمد بن ابي نصر : وسمعته أنا من الحسين بن المختار .
38 كتاب المسائل : لعلي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن
الرجل ينسى صلاة الليل فيذكر إذا قام في صلاة الزوال كيف يصنع ؟ قال : يبدء بالزوال
فاذا صلى الظهر قضى صلاة الليل والوتر ما بينه وبين العصر ومتى ما أحب ( 4 ) .
بيان : يدل على جواز قضاء النوافل في أوقات الفرائض ، ويمكن حمله على
ما إذا لم يدخل وقت فضيلة الفريضة .
39 مجالس الشيخ ( 5 ) وجامع الورام ( 6 ) ومكارم الاخلاق : بأسانيدهم
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن ص 324 .
( 2 ) البقرة : 144 .
( 3 ) تفسير العياشى ج 1 ص 56 ، والاية الاخيرة في البقرة : 115 .
( 4 ) المسائل المطبوع في البحار ج 10 ص 282 ، ورواه في قرب الاسناد ص 122 .
( 5 ) أمالى الطوسى ج 2 ص 147 و 148 .
( 6 ) تنبيه الخواطر ج 2 ص 60 .
[ 46 ]
إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله في وصيته له : يا أبا ذر ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع
الارض إلا شهدت له بها يوم القيامة ، وما من منزل ينزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل
يصلي عليهم أويلعنهم .
يا أبا ذر مامن رواح ولا صباح إلا وبقاع الارض ينادي بعضها بعضا : ياجارة
هل مر عليك اليوم ذاكر لله ، أوعبد وضع جبهته عليك ساجدا لله تعالى ، فمن قائلة
لا ، ومن قائلة نعم ، فاذا قالت نعم اهتزت وانشرحت ، وترى أن لها الفضل على
جارتها ( 1 ) .
40 تأويل الايات الظاهرة : نقلا من كتاب محمد بن العباس بن ماه يار ، عن
أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن هاشم الصيداوي
عن أبي عبدالله عليه السلام عن ابيه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من رجل من فقراء شيعتنا
إلا وعليه تبعة ، قلت : جعلت فداك وماالتبعة ؟ قال : من الاحدي والخمسين ركعة ،
ومن صوم ثلاثة ايام من الشهر ، فاذا كان يوم القيامة ، خرجوا من قبورهم ووجوههم
مثل القمر ليلة البدر إلى آخر مامر في كتاب الامامة ( 2 ) .
ومنه : باسناده عن الصدوق ، عن محمد بن الفضيل ، عن ابي الحسن الماضي في
قوله عزوجل : " إلا المصلين الذينهم على صلوتهم دائمون " ( 3 ) قال أولئك والله
اصحاب الخمسين من شيعتنا ، قال : قلت : " والذينهم على صلوتهم يحافظون " ( 4 )
قال : أولئك أصحاب الخمس صلوات من شيعتنا ، قال : قلت : " واصحاب اليمين " ( 5 )
قال : هم والله من شيعتنا .
* ( هامش ) * ( 1 ) مكارم الاخلاق ص 546 .
( 2 ) كنز الفوائد ص 359 ، راجع ج 24 ص 261 .
( 3 ) المعارج : 23 .
( 4 ) المعارج : 34 .
( 5 ) الواقعة : 27 .
[ 47 ]
41 مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن
أبي بكر الجرجرائي ، عن ابي الدنيا المعمر المغربي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي بعد كل صلاة ركعتين ( 1 ) .
بيان : يشكل هذا في الصبح والعصر ، ويمكن القول بنسخه ، أو بأنه كان من
خصائصه صلى الله عليه وآله أو محمول على التقية لما رواه مسلم من العامة وغيره عن
عائشة ( 2 ) قالت : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله ركعتين بعد العصر عندي ، وقال بعض العامة :


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 47 سطر 7 الى ص 55 سطر 7

إنه كان مخصوصا به ، وقال بعضهم : إنه صلى الله عليه وآله شغل عن الركعتين بعد الظهر فقضاهما
بعد العصر ، ثم اثبته إذ كان حكمه أن يداوم ( 3 ) على مافعله مرة ، مع أن أخبار
أبي الدنيا غير معتبرة ، وإنما أوردها الاصحاب للغرابة من جهة علو الاسناد .
42 الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة ، وأعلام الدين للديلمي قال الصادق
عليه السلام : إن القلب يحيى ويموت ، فاذا حي فأدبه بالتطوع ، وإذا مات فاقصره
على الفرائض ( 4 ) .
43 اعلام الدين : قال الرضا عليه السلام : إن للقلوب إقبالا وإدبارا أو نشاطا و
فتورا فاذا أقبلت بصرت وفهمت ، وإذا ادبرت كلت وملت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها
واتركوها عند إدبارها .
* ( هامش ) * ( 1 ) لا يوجد في الامالى المطبوع .
( 2 ) رواه في مشكاة المصابيح ص 105 وقال متفق عليه .
( 3 ) قيل : هاتان الركعتان ركعتا سنة الظهر فاتتا منه صلى الله عليه وآله بسبب الوفود
فقضاهما بعد العصر ، كما جاء في حديث أم سلمة ، وروى أنه شغله قسمة مال أتاه ، ثم داوم
عليها لما كان من عادته الشريفة اذا صلى صلاة أثبتها ، وعدهما بعضهم من خصائصه صلى الله عليه
وآله وقد جاء الاحاديث بطرق متعددة مصرحة أنهما كانتا راتبة العصر ، ولم يكن بسبب عارض .
وبالجملة الاخبار والاثار في النهى عن الصلاة بعد العصر كثيرة ، وعليه الجمهور ، فالاحسن
ان يقال انهما من خصائصه صلى الله عليه وآله .
( 4 ) الدرة الباهرة واعلام الدين مخطوط .
[ 48 ]
وقال الحسن بن علي العسكري عليه السلام : إن للقلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت
فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقصروها على الفرائض ( 1 ) .
44 دعائم الاسلام : رويناعن أبي جعفر وأبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنهما قالا : لا تصل
نافلة وعليك فريضة قد فاتتك ، حتى تؤدي الفريضة ( 2 ) .
وقال أبوجعفر عليه السلام : إن الله لا يقبل نافلة إلا بعد أداء الفرائض ، فقال له رجل :
وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال : أرأيت إن كان عليك يوم من شهر رمضان أكان لك أن
تتطوع حتى تقضيه ؟ قال : لا ، قال فكذلك الصلاة ( 3 ) .
قال مؤلف الدعائم : وهذا في الفوائت أو في آخر وقت الصلاة إذا كان المصلي
إذا بدأ بالنافلة فاته وقت الصلاة فعليه أن يبتدئ بالفريضة ، فأما إن كان في اول الوقت
بحيث يبلغ أن يصلي النافلة ثم يدرك الفريضة في وقتها فانه يصليها ( 4 ) .
ومنه : عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه ، عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله نزل
في بعض اسفاره بواد فبات به فقال من يكلانا الليل ؟ فقال بلال : أنا يا رسول الله ، فنام ونام
الناس جميعا فما أيقظهم إلا حر الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما هذا بلال ؟ فقال :
أخذ بنفسي الذي أخذ بأنفاسكم يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : تنحوا من هذا
الوادي الذي أصابتكم فيه هذه الغفلة ، فانكم نمتم بوادي شيطان ، ثم توضأ وتوضأ
الناس ، وأمر بلالا ثم أذن وصلى ركعتي الفجر ثم أقام وصلى الفجر ( 5 )
ومنه : عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزوجل : " الذينهم على صلواتهم
دائمون " قال : هذا في التطوع ، من حافظ عليه وقضى ما فاته منه ( 6 ) .
وقال : كان علي بن الحسين عليه السلام يفعل ذلك ، يقضي بالنهار ما فاته بالليل وبالليل
ما فاته بالنهار ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الدرة الباهرة واعلام الدين مخطوط .
( 43 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 140 .
( 5 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 141 .
( 6 و 7 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 212 .
[ 49 ]
وعنه عليه السلام قال : من عملا عملا من أعمال الخير فليدم عليه سنة ولا يقطعه
دونها شئ ( 1 ) .
قال المؤلف : ما أظنه أراد بهذا أن يقطع بعد السنة ، ولكنه أراد أن يدرب
الناس على عمل الخير ويعودهم إياه ، لان من داوم عملا سنة لم يقطعه ، لانه
يصير حينئذ عادة ، وقد جربنا هذا في كثير من الاشياء فوجدناه كذلك ( 2 ) .
أقول : وإن كان الامر غالبا كما ذكره ، لكن لا ضرورة إلى هذا التكلف ،
ولا حجر في ترك المستحبات والنوافل .
45 فلاح السائل : باسناده إلى هارون بن موسى التلعكبري عن آخرين
قالوا : أخبرنا محمد بن يعقوب ، عن محمد بن الحسن وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن محمد
ابن علي ، عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم الاحمر ، عن أبي الحسن
العبدي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من قرأ قل هو الله أحد وإنا أنزلناه في ليلة القدر
وآية الكرسي في كل ركعة من تطوعه ، فقد فتح له بأعظم أعمال الآدميين ، إلا من
أشبهه أو من زاد عليه ( 3 ) .
فائدة : نذكر فيها ما يفهم من الاخبار والاصحاب من الفرق في الاحكام بين
الفريضة والنافلة .
الاول : جواز الجلوس فيها اختيارا على المشهور كما عرفت .
الثاني : عدم وجوب السورة فيها إجماعا ، بخلاف الفريضة فانه قد قيل فيها
بالوجوب .
الثالث : جواز القران فيها إجماعا بخلاف الفريضة فانه ذهب جماعة كثيرة إلى
عدم الجواز .
الرابع : جواز فعلها راكبا وماشيا اختيارا على التفصيل المتقدم بخلاف الفريضة
كما عرفت .
* ( هامش ) * ( 21 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 214 .
( 3 ) فلاح السائل ص 128127 .
[ 50 ]
الخامس : أن الشك بين الواحد والاثنين في الفريضة يوجب البطلان ، بخلاف
النافلة فانه يبنى على الاقل كما هو ظاهر اكثر الروايات أو يتخير بين البناء على
الاقل أو الاكثر كما هو المشهور .
السادس : أن الشك في الزايد على الاثنين يوجب صلاة الاحتياط في الفريضة ،
بخلاف النافلة فانه يبنى على الاقل أو هو مخير .
السابع : لو عرض في النافلة ما لو عرض في الفريضة لاوجب سجدة السهو ، لا يوجبها
فيها ، كالكلام إذ المتبادر من الاخبار الواردة في ذلك الفريضة .
الثامن : أن زيادة الركن سهوا في النافلة لا يوجب البطلان بخلاف الفريضة ، وقد
صرح بذلك العلامة في المنتهى والشهيد في الدروس قال في المنتهى : لو قام إلى الثالثة في النافلة
فركع ساهيا أسقط الركوع وجلس وتشهد ، وقال مالك : يتمها أربعا ويسجد للسهو ، ثم
قال : ويؤيده ما رواه الشيخ في الصحيح ( 1 ) عن عبيدالله الحلبي قال : سألته عن رجل سهى
في ركعتين من النافلة فلم يجلس بينهما حتى قام فركع في الثالثة ؟ قال : يدع ركعة
ويجلس ويتشهد ويسلم ويستأنف الصلاة ، وأقول لا يتوهم أن استيناف الصلاة أراد به
استيناف الركعتين المتقدمتين إذ لم يحتج حينئذ إلى التشهد والسلام ، بل المراد استيناف
ما شرع فيه من الركعتين الاخيرتين وروى الحسن ( 2 ) الصيقل في الوتر أيضا مثل ذلك
وقال في آخره : ليس النافلة مثل الفريضة .
التاسع : أن نقصان الركن في الفريضة اي تركه إلى أن يدخل في ركن آخر يوجب
البطلان على المشهور من عدم التلفيق ، وفي النافلة يرجع ويأتي به ، وإن دخل في ركن
آخر ، لان الاصحاب حملوا أحاديث التلفيق على النافلة ، فيدل على قولهم بالفرق
في ذلك .
العاشر : ذهب ابن أبي عقيل إلى عدم وجوب الفاتحة في النافلة ، فهو أحد الفروق
على قوله لكنه ضعيف .
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص 189 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 231 و 189 ط حجر ج 2 ص 189 و 336 ط نجف .
[ 51 ]
الحاديعشر : ذهب العلامة إلى عدم وجوب الاعتدال في رفع الرأس من
الركوع والسجود في النافلة ، بل جواز ترك كل ما لم يكن ركنا في الفريضة ، وقد
يستدل على ذلك بما مر نقلا عن السرائر ( 1 ) وقرب الاسناد ( 2 ) عن موسى بن جعفر
والرضا عليهما الصلاة والسلام قال : سألته عن الرجل يسجد ثم لا يرفع يديه من الارض
بل يسجد الثانية ، هل يصلح له ذلك ؟ قال : ذلك نقص في الصلاة . بحمله على النافله
ولا صراحة فيه .
الثاني عشر : جواز قراءة السجدة ( 3 ) في النافلة وعدمه في الفريضة .
الثالث عشر : الاتيان بسجود التلاوة في النافلة ، وعدمها في الفريضة كما مر .
الرابع عشر : جواز إيقاع النافلة في الكعبة وعدمه في الفريضة على أحد
القولين .
الخامس عشر : لزوم رفع شئ والسجود عليه إذا صلى الفريضة على الدابة وفي
النافلة يكفيه الايماء كما دل عليه صحيحة عبدالرحمان بن ابي عبدالله ( 4 ) وغيرها
وقد تقدم القول فيه .
السادس عشر : جواز القراءة في المصحف في النافلة وعدمه في الفريضة على
قول جماعة .
السابع عشر : استحباب إيقاع الفريضة في المسجد وعدمه في النافلة على المشهور
وقد مر بعض ذلك ، وسيأتي بعضه .
* ( هامش ) * ( 1 ) السرائر ص 469 .
( 2 ) قرب الاسناد ص 96 ط حجر ص 126 ط نجف .
( 3 ) يعنى آية سجدة التلاوة .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص 340 ، راجع ج 84 ص 91 .
[ 52 ]
2 ( باب )
* " نوافل الزوال وتعقيبها وادعية الزوال " *
1 قرب الاسناد : عن الحسن بن طريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام أنه كان يقول : إذا زالت الشمس عن كبد السماء
فمن صلى تلك الساعة أربع ركعات فقد وافق صلاة الاوابين وذلك بعد نصف
النهار ( 1 ) .
2 العلل : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار
عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن إسحاق ، عن إسماعيل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
أتدري لم جعل الذراع والذراعان ؟ قلت : لا قال : حتى لا يكون تطوع في وقت
مكتوبة ( 2 ) .
اقول : قد مضى مثله في باب وقت الظهرين ( 3 ) .
3 العيون : عن تميم بن عبدالله القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي
الانصاري ، عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان الرضا عليه السلام في طريق خراسان إذا زالت
الشمس جدد وضوءه وقام وصلى ست ركعات : يقرء في الركعة الاولى الحمد وقل
يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، وفي الاربع في كل ركعة
الحمد وقل هو الله أحد ، ويسلم في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع بعد
القراءة ، ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ثم يقيم ويصلي الظهر ، فاذا سلم سبح الله و
حمده وكبره وهلله ما شاء الله ، ثم سجد سجدة الشكر يقول : فيها مائة مرة
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 55 ط حجر ، 73 ط نجف .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 38 .
( 3 ) راجع ج 83 ص 30 .
[ 53 ]
شكرا لله ( 1 ) .
4 المحاسن : عن ابن فضال ، عن عنبسهة ، عن هشام ، عن عبدالكريم بن
عمر ، عن الحكم بن محمد بن القاسم ، عنعبدالله بن عطا قال : ركبت مع ابي جعفر عليه السلام
وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا ، قلت : الصلاة جعلني الله فداك ، قال : هذا أرض
وادي النمل لا نصلي فيها ، حتى إذا بلغنا موضعا آخر ، قلت له : مثل ذلك ،
فقال : هذه الارض مالحة لا نصلي فيها ، قال : حتى نزل هو من قبل نفسه ، فقال لي :
صليت أم تصلي سبحتك ؟ قلت : هذه صلاة يسميها أهل العراق الزوال ، فقال :
هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهي صلاة الاوابين ،
فصلى وصليت ( 2 ) .
العياشى : عن عبدالله بن عطا مثله ( 3 ) إلى قوله فنزل ونزلت فقال : يا ابن
عطا أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة ؟ قال :
قلت : نعم ، فقال : أولئك شيعة أبي علي هذه صلاة الاوابين ، إن الله يقول : " إنه
كان للاوابين غفورا " ( 4 ) .
أقول : تمام الخبرين في باب آداب الركوب ( 5 ) .
5 مجالس المفيد : باسناده عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صل
صلاة الزوال فانها صلاة الاوابين ، وأكثر من التطوع يحبك الحفظة ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 180 .
( 2 ) المحاسن ص 352 .
( 3 ) تفسير العياشى ج 2 ص 285 ، ورواه الكشى في رجاله ص 188 ، الكافى ج 8
ص 276 .
( 4 ) أسرى : 25 .
( 5 ) راجع ج 76 ص 297 ، وقد مر في ج 83 ص 321 أيضا باب المواضع التى
نهى عن الصلاة فيها .
( 6 ) أمالى المفيد ص 46 في حديث .
[ 54 ]
6 السرائر : نقلا عمن نوادر ابي نصر البزنطي ، عن عبدالله بن عجلان قال :
قال أبوجعفر عليه السلام : إذا كنت شاكا في الزوال فصل ركعتين ، فاذا استيقنت أنها قد زالت
بدأت بالفريضة ( 1 ) .
بيان : محمول على يوم الجمعة كما سيأتي الاخبار فيه .
7 فلاح السائل : وقت الزوال موضع خاص لاجابة الدعاء والابتهال ، وروينا
باسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري باسناده إلى عبدالله بن حماد الانصاري
عن الصادق عليه السلام قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء
وأبواب الجنان ، وقضيت الحوائج العظام ، فقلت من اي وقت إلى أي وقت ؟ فقال :
مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسلا ( 2 ) .
أقول : ومما رويناه ( 3 ) عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن عبدالله بن
العلا المذاري ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن علي بن حسان ، عن زياد بن النوار ، عن
محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن ركود الشمس عند الزوال ، فقال : يا محمد
ما أصغر جثتك وأعضل مسألتك ، وإنك لاهل للجواب في حديث طويل حذفناه ثم
قال : يبلغ شعاعها تخوم العرش فتنادي الملائكة لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله
والحمد لله الذي يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من
الذل وكبره تكبيرا .
قال : فقلت : جعلت فداك أحافظ على هذا الكلام عند الزوال ؟ قال : نعم
حافظ عليه كما تحافظ على عينيك ، فلا تزال الملائكة تسبح الله في ذلك الجو بهذا
التسبيح حتى تغيب ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) السرائر ص 465 .
( 2 ) فلاح السائل ص 95 و 96 .
( 3 ) في المصدر : وروى أبومحمد هخارون بن موسى .
( 4 ) فلاح السائل ص 96 .
[ 55 ]
بيان : رواه الصدوق في الفقيه ( 1 ) بسنده إلى محمد بن مسلم وفيه الدعاء هكذا
سبحان الله ولا إله إلا الله والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا إلى آخره وفي
المصباح ( 2 ) والبلد الامين ( 3 ) وغيرهما كما في المتن .
8 فلاح السائل : ومما رويناه باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما
يرويه محمد بن علي بن محبوب ورأيته بخط جدي أبي جعفر الطوسي في كتاب نوادر
التصنيف باسناده عن ابن أذينة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا زالت
الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان واستجيب الدعاء فطوبى لمن رفع له عمل


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 55 سطر 8 الى ص 63 سطر 8

صالح ( 4 ) .
ورويناه أيضا باسنادنا إلى الحسين بن سعيد من كتابه كتاب الصلاة ( 5 ) .
أربعين الشهيد : باسناده إلى الشيخ عن أبي الحسين بن أحمد القمي ، عن محمد
ابن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن
أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عنه عليه السلام مثله ( 6 ) .
9 فلاح السائل : ومن كتاب جعفر بن مالك عن أبي جعفر عليه السلام إذا زالت الشمس
فتحت أبواب السماء وهبت الرياح وقضي فيها الحوائج الكبار ( 7 ) .
وقال محمد بن مروان : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا كانت لك إلى الله حاجة
فاطلبها إلى الله في هذه الساعة ، يعني زوال الشمس ( 8 ) .
ومما يقال عند الزوال من الابتهال ما رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي
مما ذكره في المصباح الكبير وهو من أدعية السر : اللهم ربنا لك الحمد جملته وتفسيره
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 1 ص 145 .
( 2 ) مصباح الشيخ ص 23 .
( 3 ) البلد الامين ص 6 .
( 4 و 5 ) فلاح السائل ص 96 .
( 6 ) تراه في أمالى الصدوق ص 343 .
( 7 و 8 ) فلاح السائل ص 97 .
[ 56 ]
كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم له وألهمتهم ذلك الحمد كله ، اللهم ربنا
لك الحمد كما جعلت رضاك عمن بالحمد رضيت عنه ليشكر ما به من نعمتك ، اللهم
ربنالك الحمد كله كما رضيت به لنفسك وقضيت به على عبادك حمدا مرغوبا فيه عند
أهل الخوف منك لمهابتك ، مرهوبا عند أهل العزة بك لسطوتك ، ومشكورا عند
أهل الانعام منك لانعامك .
سبحانك ربنا متكبرا في منزلة تدهدهت أبصار الناظرين ، وتحيرت عقولهم
عن بلوغ علم جلالها ، تباركت في العلا ، وتقدست في الآلاء التي أنت فيها يا أهل
الكبرياء والجود ، لا إله إلا أنت الكبير المتعال ، للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء ،
فلا تفنى ولا نبقى وأنت العالم بنا ونحن أهل الغرة بك والغفلة عن شأنك ، وأنت الذي
لا تغفل ، ولا تأخذك سنة ولا نوم ، بحقك يا سيدي صل على محمد وآله ، وأجرني من
تحويل ما أنعمت به علي في الدين والدنيا ياكريم .
روى صاحب الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله عن الله تعالى : إنه إذا قال العبد ذلك
كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين ، وصفحت له برضاي عنه وجعلته لي وليا ( 1 ) .
بيان : رواه الشيخ في المصباح ( 2 ) والكفعمي ( 3 ) وابن الباقي ، وفي رواية الكفعمي :
يا محمد من أحب أمتك رحمتي وبركتي ورضواني وتعطفي وقبولي وولايتي و
إجابتي فليقل . . وذكر الدعاء ( 4 ) ثم قال : فانه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي
عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين ، وسيأتي بسنده في أدعية السر ( 5 ) .
وقال الجوهري : دهدهت الحجر فتدهده : دحرجته فتدحرج ، وفي بعض النسخ
* ( هامش ) * ( 1 ) ذكره في الفصل الحادى والاربعين من فلاح السائل ولم يطبع الا ثلاثون
بابا منه .
( 2 ) مصباح الشيخ ص 22 .
( 3 ) البلد الامين ص 6 و 7 .
( 4 ) البلد الامين ص 511 و 512 .
( 5 ) راجع ج 95 ص 318 .
[ 57 ]
تذبذبت أي تحركت .
10 مصباح الشيخ وغيره : ويستحب أن يقول ايضا " لا إله إلا الله والله أكبر
معظما مقدسا موقرا كبيرا ، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في
الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، الله أكبر أهل الكبرياء والعظمة
والحمد والمجد والثناء والتصديق ، ولا إله إلا الله والله أكبر لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفوا أحد ، الله أكبر لا شريك له في تكبيري إياه بل مخلصا له الدين ، وجهت
وجهي للكبير المتعال رب العالمين ، وأعوذ بالله العظيم من شر طوارق الجن ووساوسهم
وحيلهم وكيدهم وحسدهم ومكرهم ، وباسمك اللهم لا شريك لك ، لك العزة والسلطان
والجلال والاكرام ، صل على محمد وآل محمد ، واهدني سبل الاسلام ، وأقبل علي
بوجهك الكريم " .
ويستحب أيضا أن يقرأ عند الزوال عشر مرات إنا أنزلناه ، وبعد الثماني
الركعات إحدى وعشرين مرة ( 1 ) .
11 فلاح السائل : وروى الكليني ( 2 ) باسناده عن مولانا علي عليه السلام قال : صلاة الزوال
صلاة الاوابين ( 3 ) .
وروى الحسن بن محبوب ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ،
قال : الاستخارة في كل ركعة من الزوال ( 4 ) .
وروينا هذه الرواية باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي باسناده إلى الحسين
ابن سعيد فيماذكره في كتاب الصلاة ( 5 ) .
وبالاسناد إلى هارون بن موسى ، عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن
عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن ابيه ، عن أبي داود المسترق ، عن محسن بن أحمد ، عن
يعقوب بن شعيب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اقرأ في صلاة الزوال في الركعتين الاوليين
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الشيخ ص 23 و 24 .
( 2 ) تراه في الكافى ج 3 ص 444 .
( 54 ) فلاح السائل ص 124 .
[ 58 ]
بالاخلاص وسورة الجحد ، والثالثة بقل هو الله أحد وآية الكرسي ، وفي الرابعة بقل
هو الله أحد وآخر البقرة ، وفي الخامسة بقل هو الله أحد والآيات التي في آخر آل عمران
" إن في خلق السموات والارض " وفي السادسة بقل هو الله أحد وآية السخرة وهي
ثلاث آيات من الاعراف " إن ربكم الله " ( 1 ) وفي السابعة بقل هو الله أحد والآيات التي
في الانعام " وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم " ( 2 ) وفي الثامنة بقل هو الله أحد وآخر
الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " إلى آخرها . فاذا فرغت فقل سبع مرات
" اللهم مقلب القلوب والابصار ، ثبت قلبي على دينك ، ودين نبيك ، ولا تزغ قلبي
بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، وأجرني من النار
برحمتك " ( 3 ) .
12 مصباح الشيخ : قال : يقرء بعد التكبيرات الافتتاحية الحمد وسورة
مما يختارها من المفصل .
وروي أنه يستحب أن يقرء في الاولة من نوافل الزوال الحمد وقل هو الله أحد ، و
ف ي الثالنية الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الباقي ما شاء .
وروي في الثالثة قل هو الله أحد وآية الكرسي ، وفي الرابعة قل هو الله أحد
وآخر البقرة ، وفي الخامسة قل هو الله أحد والآيات التي في آخر آل عمران من قوله
تعالى " إن في خلق السموات والارض إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد " وفي السادسة
قل هو الله أحد وآية السخرة ، وهي ثلاث آيات من الاعراف " إن ربكم الله الذي
خلق السموات والارض إلى قوله قريب من المحسنين " وفي السابعة قل هو الله أحد
والآيات التي في الانعام " وجعلوا لله شركاء الجن إلى قوله وهو اللطيف الخبير " و
في الثامنة قل هو الله أحد وآخر الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " إلى
آخرها .
* ( هامش ) * ( 1 ) الاعراف : 5654 .
( 2 ) الانعام : 103100 .
( 3 ) فلاح السائل ص 128 .
[ 59 ]
وروي أنه يستحب أن يقرأ في كل ركعة الحمد وإنا أنزلناه ، وقل هو الله
أحد وآية الكرسي ( 1 ) .
13 فلاح السائل : ومما يقال قبل الشروع في نوافل الزوال ما رويناه باسنادنا
إلى جدي أبي جعفر الطوسي مما ذكره في مصباحه الكبير ( 2 ) وهو : " اللهم إنك لست
باله استحدثناك ، ولا برب يبيد ذكرك ، ولا كان معك شركاء يقضون معك ، ولا كان
قبلك من إله فنعبده وندعك ، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشك فيك ، أنت الله الديان
فلا شريك لك ، وأنت الدائم فلا يزول ملكك ، أنت أول الاولين ، وآخر الآخرين ، و
ديان يوم الدين ، يفنى كل شئ ويبقى وجهك الكريم ، لا إله إلا أنت لم تلد فتكون
في العز مشاركا ، ولم تولد فتكون موروثا هالكا ، ولم تدركك الابصار ، فتقدرك
شبحا ماثلا ، ولم يتعاورك زيادة ولا نقصان ، ولا توصف بأين ولا كيف ولا ثم ولا
مكان ، وبطنت في خفيات الامور ، وظهرت في العقول بما نرى من خلقك من
علامات التدبير .
أنت الذي سئلت الانبياء عليهم السلام عنك ، فلم تصفك بحد ولا ببعض ، بل
دلت عليك من آياتك بما لا يستطيع المنكرون جحده ، لان من كانت السموات
والارضون وما بينهما فطرته ، فهو الصانع الذي بان عن الخلق ، فلا شئ كمثله .
واشهد أن السموات والارضين وما بينهما آيات دليلات عليك ، تؤدي عنك
الحجة ، وتشهد لك بالربوبية ، موسومات ببرهان قدرتك ، ومعالم تدبيرك ، فأوصلت
إلى قلوب المؤمنين من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر ، ووسوسة الصدر ، فهي على
اعترافها بك شاهدة بأنك قبل القبل بلا قبل ، وبعد البعد بلا بعد ، انقطعت الغايات
دونك ، فسبحانك لا وزير لك ، سبحانك لا عدل لك ، سبحانك لا ضد لك ، سبحانك
لا ندلك ، سبحانك لا تأخذك سنة ولا نوم ، سبحانك لا تغيرك الازمان ، سبحانك
لا تنتقل بك الاحوال ، سبحانك لا يعييك شئ ، سبحانك لا يفوتك شئ ، سبحانك
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الشيخ ص 26 .
( 2 ) تراه في المصباح ص 23 .
[ 60 ]
إني كنت من الظالمين ، إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، عبدك ورسولك ونبيك وصفيك وحبيبك و
خاصتك ، وأمينك على وحيك ، وخازنك على علمك ، الهادي إليك باذنك ، الصادع
بأمرك عن وحيك ، القائم بحجتك في عبادك ، الداعي إليك ، الموالي لاوليائك معك
والمعادي أعداءك دونك ، السالك جد دالرشاد إليك ، القاصد منهج الحق نحوك .
اللهم صل عليه وآله أفضل وأكرم وأشرف وأعظم وأطيب وأتم وأعم وأزكى
وأنمى وأوفى وأكثر ما صليت على نبي من أنبيائك ، ورسول من رسلك ، وبجميع
ما صليت على جميع أنبيائك وملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين إنك
حميد مجيد .
اللهم اجعل صلواتي بهم مقبولة ، وذنوبي بهم مغفورة ، وسعيي بهم مشكورا ،
ودعائي بهم مستجابا ، ورزقي بهم مبسوطا ، وانظر إلي في هذه الساعة بوجهك الكريم
نظرة استكمل بها الكرامة عندك ، ثم لا تصرفه عني أبدا برحمتك يا أرحم الراحمين "
ثم تدخل في نافلة الزوال ( 1 ) .
ايضاح : " يبيد " أي يهلك ويضمحل ، والديان القهار والحاكم والمحاسب
والمجازي " فتكون في العز مشاركا " إذ الولد يكون من نوع الوالد وصنفه ورهطه
وفي الرفعة والعزة شبيهه ومثله " فتكون موروثا " أي هالكا يرثه غيره ويبقى بعده
لحدوث كل مولود وهلاك كل حادث .
" فتقدرك شبحا ماثلا " هذا إشارة إلى امتناع الرؤية ، إذ فيهايتمثل بحاسة
الرائي صورة مماثلة للمرئي وموافقة له في الحقيقة وكيف يكون المتقدر المتمثل
موافقا للحقيقة أو مشابها للمنزه عن الحدود والاقدار ، والماثل يكون بمعنى القائم
وبمعنى المشابه ، والتعاور : التناوب . ولعل المراد بالاين الجهة ، وبثم المكان ،
فالمكان تأكيد له ، وفي بعض النسخ مكان ثم بم اي ليس له ماهية يقال في جواب
ما هو .
* ( هامش ) * ( 1 ) لمنجده في المطبوع من المصدر .
[ 61 ]
" بطنت في خفيات الامور " أي اطلع على بواطنها ونفذ علمه فيها ، أو أنه
أخفى من خفيات الامور لذوي العقول بما نرى " على صيغة المتكلم أو الغيبة على بناء
المجهول " بحد " أي بالتحديدات الجسمانية أو الاعم منها ومن العقلانية ، وكذا
قوله " ولا ببعض " نفي للابعاض الخارجية والعقلية " قبل القبل " أي قبل كل
ما يعرض له القبلية " بلا قبل " أي ليست قبليته إضافية ليمكن أن يكون قبله شئ أو
بلا زمان قبل ليكون الزمان موجودا معه أزلا ، والاول في الثاني أظهر ، بل في
الاول .
" انقطعت الغايات دونك " اي كل غاية تفرض أزلا وأبدا فهو منقطع عنده ،
وهو موجود قبله وبعده ، فلا يمكن أن تفرض له غاية ، أو هوغاية الغايات كما أنه
مبدء المبادي .
" الصادع بأمرك " أي مظهره والمتكلم به جهارا من غير تقية " عن وحيك " أي
كل ما أمرت به من جهة الوحي أظهره كما قال تعالى " فاصدع بما تؤمر " ( 1 ) " الموالي
أولياءك معك " أي ضم موالاتهم مع موالاتك ، أو حال كونهم معك " والمعادي أعداءك
دونك " اي عاداهم ولم يعادك ، أو حال كونهم مبائنون منك ، وقال الجوهري : الجدد
الارض الصلب ، وفي المثل من سلك الجدد أمن العثار ، وقد مر شرح تلك الفقرات
مفصلا في كتاب التوحيد .
14 دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه كان يقول في صلاة الزوال يعني
السنة قبل صلاة الظهر : هي صلاة الاوابين ، إذا زالت الشمس وهبت الريح فتحت أبواب
السماء ، وقبل الدعاء ، وقضيت الحوائج العظام ( 2 ) .
15 فقه الرضا : قال عليه السلام : إذا زالت الشمس صل ثماني ركعات : منها
ركعتان بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، والثانية بالفاتحة وقل يا أيها الكافرون
* ( هامش ) * ( 1 ) الحجر : 94 .
( 5 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 209 .
[ 62 ]
وست ركعات بما أحببت من القرآن ( 1 ) .
16 البلد الامين : من كتاب طريق النجاة لابن الحداد العاملي باسناده عن
أبي جعفر الثاني من قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة خلق الله تعالى له
ألف ملك يكتبون ثوابها ستة وثلاثين ألف عام : منها إذا زالت الشمس قبل النافلة عشرا
وبعد نوافل الزوال إحدى وعشرين إلى آخر الخبر ( 2 ) .
17 فقه الرضا : قال عليه السلام : إذا استقبلت القبلة في صلاة الزوال ، فقل سبحان
الله وبحمده واقرأ " ربنا لا تؤاخذنا " إلى آخر البقرة ، واقرأ " يسأله من في السموات
والارض كل يوم هو في شأن ، فصل اللهم على محمد وآل محمد ، واجعل من شأنك قضاء
حاجتي واقض لي في شأآك حاجتي ، وحاجتي إليك العتق من النار ، والاقبال بوجهك
الكريم إلي ، ورضاك عني يا أرحم الراحمين ، اللهم إني أقدم بين يدي حاجتي
إليك محمدا وأهل بيته ، وأتقرب بهم إليك ، وأتوجه إليك بهم ، فاجعلني بهم وجيها
عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، واجعل صلواتي بهم مقبولة ، وذنبي بهم
مغفورا ، ودعائي بهم مستجابا ، إنك أنت الغفور الرحيم .
ثم تصلي ثمان ركعات وهي صلاة الاوابين ، افتتح تكبيرة واحدة وقل في
تكبيرك في هذه الصلاة " الله أكبر تعظيما وتقديسا وتكبيرا وإجلالا ومهابة وتعبدا
أهل الكبرياء والعظمة والمجد والثناء ، والتقديس والتطهير من الاهل والولد ، ولا
إله غيره ولا معبود سواه ، ولا ربا دونه ، فردا خالقا وترا : لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا .
ثم تعوذ وتسمي وتقرأ ما تيسر من القرآن والدعاء الخالص لآل محمد عليهم السلام
اللهم إني أسالك بك ومنك وبعبدك الذي جعلته سفيرا بينك وبين خلقك ، وخلقته
من نورك ، ونفخت فيه من روحك ، واستودعته فيه من علمك ، وعلمته من كتابك ، و
أمنته على وحيك ، واستأثرته في علم الغيب لنفسك ، ثم اتخذته حبيبا ونبيا و
* ( هامش ) * ( 1 ) فقه الرضا ص 7 س 24 .
( 2 ) تمام الخبر في ج 92 ص 329 من البحار طبعتنا هذه .
[ 63 ]
خليلا ، اللهم بك وبه وبه وبك إلا جعلتني ممن أتولى مع أوليائه وأتبرأ من أعدائه
اللهم كما جعلتني في دولته ، وكونتني في كرته ، وأخرجتني في كوره ، واظهرتني في
دوره ، ودعوتني إلى ملته ، وجعلتني من أمته وجنوده ، فاجعلني من خاصة أوليائه و
خواص أحبائه ، وقربني إليه منزلة وزلفة في أعلا عليين .
اللهم إني آمنت بك وبه ، وأجبت داعيك ابتغاء لمرضاتك ، وطلبا لرضوانك
وأسلمت مع محمد لله رب العالمين ، وأقررت بولاية وليك علي وليا ورضيت بالحسن
إماما وبالحسين وصيا وبالائمة علماء ، اللهم صل عليهم وعلى ذريتهم
الخيرة ( 1 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 63 سطر 9 الى ص 71 سطر 9

بيان : " في " كرته ، أي في دولتك التي عادت بظهوره اي في غلبته على الاعادي
وكذا " في كوره " اي في رجوع الامر إليه ، أو يكون إشارة إلى بعثه على الارواح ،
ثم على الاجساد .
18 فلاح السائل ( 2 ) ومصباح الشيخ : مما يقول الايسان بعد كل تسليمة
من نوافل الزوال " اللهم إني ضعيف فقوفي رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي
واجعل الايمان منتهى رضاي ، وبارك لي فيما قسمت لي ، وبلغني برحمتك كل الذي
أرجو منك ، واجعل لي ودا وسرورا للمؤمنين ، وعهدا عندك ( 3 ) .
بيان : " خذ إلى الخير بناصيتي " أي اصرف قلبي إلى عمل الخيرات ووجهني
إلى القيام بوظائف الطاعات ، كالذي يجذب بشعر مقدم راسه إلى عمل ، ففي الكلام
استعارة كذا ذكره الشيخ البهائي .
19 فلاح السائل : ومما يقال أيضا في جملة تعقيب كل ركعتين من نوافل
الزوال " رب صل على محمد وآله ، وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا بطاعتك ،
وارفع درجتي برحمتك ، يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يامنان ، يا ذا
* ( هامش ) * ( 1 ) فقه الرضا ص 63 .
( 2 ) فلاح السائل ص 137 .
( 3 ) مصباح الشيخ ص 28 .
[ 64 ]
الجلال والاكرام ، أسئلك رضاك وجنتك ، وأعوذ بك من نارك وسخطك ، أستجير بالله
من النار " ترفع بهاصوتك ( 1 ) .
ذكر رواية في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال .
قال : أخبرنا أبوعبدالله أحمد بن الحسن بن عياش ( 2 ) : عن أحمد بنمحمد
يحيى العطار ، عن عبدالله بن جعفر الهمداني ( 3 ) ، عن محمد بن الحسن ، عن نصر بن
مزاحم ، عن أبي خالد ، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن أمها فاطمة بنت
الحسن ، عن أبيه الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو
بهذا الدعاء بين كل ركعتين من صلاة الزوال الركعتان الاولتان " اللهم أنت أكرم
مأتي وأكرم مزور ، وخير من طلبت إليه الحاجات ، وأجود من أعطى ، وأرحم من
استرحم ، وأرءف من عفا ، وأعز من اعتمد عليه ، اللهم بي إليك فاقة ، ولي إليك
حاجات ، ولك عندي طلبات من ذنوب أنابها مرتهن ، وقد أوقرت ظهري ، وأوبقتني
وإلا ترحمني وتغفر لي أكن من الخاسرين " .
اللهم إني اعتمدتك فيها تائبا إليك منها ، فصل على محمد وآله واغفر لي ذنوبي
كلها ، قديمها وحديثها ، سرها وعلانيتها ، وخطاها وعمدها ، صغيرها وكبيرها ، و
كل ذنب أذنبته ، وأنا مذنبه ، مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا واحدا ، ولا أكتسب
بعدها محرما أبدا ، واقبل مني اليسير من طاعتك ، وتجاوز لي عن الكثير من معصيتك
يا عظيم إنه لا يغفر العظيم إلا العظيم يسأله من في السموات والارض كل يوم هوفي
شأن [ يا من هو كل يوم في شأن صل على محمد وآله واجعل لي في شأنك شأن حاجتي وحاجتي
هي فكاك رقبتي من النار ، والامان من سخطك والفوز برضوانك وجنتك ( 4 ) ] وصل
* ( هامش ) * فلاح السائل ص 137 و 138 .
( 2 ) هو ابن عياش الجوهرى : سمع الحديث فأكثر واضطرب في آخر عمره قال النجاشى :
كان صديقا لي ولوالدي وسمعت منه شيئا كثيرا ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا
وتجنبته .
( 3 ) في المصدر : الحميري .
( 4 ) ما بين العلامتين ساقط من مطبوعة الكمبانى .
[ 65 ]
على محمد وآل محمد وامنن بذلك علي وبكل ما فيه صلاحي وأسالك بنورك الساطع في
الظلمات أن تصلي على محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيني وبينهم في الدنيا والآخرة إنك
على كل شئ قدير .
اللهم واكتب لي عتقا من النار مبتولا ، واجعلني من المنيبين إليك ، التابعين
لامرك ، المخبتين إليك ، الذين إذا ذكرت ، وجلت قلوبهم ، والمستكملين مناسكهم ،
والصابرين في البلاء ، والشاكرين في الرخاء ، والمطيعين لامرك فيما أمرتهم به ، و
المقيمين الصلاة ، والمؤتين الزكاة ، والمتوكلين عليك ، اللهم أضفني بأكرم كرامتك ،
وأجزل من عطيتك والفضيلة لديك والراحة منك والوسيلة إليك والمنزلة عندك ما تكفيني
به كل هول دون الجنة ، وتظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ، وتعظم نوري
وتعطيني كتابي بيميني ، وتخفف حسابي ، وتحشرني في أفضل الوافدين إليك من المتقن
وتثبتني في عليين ، وتجعلني ممن تنظر إليه بوجهك الكريم ، وتتوفاني وأنت عني
راض وألحقني بعبادك الصالحين .
اللهم صل على محمد وآله ، واقلبني بذلك كله مفلحا منجحا قد غفرت لي
خطاياي وذنوبي كلها وكفرت عني سيئاتي ، وحططت عني وزري ، وشفعتني في جميع
حوائجي في الدنيا والآخرة في يسر منك وعافية .
اللهم صل على محمد وآله ، ولا تخلط بشئ من عملي ولا بما تقربت به إليك رئاء
ولا سمعة ولا أشرا ولا بطرا ، واجعلني من الخاشعين لك ، اللهم صل على محمد وآله
وأعطني السعة في رزقي والصحة في جسمي والقوة في بدني ، على طاعتك وعبادتك ، و
أعطني من رحمتك ورضوانك وعافيتك ما تسلمني به من كل بلاء الدنيا والآخرة ، و
ارزقني الرهبة منك والرغبة إليك والخشوع لك ، والوقار والحياء منك ، والتعظيم
لذكرك ، والتقديس لمجدك أيام حياتي ، حتى تتوفاني وأنت عني راض .
اللهم وأسئلك السعة والدعة والامن والكفاية والسلامة والصحة والقنوع
والعصمة والهدى والرحمة والعافية واليقين والمغفرة والشكر والرضا والصبر والعلم و
الصدق والبر والتقوى والحلم والتواضع واليسر والتوفيق .
[ 66 ]
اللهم صل على محمد وآله واعمم ( 1 ) بذلك أهل بيتي وقراباتي وإخواني فيك ،
ومن أحببت وأحبني أوولدته وولدني من جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات ، وأسألك يا رب حسن الظن بك ، والصدق في التوكل عليك ، وأعوذ بك
يا رب أن تبتليني ببلية تحملني ضرورتها على التغوث بشئ من معاصيك ، وأعوذ
بك يا رب أن أكون في حال عسر أو يسر أظن أن معاصيك أنجح في طلبتي من طاعتك
وأعوذ بك من تكلف ما لم تقدر لي فيه رزقا ، وما قدرت لي من رزق فصل على محمد
وآله وآتني به في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين .
وقل : رب صل على محمد وآله ، وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا
بطاعتك ، وارفع درجتي رحمتك ، يا الله يا رب ، يا رحمان يا رحيم ، يا حنان يا منان
يا ذاالجلال والاكرام ، أسألك رضاك وجنتك ، وأعوذ بك من نارك وسخطك ، أستجير
بالله من النار ترفع بها صوتك .
ثم تخر ساجدا وتقول : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرب
اليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين
أن تصلي على محمد وآله ، وأن تقيلني عثرتي ، وتستر علي ذنوبي وتغفرها لي ، وتقلبني
اليوم بقضاء حاجتي ، ولا تعذبني بقبيح كان مني يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا بر
يا كريم أنت أبر بي من أبي وأمي ومن نفسي ومن الناس أجمعين ، بي إليك حاجة
وفقر وفاقة ، وأنت عني غني ، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترحم فقري ،
وتستجيب دعائي ، وتكف عني أنواع البلاء ، فان عفوك وجودك يسعني .
التسليمة الثانية
اللهم إله السماء وإله الارض ، وفاطر السماء وفاطر الارض ، ونور السماء ونور
الارض ، وزين السماء وزين الارض ، وعماد السماء وعماد الارض ، وبديع السماء
وبديع الارض ، ذا الجلال والاكرام ، صريخ المستصرخين ، وغوث المستغيثين ، و
منتهى رغبة العابدين ، أنت المفرج عن المكروبين ، وأنت المروح عن المغمومين ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) وأتمم خ ل كما في المصدر .
[ 67 ]
أنت أرحم الراحمين ، ومفرج الكرب ، ومجيب دعوة المضطرين ، وإله العالمين ،
المنزول به كل حاجة ، يا عظيما يرجى لكل عظيم ، صل على محمد وآل محمد وافعل
بي كذا وكذا .
وقل : رب على محمد وآل محمد ، واجرني من السيئات ، واستعملني عملا
بطاعتك ، وارفع درجتي برحمتك ياالله يا رب يا رحمن يا رحيم ، يا حنان يا منان
يا ذا الجلال والاكرام ، أسألك رضاك وجنتك ، وأعوذ بك من نارك وسخطك ، أستجير
بالله من النار ترفع بها صوتك .
التسليمة الثالثة
يا علي يا عظيم ، يا حي يا حليم ، يا غفور يا سميع يا بصير يا واحد يا أحد
يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا رحمن يا رحيم ، يا نور
السموات والارض ، تم نور وجهك ، أسئلك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات
والارض ، وباسمك العظيم الاعظم الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا
سئلت به أعطيت ، وبقدرتك على ما تشاء من خلقك ، فانما أمرك إذا اردت شيئا أن
تقول له كن فيكون ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا .
وقل : رب ( 1 ) صل على محمد وآله وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا بطاعتك
وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم ، يا حنان يامنان ، ياذاالجلال
والاكرام ، أسئلك رضاك وجنتك ، وأعوذ بك من نار وسخطك ، أستجير بالله من النار
وترفع بها صوتك .
التسليمة الرابعة
اللهم صل على محمد وآل محمد شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة
ومعدن العلم ، وأهل بيت الوحي ، اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في
اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها ، ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق والمتأخر
عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، الكهف الحصين وغياث
* ( هامش ) * ( 1 ) اللهم خ ل .
[ 68 ]
المضطر المستكين ، وملجأ الهاربين ، ومنجي الخائفين ، وعصمة المعتصمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، صلاة كثيرة تكون لهم رضى ، ولحق محمد وآل
محمد صلى الله عليهم اداء وقضاء ، بحول منك وقوة يا رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد الذين أوجبت حقهم ومودتهم ، وفرضت طاعتهم
وولايتهم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واعمر قلبي بطاعتك ، ولا تخزني بمعصيتك ،
وارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك مما وسعت علي من فضلك ، والحمد لله على
كل نعمة ، وأستغفر الله من كل ذنب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله من كل هول .
ذكر رواية اخرى : في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال رويتها
باسنادي إلى أبي جعفر الطوسي فيما ذكره قدس الله جل جلاله روحه في المصباح الكبير
وقال : وروي أنك تقول عقيب التسليمة الاولة .
اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ
برحمتك من نقمتك ، وأعوذ بمغفرتك من عذابك ، وأعوذ برأفتك من غضبك ، وأعوذ
بك منك ، لا إله إلا أنت ، لا ابلغ مدحتك ولا الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك
اسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل حياتي زيادة في كل خير ، ووفاتي
راحة من كل سوء ، وتسد فاقتي بهداك وتوفيقك ، وتقوى ضعفي في طاعتك ، وترزقني
الراحة والكرامة وقرة العين واللذة وبرد العيش من بعد الموت ، ونفس عني الكربة
يوم المشهد العظيم ، وارحمني يوم ألقاك فردا .
هذه نفسي سلم لك ، [ وأنا ] معترف بذنبي ، مقر بالظلم على نفسي ، عارف بفضلك علي
فبوجهك الكريم اسئلك لما صفحت عني ما سلف من ذنوبي ، وعصمتني فيما بقي من
عمري ، فصل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا .
وقل : رب صل محمد وآله وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا
بطاعتك ، وارفع درجتي برحمتك ، يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان
يا ذاالجلال والاكرام ، اسئلك رضاك وجنتك ، وأعوذ بك من نارك وسخطك ، أستجير
بالله من النار ترفع بها صوتك .
[ 69 ]
وتقول عقيب الرابعة : اللهم مقلب القلوب والابصار ، صل على محمد وآل
محمد ، وثبت قلبي على دينك ، ودين نبيك ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي
من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، وأجرني من النار برحمتك ، اللهم صل على
محمد وآله واجعلني سعيدا فانك تمحو ماتشاء وتثبت وعندك أم الكتاب .
وتقول عقيب السادسة : اللهم إني أتقرب اليك بجودك وكرمك وأتقرب
إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك
المرسلين ، وبك اللهم الغنى عني وبي الفاقة إليك وأنت الغنى وأنا الفقير إليك أقلتني
عثرتي ، وسترت على ذنوبي ، فاقض يا الله حاجتي ، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني ،
فان عفوك وجودك يسعني .
وتقول عقيب الثامنة : يا أول الاولين ويا آخر الآخرين ، ويا أجود
الاجوديهن ، ويا ذا القوة المتين ، ويا رازق المساكين ، ويا أرحم الراحمين ، صل على
محمد وآل محمد الطيبين ، واغفر لي جدي وهزلي ، وخطائي وعمدي ، وإسرافي على نفسي ،
وكل ذنب اذنبته ، واعصمني من اقتراف مثله ، إنك على ما تشاء قدير .
ثم تخر ساجدا وتقول : يا اهل التقوى ويا أهل المغفرة ، يا بر يا رحيم ، أنت
أبر بي من ابي وأمي ومن جميع الخلائق أجمعين ، اقلبني بقضاء حاجتي مستجابا دعائي
مرحوما صوتي ، وقد كشفت أنواع البلاء عني ( 1 ) .
المصباح : للشيخ والاختيار لابن الباقي مرسلا مثل الجميع ( 2 ) .
توضيح قال الجوهري : أو قره اي أثقله ، وقال : أوبقه أي أهلكه " إني اعتمدتك "
أي قصدتك أو اتكلت عليك على الحذف والايصال يقال : عمدت الشئ اي قصدته كتعمدته
واعتمدت على الشئ اي اتكلت عليه " لا تغادر " اي لا تترك " يسأله من في السموات
والارض " اي إنهم مفتقرون إليه في ذواتهم وصفاتهم وسائر ما يهمهم ويعن لهم فهم
سائلون عنه بلسان الحال والمقال .
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل ص 138144 .
( 2 ) مصباح المتهجد ص 3428 .
[ 70 ]
" كل يوم هو في شأن " ا في كل يوم ووقت له شأن بديع وخلق جديد اي يحدث
اشخاصا ويجدد أحوالا كما ورد في الحديث " من شأنه يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، و
يرفع قوما ، ويضع آخرين ، وهو رد لقول اليهود لعنهم الله " يد الله مغلولة " وقولهم
" إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا " وقول الحكماء والمنكرين للبداء كما مر
تحقيقه .
" مبتولا " اي مجوزما مقطوعا لا تزلزل ولا بداء فيه ، قال الجوهري : بتلت
الشئ أبتله بالكسر بتلا إذا أبنته من غيره ، ومنه قولهم : طلقتها بتة بتلة ، وقال :
الاخبات الخشوع ، وقال : أضفت الرجل وضيفته إذا أنزلته بك ضيفا وقريته ، وفي
بعض النسخ " وأصفني " بالصاد المهملة من اصفيته اي أخترته ، يقال : اصفيته الود
اي أخلصته له ، ذكره الجوهري .
وقال : الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير يقال : وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل
إليه بوسيلة ، إذا تقرب إليه بعمل " ممن تنظر إليه " النظر كناية عن الرحمة واللطف
ووجهه سبحانه ذاته أوتوجهه المشتمل على الكرم ، وقد يقال : وجه الله رضاه كما في قوله
سبحانه " وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله " ( 1 ) قالوا : اي رضاه ، لان الانسان إذا
رضي عن غيره أقبل بوجهه عليه ، وإذا كرهه أعرض بوجهه عنه ، فهو من قبيل إطلاق
السبب على المسبب .
والفلاح الفوز والنجاة ، والنجاح الظفر بالحوائج ، وأنجح الرجل صار ذا نج
" وشفعتني " على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتي ، والرياء اي يرى الناس عمله ، والسمعة
أن يسمعهم بعده ، والاشر والبطر بالتحريك فيما شدة المرح والفرج والطغيان ، و
الدعة السكون ، والخفض سعة العيش ، والعصمة أي من المعاصي أو الاعم منها ومن
شر الاعادي " نور السماء " أي منورها بنور الوجود والكمالات والانوار الظاهرة " وبنور
وجهه " اي ذاته المنير " اشرقت السموات والارضون " بتلك الانوار .
" وبديع السماء " أي مبدعها ، والصريخ المغيث ، والمستصرخ المستغيث ، واللجج
* ( هامش ) * ( 1 ) البقرة : 272 .
[ 71 ]
جمع اللجة وهي معظم الماء ، وفي القاموس غمر الماء غمارة كثر وغمره غطاه ،
والمارق الخارج من الدين ، والزاهق الباطل والمضمحل الهالك ، والمؤاساة بالهمزة
وقد يخفف واوا ، قال الفيروز آبادي : آساه بماله مواساة : أنا له منه وجعله فيه أسوة
أو لاى كون ذلك إلا من كفاف ، فان كان من فضلة فليس بمواساة ، وبرد العيش طيبه
قال " عيش بارد " اي هنيئ طيب .
20 دعائم الاسلام : عن علي عليه السلام أنه كان إذا صلى صلاة الزوال وانصرف
منها ، رفع يديه ثم يقول : " اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرب
إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك وأنبيائك ، اللهم بك الغنى
عنى ، وبي الفاقة إليك ، أنت الغنى وأنا الفقير إليك ، أقلتني عثرتى ، وسترت علي


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 71 سطر 10 الى ص 79 سطر 10

ذنوبى ، فاقض لى اليوم حاجتى ، ولا تعذبنى بقبيح ما تعلم منى ، فان عفوك وجودك
يسعنى .
ثم يخر ساجدا فيقول وهو ساجد : " يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، يا بر
يا رحيم ، أنت أبر بي من أبي وأمي ومن الناس أجمعين ، فاقلبني اليوم بقضاء حاجتي
مستجابا دعائي ، مرحوما صوتى ، قد كففت أنواع البلاء عني " ( 1 ) .
تذييل : اعلم أن الاصحاب اختلفوا في وقت نافلة الزوال ، فالاشهر والاظهر
من جهة الاخبار أنه من أول الزوال إلى أن يصير الفئ قدمين ، وذهب الشيخ في الجمل
والمبسوط والخلاف إلى أنه من الزوال إلى أن يبقى لصيرورة الفئ مثل الشخص مقدار ما
يصلى فيه فريضة الظهر .
وذهب ابن إدريس إلى امتداده إى أن يصير ظل كل شئ مثله ، وتبعه المحقق
في المعتبر ، والعلامة في التذكرة ، ونقل المحقق في الشرائع قولا بامتداده وقت
الفريضة ، والاول أقوى ، بمعنى أنه بعد ذهاب القدمين لا يقدم النافلة على الفريضة
ويستحب إيقاعها بعده ، ولا نعلم كونها اداء أو قضاء ، والاولى عدم التعرض لهما .
وقال الشيخ وأتباعه : إن خرج الوقت ولم يتلبس بالنافلة ، قدم الظهر ، ثم
* ( هامش ) * ( 1 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 211 .
[ 72 ]
قضاها بعدها ، وإن تبلس بركعة أتمها ثم صلى الظهر ، واستندوا في ذلك بموثقة
عمار الساباطي ( 1 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لكل صلاة مكتوبة لها نافلة ركعتين ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص 213 .
( 2 ) يبتنى هذه الجملة على رواية زرارة في عدد النوافل وهى سبعة وعشرون ركعة
تمامها مع الفرائض اربعة واربعون ركعة ، على ما مر في ج 82 ص 293 ، وان الثمان
ركعات الزوال للوقت ( منتصف النهار ) وهى السبحة سبحة النهار كما أن الثمان ركعات الليل
أيضا للوقت ( منتصل الليل ) وهى الناشئة ناشئة الليل ، قال عزوجل : " ان ناشئة الليل هي اشد
وطا وأقوم قيلا * ان لك في النهار سبحا طويلا " المزمل : 76 ) .
فالمصلى يصلى ثمان ركعات يفصل بين الرابعة الاولى والاخيرة بفاصلة ثم يصلى الظهر
عند القدم ثم يصلى بعدها ركعتين نافلتها ، ثم يروح ويتغدى ويتمدد ثم يصلى ركعتين نافلة
العصر يقدمها قبلها ثم يصلي العصر عند القدمين ، لا يتنفل بعدها باجماع المسلمين .
ثم اذا ذهبت الحمرة من قمة الرأس يصلى المغرب ثم يصلى نافلتها ركعتين ثم يصلى
العشاء ويصلى بعدها ركعتين من جلوس ولا يعدها نافلة بل هي وتيرة يوتر بها ركعات النوافل
احتياطا لاحتمال قبض نفسه حين النوم .
وفي بعض الروايات أنه يصلى ركعتين قبل العشاء نافلة لها ثم يصليها فيكون قد صلى
بين المغربين اربع ركعات للمغرب بعدها وركعتين للعشاء قبلها كما فعل في صلاة
الظهرين .
ثم أنه بعد ما صار منتصف الليل يقوم ويصلى أربع ركعات وبعد نومة أربع ركعات
أخرى تمام الناشئة يرتل فيها اكثر من قراءته في غيرها في غيرها من النوافل ، ثم بعد نومة خفيفة
يقوم ويوتر بواحدة ان صلى للعشاء نافلتها ركعين أو بثلاث ان كان قد صلى نافلة
المغرب فقط ، ثم يصلى بعد الوتر ركعتين نافلة للصبح ثم يصلى الصبح لا يتنفل بعدها كما
في العصر .
فحينئذ تصير عدد النوافل 27 ركعة لكل صلاة ركعتان نافلة باشافة الناشئة والسبحة
وهذا هو المراد بقوله عليه السلام " لكل صلاة مكتوبة نافلة ركعتين " مبتنيا على ما في رواية
زرارة ( وقد كان أصدع بالحق من غيره ) لكن عمارا طبق كلام الصادق عليه السلام هذا
[ 73 ]
إلا العصر ، فانه يقدم نافلتها ، فتصيران قبلها ، وهي الركعتان اللتان تمت بهما
الثماني بعد الظهر ، فاذا اردت أن تقضي شيئا من الصلاة مكتوبة أو غيرها فلا تصل شيئا
حتى تبدء فتصلي قبل الفريضة التي حضرت ركعتين نافلة لها ، ثم اقض ماشئت ، وابدأ
من صلاة الليل بالآيات تقرأ " إن في خلق السموات والارض إلى إنك لا تخلف الميعاد "
ويوم الجمعة تبدء بالآيات قبل الركعتين اللتين قبل الزوال .
وقال عليه السلام : وقت صلاة الجمعة إذا زالت الشمس شراك أونصف ، وقال : للرجل
أن يصلي الزوال ما بين زوال الشمس إلى يمضي قدمان ، فان كان قد بقي من الزوال
ركعة واحدة أو قبل أن يمضى قدمان أتم الصلاة حتى يصلي تمام الركعات ، وإن مضى
قدمان قبل أن يصلي ركعة بدأ بالاولى ، ولم يصل الزوال إلا بعد ذلك ، وللرجل
أن يصلي من نوافل العصر ما بين الاولى إلى أن يمضي اربعة أقدام ، فان مضت الاربعة
أقدام ولم يصل من النوافل شيئا ، فلا يصلي النوافل ، وإن كان قد صلى ركعة فليتم
النوافل حتى يفرغ منها ، ثم يصلي العصر .
وقال عليه السلام : للرجل أن يصلى إن بقى عليه شئ من صلاة الزوال إلى أن يمضى
بعد حضور الاولى نصف قدم ، وللرجل إذا كان قد صلى من نوافل الاولى شيئا قبل
أن يحضر العصر ، فله أن يتم نوافل الاولى إلى أن يمضى بعد حضور العصر قدم ، وقال :
القدم بعد حضور العصر مثل نصف قدم بعد حضور الاولى في الوقت سواء .
ولنوضح الخبر ليمكن الاستدلال به فانه في غاية التشويش والاضطراب ، وقل
خبر من أخبار عمار يخلو من ذلك ( 1 ) ولذا لم نعتمد على أخباره كثيرا .
* ( هامش ) * ( 1 ) على غير مورده وهى رواية الاحمدى والخمسين ، فصار حديثه مشوشا مضطربا على ما ستعرف
من المؤلف العلامة رضوان الله عليه .
( 1 ) عندى أنه كان يتفقه فيما سمعه من الاحاديث ثم ينقله بالمعنى على الوجه الذى
تفقه فيه ، وربما اختلط وأوهم في فقه الحديث كما عرفت آنفا ، ولذلك كان أبوالحسن الاول
عليه السلام يقول : " انى استوهبت عمارا الساباطى من ربى تعالى فوهبه لى " وعلى هذا لا يصح
التعلق بأحاديث ولا أن تخرج شاهدا الا بعد تأييدها بسائر الاحاديث .
[ 74 ]
قوله عليه السلام : " لكل صلاة مكتوبة " أقول يحتمل وجوها :
الاول : أن يكون المراد أن لكل صلاة نافلة تختص بها إلا العصر ، فانه
اكتفي فيها بركعتين من نافلة الظهر ، لقربهما منها ، وهذا مبنى على أن الثمان
الركعات قبل الظهر ليست بنافلتها ، بل هي نافلة الوقت ، والثمانى التي بعدها
نافلة الظهر كما دلت عليه كثير من الاخبار ، وقد أومانا إليه سابقا ، ويؤيده
أن في تتمة هذاالخبر في أكثر النسخ مكان نوافل العصر نوافل الاولى .
الثاني : أن يكون المعنى أن كل صلاة بعدها نافلة وإن لم تكن متصلة بها
إلا العصر فانها قبلها ، وليس بعدها إلى المغرب نافلة .
الثالث : أن كل فريضة لها نافلة متصلة بها ، قبلها أو بعدها ، إلا العصر فانه
يجوز الفصل بينها وبين الركعتين ، لاختلاف وقتيهما ، لا سيما على القول بالمثل والمثلين
في الفريضة خاصة .
الرابع : أن يكون المراد أن لكل صلاة نافلة ركعتين قبلها غير النوافل المرتبة
إلا العصر ، لكن لا يوافقه قول ولا يساعده خبر .
قوله " فاذا أردت أن تقضي شيئا " هذا أيضا يحتمل وجوها :
الاول : أن يكون المعنى إذا أردت قضاء فريضة أو نافلة في وقت حاضرة ،
فصل قبل الحاضرة ركعتين نافلة ثم صل الحاشرة ، وتكفيك هاتان الركعتان للقضاء
أيضا ثم اقض بعد الفريضة ما شئت .
الثانى : أن يكون المعنى إذا أردت القضاء في وقت الفريضة ، فقدم ركعتين من
القضاء لتقوم مقام نافلة الفريضة ، وأخر عنها سائرها .
الثالث : أن يكون المراد بالفريضة التي حضرت صلاة القضاء ، اي يستحب
لكل قضاء نافلة ركعتين ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) وعلى ما قدمناه في معنى قوله عليه السلام " لكل صلاة مكتوبة نافلة ركعتين " يكون
هذا الاحتمال هو المراد بعينه ، فالذي يريد أن يقضى صلاة الصبح يصلى نافلتها ركعتين ثم يقضى
الصبح كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله في وادى النوم ، واذا أراد أن يقضى صلاة الظهر مثلا يصلى
قبلها نافلتها وهى ركعتان فقط ثم يقضيها وهكذا .
[ 75 ]
الرابع : أن يكون المراد بالقضاء الفعل ويكون المعنى إذا أردت أن تؤدي
فريضة أو نافلة أداء كانت أوقضاء ، فالنافلة ليست لها نافلة ، وأما الفريضة فيستحب قبلها
ركعتان ، فينبغى تخصيصها بغير المغرب والعيد .
قوله عليه السلام : " شراك أونصف " المراد طول الشراك أو عرضها ، فعلى الثانى المراد
به أنه ينبغي إيقاعها بعد مضى هذا المقدار من الظل ، لتحقق دخول الوقت ، وعلى
الاول ايضا يحتمل أن يكون لذلك أو للخطبة ، وبعض الاصحاب فهموا منه التضييق و
حملوه على أن المراد أن وقت الجمعة هذا المقدار ، ولا يخفى بعده ، ومخالفته لسائر
الاخبار ، ولما نقل من الادعية والسور الطويلة والخطب المبسوطة ، وعلى تقديره يكون
محمولا على استحباب التعجيل .
قوله عليه السلام : " ركعة واحدة " أي مقدار ركعة ، قوله " أو قبل أن يمضى قدمان "
كذا في أكثر النسخ والظاهر أن كلمة " أو " زيدت من النساخ ، وعلى تقديرها لعل
المراد أن الافضل إذا كان بقى من وقت نافلة الزوال مقدار ركعة الشروع في النافلة ،
ولن كان مطلق التلبس في الوقت كافيا في جواز تقديم النافلة ولو لم يكن بركعة أيضا
ومنهم من حمل ركعة واحدة على حقيقته ، وقال : بين مفهومه ومفهوم قوله قبل أن يصلي
ركعة تعارض ، ومنهم من قال : الصواب مكان " قد بقى " " قد صلى " ولا يخفى ما فيهما ، وتقدير
المقدار شائع كما قلنا .
قوله عليه السلام : " من نوافل الاولى " اي نوافل العصر كما في بعض النسخ ، وإنما عبر
عنها بنوافل الاولى ، لانها نوافل الظهر كما مر .
قوله " نصف قدم " اي بعد التلبس بركعة ينبغى أن يأتى بها مخففة ولاء ،
ولا يطولها ، ولا يفصل بينها كثيرا بالادعية وغيرها ، لئلا يتجاوز عن نصف قدم فتزاحم
الفريضة كثيرا ، وقيل : مع عدم التلبس أيضا يجوز أن يفعلها إلى نصف قدم ، فيكون
دونه في الفضل ، أو يكون محمولا على انتظار الجماعة ، كما فعله الشيخ .
ولا يخفى أن الفقرة الثانية كالصريحة في المعنى الاول كما فهمه الشهيد ره
[ 76 ]
على بعض الوجوه حيث قال في الذكرى بعد إيراد الخبر : لعله أراد بحضور الاولى
والعصر ما تقدم من الذراع والذراعين والمثل والمثلين ، وشبهه ، ويكون للمتنفل أن
يزاحم الظهر والعصر ما بقي من النوافل ما لم يمض القدر المذكور ، فيمكن أن يحمل
لفظ الشئ على عمومه ، فيشمل الركعة وما دونها وما فوقها ، فيكون فيه بعض مخالفة
للتقدير بالركعة .
ويمكن حمله على الركعة ، وما فوقها ويكون مقيدا لها بالقدم والنصف
ويجوز أن يريد بحضور الاولى مضى نفس القدمين المذكورين في الخبر ، وبحضور
العصر الاقدام الاربع وتكون المزاحمة المذكورة مشروطة بان لا يزيد على نصف قدم في
الظهر بعد القدمين ولا على قدم في العصر بعد الاربع ، وهذا تنبيه حسن لم يذكره
المصنفون انتهى .
قوله عليه السلام : " في الوقت سواء " أقول : يحتمل وجهين الاول أن الشمس كل
ما انخفضت في السماء وبعدت عن دائرة نصف النهار ، ازدادت حركة ظلها سرعة ، على
ما ثبت في محله ، وصح بالتجربة ، فالقدم في وقت العصر بحسب الزمان بقدر نصف قدم
في وقت الظهر تقريبا ، والمراد هنا على زمان إيقاع النافلة ولاء ، وزمانها في وقت الظهر
بقدر نصف قدم ، وفي وقت العصر بقدر قدم ، ولعل هذا هو السر في جعل وقت العصر
أربعة أقدام ، ووقت الظهر قدمين .
الثاني : أن نصف قدم بالنسبة إلى فضيلة الظهر كقدم بالنسبة إلى فضيلة العصر
لان وقت العصر ضعف وقت الظهر ، والنسبة فيهما معا الربع ، وما قيل من أن وقت
نوافل العصر من الزوال ، لما كان ضعف وقت نوافل الاولى ، جعل مقدار توسيع وقتها
ضعف مقدار توسيع وقت نوافل الاولى ، فلا يخفى وهنه ، لان ما يخص نافلة العصر
أيضا قدمان ، مع أن وسعة وقت النافلة لا تصلح علة لكثرة المزاحمة فتأمل .
ثم إنه ذكر جماعة من الاصحاب أنه مع التلبس بركعة يتم النافلة مخففا
بالاقتصار على أقل ما يجزي فيها ، كقراءة الحمد وحدها والاقتصار على تسبيحة واحدة
[ 77 ]
في الركوع والسجود ، حتى قال بعض المتأخرين : لو تأدى التخفيف بالصلاة جالسا
آثره على القيام ، واعترض بعض المتأخرين عليه بأن النص الذي هو مستند الحكم
خال عن هذا القيد .
أقول : على ما حملناه عليه الخبر يظهر منه التخفيف في الجملة ، ولو اقتصر
على ما يظهر من الخبر على أظهر محامله كان أولى ، كما نبه عليه الشهيد
قد سره .
[ 78 ]
3 ( باب )
* " نوافل العصر وكيفيتها وتعقيباتها " *
1 فلاح السائل : يكبر تكبيرة الاحرام ويقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ثم يقرء سورة الحمد وسورة اقرأ في كل ركعة مع قل هو الله ، وإنا أنزلناه وآية الكرسي
فقد قدمنا فضيلة ذلك عند ذكرنا نوافل الزوال ، وأوضحناه ، فاذا قرء الحمد وما ذكرناه
تمم صلاة ركعتين كما قدمناه في نوافل الزوال وسهلناه ، فاذا سلم من الركعتين الاوليين
من نوافل العصر ، وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام كما قررناه قال :
اللهم إنه لا إله إلا أنت الحي القيوم العلي العظيم الحكيم الكريم ، الخالق
الرازق المحيي المميت البدئ البديع ، لك الحمد ولك الكرم ، ولك المن ولك الجود
ولك الامر وحدك لا شريك لك ، يا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا أحد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، صل على محمد وآله ، وافعل بي كذا
وكذا .
ثم تقول : يا عدتي في كربتي يا صاحبي في شدتي ، ويا مونسي في وحدتي ، ويا
ولي نعمتي ، ويا إلهي وإله آبائي الاولين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط
ورب موسى وعيسى ومحمد وآله عليه وعليهم السلام ، صل على محمد وآله ، وافعل بي كذاو
كذا . . وتذكر ما تريد ( 1 ) .
توضيح : " البدئ " اي المبدئ الموجد لما سواه من كتم العدم " البديع " أي
المبدع خالق الخلائق لا على مثال سابق ، وقيل : لم يجئ فعيل بمعنى مفعل ، وجعل
هذا من قبيل الوصف بحال المتعلق ولا يخفى أن عدم الاضافة في أمثال هذه الادعية
يأبى عن هذا الوجه كما قيل .
2 فلاح السائل : الدعاء بعد التسليمة الثانية ، أرويه باسنادي إلى محمد بن
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل ص 192 .
[ 79 ]
يعقوب الكليني ( 1 ) عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن
النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن حفص ، عن محمد بن مسلم قال : قلت له علمني دعاء
فقال : فأين أنت من دعاء الالحاح ؟ فقال له : فما دعاء الالحاح ؟ فقال : اللهم رب
السموات السبع ورب الارضين السبع ، وما فيهن وما بينهن ، ورب العرش العظيم ،
ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ورب السبع المثاني والقرآن العظيم ، ورب
محمد خاتم النبيين ، صل على محمد وآله ، وأسألك باسمك الاعظم الذي به تقوم السماء
والارض ، وبه تحيي الموتى وبه تميت الاحياء وبه تفرق بين الجمع ، وتجمع بين
المتفرق ، وبه أحصيت عدد الآجال ، ووزن الجبال ، وكيل البحار ، أسألك يا من
هو كذلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا وسل حاجتك ألح في الطلب
فانه دعاء النجاح ( 2 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 79 سطر 11 الى ص 87 سطر 11

أقول : وفيه ألفاظ من غير هذه الرواية .
بيان : ذكر الشيخ ( 3 ) هذه الادعية بغير سند ، وأضاف السيد هذا السند ليعلم
أنه غير مختص بالتعقيب ، والشيخ أومأ في آخر الدعاء إليه ، والشيخ كثيرا ما يذكر
الادعية المطلقة عقيب الصلوات لانه أفضل الاوقات ، وفيه ما فيه .
قوله : " رب السبع الثماني " هي سورة الفاتحة ولتسميتها بذلك وجوه : منها
أنها تثنى في كل صلاة مفروضة ، ومنها اشتمال كل من آياتها السبع على الثناء على
الله سبحانه ، ومنها أنها قد تثني نزولها : فمرة بمكة حين فرضت الصلاة ، وأخرى
بالمدينة حين حولت القبلة ، وفيه كلام مذكور في محله .
3 فلاح السائل : الدعاء بعد التسليمة الثالثة ذكره جدي أبوجعفر الطوسي
رحمة الله عليه اللهم إني أدعوك بما دعاك به عبدك ذوالنون ، إذ ذهب مغاضبا فظن
أن لن نقدر عليه ، فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
* ( هامش ) * ( 1 ) رواه في الكافي ج 2 ص 585 .
( 2 ) فلاح السائل ص 192 و 193 ، راجعه .
( 3 ) راجع مصباح المتهجد ص 4948 .
[ 80 ]
الظالمين ، فاستجبت له ونجيته من الغم فانه دعاك وهو عبدك ، وأنا أدعوك وأنا عبدك
وسألك وهو عبدك ، وأنا أسألك وأنا عبدك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن
تستجيب لي كما استجبت له ، وأدعوك بما دعاك به عبدك أيوب إذ مسه الضر فدعاك
إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ، فاستجبت له وكشفت ما به من ضر وآتيته
أهله ومثلهم معهم ، فانه دعاك وهوعبدك وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك وهو عبدك
وأنا أسألك وأنا عبدك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفرج عني كما فرجت عنه
وأن تستجيب لي كما استجبت له ، وادعوك بما دعاك به يوسف إذ فرقت بينه وبين
أهل ، وإذ هو في السجن ، فانه دعاك وهو عبدك ، وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك
وهو عبدك ، وأنا اسألك وأنا عبدك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفرج عني
كما فرجت عنه ، وأن تستجيب لي كما استجبت له ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل
بي كذا وكذا . . وتذكر حاجتك ( 1 ) .
الدعاء بعد التسليمة الرابعة .
أقول : هذا دعاء جليل ورويناه من طرق فنذكر منها طريقين ، فبين طرقه
زيادة ونقصان ، فالطريق الاولى : روينا باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني في كتاب
الدعاء من كتاب الكافي ( 2 ) قال : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعدة
من اصحابنا عن سهل بن زياد قال : كتب علي بن نصر يسأله أن يكتب في أسفل كتابه
دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم من الذنوب ، جامعا للدنيا والآخرة ، فكتب
عليه السلام بخطه :
يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، ولم يهتك الستر عني ، يا كريم العفو ،
ياحسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى
ويا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يامبتدئ كل نعمة قبل
استحقاقها ، يا رباه يا سيداه يا مولا ياه ، ى غايتاه صل على محمد وأهل بيته وأسألك أن
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل : 193 و 194 .
( 2 ) تراه في الكافي ج 2 ص 578 .
[ 81 ]
لا تجعلني في النار ثم تسأل ما بدالك .
أقول : وهذه ألفاظ هذا الدعاء نقلته من نسخة قد كانت للشيخ أبي جعفر
الطوسي وعليها خط أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن عبيدالله تاريخه صفر سنة إحدى
عشرة وأربع مائة ، وقد قابلها جدي أبوجعفر الطوسي وأحمد بن الحسين بن أحمد
ابن عبيدالله وصححاها ( 1 ) .
أقول : وأما رواية جدي أبي جعفر الطوسى لدعاء التسليمة الرابعة من
نوافل العصر ، فانه رحمه الله قال ما هذا لفظه : الدعاء بعد التسليمة الرابعة .
يا من اظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك
الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل
حاجة ، يا واسع المغفرة ، يا مفرج كل كربة ، يا مقيل العثرات ، ياكريم الصفح
يا عظيم المن ، يامبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، يا رباه يا سيداه ، ياغاية رغبتاه ،
أسئلك بك وبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن
علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن
ابن علي والقائم المهدي الائمة الهادية عليهم السلام أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك
يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار ، وأن تفعل بي ما أنت أهله . . . وتذكر ما تريد ( 2 )
وقل أيضا : الله الله ربي حقا حقا اللهم أنت لكل عظيمة ، وأنت لهذه الامور
فصل على محمد وآله ، واكفنيها يا حسن البلاء عندى ، يا قديم العفو عنى ، يا من
لا غنى بشئ عنه ، ويا من لا بد لكل شئ منه ، يامن رزق كل شئ عليه ، يا من مصير كل شئ
إليه ، صل على محمد وآل محمد وتولني ولا تولني غيرك أحدا من شرار خلقك ، وكما
خلقتني فلا تضيعني .
* ( هامش ) * ( 1 ) لا يوجد هذا الدعاء بشرحه وسنده في فلاح السائل ، وبدله في البيان أدعية
يوسف الصديق عليه السلام في السجن ، وفيه ، الدعاء بعد التسليمة الرابعة ، ويذكر بعده
" يا من اظهر الجميل " الخ على رواية ينقلها بعد ذلك المؤلف ره .
( 2 ) فلاح السائل : 196195 .
[ 82 ]
اللهم إن أدعوك لهم لا يفرجه غيرك ، ولرحمة لا تنال إلا بك ، ولكرب
لا يكشفه سواك ، ولمغفرة لا تبلغ إلا بك ، ولحاجة لا يقضيها إلا أنت ، اللهم فكما
كان من شأنك إلهامى الدعاء ، فليكن من شأنك الاجابة فيما دعوتك له ، والنجاة
فيما فزعت إليك منه .
اللهم إن لا أكن أهلا أن أبلغ رحمتك ، فان رحمتك أهل أن تبلغني ، لانها
وسعت كل شئ ، وأنا شئ فلتسعني رحمتك يا إلهى ياكريم .
اللهم إني أسألك بوجهك الكريم ، أن تصلي على محمد وآله وأن تعطيني فكاك
رقبتي من النار ، وتوجب لي الجنة برحمتك ، وتزوجني من الحور العين بفضلك ،
وتعيذني من النار بطول ، وتجيرني من غضبك وسخطك علي ، وترضيني بما قسمت
لى ، وتبارك لي فيما أعطيتني ، وتجعلني لانعمك من الشاكرين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وامنن علي بذلك وارزقني حبك وحب كل
من أحبك ، وحب كل عمل يقربني إلى حبك ، ومن علي بالتوكل عليك ، و
التفويض إليك ، والرضا بقضائك ، والتسليم لامرك ، حتى لا أحب تعجيل ما
أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله ، وافعل
بي كذا وكذا مما نحب ( 1 ) .
بيان : هذه الادعية أوردها الشيخ ( 2 ) رحمه الله في تعقيب هذه النوافل ، وتبعه
غيره ، ويظهر من القرائن عدم اختصاصها بتكل النوافل ( 3 ) كما أومأ إليه السيد رضي الله
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل : 197196 .
( 2 ) راجع مصباح المتهجد : 49 و 50 .
( 3 ) قد اعترض المؤلف العلامة ره بمثل ذلك على الشيخ قدس سره في ص 79
أيضا وقال : " الشيخ كثيرا يذكر الادعية المطلقة عقيب الصلوات لانه أفضل الاوقات ،
وفيه ما فيه " .
وعندى أن الشيخ قدس سره أجل وأتقى من أن يدلس أو يتسامح في وضع شئ في غير
موضعه المشروع فينقل الادعية في غير موردها المقطوع .
[ 83 ]
عنه ، وسيأتي للدعاء المروي عن الكافي أسانيد جمة في كتاب الدعاء ، ولا اختصاص
لشئ منها بهذا الموضع .
" يا من اظهر الجميل " قال الشيخ البهائي قدس سره : روي في تأؤيله عن
الصادق عليه السلام ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش ، فاذا اشتغل بالركوع والسجود
* ( هامش ) * بل كان الشيخ قدس سره أتقى وأورع من أن ينقل تلك الاحاديث المتضمنة لتلك الادعية
ويسندها إلى الائمة المعصومين لما في اسنادها من الضعف والوهن ، ومخالفة متونها للسيرة
المعروفة من أدعية الائمة عليهم السلام من الابتداء بالثناء والتحميد ، ثم الصلاة على النبي
وآله ، ثم طلب الحوائج بما جرى على اللسان " .
فالشيخ شيخ الطائفة المحقة لم يكن لتسامح في نقل الادعية في غير موردها أو
يقيدها وهي مطلقة ، بل كان يتسامح في أصل نقلها وجواز التمسك والتعلق بها ، عملا
بأخبار من بلغ وتاسيسا لقاعدة التسامح في أدلة السنن رجاء للداعى أن يثيبه الله
عزوجل بالمغفرة والرحمة ويتفضل عليه باجابة الدعاء والمسألة .
ولما كان سندها في غاية الوهن لا يوجب علما ولا عملا ولا صح اسنادها ونسبتها إلى
الائمة المعصومين عليهم السلام ، احتاط في ذلك وأوردها في تعقيب الفرائض والنوافل
تارة وفي قنوتات الصلوات اخرى ليشملها عمومات الامر بالدعاء ، ولذلك ترى أنه قدس
سره يذكر لفظ الدعاء مطلقا ولا يلتفت إلى ذكر سنده ولا إلى ما في الخبر من شرح الدعاء
وآثاره وفوائده الا قليلا .
على أن المسلم من الروايات أن الدعاء قسمان : قسم هو موقت يجب التحفظ على
صورته كما ورد من دون تصرف فيه ، وقسم هو غير موقت ، يجوز انشاؤه أواقتباسه من
سائر الادعية والتصرف فيها بما يناسب حال الداعى ، اذا كان بالغا معرفته هذا المبلغ .
فمن الروايات التي تحكم بذلك ما نقله العلامة المجلسى قدس سره حين عقد في كتاب
الادعية بابا وترجمه " باب جوازان يدعى بكل دعاء والرخصة في تاليفه " . وذكر نقلا
من خط الشهيد ره عن علي عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الدعاء يرد البلاء وقد ابرم ابراما ، قال الوشاء فقلت لعبد الله
[ 84 ]
ونحوها فعل مثاله مثل فعله ، فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون ويستغفرون له ، وإذا
اشتغل العبد بمعصية أرخى الله على مثاله سترا لئلا تطلع الملائكة عليها ، فهذا تأويل
" يا من اظهر الجميل وستر القبيح " .
" يا من لم يؤاخذ بالجريرة " أي لم يجعل عقوبة المعصية في الدنيا حلما
* ( هامش ) * ابن سنان : هل في ذلك دعاء موقت ؟ فقال : اما انى سألت الصادق عليه السلام فقال : نعم
اما دعاء الشيعة المستضعفين ففى كل علة من العلل دعاء موقت : وأما المستبصرون البالغون
فدعاؤهم لا يحجب .
ومنها ما رواه الكليني في الكافي بالاسناد إلى اسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا
عبدالله عليه السلام عن القنوت وما يقال فيه ، قال : ما قضى الله على لسانك ولا أعلم فيه
شيئا موقتا .
ومنها ما رواه الشيخ والكليني قد هما عن الحلبى عن أبي عبدالله عليه السلام عن القنوت
في الوتر هل فيه شئ موقت يتبع ويقال ؟ فقال : لا ، اثن على الله عزوجل ، وصل على
النبى صلى الله عليه وآله واستغفر لذنبك العظيم ، وكل ذنب عظيم .
فالدعاء الموقت هو الذي وقت بألفاظه ولا يجو الزيادة عليه ولا النقيصة عنه حتى
بشئ يسير من الاذكار ، كما عرفت من انكار الائمة المعصومين على أصحابهم حيث قالوا :
" يا مقلب القلوب والابصار " بدل " يا مقلب القلوب " و " يحيى ويميت ويميت ويحيى " بدل
" يحيى ويميت " فقط ، وغير ذلك من الموارد .
وأما الادعية بألفاظ مختلفة في متونها كما في دعاء الالحاح الذي نقل في
مورد البحث ، فاختلاف الفاظها يدل على أنها من الادعية غير الموقتة التى يجوز التصرف
فيها بما يناسب مقال الداعى وحاله .
ومن موارد التصرف في الادعية ما مر في ج 86 ص 369 371 عند ذكر المؤلف
العلامة دعاء التمجيد " ما يمجد به الرب تبارك وتعالى نفسه " فتارة روى بعنوان تمجيد
الرب نفسه ، وتارة تصرف في العبارات بحيث صار تمجيد العبد ربه بما كان يمجد الرب
نفسه ، وصرح المؤلف قدس سره في ص 370 بأن القارى : لهذا الدعاء يغير الفقرات من
[ 85 ]
وكرما ، لعل العاصي يتوب منها فيسلم من عقابها ، والصفح التجاوز عن الذنوب ،
والنجوى الكلام الخفي " أن لا تشوه خلقي " اي لا تقبح خلقي بالنار .
4 العيون : بالاسناد المتقدم عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان الرضا عليه السلام
في طرى قخراسان إذا رفع رأسه يعني من سجدة الشكر بعد صلاة الظهر قام فصلى
ست ركعات يقرء في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد ، ويسلم في كل ركعتين
ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين
ويقنت في الثانية فاذا سلم قام وصلى العصر ، فاذا سلم جلس في مصلاة يسبح الله ويحمده و
يكبره ويهلله ما شاء ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمدا لله ( 1 ) .
* ( هامش ) * التكلم إلى الخطاب .
فاذا جاز التصرف في ألفاظ الدعاء غير الموقتة ، بما يناسب حال الداعى ومقاله
جاز قراءتها عند تعقيب الصلوات وهو أفضل الاوقات كأنه ينشئ الدعاء من عند نفسه ،
لتناسب تلك الادعية ، فلا اشكال في ذلك ابذا .
( 1 ) عيون اخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 181 .
[ 86 ]
فائدة
المشهور أن وقت نافلة العصر بعد الفراغ من الظهر إلى أن يزيد الفئ اربعة
أقدام أو ذراعين ، وقيل حتى يصير ظل كل شئ مثليه ، وقيل يمتد بامتداد الفريضة
والاظهر الاول بالمعنى الذي ذكرناه في نافلة الظهر ، فان خرج قبل تلبسه بركعة
صلى العصر وقضاها وإلا أتمها على المشهور وقد عرفت مستنده .
ثم اعلم أن المشهور عدم جواز تقديم نافلتي الظهر والعصر على الزوال ، لكن
قد ورد في بعض الاخبار أن النافلة مثل الهدية ، متى ما أتى بها قبلت ، وفي بعضها
فقدم منها ما شئت وأخر منها ما شئت ، وفي بعضها صلاة النهار ست عشرة ركعة أي
النهار شئت : إن شئت في أوله ، وإن شئت في وسطه ، وإن شئت في آخره .
ويمكن الجمع بينها بحمل أخبار الجواز على من علم من حاله أنه إن
لم يقدمها اشتغل عنها ، ولم يتمكن من قضائها ، كما فعله الشيخ رحمه الله ،
أو بحمل أخبار عدم التقديم على الافضلية كما استوجهه في الذكرى ، ولا يخلو
من قوة ، وإن كان ما فعله الشيخ أحوط مع تأيده ببعض الاخبار الدالة على وجه الجمع
والله يعلم .
[ 87 ]
4 * " ( باب ) " *
* " ( نوافل المغرب وفضلها وآدابها وتعقيباتها ) " *
* " ( وسائر الصلوات المندوبة بينها ) " *
* " ( وبين العشاء ) " *
1 دعائم الاسلام : عن علي عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : " وأدبار
السجود " ( 1 ) فقال : هي السنة بعد صلاة المغرب ، فلا تدعها في سفر ولا حضر ( 2 ) .
2 المصباح للشيخ : قال : روي أنه يقرء في الركعة الاولى من نافلة المغرب
سورة الجحد ، وفي الثانية سورة الاخلاص ، وفيما عداه ما اختار .
قال : وروي أن أبا الحسن العسكري عليه السلام كان يقرء في الركعة الثالثة
الحمد وأول الحديد إلى قوله " إنه عليم بذات الصدور " وفي الرابعة الحمد وآخر
الحشر ( 3 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 87 سطر 12 الى ص 95 سطر 12

3 ارشاد المفيد والخرايج : روي أن أبا جعفر عليه السلام لما خرج
بزوجته أم الفضل من عند المأمون ، ووصل شارع الكوفة ، وانتهى إلى دار المسيب
عند غروب الشمس ، دخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز
فتوضأ في وسطها وقام فصلى بالناس صلاة المغرب ، فقرء في الاولى الحمد ، وإذا
جاء نصر الله ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، فلما سلم جلس هنيئة وقام من
غير أن يعقب تعقيبا تاما ، فصلي النوافل الاربع ، وعقب بعدها ، وسجد سجدتي
الشكر ، فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس حملت حملا حسنا فأكلوا منها فوجدوا
* ( هامش ) * ( 1 ) سورة ق : 40 .
( 2 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 209 .
( 3 ) مصباح الشيخ : 70 .
[ 88 ]
نبقا لا عجم له حلوا ( 1 ) .
أقول : وفي الارشاد ( 2 ) ثم جلس هنيهة يذكر الله جل اسمه وقام من غير أن
يعقب فصلى النوافل الاربع .
4 مجالس الصدوق ( 3 ) وثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن
محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين
عن أبي العلاء الخفاف ، عن الصادق عليه السلام قال : من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم
حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين ، فان صلى اربعا كتبت له حجة مبرورة ( 4 ) .
5 تفسير علي بن ابراهيم : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله : " ومن الليل فسبحه وأدبار السجود "
قال : أربع ركعات بعد المغرب " وأدبار النجوم " ركعتان قبل صلاة الصبح ( 5 ) .
6 قرب الاسناد : عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبدالخالق
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : الركعتان اللتان بعد المغرب هما أدبار السجود ، والركعتان
اللتان بعد الفجر ادبار النجوم ( 6 ) .
7 الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن ايوب بن نوح ، عن ابن
أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال في آخر سجدة
من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة وان قاله كل ليلة فهو افضل " اللهم إني أسئلك
بوجهك الكريم ، واسمك العظيم أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ذنبي العظيم "
سبع مرات ، انصرف وقد غفر الله له ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) لا يوجد في مختار الخرائج المطبوع .
( 2 ) ارشاد المفيد : 304 .
( 3 ) أمالى الصدوق ص 349 .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 41 .
( 5 ) تفسير القيم : 650 .
( 6 ) قرب الاسناد ص 81 ط نجف .
( 7 ) الخصال ج 2 ص 31 .
[ 89 ]
8 العيون : بالاسناد المتقدم في نافلة الظهر عن رجاء بن أبي الضحاك في
بيان عمل الرضا عليه السلام في طريق خراسان ، قال : إذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب
ثلاثا بأذان وإقامة ، وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فاذا سلم جلس في
مصلاه يسبح الله تعالى ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ، ثم سجد سجدة الشكر
ثم رفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات بتسليمتين ، يقنت في كل
ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، وكان يقرء في الاولى من هذه الاربع
الحمد ، وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد ، ويقرء في الركعتين
الباقيتين الحمد وقل هو الله أحد ، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله ثم
يفطر ( 1 )
فائدة
اعلم أن المشهور أن وقت نافلة المغرب بعدها إلى ذهاب الحمرة المغربية ،
وظاهر المعتبر والمنتهى اتفاق الاصحاب عليه ، وذهب الشهيد رحمه الله في الدروس
والذكرى إلى امتداد وقتها بوقت المغرب ، ومال إليه بعض من تأخر عنه ، ويشهد
له صحيحة أبان بن تغلب ( 2 ) قال : صليت خلف أب عبدالله عليه السلام المغرب بالمزدلفة ،
فقام فصلى المغرب ثم صلى العشاء الآخرة ولم يركع بينهما ، ثم صليت خلفه بعد
ذلك بسنة ، فلما صلى المغرب قام فتنفل بأربع ركعات ثم أقام فصلى العشاء
الآخرة .
إذ ظاهر أن بعد المجئ بالمزدلفة يخرج وقت فضيلة المغرب ، ويؤيده الاخبار
الدالة على استحباب تأخير العشاء ، إذ الظاهر أن عدم جواز إيقاع النافلة بعد دخول
وقت العشاء لئلا يزاحمها ، وبالجملة الظاهر جواز الاتيان بالنافلة بعد ذهاب الحمرة
إن لم يزاحم الفريضة كثيرا بأن يؤخرها عن وقت فضلها ، لكن الاحوط إيقاع
النافلة بعدها .
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 181 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 500 .
[ 90 ]
9 فلاح السائل : هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن ما
بنداد ، عن أحمد بن هليل الكرخي ، عن حاتم بن الفرج قال : سألت أبا الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام عما يقرء في الاربع ، فكتب بخطه عليه السلام في أول ركعة قل هو
الله أحد ، وفي الثانية إنا أنزلناه ، وفي الركعتين الاخيرتين في أول ركعة منها اربع
آيات من أول البقرة ، ومن وسط السورة " وإلهكم إله واحد " ( 1 ) ثم يقرء قل
هو الله أحد خمس عشر مرة ، ويقرء في الركعة الرابعة آية الكرسي وآخر سورة
البقرة : ثم يقرء قل هو الله أحد خمس عشر مرة ( 2 ) .
ذكر رواية أخرى بما يقرء في الركعتين الاولتين : ذكر شيخنا جدي السعيد
أبوجعفر الطوسي رضوان الله عليه أنه يقرء في أول ركعة من نوافل المغرب الحمد
وثلاث مرات قل هو الله أحد وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه ( 3 ) .
وأما الركعتان الثالثة والرابعة فروى ابوالمفضل محمد بنعبدالله رحمة الله عليه
عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد ، عن العمركى ،
وعن علي بن محمد بن شجاع ، عن القاسم الهروي ، عن ابي سعيد الآدمي رفعه إلى
أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام أنهما كانا يقرآن في الركعتين الثالثة والرابعة من نوافل
المغرب في الثالثة الحمد وأول الحديد إلى عليم بذات الصدور وفي الرابعة الحمد و
آخر الحشر ( 4 ) .
مصباح المتهجد وغيره : ويستحب أن يقرء في الركعة الاولى الحمد
مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات إلى قوله " ومن وسط السورة وإلهكم إله واحد "
إلى قوله : " يعقلون " إلى قوله : وروي أنه يقرء في الركعة الاولى سورة الجحد و
في الثانية سورة الاخلاص ، وفيما عداه مااختاره ، وروي أن أبا الحسن العسكري
عليه السلام كان يقرء في الثالثة الحمد وأول الحديد إلى قوله إنه عليم بذات الصدور
* ( هامش ) * ( 1 ) البقرة : 163 .
( 42 ) فلاح السائل : 233 .
[ 91 ]
وفي الرابعة الحمد وآخر الحشر ( 1 ) .
بيان : الاربع الايات من أول البقرة إلى قوله تعالى : هم المفلحون ، إن لم
تكن الم آية وإلا فالى قوله " يوقنون " وقد اختلف القراء في ذلك والاول أولى
ومن وسط البقرة آيتان " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في
خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما
ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها
من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخربين السماء والارض لآيات
لقوم يعقلون " .
والظاهر أن آخر البقرة من " آمن الرسول " إلى آخرها ، ويحتمل أن
يكون من قوله : " لله ما في السموات " كما سيأتي في صلاة أخرى ، ويحتمل أن
يراد آية واحدة من آخرها ، وهي قوله سبحانه " لا يكلف الله نفسا " إلى آخرها
والاخير اظهر لفظا والاوسط احتياطا والاول بحسب بعض القرائن .
وآخر الحشر من قوله : " لو أنزلناه هذا القرآن " إلى آخر السورة كما
فهمه الاصحاب ، وإن احتمل أن يكون من قوله " هو الله الذي لا إله إلا هو "
إلى آخرها .
10 فلاح السائل : ذكر ما يزيده من الدعاء في آخر سجدة من نوافل
المغرب ، وفضل ذلك ، روى محمد بن علي بن محمد اليزد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن
يحيى العطار ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن ابيه
سيف بن عميرة ، عن عبدالله بن سنان ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : من قال في آخر
سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة ، وإن فعله كل ليلة كان أفضل يقول :
" اللهم إني اسئلك بوجهك الكريم ، وباسمك العظيم ، وملكك القديم ، أن تصلي
على محمد وآله ، وأن تغفر لي ذنبي العظيم إنه لا يغفر العظيم إلا العظيم " سبع مرات
فاذا قاله انصرف وقد غفر الله له ، وفي رواية أخرى يعدل ستين حجة من أقصى
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 70 .
[ 92 ]
البلاد ( 1 ) .
المتهجد والاختيار مرسلا مثله ( 2 ) .
11 فلاح السائل ( 3 ) والمتهجد : الدعاء بعد الركعتين من الاوليين من
نوافل المغرب :
اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، وإليك الرجعى و
المنتهى ، وإن لك الممات والمحيا ، وإن لك الآخرة والاولى ، اللهم إنا نعوذ بك
من أن نذل ونخزى وأن نأتي ما عنه تنهى .
اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأسئلك الجنة برحمتك ، و
أستعيذ بك من النار بقدرتك ، وأسألك من الحور العين بعزتك ، واجعل أوسع رزقي
عند كبر سني وأحسن عملي عند اقتراب أجلي ، واطل في طاعتك وما يقرب منك
ويحظى عندك ويزلف لديك عمري ، وأحسن في جميع أحوالى وأمورى معونتى ، و
لا تكلني إلى أحد منخلقك ، وتفضل علي بقضاء جميع حوائجى للدنيا والآخرة
وابدأ بوالدي وولدي وجميع إخوني المؤمنين والمؤمنات في جميع ماسألتك لنفسي
وثن بي برحمتك يا ارحم الراحمين ( 4 ) .
ثم تقوم إلى الركعتين الاخيرتين من نوافل المغرب ، وتقول بعدهما :
اللهم بيدك مقادير الليل والنهار ، وبيدك مقادير الشمس والقمر ، وبيدك
مقادير الغنى والفقر ، وبيدك مقادير الخذلان والنصر ، وبيدك مقادير الموت والحياة
وبيدك مقادير الصحة والسقم ، وبيدك مقادير الخير والشر ، وبيدك مقادير الجنة
والنار ، وبيدك مقادير الدنيا والآخرة .
اللهم صل على محمد وآله ، وبارك لي في ديني وديناى وآخرتي ، وبارك لي
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل : 233 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 70 .
( 3 ) فلاح السائل : 234 .
( 4 ) مصباح المتهجد : 70 .
[ 93 ]
في أهلي ومالي وولدي وإخواني وجميع ماخولتني ورزقتني ، وأنعمت به علي
ومن أحدثت بيني وبينه معرفة من المؤمنين ، واجعل ميله إلي ومحبته لي ، واجعل
منقلبنا إلى خير دائم ، ونعيم لا يزول .
اللهم صلى على محمد وآله وأقصر أملى عن غاية أجلي ، واشغل قلبي بالآخرة
عن الدنيا ، وأعني على ما وظفت علي من طاعتك ، وكلفتنيه من رعاية حقك ،
وأسألك فواتح الخير وخواتمه ، وأعوذ بك من الشر وأنواعه ، وخفيه
ومعلنه .
اللهم صل على محمد وآله ، وتقبل عملى وضاعفه لي ، واجعلني ممن يسارع
في الخيرات ، ويدعوك رغبا ورهبا ، واجعلني لك من الخاشعين ، اللهم صل على محمد وآله و
فك رقبتي من النار ، وأوسع علي من رزقك الحلال ، وادرء عني [ شر فسقة الجن
والانس و ] ( 1 ) شر فسقة العرب والعجم ، وشر كل ذي شر .
اللهم وأيما أحد من خلقك أرادني أو أحدا من أهلي وولدي وإخواني
وأهل حزانتى بسوء فاني أدرء بك في نحره ، وأعوذ بك من شره ، واستعين بك عليه ، و
صل على محمد وآله ، وخذه عني من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله
ومن فوقه ومن تحته ، وامنعني من أن يصل إلي منه سوء أبدا ، بسم الله وبالله
توكلت على الله إنه من يتوكل على الله فهو حسبه ، لن الله بالغ أمره قد جعل الله
لكل شئ قدرا .
اللهم صل على محمد وآله ، واجعلني وأهلي وولدي وإخواني في كنفك و
حفظك وحرزك وحياطتك وجوارك وأمنك وأمانك وعياذك ومنعك ، عز جارك
وجل ثناؤك ، وامتنع عائذك ، ولا إله إلا أنت فصل على محمد وآله ، واجعلني و
إياهم في حفظك وأمانك ومدافعتك وودائعك التي لا تضيع من كل سوء ، ومن شر
السلطان والشيطان ، إنك أشد باسا وأشد تنكيلا .
اللهم إن كنت منزلا بأسا من بأسك أو نقمة من نقمتك بياتا وهم نائمون ،
* ( هامش ) * ( 1 ) ما بين العلامتين ساقط من مطبوعة الكمبانى .
[ 94 ]
أوضحى وهم يلعبون ، فصل على محمد وآله واجعلني وأهلي وولدي وإخواني في
دينى في منعك وكنفك ودرعك الحصينة ، اللهم إني أسئلك بنور وجهك المشرق الحي
القيوم الباقي الكريم ، وأسألك بنور وجهك القدوس الذي أشرقت له السموات و
الارضون ، وصلح عليه أمر الاولين والآخرين ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن
تصلح لي شأني كله ، وتعطيني من الخير كله ، وتصرف عني الشر كله ، وتقضي لي
حوائجي كلها ، وتستجيب لي دعائى ، وتمن علي بالجنة تطولا منك ، وتجيرني
من النار ، وتزوجني من الحور العين ، وابدأ بوالدي وإخواني المؤمنين والمؤمنات
في جميع ما سألتك لنفسي وثن بي برحمتك ياأرحم الراحمين ( 1 ) .
بيان : " إن لك الممات والمحيا " أي ينبغي أن تكون أنت المقصود من
الموت والحياة ، واجعلهما خالصين لك كما مر في دعاء التوجه ، أو لك التصرف فيهما
وهما بقدرتك ، فاللام للملك ، والاخير في الفقرة الآتية اظهر ، ويؤيد إرادته في
الاولى . " ويحظي عندك " اي يوجب لي مكانة ومنزلة عندك ، والحظوة بالضم و
الكسر المكانة والمنزلة ، قال في النهاية : في حديث عائشة فاي نسائه كان أحطى منى
أي اقرب إليه مني واسعد به ؟ يقال : حظيت المرءة عند زوجها تحظى حظوة بالضم
والكسر ، اي سعدت به ودنت من قلبه وأحبها و " يزلف " اي يقرب .
" مقادير الليل والنهار " اي التقديرات الواقعة فيهما ، أو تقديرات الامور
الواقعة فيهما أو مقدارهما في الطول والقصر " ومقادير الشمس والقمر " اي مقدار
جرمهما أوحركتهما والامور المتعلقة بهما من السكوف والخسوف وغيرهما ، وكذا
البواقي " ومقادير الدنيا والآخرة " اي تقديراتهما أو مقدارهما مطلقا أو بالنسبة
إلى كل شخص " واقتصر أملي " على بناء الافتعال ، وفي بعض النسخ على التفعيل أي
لا أؤمل ما لا يفي به عمري ، أولا أؤمل شيئا لا أعلم أنه يفي عمري ، فيكون كناية
عن ترك الامل مطلقا .
" فواتح الخير وخواتمه " اي يكون فاتحة كل أمر من أموري وخاتمته
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل : 235 237 ، مصباح المتهجد : 7371 .
[ 95 ]
مقرونا بالخير والصلاح " ممن يسارع في الخيرات " اي يبادر إلى أبواب المبرات
" ويدعوك رغبا ورهبا " اي راغبا في الثواب راجيا للاجابة أو في الطاعة ، خائفا للعقاب
أو المعصية " من الخاشعين " اي المخبتين أو الخائفين .
" فهو حسبه " اي كافيه " إن الله بالغ أمره " أي يبلغ ما يريد فلا يفوته مراد
" لكل شئ قدرا " اي تقديرا أومقدارا أو أجلا لا يمكن تغييره " أشد بأسا " اي
عقوبة من الناس " واشد تنكيلا " أي تعذيبا .
12 المتهجد : دعاء آخر : اللهم إني أسئلك بنور وجهك المشرق الحي
الباقي الكريم ، وأسألك بنور وجهك القدوس الذي أشرقت به السموات والارضون
وانكشفت به الظلمات ، وصلحت عليه أمور الاولين والآخرين ، أن تصلي على محمد
وآله وأن تصلح شأني كله ( ! ) .
13 فلاح السائل : ذكر أحمد بن محمد الفامي ، عن محمد بن الحسين بن الوليد
عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 95 سطر 13 الى ص 103 سطر 13

إسماعيل بن ابي زياد ، عن ابي عبدالله عليه السلام ، عن ابيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلوا
في ساعة الغفلة ولو ركعتين ، فانهما توردان دار الكرامة ( 2 ) .
ذكر رواية أخرى في فضل ذلك : ذكر محمد بن علي بن محمد بن سعد ، عن أحمد بن
يحيى ، عن ابيه وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ،
عن ابيه ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
تنفلوا في ساعة الغفلة ، ولو بركعتين خفيفتين ، فانهما يورثان ( 3 ) دار الكرامة ، قيل :
يا رسول الله وا ساعة الغفلة ؟ قال : ما بين المغرب والعشاء ( 4 ) .
14 مجالس الصدوق : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 73 .
( 2 ) فلاح السائل : 244 .
( 3 ) توردان خ ل كما في المصدر .
( 4 ) فلاح السائل : 245 .
[ 96 ]
أحمد بن ابي عبدالله البرقى ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن آبائه
عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذكر مثله ( 1 ) .
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن البرقي مثله ( 2 )
معانى الاخبار : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقى ، عن سليمان بن سماعة
عن عمه عاصم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، عن ابيه ، عن النبى صلى الله عليه وآله مثله ( 3 ) .
العلل ( 4 ) : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد البرقى ، عن أبيه ، عن زرعة ،
عن سماعة عنه عليه السلام ، عن ابيه مثله إلى قوله دار الكرامة .
قال الصدوق : ساعة الغفلة ما بين المغرب والعشاء ( 5 ) .
15 فلاح السائل : ذكر ما نختار ذكره من الصلوات بين العشائين بالروايات
ايضا حدث علي بن محمد بن يوسف ، عن أحمد بن سليمان الزراري ، عن أبي جعفر
الحسنى محمد بن الحسين الاشترى ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن الحكم ، عن
هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : من صلى بين العشائين
ركعتين قرء في الاولى الحمد وقوله تعالى : " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن
أن لن نقدرعليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " وفي الثانية الحمد وقوله
تعالى : " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط
من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب
مبين " .
فاذا فرغ من القراءة رفع يديه وقال : " اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق : 331 .
( 2 ) معانى الاخبار : 265 .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 40 و 41 .
( 4 ) في المطبوعة [ الخصالب ولا يوجد فيه ، والحديث مذكور بسنده في العلل .
( 5 ) علل الشرايع ج 2 ص 31 .
[ 97 ]
لا يعلمها إلا أنت ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تفعل بي كذا وكذا .
ثم يقول : " اللهم أنت ولي نعمتي ، والقادر على طلبتى ، وتعلم حاجتى ،
فأسألك بحق محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام لما قضيتها لى " ويسأل الله جل
جلاله حاجته أعطاه الله ما سأل ، فان النبي صلى الله عليه وآله قال : لا تتركوا ركعتى الغفلة و
همابين العشائين ( 1 ) .
المتهجد : عن هشام بن سالم مثله ( 2 ) .
بيان : " إذ ذهب مغاضبا " اي لقومه كما مر في محله " فظن أن لن نقدر عليه "
رزقه ، والقدر الضيق كما قال تعالى : " فقدر عليه رزقه " ( 3 ) " وعنده مفاتح الغيب "
أي خزائنه جمع مفتح بفتح الميم وهو المخزن ، أوما يتوصل به إلى المغيبات مستعارا
من المفاتح الذي هو جمع مفتح بالكسر ، وهو المفتاح ، والمعنى أنه المتوصل إلى
المغيبات المحيط علمه بها " في كتاب مبين " اي في اللوح المحفوظ أو في علمه سبحانه
" والقادر على طلبتى " اي مطلبى .
" لما قضيتها لي " قال الشيخ البهائى رحمه الله " لما " بالتشديد بمعنى إلا
يقال : أسألك لما فعلت كذا أي ما أسألك إلا فعل كذا ، وقد يقرء بالتخفيف أيضا
فلا حاجة إلى تأويل فعل المثبت بالمنفى وتكون لفظة " ما " زائدة وقد قرئ بالوجهين
قوله تعالى : " إن كل نفس لما عليها حافظ " انتهى ( 4 ) .
أقول : والتشديد اظهر ، ولا حاجة إلى تأويل كما عرفت أن المعنى
أسئلك في جميع الاحوال إلا حال قضاء حاجتى ، اي لا أترك الطلب إلا وقت حصول
المطلب ، وقال الكفعمي : ( 5 ) لما روي بالتشديد والتخفيف فمن شدد كانت بمعنى إلا
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل : 245 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 76 .
( 3 ) الفجر : 16 .
( 4 ) الطارق : 4 .
( 5 ) مصباح الكفعمى ص 398 في الهامش .
[ 98 ]
كأنه قال اسئلك إلا قضيتها لي ، ومن خفف جعل ما زائدة للتأكيد ، واللام جواب
القسم ، والتقدير لقضيتها لي ، قلت : قال الزجاج : " لما " استعملت في موضع إلا في
موضعين ، الاول في قوله تعالى : " إن كل نفس لما عليها حافظ " والثاني في باب القسم
تقول : سألتك لما فعلت ، والمعنى إلا فعلت ، والمعنى ما كل نفس إلا عليها حافظ
من الملائكة ، يحفظ عملها وما تكسبه من خير وشر ، ومن قرء لما بالتخفيف فالمعنى
كل نفس لعملها حافظ يحفظها ، وتكون " ما " صلة كما في قوله تعالى : " فبما رحمة
من الله " ( 1 ) .
16 فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه أبوالحسن علي بن الحسين
ابن أمد بن علي بن إبراهيم بن محمد العلوي الجواني في كتابه إلينا عن أبيه ، عن
جده علي بن إبراهيم الجواني ، عن سلمة بن سليمان السراوي ، عن عتيق بن أحمد
ابن رياح عن عمر بن سعد الجرجاني ، عن عثمان بن محمد الصباح عن داود بن سليمان
الجرجاني ، عن عمرو بن سعيد الزهري ، عن الصادق ، عن ابيه ، عن جده عن أبيه
عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته : يا رسول الله أوصنا فقال : أوصيكم
بركعتين بين المغرب والعشاء الآخرة ، تقرء في الاولى الحمد وإذا زلزلت الارض زالزالها
ثلاث عشرة مرة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد خمس مرة فانه من فعل
ذلك في كل شهر كان من المتقين ، فان فعل ذلك في كل سنة كتب من المحسنين ، فان
فعل ذلك في كل جمعة مرة كتب من المصلين ، فان فعل ذلك في كل ليلة زاحمني في
الجنة ، ولم يحص ثوابه إلا الله رب العالمين جل وتعالى ( 2 ) .
المتهجد وغيره : مرسلا عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام مثله ( 3 ) .
17 فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه أحمد بن محمد بن علي
الكوفي ، عن علي بن محمد الكسائي رفعه إلى موالينا عليهم السلام في قوله تعالى " إن
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 159 .
( 2 ) فلاح السائل ص 246 .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 76 .
[ 99 ]
ناشئة الليل هي اشد وطأ وأقوم قيلا " ( 1 ) قال : هي ركعتان بعد المغرب يقرء في
الاولى بفاتحة الكتاب ، وعشر آيات من أول البقرة وآية السخرة ، وقوله " وإلهكم إله واحد "
إلى آخر الآية " لقوم يعقلون " ( 2 ) وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ، وفي الثانية فاتحة
الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله " ولله ما في السموات " إلى آخر السورة
وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ، ثم ادع بماشئت بعدهما ، قال : فمن فعل ذلك وواظب
عليه كتب له بكل صلاة ست مائة الف حجة ( 3 ) .
وروي ذلك في طريق آخر وفيها زيادة رواها أحمد بن علي بن محمد ، عن جده
محمد بن أحمد بن العباس ، عن الحسن بن محمد النهشلي بمثل ذلك وزاد فيه فاذا فرغت
من الصلاة وسلمت قلت : " اللهم مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ، ودين
نبيك ووليك ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت
الوهاب ، وأجرني من النار برحمتك ، اللهم امدد لي في عمري ، وانشر علي رحمتك
وأنزل علي من بركاتك ، وإن كنت عندك في أم الكتاب شقيا فاجعلني سعيدا فانك
تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب .
وتقول : عشر مرات " أستجير بالله من النار " وعشر مرات " أسأل الله الجنة " وعشر
مرات " أسأل الله الحور العين " ( 4 ) .
المتهجد وغيره : مرسلا مثل الرواية الثانية مع الدعاء ( 5 ) .
بيان : العشر من أول البقرة إلى قوله " بما كانوا يكذبون " على أحد الاحتمالين
وإلى قوله " ومايشعرون " على الاحتمال الآخر ، والاول أظهر وأحوط ، وآية السخرة
إن اريد بها الآية الواحدة فهي إلى " رب العالمين " وإن أريد بها الجنس فهي
* ( هامش ) * ( 1 ) المزمل : 6 .
( 2 ) البقرة : 164163 .
( 3 ) فلاح السائل ص 246 .
( 4 ) فلاح السائل ص 247 .
( 5 ) مصباح المتهجد ص 76 و 77 .
[100]
ثلاث آيات إلى قوله " من المحسنين " وهو اشهر وأحوط ، والاشهر في آية الكرسي
إلى " العلي العظيم " وقيل إلى " خالدون " .
18 فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه محمد بن أحمد القمي ، عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى
الاشعري ، عن الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : من صلى بعد المغرب
أربع ركعات يقرء في كل ركعة خمس عشرة مرة قل هو الله أحد انفتل من صلاته وليس
بينه وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غفر له ( 1 ) .
ومن الصلوات بين المغرب وبين العشاء الآخرة ما رواه محمد بن أحمد بن علي بن
سعيد الكوفي البزاز رحمه الله عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد الكليني ، عن بعض
أصحابه ، عن الرضا عليه السلام قال : من صلى المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى
يصلي عشر ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، كانت له عدل
عشر رقاب ( 2 ) .
المتهجد : وروي عشر ركعات وذكر نحوه ، وقال : أربع ركعات يقرء في
كل ركعه الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد ، وروي أنه من فعل ذلك انفتل
من صلاته وليس بينه وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غفر له ( 3 ) .
19 فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رويناه بعدة طرق فمنها
باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ( 4 ) عن ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن
الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الاعمال عن الصادق ، عن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال : تنفلوا ولو بركعتين خفيفتين فانهما تورثان دار الكرامة ،
قيل : يا رسول الله وما معنى خفيفتين ؟ قال : يقرأ فيهما الحمد وحدها قيل : يا رسول الله
* ( هامش ) * ( 21 ) فلاح السائل ص 247 .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 77 . ة
( 4 ) راجع التهذيب ج 1 ص 205 .
[101]
فمتى أصليها ؟ قال : ما بين المغرب والعشاء ( 1 ) .
بيان : الظاهر أن هذه الصلاة هي نافلة المغرب فان ركعتين منها آكد كما
مر ، ويجوز الاكتفاء في النوافل بالحمد فقط لا سيما عند ضيق الوقت ، بل يحتمل
في بعض النوافل المتقدمة أيضا أن يكون كيفية مستحبة لنافلة المغرب ، وهذه الاخبار
مما يؤيد جواز إيقاع التطوع بعد دخول وقت العشاء ( 2 ) إذ لا يفي الوقت بجميعها ،
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل ص 248 .
( 2 ) هذه الاخبار مع ضعف سندها تخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله في أعداد النوافل من جهة
وفي تعيين أوقات الصلوات اخرى ، وقد عرفت فيما سبق مرارا أن الله لا يعذب على كثرة الصيام
والصوم ، ولكنه يعذب على ترك السنة .
وذلك لان المراد بالسنة كما عرفت في ج 82 ص 295 سيرته العملية المتخذة باشارات
القرآن العزيز كما وكيفا زمانا ومكانا فمن خالف سنته كما فأتى بالنوافل أكثر مما سنه
صلى الله عليه وآله أو كيفا فأتى بها بتطويل الركوع في ليلة مع تخفيف سائرها وتطويل
السجود في ليلة أخرى يتخذها سيرة لنفسه ويقول يا فلان هذه ليلة الركوع وهذه ليلة السجود
مثلا ، أولا يفصل بين كل ركعتين بتشهد وسلام ، أو يقرء عشر سور في ركعة واحدة يلتزم بها
وغير ذلك مما يكثر تعداده .
أو خالف سنته صلى الله عليه وآله زمانا فأتى بالنوافل في وقت الفرائض المختص بها ، أو
مكانا فأتى بها في المسجد علانية يلتزم بها ، وقد كان صلوات الله عليه يأتى بها في داره الا
نوافل شهر رمضان على ما سيأتى في محله .
فمن خالف سنته صلى الله عليه وآله باحدى هذه الصور فقد أتى بأمر من عنده محدث ، " وكل
محدث بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " .
وهذا هو المراد بقوله عليه السلام " ما أحدثت بدعة الا ترك بها سنة " وذلك لان السنة
قد تترك رأسا ، كمن ترك النوافل من دون تهاون واستخفاف بها ، فلا حرج عليه ، لما
قد صح عنه عليه الصلاة والسلام : " . . . وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى
غير خطيئة " .
[102]
بل ببعضها فقط ، ولعل الاحوط ترك ما لا يفى الوقت بها ، وإن كان الاقوى جواز إيقاعها
والله يعلم .
* ( هامش ) * وأما اذا ترك السنة وراء ظهره كأنه لا يعبأ بها ، أو حولها عن وجهها كأنه يرى نقصا
فيها فيتمها من عنده ، أو خللا فيصلحها ويسدها برأيه ، فقد خالف سنة النبى صلى الله عليه وآله وتعداها
" ومن خالف سنة النبي متعمدا فقد كفر " ومن تعداها جهلا أخذ بناصيته ورد إلى السنة ،
والا فلا يعبأ بأعماله ولا ينصب لها ميزان ، لما قد صح عنه عليه الصلاة والسلام : " لا عمل الا
بنية ولا نية الا باصابة السنة " .
وأما الفقهاء والمحدثون من الاصحاب رضوان الله عليهم فانما نقلوا هذه الاحاديث
وماضاهاها في كتبهم المدونة لاعمال اليوم والليلة مع اعترافهم بضعف سندها ، تعولا على
قاعدة التسامح في أدلة السنن المبتنية على أحاديث من بلغ ، زعما منهم أنها تشمل كل حديث
روى فيه ثواب على عمل ، مطلقا ، وان كان العمل مخالفا للسنة القطعية ، وليس كذلك ،
والا لكان مفادها تصويب البدع والحكم بمشروعيتها ، والكذب المفترع على أئمة الدين و
حماته ، وهذا كما ترى مخالف لضرورة المذهب .
فالمراد من العمل الذي يروى له ثواب من الله انما هو العمل الثابت بالسنة القطعية
كالنوافل المرتبة والتعقيبات والاذكار التى يؤيدها الكتاب والسنة ، فاذا ورد في حديث أن
صلاة الليل تزيد في الرزق ، أو نافلة المغرب تسرع في قضاء حاجته وأن تسبيح فاطمة
الزهراء عليها السلام عند المنام خير من خادم يخدم البيت طول النهار ، فافتتن المكلف
بالحديث وعمل ذاك الخير التماس تلك العائدة ورجاء ذلك الثواب المخصوص ، آتاه الله
ذلك الثواب تكرما ، وان لم يكن الحديث كما بلغه .
على أن هذه الاحاديث أحاديث من بلغ لو كانت لها اطلاقا فانما تنظر إلى العوام
والمقلدين البسطاء ، الذين لا يعرفون الحق من الباطل ، ولا يكلفون التمييز بين الصحيح و
السقيم ، وانما يتعولون في دينهم على رأى الفقهاء والمحدثين ، وأما الفقهاء والمحدثون
فوظيفتهم الذب عن حوزة الدين ، ومعرفة الصحيح من السقيم وطرح الاحاديث والروايات
التى لا توجب علما ولا عملا ، لضعف سندها وطعن العلماء في رواتها بالفسق والغلو والجهالة ،
[103]
20 المجتنى : شكى رجل إلى الحسن بن علي عليه السلام جارا يؤذيه ، فقال له
الحسن عليه السلام : إذا صليت المغرب فصل ركعتين ثم قل : " يا شديد المحال ، يا عزيز
أذللت بعزتك جميع ما خلقت أكفني شر فلان بما شئت " قال : ففعل الرجل ذلك ، فلما
* ( هامش ) * فهم أولى بأن يؤدوا حق الله عزوجل اليه وهو أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفوا عما لا يعلمون ،
وأن يأخذوا بما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ويدعوا ما خالف كتاب الله
وسنة نبيه :
ففى الصحيح أن ابا يعفور سال الصادق عليه السلام عن اختلاف الحديث : يرويه من
يوثق به ، ومنهم من لا يوثق به ، فقال عليه السلام : اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا
في كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله ( يعنى سنته ص ) والا فالذي جاءكم به
أولى به .
وروى الكشى عن اليقطينى عن أبى محمد يونس بن عبدالرحمن أن بعض اصحابنا
سأله فقال له : يا أبا محمد ما اشدك في الحديث وأكثر انكارم لما يرويه أصحابنا ، فما الذي
يحملك على رد الاحاديث ؟ فققال : حدثنى هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 103 سطر 14 الى ص 111 سطر 14

يقول : لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا
المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبى أحاديث لم يحدث بها أبى
فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فانا اذا حدثنا
قلنا : قال الله عزوجل ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله .
قال يونس : وافيت العراق فوجدت بها قطعة من اصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت
أصحاب أبي عبدالله عليه السلام متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها بعد على أبي الحسن
الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبدالله عليه السلام ،
وقال لى : ان أبا الخطاب كذب على أبي عبدالله عليه السلام ، لعن الله أبا الخطاب وكذلك
اصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الاحاديث إلى يومنا هذا في كتاب أصحاب أبي عبدالله عليه السلام
فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فانا ان حدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة ، أنا عن
الله وعن رسوله نحدث الخبر .
[104]
كان في جوف الليل سمع صراخ ، وقيل : فلان قد مات الليلة .
عدة الداعى : مثله إلا أن فيه " بعزتك الجبابرة من خلقك " .
بيان : قال الجزري : المحال بالكسر الكيد ، وقيل المكر ، وقيل القوة و
الشدة ، وميمه أصلية .
* ( هامش ) * فعلى هذا لا مناص من أن نتعرف صدق الرواة وأمانتهم ثم بعد ذلك نعرض الحديث
على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فان وافق القرآن وسيرة نبيه صلى الله عليه وآله نقبله ، و
الا فمن جاء به فهو أولى به ، وهذه الاحاديث مع كونها مخالفة لسنة النبى صلى الله عليه وآله ، رواتها
مطعون غالبا أو مجاهيل ، فلا توجب لا علما ولا عملا ، حتى يحتاج إلى الجمع بينها .
[105]
5 " ( باب ) "
" فضل الوتيرة وآدابها وعللها وتعقيبها "
" وساير الصلوات بعد العشاء الاخرة "
1 العلل : عن علي بن حاتم ، عن محمد بن حمدان ، عن الحسن بن محمد بن
سماعة ، عن جعفر بن سماعة ، عن المثنى ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
قلت : اصلي العشاء الآخرة ، فاذا صليت صليت ركعتين وأنا جالس ، فقال : أما إنها
واحدة ، ولو بت بت على وتر ( 1 ) .
ومنه : عن علي بن أحمد ، عن محمد بن جعفر الاسدي ، عن موسى بن عمران
الجعفي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيتن إلا .
بوتر ، قال قلت : تعني الركعتين بعد العشاء الآخرة قال : نعم ، إنهما بركعة فمن
صلاها ثم حدث به حدث مات على وتر ، فان لم يحدث به حدث الموت يصلي الوتر
في آخر الليل .
فقلت : هل صلى رسول الله صلى الله عليه وآله هاتين الركعتين ؟ قال : لا ، قلت : ولم ؟ قال :
لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتيه الوحي ، وكان يعلم أنه [ هل ] يموت أم لا ، وغيره
لا يعلم ، فمن أجل ذلك لم يصلهما وأمر بهما ( 2 ) .
بيان : يظهر من هذا الخبر وجه الجمع بين الاخبار المختلفة ، حيث عدت
الوتيرة في بعضها من السنن ، وفي بعضها لم تعد منها ، وقوله " فلا يبيتن " إما نهي
أو نفي ، فعلى الاول يكون من قبيل تصدير الاحكام بيا أيها الذين آمنوا ، لانهم
المنتفعون بها ، فلا يدل على أن ترك الوتر مناف للايمان ، وعلى الثاني فيحتمل أن
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 2 ص 20 ، وفى بعض النسخ " ولو مت مت على وتر " .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 20 .
[106]
يكون الغرض النهي فيرجع إلى الاول أو معناه ، فيحمل على كمال الايمان ، وعلى
التقادير فيه إيماء إلى أن مقتضى الايمان بالله وما وعد الله من الثواب على الطاعات
لا سيما صلاة الليل عدم تركها للكسل أو الاعذار القليلة .
ثم إن ظاهر هذه الاخبار أفضلية الجلوس في الوتيرة بل تعينه ، وبعض
الاخبار يدل على كون القيام فيهما أفضل ، كرواية الحرث النضرى ( 1 ) عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : ركعتان بعد العشاء الآخرة كان ابي يصليهما وهو قاعد ، وأنا اصليهما
وأنا قائم ، وظاهره أن الباقر عليه السلام كان يصليهما جالسا لكونه بادنا يشق عليه القيام ،
وكرواية سليمان بن خالد ( 2 ) عنه عليه السلام حيث قال : وركعتان بعد العشاء الآخرة تقرء
فيهما مائة آية قائما أو قاعدا والقيام أفضل ، ولا يبعد القول بأفضلية القيام وإن كان
القعود أشهر .
والمشهور في وقتها أنه يمتد بامتداد وقت العشاء ، وادعى في المعتبر والمنتهى
عليه الاجماع ، وذكر الشيخان وأتباعهما أنه ينبغي أن يجعلها خاتمة نوافله ، ومستنده
غير معلوم .
2 فلاح السائل : صلاة الفرج بالاسناد إلى محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد
ابن الحسن الصفار ، عن الحسن بن علي بن المغيرة ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان
ابن كثير قال : شكوت إلى أبي عبدالله عليه السلام كربا اصابني قال : يا عبدالرحمان إذا صليت
العشاء الآخرة فصل ركعتين ، ثم ضع خدك الايمن على الارض ، ثم قل : " يا مذل
كل جبار ، ومعز كل ذليل ، قد وحقك بلغ مجهودي " قال : فما قلته إلا ثلاث
ليال حتى جاء لي الفرج ( 3 ) .
صلاة لطلب الرزق روى أبومحمد هارون بن موسى عن أحمد بن محمد بن سعيد قال :
قال لي القاسم بن محمد بن حاتم وجعفر بن عبدالله المحمدي قالا : قال لنا محمد بن ابي عمير :
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 3 ص 446 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 134 .
( 3 ) فلاح السائل ص 257 .
[107]
كل ما رويته قبل دفن كتبي وبعدها فقد أجزته لكما ؟ ! قال ابن ابي عمير : حدثني هشام
سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا تتركوا ركعتين بعد العشاء الآخرة ، فانها مجلبة
للرزق ، وتقرء في الاولى الحمد وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية
الحمد وثلاث عشرة مرة قل هو الله أحد ، فاذا سلمت فارفع يديك وقل : " اللهم إني
اسئلك يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، يا من لا تغيره
الدهور ، ولا تبليه الازمنة ، ولا تحيله الامور ، يا من لا يذوق الموت ، ولا يخاف
الفوت ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، صل على محمد وآله ، وهب لي
ما لا ينقصك ، واغفر لي ما لا يضرك ، وافعل بي كذا وكذا " وتسئل حاجتك .
وقال عليه السلام : من صلاها بنى الله له بيتا في الجنة ( 1 ) .
المتهجد وغيره : يستحب أن يصلي ركعتين بعد العشاء الآخرة وذكر
مثله ( 2 ) .
3 فلاح السائل : ومن الصلوات بعد العشاء الآخرة ما رواه محمد بن عمر البزاز
عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ، عن يحيى بن يعلى ، عن ابن أبي مريم ، عن عبدالله
ابن فرج ، عن أبي فروة ، عن سالم الافطس ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : من صلى اربع ركعات خلف العشاء الآخرة ، وقرء في الركعتين
الاوليين قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، وفي الركعتين الاخيرتين تبارك الذي
بيده الملك والم تنزل السجدة ، كن له كأربع [ ركعات ] من ليلة القدر ( 3 ) .
4 المتهجد والاختيار : في النوافل بعد العشاء اربع ركعات مروية عن النبي
صلى الله عليه وآله يقرءفي الاولى الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد
وقل هو الله أحد ، وفي الثالثة الحمد والم تنزيل ، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي
* ( هامش ) * ( 1 ) فلاح السائل ص 258 .
( 2 ) مصباح المتهجد ص 85 .
( 3 ) فلاح السائل ص 258 259 .
[108]
بيده الملك ( 1 ) .
أقول : لعل اختلاف الترتيب لاختلاف الروايات ، وفي المستند أيضا
ضعف .
5 فلاح السائل : صلاة الوتيرة روى أحمد بن محمد بن الحسن ، عن علي بن
محمد بن الزبير ، عن عبدالله بن محمد الطيالسي ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عبدالخالق
ابن عبد ربه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان يصلي أبي بعد عشاء الآخرة ركعتين ، وهو
جالس يقرء فيهما مائة آية ، وكان يقول : من صلاهما وقرء بمائة آية لم يكتب من
الغافلين .
قال اسماعيل بن عبدالخالق بن عبد ربه : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقرء فيهما بالواقعة
والاخلاص ( 2 ) .
وروى هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن
ابن عبدالملك ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير بن حنان ، عن
أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : من قرء سورة الملك في ليلة فقد أكثر وأطاب ، ولم
يكن من الغافلين ، وإني لاركع بها بعد العشاء وأنا جالس ( 3 ) .
المتهجد وغيره : يستحب أن يقرء [ فيهما ] مائة آية من القرآن ، ويستحب
أن يقرء فيهما بالواقعة والاخلاص ، وروي سورة الملك والاخلاص ( 4 ) .
6 فلاح السائل ( 5 ) والمتهجد والاختيار : يقول بعد الوتيرة : " أمسينا و
أمسى الحمد والعظمة والكبرياء والجبروت والحلم ( 6 ) والجلال والبهاء والتقديس
والتعظيم والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والسماح والجود والكرم والمجد والمن
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 85 .
( 32 ) فلاح السائل ص 259 .
( 4 ) مصباح المتهجد ص 81 .
( 5 ) فلاح السائل ص 260 264 .
( 6 ) والحكم خ ل .
[109]
والخير والفضل والسعة والحول والقوة والقدرة والفتق والرتق والليل والنهار والظلمات
والنور والدنيا والآخرة والخلق جميعا والامر كله ، وما سميت وما لم اسم ، وما علمت
وما لم أعلم ، وما كان وما هو كائن ، لله رب العالمين .
الحمد لله الذي أذهب النهار ( 1 ) وجاء بالليل ، ونحن في نعمة منه وعافية وفضل
عظيم ، الحمد لله الذي له ما سكن في الليل والنهار ، وهو السميع العليم ، الحمد لله
الذي يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي ويرزق من يشاء بغير حساب وهو عليم بذات الصدور .
اللهم بك نمسي وبك نصبح ، وبك نحيى وبك نموت ، وإليك المصير ، اللهم
إني أعوذ بك من أن أذل أو أذل ( 2 ) أو [ أن ] اضل أو أضل أو اظلم أو أظلم أو أجهل أو
يجهل علي ، يا مصرف القلوب والابصار ، صل على محمد وآل محمد ، وثبت قلبي على
طاعتك وطاعة رسولك عليه وآله السلام ، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من
لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
اللهم إن لك عدوا لا يألوني خبالا حريصا على غيي ، بصيرا بعيوبي ، يراني
هو وقبيله من حيث لا اراهم اللهم صل على محمد وآله ( 3 ) وأعذ منه أنفسنا وأهالينا و
أولادنا وإخواننا وما اغلقت عليه أبوابنا ، وأحاطت به دورنا ، اللهم صل على محمد وآله ( 4 )
وحرمنا عليه كما حرمت عليه الجنة وباعد بيننا وبينه كما باعدت بين المشرق والمغرب
وبين السماء والارض ، وأبعد من ذلك اللهم صل على محمد وآله ( 5 ) وأعذني منه ومن
همزه ولمزه وفتنته ودواهيه وغوائله وسحره ونفثه ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعذني
منه في الدنيا والآخرة ، وفي المحيا والممات .
بالله ادفع ما اطيق وما لا اطيق ومن الله القوة والتوفيق ، يا من تيسير العسير
عليه سهل يسير ، صل على محمد وآله ، ويسر لي ما أخاف عسره ، فان تيسير العسير
* ( هامش ) * ( 1 ) ذهب بالنهار خ ل .
( 2 ) أو أزل أو أزل . خ ل .
( 53 ) وآل محمد خ ل .
[110]
عليك سهل يسير .
اللهم يا رب الارباب ، ويامعتق الرقاب ، أنت الله الذي لا تزول ولا تبيد ،
ولا تغيرك الدهور والازمان ، بدت قدرتك يا إلهي ولم تبد هيئة ، فشبهوك يا سيدي
واتخذوا بعض آياتك أربابا ، يا إلهي فمن ثم لم يعرفوك يا إلهي ، وأنا يا إلهي برئ
إليك في هذه الليلة من الذين بالشبهات طلبوك ، وبرئ إليك من الذين شبهوك
وجهلوك ، يا إلهي أنابرئ من الذين بصفات عبادك وصفوك ، بل أنا برئ من الذين
جحدوك ولم يعبدوك ، وأنا برئ من الذين في أفعالهم جوروك ، وأنا برئ من الذين
بقبايح افعالهم نحلوك ، وأنا برئ من الذين عما نزهوا عنه آباءهم وأمهاتهم ما نزهوك
وأبرأ إليك من الذين من مخالفة نبيك وآله عليهم السلام خالفوك ، وأنا برئ إليك
من الذين في محاربة أوليائك حاربوك ، وأنا برئ إليك من الذين في معاندة آل
نبيك ( 1 ) صلى الله عليه وآله عاندوك .
اللهم صل على محمد وآله واجعلني من الذين عرفوك فوحدوك ( 2 ) ، واجعلني
من الذين لم يجوروك وعن ذلك نزهوك ، واجعلني من الذين في طاعة أوليائك
وأصفيائك أطاعوك ، واجلعني من الذين في خلواتهم وفي آناء واطراف النهار
راقبوك وعبدوك .
يا محمد علي بكما بكما اللهم إني اسئلك في هذه الليلة باسمك الذي إذا وضع على
مغالق أبواب السماء للانفتاح انفتحت ، وأسألك باسمك الذي إذا وضع على مضائق
الارض للانفراج انفرجت ، وأسألك باسمك الذي إذا وضع على الباساء للتيسير تيسرت
وأسألك باسمك الذي إذا وضع على القبور للنشور انتشرت ، أن تصلي على محمد وآل
محمد ، وأن تمن علي بعتق رقبتي من النار في هذه الليلة .
اللهم إني لم أعمل الحسنة حتى أعطيتنيها ، ولم أعمل السيئة حتى أعلمتنيها
اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وعد على علمك بعطائك ، وداو دائي بدوائك ، فان
* ( هامش ) * ( 1 ) آل الرسول خ ل ، وهو في المصباح كذلك .
( 2 ) فوجدوك خ ل . كما في المصباح .
[111]
دائي ذنوبي القبيحة ، ودواؤك عفوك وحلاوة رحمتك .
اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني بين الجموع بسريرتي ، وأن ألقاك بخزي عملي
والندامة بخطيئتي ، وأعوذ بك أن تظهر سيئاتي على حسناتي ، وأن أعطى كتابي بشمالي
فيسود بذلك وجهي ، ويعسر بذلك حسابي ، تزل بذلك ( 1 ) قدمي ، ويكون في
مواقف الاشرار موقفي ، وأن أصير ( 2 ) في الاشقياء المعذبين حيث لا حميم يطاع ، ولا رحمة
منك تداركني ، فأهوى في مهاوي الغاوين .
اللهم فصل على محمد وآله ، وأعذني من ذلك كله ، اللهم بعزتك القاهرة ،
وسلطانك العظيم ، صل على محمد وآل محمد ، وبدل لي الدنيا الفانية بالدار الآخرة
الباقية ولقني روحها وريحانها وسلامها ، واسقني من باردها وأظلني في ظلالها و
زوجني من حورها ، وأجلسني على أسرتها وأخدمني من ولدانها ، وأطف علي غلمانها
واسقني من شرابها ، وأوردني أنهارها واهدل لي ( 3 ) ثمارها ، وأثوني في كرامتها ، مخلدا
لا خوف علي يروعني ، ولا نصب يمسني ، ولا حزن يعتريني ، ولا هم يشغلني ، قد رضيت
ثوابها ، وأمنت عقابها ، واطمأننت في منازلها ، وقد جعلتها لي ملجأ وللنبي صلى الله عليه وآله
رفيقا وللمؤمنين اصحابنا ، وللصالحين إخوانا ، في غرف فوق الغرف ، حيث الشرف كل


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 111 سطر 15 الى ص 119 سطر 15

الشرف .
اللهم وأعوذ بك معاذة من خافك وألجأ إليك ملجأ من هرب إليك من النار التي
للكافرين أعددتها ، وللخاطئين أوقدتها ، وللغاوين ابرزتها ، ذات لهب وسعير ( 4 ) وشهيق
وزفير وشرر كأنه جمالات صفر ( 5 ) وأعوذ بك اللهم أن تصلي بها وجهي ، أو تطعمها
لحمي ، أو توقدها بدني ، وأعوذ بك يا إلهي من لهبها ( 6 ) ، فصل على محمد وآله ، واجعل
رحمتك حرزا من عذابها ، حتى تصيرني بها في عبادك الصالحين الذين لا يسمعون
حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون .
* ( هامش ) * ( 1 ) بها خ ل . ( 2 ) أن أصبر خ ل .
( 3 ) وهدل خ ل . ( 4 ) وسعر خ ل .
( 5 ) جمالات كالقصر خ ل . ( 6 ) لهيبها خ ل .
[112]
اللهم صل على محمد وآله ، وافعل بي ما سألتك من أمر الدنيا والآخرة ، مع
الفوز بالجنة وامنن علي في وقتي هذا وساعتي هذه وفي كل أمر شفعت فيه إليك فيه
وما لم اشفع إليك فيه مما لي فيه النجاة من النار ، والصلاح في الدنيا والآخرة ، و
أعني على كل ما سالتك أن تمن به علي .
اللهم وإن قصر دعائي عن حاجتي ، أو كل عن طلبها لساني ، فلا تقصرني من
جودك ولا من كرمك يا سيدي ، فأنت ذوالفضل العظيم ، اللهم صل على محمد وآله ، و
افعل بي ما سألتك من أمر الدنيا والآخرة مع الفوز بالجنة ، وامنن علي واكفني ما أهمني
وما لم يهمني ، وما حضرني وما غاب عني ، وما أنت أعلم به مني .
اللهم وهذا عطاؤك ومنك وهذا تعليمك وتأديبك ، وهذا توفيقك وهذه رغبتي
إليك من حاجتي ، فبحقك اللهم على من سألك ، وبحق ذي الحق عليك ممن سألك
وبقدرتك على ما ( 1 ) تشاء وبحق لا إله إلا أنت يا حي يا قيوم يا محيي الموتى ، لا إله
إلا أنت القائم على كل نفس بما كسبت ، أسئلك أن تصلي على محمد وآله ، وأن تعتقني
من النار ، وتكلاني من العار ، وتدخلني الجنة مع الابرار ، فانك تجير ولا يجار
عليك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعذني من سطواتك ، وأعذني من سوء عقوبتك
اللهم ساقتني إليك الذنوب ، وأنت ترحم من يتوب ، فصل على محمد وآله ، واغفر لي
جرمي ، وارحم عبرتي ، وأجب دعوتي ، وأقل عثرتي ، وامنن علي بالجنة ، وأجرني
من النار ، وزوجني من الحور العين ، وأعطني من فضلك ، فاني بك إليك أتوسل ،
فصل على محمد وآله ، واقلبني موفر العمل ( 2 ) بغفران الزلل بقدرتك ، ولا تهني
فأهون على خلقك ، صل اللهم على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما ( 3 ) .
توضيح : " يولج الليل في النهار " باذهاب الليل والاتيان بالنهار ، فكأنه
ادخل الليل فيه ، وكذا العكس ، أو بالزيادة والنقص في الفصول ( 4 ) " ويخرج الحي
* ( هامش ) * ( 1 ) من تشاء خ ل . ( 2 ) موفور العمل خ ل .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 8185 .
( 4 ) راجع في ذلك ج 83 ص 104 .
[113]
من الميت " بانشاء النباتات من موادها وإماتتها ، وإنشاء الحيوان من النطفة والنطفة
منه ، وروي إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن " بغير حساب " أي كثيرا أو
من غير أن يحاسبه عليه .
" بك نمسي " اي بقدرتك وعونك ندخل في المساء والصباح " من أن اذل " على
بناء المعلوم من المجرد أو الافعال ، وكذا سائر الفقرات سوى أظلم وأجهل " فانهما
على المجرد فقط " يا مصرف القلوب " عن عزماتها وإراداتها " والابصار " عما تريد
أن تنظر إليها إذا لم يوافق إرادة الله تعالى ، كما قال : " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " ( 1 )
ويحتمل أن يراد بالابصار البصائر .
" لا يألوني خبالا " أي لا يقصر في فسادي ، والالو التقصير ، واصله أن يعدى
بالحرف يقال ألا في الامر يألو إذا قصر ثم عدي إلى مفعولين كقولهم لا آلوك نصحا ،
على تضمين معنى المنع والنقص ، والخبال الفساد ، ويكون في الابدان والافعال والعقول
" وقبيله " أي جنوده ، والدور بغير همز جمع الدار كأسد وأسد .
والهمز الغمز ، والوقيعة في الناس ، وذكر عيوبهم ، وهمزات الشياطين نخساته و
غمزاته وطمعه فيه ، وكذا اللمز ومنه قوله تعالى : " ويل لكل همزة لمزة " وقيل :
الهمزة هو الذي يعيبك بوجهك ، واللمزة الذى يعيبك في الغيب ، وقيل الغمز ما يكون
باللسان والعين والاشارة باليد ، والهمز لا يكون إلا باللسان ، وقيل هما شئ واحد
والمراد هنا أنواع مكائد الشيطان ويمكن أن يكون المرادما يصدر من الناس من ذلك
ونسبه إلى الشيطان لانه السبب فيه .
والغوايل الشرور والمهالك ، والنفث في العقد وغيرها من قبيل السحر ، وهنا
أيضا إما كناية عن تصرفاته في الانسان الشبيهة بالسحر ، أو ما يصدر من الناس بسببه
بالشبهات " طلبوك " أي بغير برهان ودليل أو بالتشبيه بالخلق في أفعالهم " جوروك "
اي نسبوا الجور والظلم إليك في أفعالهم ، بأن قالوا هو سبحانه يجبرنا على أعمالنا
ويعاقبنا عليها ، والفقرة التالية لها مؤكدة ، أو المراد بالثانية أنهم نسبوا مثل
* ( هامش ) * ( 2 ) يس : 6 .
[114]
أعمالهم إليك .
" في محاربة أوليائك حاربوك " اي حاربوا أولياءك ولما كان حربهم حربك فهم
بذلك حاربوك " وآناء الليل " ساعاته " راقبو " أي انتظروا حلول أوامرك وثوابك و
خافوا حلول عقابك " وحرسوك " اي حرسوا أوامرك ونواهيك والحاصل أنهم لم يغفلوا
عنك ساعة .
" بكما " أي بالتوسل بكما وشفاعتكما اطلب حاجاتي من الله ، وهذه الفقره
معترضة بين الدعاء " حتى أعلمتنيها " أي نهيتني عنها " على علمك " أي على ما تعلم
من ذنوبي وعجزي وافتقاري كما ورد في الدعاء عد بحلمك على جهلي ، ويقال : عاد
بمعروفه عودا أفضل ، ذكره في المصباح المنير . وقال الفيروز آبادي : العائدة المعروف
والصلة والعطف والمنفعة ، ولا يبعد أن يكون على عملك بتقديم الميم اي على الذي
عملته وصنعته فيكون نوع استعطاف .
وفي القاموس هدله يهدله هدلا ارسله إلى أسفل وارخاه ، وفي نسخ المصباح
" هدل " على بناء التفعيل ، ولم اره في اللغة ، وثوى بالمكان أقام ، وأثويته وثويته ، ورعت
فلانا وروعته أفزعته وأخفته ، وعراني هذا الامر واعتراني غشيني .
" أعددتها " إشارة إلى قوله سبحانه " أعدت للكافرين " ( 1 ) وابرزتها إلى قوله
تعالى " وبرزت الجحيم للغاوين " ( 2 ) " كأنه جمالات " إشارة إلى قوله عزوجل :
" إنها ترمي بشرر كالقصر ، كأنه جمالات صفر " ( 3 ) الجمالات جمع جمال أو جمالة
جمع جمل ، شبهه في عظمه بالجمل ، ووصف بالصفر لما فيه من النارية وقيل : أي سود
فان سواد الابل يضرب إلى الصفرة ، وقال الجوهري : صليت اللحم وغيره أصليه
صليا إذا شويته ، ويقال أيضا صليت الرجل نارا إذا ادخلته النار ، وجعلته يصلاها ،
( 1 ) البقرة : 24 .
( 2 ) الشعراء : 91 .
( 3 ) المرسلات : 32 .
[115]
فان القيته فيها إلقاء فيها إلقاء كأنك تريد الاحراق قلت أصليته بالالف ، وصليته تصلية
والحسيس الصوت الذي يحس به وقيل : الصوت الخفي .
7 جامع البزنطى : نقلا عن بعض الافاضل عن الحلبي ، عن الصادق عليه السلام
قال : من قرأ مائة آية بعد العشاء لم يكن من الغافلين .
وعن الحسين بن زياد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إني لامقت الرجل
يكون قد قرأ القرآن ثم ينام حتى يصبح لا يسمع الله منه شيئا .
8 رجال الكشى : عن حمدويه ، عن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن هشام
المشرقي ، عن الرضا عليه السلام قال : إن أهل البصرة سألوني فقالوا : إن يونس يقول :
من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة ، فقلت : صدق
يونس ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) رجال الكشي ص 414 ، تحت الرقم 351 .
[116]
6 ( باب ) *
* " ( فضل صلاة الليل وعبادته ) " *
الايات : آل عمران : والمستغفرين بالاسحار ( 1 ) .
وقال تعالى : ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء
الليل وهم يسجدون ( 2 ) .
اسرى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما
محمودا ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 17 .
( 2 ) آل عمران : 113 .
( 3 ) أسرى : 79 ، ومعنى التهجد هو النوم واليقظة يقال له بالفارسية ( بيدار
خوابى ) قال الجوهري هجدوتهجد ، اى نام ليلا ، وهجد وتهجد : أى سهر ، وهومن الاضداد ،
ومنه قيل لصلاة الليل التهجد . وعندى أن لغات الاضداد سواء كان في المصادر أو الاسماء
هو اجتماع الضدين على الترتيب ، لا أنه يستعمل تارة في هذا وتارة في ضده ، من دون
قرينة ، فالجون في الاسماء هو الابيض والاسود كالذي فيه بياض وبجنبه سواد وهكذا ، و
في المصادر ومنه التهجد أن ينام الرجل نومة ويستيقظ فيسهر أخرى وهكذا ، وقد كان
يفعل النبي النبى صلى الله عليه وآله كذلك في تهجده بعد نزول الاية الكريمة :
روى الشيخ في التهذيب ( ج 1 ص 231 ) عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول وذكر صلاة النبى صلى الله عليه وآله قال : كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه
ويوضع سواكه تحت فراشه ، ثم ينام ما شاء الله ، فاذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء
ثم تلا الايات من آل عمران " ان في خلق السموات والارض " الايات ثم يستن ويتطهر
ثم يقوم إلى المسجد فيركع اربع ركعات على قدر قراءته ركوعه ، وسجوده على قدر ركوعه
يركع حتى يقال : متى يرفع رأسه ويسجد حتى يقال : متى يرفع رأسه ، ثم يعود إلى
[117]
. . . . . . . . . . . . . . .
* ( هامش ) * فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الايات من آل عمران ، ويقلب بصره في
السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد ويصلى الاربع ركعات كما ركع قبل ذلك ،
ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ ويجلس ويتلو الايات من آل عمران
ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلى الركعتين ثم
يخرج إلى الصلاة .
وروى الكلينى ( الكافى ج 3 ص 445 ) باسناده عن الحلبى عن أبي عبدالله مثله ،
وقال عليه السلام بعد ذلك : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، قلت : متى كان يقوم ؟
قال : بعد ثلث الليل ، وفي حديث آخر بعد نصف الليل .
وروى في مشكاة المصابيح ( ص 107 ) عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف قال :
ان رجلا من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله قال : قلت وأنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وآله : والله
لارمقن رسول الله صلى الله عليه وآله للصلاة حتى أرى فعله ، فلما صلى صلاة العشاء وهي العتمة اضطجع هويا
من الليل ثم استيقظ فنظر في الافق فقال : ربنا ما خلقت هذا باطلا حتى بلغ إلى انك
لا تخلف الميعاد ، ثم اهوى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فراشه فاستل منه سواكا ثم أفرغ في قدح
من أداوة عنده ماء فاستن ثم قام فصلى حتى قلت قد صلى قدر ما نام ثم اضطجع حتى قلت قد
نام قدر ما صلى ثم استيقظ ففعل كما فعل اول مرة وقال مثل ما قال ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وآله
ثلاث مرات قبل الفجر . رواه النسائي .
وروى عن يعلى بن مملك أنه سال أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله عن قراءة النبى صلى الله عليه وآله
وصلاته ، فقالت : وما لكم وصلاته ؟ كان يصلى ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلى قدر ما نام ثم ينام
قدر ما صلى حتى يصبح ثم نعتت قراءته صلى الله عليه وآله فاذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا ، رواه أبوداود
والنسائي .
أقول : لا يذهب عليك أن صلاة الليل قد كانت فريضة عليه صلى الله عليه وآله قبل ذلك بآية
المزمل : " قم الليل الا قليلا . . ورتل القرآن ترتيلا * ان ناشئة الليل هى أشد وطا وأقوم
قيلا " . وفي هذه الاية فرض عليه صلى الله عليه وآله التهجد بالليل ولذلك فرق النبى صلى الله عليه وآله صلاة ليله
[118]
الفرقان : والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ( 1 ) .
التنزيل : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما
رزقناهم ينفقون * لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون ( 2 ) .
الزمر : أمن هوقانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو
رحمة ربه ( 3 ) .
* ( هامش ) * بين نومة ونومة على ما عرفت من معنى التهجد وشهدت به روايات الفريقين .
وقوله عزوجل : " نافلة لك " ينظر إلى ما في قوله عزوجل قبل هذه الاية : " أقم
الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا " والمراد
بما افترض فيها عليه صلى الله عليه وآله اقامة صلاة المغرب وصلاة الفجر على ما عرفت في ج 82 ص
317 ، والمعنى أن هاتين الصلاتين اللتين فرض عليك اقامتهما في هاتين الوقتين كرامة
مسبوقة وقد فرض على الانبياء قبلك ، وسيفترضان على امتك بالمدينة ، واما التهجد بالليل
والصلاة خلال التهجد فهو زيادة على ذلك ، جعلناه عطية لك خاصة وكرامة خصصتك
بها ، وعسى الله عزوجل أن يبعثك بهذه العطية والكرامة مقاما محمودا يغبطك به الاولون
والاخرون .
( 1 ) الفرقان : 64 .
( 2 ) السجدة : 1716 ، وهذه الاية بالنسبة إلى المؤمنين كآية الاسراء : 79
بالنسبة إلى النبى ، والمراد في كلتيهما صلاة الليل بالتهجد ، الا أنها فرض على النبي صلى الله عليه وآله
بظاهر الامر ، ومندوب اليه للمؤمنين بظاهر الاية ، وتأسيا به صلى الله عليه وآله كما سيجئ توضيحه
في آية المزمل : فالتجافى في هذه الاية في قبال التهجد في آية الاسراء ، وقوله تعالى :
" فلا تعلم نفس ما أخى لهم من قرة أعين " وقع موقع قوله تعالى : " عسى ربك أن يبعثك
مقاما محمودا " . جزاء بما كانوا يعملون .
( 3 ) الزمر : 9 ، وقوله تعالى " آناء الليل " لعله اشارة إلى معنى التهجد على
ما عرفت .
[119]
الذاريات : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالاسحار هم يستغفرون ( 1 ) .
ق : ومن الليل فسبحه وادبار السجود ( 2 ) .
الطور : وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( 3 ) .
المزمل : يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا
أوزد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي
أشد وطا وأقوم قيلا * إن لك في النهار سبحا طويلا * واذكر اسم ربك وتبتل
إليه تبتيلا ( 4 ) .
وقال تعالى : لن ربك يعلم أنك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه و
* ( هامش ) * ( 1 ) الذاريات : 18 .
( 2 ) ق : 40 .
( 3 ) الطور : 49 .
( 4 ) المزمل : 71 ، وانما قال عزوجل " أو انقص منه قليلا أو زد عليه " لئلا يكون
تكليفا شاقا عليه صلى الله عليه وآله بأن يقوم نصف الليل تماما من دون نقص وذلك لان فرائض القرآن
كالاساس ، يجب أن يمتثل دقيقا ، لكونه كلام حكيم قد أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم
خبير ، ولذلك ترى في امثال هذه الموارد التي يتضايق امتثال الفرض على المكلف تبادر


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 119 سطر 16 الى ص 127 سطر 16

الاية بذكر ما يرتفع به الحرج والمشقة :
ففرض عليه صلى الله عليه وآله أولا أن يقوم الليل الا قليلا ، وبينه بالنصف ، اي قم الليل نصفه ، و
معلوم أن من قام نصف الليل بعد نومه فقد نام أقل من النصف ، وذلك لاجل التيقظ في اوائل
الليل لصلاة المغرب والعشاء وغير ذلك من المحاوج .
ولما كان المفهوم من الاية أن يقوم النصف ، وكان التحفظ والمراقبة على ذلك
شاقا عليه صلى الله عليه وآله ، استدرك وقال : " أوانقص منه قليلا " أي من نصف الليل " أوزد عليه "
اى على النصف ، فلا عليك أن تتحفظ على حلول نصف الليل بعينه ثم تشتغل بالصلاة ، بل
ان استيقظت قبل نصف الليل لا باس عليك فاشتغل بالصلاة وترتيل القرآن فيها ، وان استيقظت
بعد نصف الليل فهكذا .
[120]
طائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا
ما تيسر من القرآن ، علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الارض
يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤا ما تيسر منه ( 1 ) .
الدهر : ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( 2 ) .
تفسير : " والمستغفرين بالاسحار " ( 3 ) قال الطبرسي رحمة الله عليه : ( 4 )
المصلين في وقت السحر ، رواه الرضا عليه السلام عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، وقيل
السائلين المغفرة وقت السحر ، وقيل المصلين الصبح في جماعة ، وقيل الذين
تنتهي صلاتهم إلى وقت السحر ثم يستغفرون ويدعون ، وروي عن ابي عبدالله عليه السلام
أن من استغفر الله سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية ، وروى أنس عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله تعالى يقول : " إني لاهم بأهل الارض عذابا فاذا
نظرت إلى عمار بيوتي ، وإلى المتهجدين ، وإلى المتحابين في الله ، وإلى المستغفرين
بالاسحار ، صرفته عنهم انتهى .
ولفظ الآية شمل كل مستغفر في السحر وقد ورد في الاخبار تخصيصها بصلاة
الوتر ، فيمكن أن يكون الغرض بيان أكمل الافراد ، ويحتمل التخصيص ، وروى
في الفقيه ( 5 ) بسند صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : من قال في وتره إذا أوتر
أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة وواظب على ذلك حتى تمضي سنة كتبه الله عنده
* ( هامش ) * ( 1 ) المزمل : 20 ، ووزان قوله " أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه " وزان
ما مر من قوله عزوجل " نصفه أو انقص منه قليلا او زد عليه " فانطبق امتثال الامر على ما امر
به عزوجل في صدر السورة ، وهوواضح لمن تأمل في كلمة " ادنى " حق التأمل .
( 2 ) الدهر : 26 .
( 3 ) آل عمران : 17 .
( 4 ) مجمع البيان ج 2 ص 419 .
( 5 ) الفقيه ج 1 ص 309 .
[121]
من المستغفرين بالاسحار ، ووجبت له المغفرة من الله عزوجل .
وروى في التهذيب ( 1 ) في الصحيح عن معاوية قال : سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل " وبالاسحار هم يستغفرون " في الوتر في آخر الليل
سبعين مرة .
وفي الموثق ( 2 ) عن أبي بصير قال : قلت له " المستغفرين بالاسحار " فقال :
استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله في وتره سبعين مرة .
" ليسوا " ( 3 ) أي أهل الكتاب " سواء " في المساوي والاعمال " من أهل الكتاب "
استيناف لبيان نفي الاستواء " أمة قائمة " أي على الحق مستقيمة في دينهم أو قائمة
بطاعة الله " يتلون آيات الله " اي القرآن " آناء الليل " أي ساعاته ، وقيل يعني جوف
الليل " وهم يسجدون " اي السجود المعروف أو المعنى يصلون عبر عن الصلاة
بالسجود لانه أبلغ أركانها في التواضع ، وفسر الاكثر الآية بالتهجد وهو اظهر
لفظا وقيل : المراد بها صلاة العشاء ، لان أهل الكتاب لا يصلونها وقيل الصلاة بين
المغرب والعشاء الآخرة وهي الساعة التي تسمى ساعة الغفلة .
" ومن الليل " ( 4 ) أي بعض الليل " فتهجد به " التهجد ترك الهجود
اي النوم للصلاة ، والضمير للقرآن أو لليل بمعنى فيه " نافلة لك " اي زائدة لك على
الصلوات ، وضع " نافلة " مكان " تهجدا " لان التهجد عبادة زائدة والمعنى أن
التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة فريضة عليك خاصة دون غيرك ، لانه تطوع
لهم أو فضيلة لك لاختصاص وجوبه بك كما روي أنها فرضت عليه ولم تفرض على غيره
فكانت فضيلة له ذكره ابن عباس .
وقال القطب الراوندي في فقه القرآن : وإليه اشار ابوعبدالله عليه السلام ولعله اشار
* ( هامش ) * ( 21 ) التهذيب ج 1 ص 272 .
( 3 ) آل عمران : 113 .
( 4 ) اسرى : 79 .
[122]
به إلى ما رواه الشيخ بسنده عن عمار الساباطي ( 1 ) قال : كنا جلوسا بمنى ، فقال
له رجل : ما تقول في النافلة ؟ فقال : فريضة ، ففزعنا وفزع الرجل ، فقال أبوعبدالله
عليه السلام : إنما أعني صلاة الليل على رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن الله يقول : " ومن الليل
فتهجد به نافلة لك " ( 2 ) .
وقيل : معناه نافلة لك ولغيرك ، وخص بالخطاب لما في ذلك من صلاح
الامة في الاقتداء به ، والحث على الاستنان بسنته ، وقيل : كانت واجبة عليه وعلى
الامة ( 3 ) بالمزمل ، فبهذه الآية نسخ وجوبها عن الامة وبقي الاستحباب وبقي
الوجوب عليه صلى الله عليه وآله .
وذهب قوم إلى أن الوجوب نسخ عنه كما عن الامة فصارت نافلة لانه تعالى
قال : " نافلة لك " ولم يقل عليك ، والتخصيص من حيث إن نوافل العباد كفارة
لذنوبهم ، والنبي صلى الله عليه وآله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكانت نوافله لا
تعمل في كفارة الذنوب ؟ بل في رفع الدرجات .
" مقاما محمودا " نصب على الظرف أو على المصدر أو على الحال ، اي ذا
مقام والمشهور أنه الشفاعة ، وقيل يعم كل كرامة ، وقد تقدم الكلام فيه .
" والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " قال الطبرسي رحمه الله ( 4 ) قال
الزجاج كل من ادركه الليل فقد بات نام أو لم ينم ، والمعنى يبيتون لربهم بالليل
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص ص 136 .
( 2 ) وذلك لما عرفت أن صريح الامر في آيات الله الحكيم يفيد فرض المأمور به على
من وجه اليه الامر .
( 3 ) ليس في آية المزمل ما يفيد كونها فرضا على الامة ، لاختصاص الخطاب به صلى الله عليه وآله
نعم في آخر آية منها يقول عزوجل : " ان ربك يعلم أنك تقوم ادنى من ثلثى الليل . . و
طائفة من الذين معك " فيعلم منها أن طائفة من أمته صلى الله عليه وآله كانوا يقتدون به صلى الله عليه وآله في الاتيان
بنافلة الليل وقد عرفت شرخ ذلك مستوفى في ج 85 ص 3 .
( 4 ) مجمع البيان ج 7 ص 179 في آية الفرقان : 64 .
[123]
في الصلاة ساجدين وقائمين ، طالبين لثواب ربهم ، فيكونون سجدا في مواضع الجسود
وقياما في مواضع القيام .
" تتجافى جنوبهم " أي ترتفع جنوبهم عن المضاجع لصلاة الليل ، وهم المتهجدون
بالليل ( 1 ) الذين يقومون عن فرشهم للصلاة ، قال الطبرسي رحمه الله : ( 2 ) وهو
المروي عن ابي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام وروى الواحدي بالاسناد عن معاذ بن
جبل قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر ، فتفرق
القوم فاذا رسول الله صلى الله عليه وآله أقربهم مني ، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله أنبئني
بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير
على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة ، وتؤدي الزكاة
المفروضة ، وتصوم شهر رمضان ، قال صلى الله عليه وآله : وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير ؟
قال : قلت : أجل يا رسول الله قال : الصوم جنة ، والصدقة تكفر الخطيئة ، و
قيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله ، ثم قرء هذه الاية " تتجافى جنوبهم عن
المضاجع " .
وبالاسناد عن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بقيام الليل فانه دأب
الصالحين قبلكم ، وإن قيام الليل قربة إلى الله ، ومنهاة عن الاثم ، وتكفير السيئات
ومطردة الداء في الجسد .
وقيل : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة ، وقيل هم الذين
يصلون ما بين المغرب والعشاء الآخرة ، وقيل : هم الذين يصلون العشاء والفجر في
جماعة انتهى .
* ( هامش ) * ( ! ) وانما وافق معنى قوله عزوجل . " تتجافى " مع قوله : " فتهجد " من حيث
القيام بدفعات ، لان التجافى هو التنحى والتنائى عن المضجع و " تتجافى " مضارع يدل
على الاستمرار ، ولا معنى لاستمرار التجافى الا بأن يتنحى عن مضجعه بدفعات .
( 2 ) مجمع البيان ج 8 ص 331 في آية السجدة : 16 .
[124]
ويؤيد الاول ما رواه في الكافي " 1 ) بسند صحيح عن أبي جعفر عليه السلام قال في
حديث طويل : إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ، قلت : نعم جعلت فداك ، قال : الصوم
جنة ، والصدقة تذهب بالخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله ، ثم قرء
" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " وسيأتي بعض الاخبار في ذلك .
ويؤيد الثاني ما روى ابن الشيخ في مجالسه ( 2 ) عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى
" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة .
" يدعون ربهم خوفا " من عذاب الله " وطمعا " في رحمة الله " ومما رزقناهم
ينفقون " في طاعة الله .
" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " اي لا يعلم أحد ما خبئ لهؤلاء
مما تقربه أعينهم " جزاء بما كانوا يعملون " من الطاعات في الدنيا .
" أم من هوقانت " قال الطبرسي ( 3 ) اي هذا الذي ذكرناه خير أم من هو
دائم على الطاعة عن ابن عباس ، وقيل على قراءة القرآن وقيام الليل ، وقيل يعني
صلاة الليل عن أبي جعفر عليه السلام " آناء الليل " اي ساعاته " ساجدا وقائما " اي يسجد
تارة في الصلاة ويقوم أخرى " يحذر الاخرة " اي عذابها " ويرجو رحمة ربه " أي
يتردد بين الخوف والرجاء .
" كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " قال الطبرسي ( 4 ) أي كانوا يهجعون قليلا
من الليل ، يصلون أكثره ، والهجوع النوم بالليل دون النهار ، وقيل كانوا قل
ليلة تمر بهم إلا صلوا فيها ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ، والمعنى كان الذي
ينامون فيه كله قليلا ويكون الليل اسما للجنس .
" وبالاسحار هم يستغفرون " قال الحسن مدوا الصلاة إلى الاسحار ، ثم أخذوا
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 2 ص 23 ، ج 4 ص 62 التهذيب ج 1 ص 242 ط نجف .
( 2 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 300 .
( 3 ) مجمع البيان ج 8 ص 491 ، في اية الزمر : 9 .
( 4 ) مجمع البيان ج 9 ص 155 ، في آية الذاريات : 18 .
[125]
بالاسحار في الاستغفار ، وقال أبوعبدالله عليه السلام كانوا يستغفرون الله في الوتر سبعين مرة
في السحر ، وقيل : معناه وبالاسحار هم يصلون ، وذلك أن صلاتهم بالاسحار طلب
منهم للمغفرة .
أقول : سيأتي الاخبار في تفسير الآية ، وروى في التهذيب ( 1 ) بسند موثق
كالصحيح ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : " كانوا قليلا من الليل ما
يهجعون " قال كان القوم ينامون ولكن كلما انقلب أحدهم قال الحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر .
اقول : يمكن حمله على أن قبل القيام إلى صلاة الليل كانوا يفعلون ذلك ،
أو أن الآية تشمل هؤلاء أيضا ، ويمكن حمله على ذوي الاعذار ، وسيأتي في دعاء
الوتر ما يؤيد الاول ، وقد مر تفسير آيات ق والطور بصلاة الليل في باب أوقات
الصلاة ( 2 ) .
" يا ايها المزمل " : قيل أصله المتزمل من تزمل بثيابه إذا تلفف بها ،
فأدغم في الزاء ، فقيل كان صلى الله عليه وآله متزملا في قطيفة فنبه ونودي بما يهجن اليه الحالة
التي كان عليها من استعداده للاشتغال بالنوم ، فأمر بأن يختار على الهجود التهجد
وعلى التزمل التشمر للعبادة ، والمجاهدة فيما بعد ، لا جرم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد
تشمر لذلك وطائفة من اصحابه حق التشمر واقبلوا على أحياء لياليهم ، ورفضوا
الرقاد والدعة ، وجاهدوا في الله حتى انتفخت أقدامهم ، واصفرت ألوانهم ، وترامى
أمرهم إلى حد رحمهم ربهم فخفف بما يأتي في آخر السورة .
وقيل : أي المتزمل باعباء النبوة اي المتحمل لاثقالها ، وقيل معناه يا ايها
النائم قم الليل إلا قليلا .
قال المحقق الاردبيلي ( 3 ) قد سره : اي قم الصلاة في جميع الليل أو أن
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص 231 ط حجر ، ج 2 ص 337 ط نجف .
( 2 ) راجع ج 82 ص 327 و 328 .
( 3 ) زبدة البيان ص 94 و 95 ط المكتبة المرتضوية .
[126]
القيام بالليل كناية عن الصلاة بالليل " إلا قليلا " منه وهو " نصفه " بدل عن
قليلا كماهو الظاهر وقلته بالنسبة إلى جميع الليل ، وانقص وزد عطف على قم
بتقدير فتأمل ، وضمير منه وعليه للنصف أو قليلا ، فمعناه : قم واشتغل بالصلاة في
نصف الليل أو أقل منه أوأيد منه ، وإلى هذا أشار الصادق عليه السلام على ما نقل في
مجمع البيان قال عليه السلام القليل النصف ، او انقص من القليل أو زد على القليل .
ويبعد كون نصفه بدلا من الليل لتوسط الاستثناء بين البدل والمبدل مع
الالتباس ، بل ظهور خلافه ولزوم لغوية أو انقص منه ، لانه بعينه معنى قوله قم نصف
الليل إلا قليلا ، فيحتاج إلى العذر بأنه قيل أو انقص لمناسبة أو زد كما قال : في
مجمع البيان ( 1 ) أو أنه قد يحسن الترديد بين الشئ على البت وبينه وبين غيره
على التخيير كما فعله الكشاف والبيضاوي وصاحب كنز العرفان ( 2 ) وكلاهما تكلف
بعيد عن فصاحة كلام الله تعالى خصوصا الثاني ، لان مرجعه إلى التخيير بينهما .
قال البيضاوي : أو نصفه بدل من الليل ، فالاستثناء منه والضمير في منه وعليه
للاقل من النصف كالثلث ، فيكون التخيير بينه وبين الاقل منه كالربع والاكثر
منه كالنصف ، ولا يخفى ما فيه من لزوم لغوية الاستثناء ، فانه ينبغي أن يقول حينئذ
قم نصف الليل أو انقص منه ، ومن أن الاقل ليس له مرتبة معينة حتى يقال او
انقص منه أو زد عليه ليصل إلى الربع والنصف ، وهو ظاهر .
وكذا كون المراد بإلا قليلا ، قليلا من الليالي ، وهي ليالي العذر والمرض
لعدم ظهور كون الليل للاستغراق وعدم الاحتياج إلى الاستثناء ، وللاحتياج إلى
التكلف في الاستثناء ، والبدل في أو انقص أو زد ، ولما سيجئ في هذه السورة من
قوله : " إن ربك يعلم أنك تقوم " إلى آخرها ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان ج 9 ص 377 .
( 2 ) كنز العرفان ج 1 ص 150 ط المكتبة المرتضوية .
( 3 ) قد عرفت آنفا ص 119 أن قوله تعالى " نصفه " بيان لنتيجة الاستثناء ، بملاحظة
قيامه صلى الله عليه وآله اوائل الليل وأن مفاد هذه الاية ينطبق على آية آخر السورة طابق النعل بالنعل ،
[127]
فيمكن أن تكون هذه الاية إشارة إلى وجوب صلاة الليل عليه صلى الله عليه وآله كقوله تعالى :
" ومن الليل فتهجد به نافلة لك " اي يجب عليك التهجد ، وهو الصلاة بالليل
زيادة على باقي الصلوات ، مخصوصة بك دون أمتك ، على ما قيل ، ويكون المراد
بالترخص المفهوم من قوله تعالى في آخر هذه السورة " فاقرؤا ما تيسر من القرآن "
وقوله : " فاقرؤا ما تيسر منه " التخفيف في الوقت لا إسقاط الصلاة بالكلية على
تقدير كون المراد بالقراءة الصلاة وأما على تقدير حملها على القراءة فقط فيلزم السقوط
بالكلية فيمكن حملها على عدم القدرة فتأمل .
وعن ابن عباس تكون مندوبة على الامة لدليل الاختصاص من الاجماع و
ظاهر الآية والاخبار والاصل انتهى كلامه رفع الله مقامه .
وأقول : الاحتمال الاخير ليس بذلك البعد ، والاستثناء هنا قرينة الاستغراق
فيكون نظر ما مر في الخبر في قوله سبحانه : " وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون "
وروى الشيخ في التهذيب ( 1 ) بسند صحيح على الظاهر عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : سألته عن قول الله تعالى : " قم الليل إلا قليلا " قال أمره الله أن يصلي كل ليلة
إلا أن يأتي عليه ليلة من الليالى لا يصلي فيها شيئا ، وعدم الاحتياج إلى الاستثناء
غير معلوم ، إذ يحتمل أن يكون المراد الاعذار القليلة التي لا يدل العقل والنقل على
استثنائها مع أن دلالة العقل والعمومات لا ينافي حسن التنصيص لمزيد التوضيح ،


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 127 سطر 17 الى ص 135 سطر 17

وللتأكيد فيما سواها ، ويكون حاصل الكلام قم في جميع أفراد الليالي للعبادة إلا
قليلا من الليالي تكون فيها معذورا ، ولما كان قيام الليل مجملا يحتمل كله و
بعضه ، بين ذلك بأن المراد قيام نصف الليل أو أقل منه بقليل أو أزيد منه .
* ( هامش ) * كيف والاية الاخيرة انما تحكى امتثال النبى صلى الله عليه وآله لامر أول السورة فكيف يكون امتثاله
مخالفا لما أمره الله عزوجل ، واما التخفيف بقوله : " علم أن سيكون منكم مرضى فاقرؤا
ما تيسر من القرآن " فقد عرفت في ج 85 ص 3 أن المراد بذلك التخفيف عليه بالاجتزاء .
بسورة واحدة في كل ركعة ، بعد ما كان عليه أن يرتل القرآن بتمامها في ليلة واحدة .
( 1 ) التهذيب ج 1 ص 231 .
[128]
وقال الرازي : اعلم أن الناس قد أكثروا في تفسير هذه الآية ، وعندي فيه
وجهان : الاول أن المراد بقوله : " إلا قليلا " الثلث والدليل عليه ، قوله في آخر
السورة " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه " فهذه الآية دلت
على أن أكثر المقادير الواجبة الثلثان ، فهذا يدل على أن نوم الثلث جائز ، وإذا كان
كذلك وجب أن يكون المراد بالقليل في قوله : " قم الليل إلا قليلا " هو الثلث فاذن
قوله : " قم الليل إلا قليلا " معناه ثلثي الليل ، ثم قال : " نصفه " المعنى أو قم نصفه
وهو كما تقول جالس الحسن أو ابن سيرين ، أي جالس ذا أو ذا أيهما شئت ، فحذف
واو العطف ، فتقدير الآية قم الثلثين ، قم النصف ، أو انقص من النصف أو زد عليه ، فعلى
هذا تكون الثلثان أقصى الزيادة ويكون الثلث أقصى النقصان فيكون الواجب هو الثلاث ،
والزايد عليه يكون مندوبا .
الوجه الثاني أن يكون قوله : " نصفه " تفسيرا لقوله " قليلا " وهذا التفسير
جائز بوجهين : الاول أن نصف الشئ قليل بالنسبة إلى الكل ، والثاني أن الواجب
إذا كان النصف لم يخرج صاحبه عن عهدة ذلك بيقين إلا بزيادة شئ قليل عليه ،
فيصير في الحقيقة نصفا وشيئا فيكون الباقي بعد ذلك أقل منه ، فاذا ثبت هذا فنقول
" قم الليل إلا قليلا " معناه قم الليل إلا نصفه ، فيكون الحاصل قم نصف الليل ،
ثم قال : " أو انقص منه قليلا " يعنى أو انقص من هذا النصف نصفه حتى يبقى
الربع ، ثم قال : " أوزد عليه " يعنى أو زد على النصف نصفه حتى يصير المجموع
ثلاثة أرباعه .
فحاصل الاية أنه تعالى خيره بين أن يقوم تمام النصف أو ربعه أو ثلاثة ارباعه
وعلى هذا التقدير يكون من المندوبات انتهى .
وقال في الكشاف : قوله تعالى : " نصفه " بدل من الليل و " إلا قليلا " استثناء
من النصف ، كأنه قال : قم أقل من نصل الليل ، والضمير في منه وعليه للنصف ،
والمعنى التخيير بين أمرين بين أن يقوم أقل من نصف الليل على البت ، وبين أن
يختار أحد الامرين ، وهما النقصان من النصف والزيادة عليه ، وإن شئت جعلت
[129]
نصفه بدلا من قليلا ، وكان تخييرا بين ثلاث : بين قيام النصف بتمامه ، وبين قيام
الناقص منه ، وبين قيام الزائد عليه ، وإنما وصف النصف بالقلة بالنسبة إلى
الكل ( 1 ) .
وإن شئت قلت : لما كان معنى " قم الليل إلا قليلا نصفه " إذا أبدلت النصف
من الليل ، قم أقل من نصف الليل ، رجع الضمير في منه وعليه إلى الاقل من النصف
فكأنه قيل قم أقل من نصف الليل ، أو قم انقص من ذلك الاقل ، أو أزيد منه قليلا
فيكون التخيير فيما وراء النصف بينه وبين الثلث .
ويجوز إذا أبدلت نصفه من قليلا وفسرت به أن تجعل قليلا الثاني بمعنى
نصف النصف وهو الربع ، كأنه قيل أو انقص منه قليلا نصفه ، ويجعل المزيد على
هذا القليل أعني الربع نصف الربع ، كأنه قيل أو زد عليه قليلا نصفه ، ويجوز أن
يجعل الزيادة لكونها مطلقة تتمة الثلث ، فيكون تخييرا بين النصف والثلث و
الربع انتهى .
ولا يخفى ما في أكثر تلك الوجوه من التكلف والتصلف .
وقيل نصفه بدل من الليل المستثنى منه قليلا ، اي ما بقي بعد الاستثناء ( 2 )
ويرجع ضميرا منه وعليه إلى قيام ذلك أو إلى نصفه ، وربما كان القليل المستثنى
عبارة عما يصرف في العشائين ونحوهما من أول الليل ، ويمكن أن يقال : على بعض
الوجوه عبر عن نصف الليل بالليل إلا القليل إشارة إلى أن النصف الذي هو وقت
القيام أكثر بركة وأقوى شرفا حتى كأنه أكثر بحيث إذا قام فيه قام الليل إلا قليلا
أو الاستثناء إشارة إلى وقود النوم والاستراحة من النصف الآخر ( 3 ) دون ما صرف
* ( هامش ) * ( 1 ) قد عرفت أن القلة في النصف الاولى بمناسبة القيام في أوائل الليل قهرا ولصلاة
المغرب والعشاء شرعا ، والغفلة عن هذا أوردهم في هذه المخمصة .
( 2 ) ويجوز على هذا الوجه أن يكون بيانا له كما عرفت .
( 3 ) قد عرفت أن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن ليتهجد بصلاته الا بعد نزول آية الاسراء ، بل
كان يقوم نصف الليل بتمامه أو ثلثه أو ثلثيه على ما حكاه الله عزوجل في آخر السورة
[130]
منه في صلاة المغرب والعشاء وتوابعهما ، فكأنه يدخل في حكم القيام حينئذ فكان كما
قال : " قليلا من الليل ما يهجعون " انتهى .
وأقول : يحتمل أن يكون المراد بقوله سبحانه : " قم الليل " الامر بعبادة
الليل مطلقا ليشمل مايقع في أول الليل من العشائين ونوافلهما وتعقيباتهما ( 1 ) بل
الادعية عند النوم أيضا ، وقوله : " نصفه " نقدر فيه فعلا اي قم نصفه بمعنى القيام
بعد النوم ، فيكون إشارة إلى وقت صلاة الليل ، فانه بعد نصف الليل ، والنقص
من النصف لبيان أنه لا يجب أو لا يتأكد قيام تمام النصف ، كما يدل عليه آخر
السورة ، والزيادة لصرفها في مقدمات الصلاة من التخلي والتطهر والاستياك ، و
فيصرف جميع النصف في الصلاة والدعاء كماستأتي الرواية من دأبه وسنته في
ذلك ( 2 ) ، وإذا انضم هذاالى ما وقع من العبادة في أول الليل لا يبقي من الليل
للنوم إلا قليل .
وهذا وجه وجيه متين مؤيد بالاخبار ولا تكلف فيه إلا التقدير الشايع في
الكلام ، وبالجملة هذه الآيات من المتشابهات ولا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون
في العلم عليهم أفضل الصلوات .
" ورتل القرآن ترتيلا " قد مر تفسيره ( 3 ) .
" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " القول الثقيل القرآن ، ومافيه من الاوامر و
* ( هامش ) * صريحا ، فلا مناص الا من الوجه الاول كما عرفت بيانه .
( 1 ) هذا الوجه انمايصح اذا كانت السورة نازلة في أواخر عمره صلى الله عليه وآله ، وقد عرفت
في ج 85 ص 41 أن السورة نزلت في أوائل البعثة قبل فرض الصلوات الخمس حتى على
رسول الله صلى الله عليه وآله وأنها نزلت خامس خمسة ، ففرض عليه صلاة الليل بقيام نصفه تماما أو ثلثه
أو ثلثيه ، لا يجوز له أن ينام بعد القيام أبدا حتى يتم فرضه .
( 2 ) قد عرفت وستعرف أن الروايات انما تحكى مافرض عليه بعد نزول آية التهجد
وهى السنة التي قبض عليها صلى الله عليه وآله ويجب التاسى به على أمته كذلك .
( 3 ) راجع ج 85 ص 7 .
[131]
النواهي التي هي تكاليف شاقة ثقثيلة على المكلفين خاصة عليه صلى الله عليه وآله لانه متحملها بنفسه
ومحملها لامته فهي أثقل عليه وأبهظ له ، فيحتاج في ضبط ذلك وتاديته إلى قيام
الليل ، وقيل أراد بهذا الاعتراض أن ما كلفه من قيام الليل من جملة التكاليف
الثقيلة الصعبة التي ورد بها القرآن ، لان الليل وقت السبات والراحة ، فلا بد لمن
أحياه من مضادة لطبعه ومجاهدة لنفسه ، ويؤيده ما ذكره ( 1 ) علي بن إبراهيم في
تفسيره " سنلقي عليك قولا ثقيلا " قال : قيام الليل ، وهو قوله : " إن ناشئة الليل
هي أشد وطا واقوم قيلا " قال : اصدق القول انتهى .
وقيل : نزوله أو تلقيه ، لما روي أنه صلى الله عليه وآله كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق
وإذا كان راكبا تبرك راحلته ولا تستطيع المشي ، وقيل ثقيلا في الميزان وقيل على
المنافقين وقيل كلام له وزن ورجحان فيحتاج إلى مزيد تدبر وتأمل ووقت لائق
بذلك فلا بد من قيام الليل .
" إن ناشئة الليل هي اشد وطا وأقوم قيلا " ناشئة الليل النفس التي تنشأ من
مضجعها إلى العبادة ، أي تنهض وترتفع من نشأت السحابة إذا ارتفعت ، ونشأ من مكانه
إذا نهض ، أوقيام الليل على أن الناشئة مصد رمن نشأ إذا قام ونهض ، ويؤيده
ما صح عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : هي قيام الرجل عن فراشه لا يريد به إلا الله ( 2 )
كما سيأتي ، وإن احتمل معنى آخر .
وقال الطبرسي رحمه الله عليه ( 3 ) معناه : ساعات الليل لانها تنشؤ ساعة
بعد ساعة ، وتقديره إن ساعات الليل الناشئة ، وقال ابن عباس : هو الليل كله
لانه ينشؤ بعد النهار ، وقال مجاهد : هي ساعات التهجد من الليل ، وقيل هي
بالحبشية قيام الليل ، وقيل هي القيام بعد النوم ، وقيل هي القيا بعد النوم ، وقيل هي ما كان بعد العشاء الآخرة
عن الحسن وقتادة ، والمروي عن ابي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله عليه السلام أنهما قالا : هي
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسى رالقمي ص 701 .
( 2 ) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 231 وسيأتي عن علل الشرايع ج 2 ص 52 .
( 3 ) مجمع البيان ج 10 ص 378 .
[132]
القيام في آخر الليل إلى صلاة الليل انتهى .
وقيل : هي الساعات الاول منها ، من نشأت إذا ابتدأت ، وروي عن علي بن
الحسين عليه السلام ( 1 ) أنه كان يصلي بين المغرب والعشاء ، ويقول : أماسمعتم قول الله تعالى
" إن ناشئة الليل " هذه ناشئة الليل .
" اشد وطا " أي ثبات قدم وأبعد من الزلل وأثقل وأغلظ على المصلي كما
ورد في الحديث " اللهم اشدد وطأتك على مضر " وقرأ أبوعمرو بن عامر وطاء بالكسر
والمد اي مواطأة القلب للسان ، أو موافقة لما يراد من الخضوع والاخلاص .
" واقوم قيلا " اي اشد مقاالا واثبت قراءة لحضور القلب وهدو الاصوات ، و
يحتمل أن يكون المراد بالقيل دعوى الاخلاص في " إياك نعبد " ونحوه كما رواه الشيخ
في التهذيب ( 2 ) بسند صحيح عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز
وجل " إن ناشئة الليل هي اشد وطا وأقوم قيلا " قال : يعني بقوله أقوم قيلا
قيام الرجل عن فراشه يريد به الله عزوجل لا يريد به غيره ، وبسند صحيح آخر مثله ( 3 )
لكن ليس فيه " يعني بقوله : أقوم قيلا " فيحتمل أن يكون تفسيرا للناشئة كمامر
أو وطأ كما أومأنا إليه وروى في الكافي ( 4 ) خبرا مرسلا فسرت الآية فيه بصلاة مخصوصة
بين العشائين كما مر .
" إن لك في النهار سبحاطويلا " اي تصرفا وتقلبا في مهماتك ، واشتغالا
بها ، فعليك بالتهجد ، فان مناجات الحق تستدعي فراغا ، وفي تفسير علي بن إبراهيم ( 5 )
* ( هامش ) * ( 1 ) تراه في الكشاف ج 3 ص 281 ، الدر المنثور ج 6 ص 287 .
( 2 ) التهذيب ج 2 ص 337 ط نجف ، ج 1 ص 231 ط حجر ، كمامرت الاشارة
اليه في ص 131 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 189 ط حجر ج 2 ص 120 ط نجف .
( 4 ) مر عن فلاح السائل تحت الرقم 17 باب نوافل المغرب ، رواه في الكافى ج 3
ص 468 .
( 5 ) تفسير القمى : 701 .
[133]
في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قوله : " إن لك في النهار سبحا طويلا " يقول فراغا
طويلا لنومك وحاجتك .
وقال الطبرسي ( 1 ) : فيه دلالة على أنه لا عذر لاحد في ترك صلاة الليل لاجل
التعليم والتعلم ، لان النبي صلى الله عليه وآله كان يحتاج إلى التعليم أكثر مما يحتاج الواحد
منا إليه ، ثم لم يرض سبحانه منه أن يترك حظه من قيام الليل .
" واذكر اسم ربك " أي دم على ما تذكره من الاذكار والعبادات والتعليم
والارشاد ، وقيل أي اقرا بسم الله الرحمن الرحيم في أول صلاتك ، فاستدل بها
على وجوبها .
" وتبتل اليه تبتيلا " قال علي بن إبراهيم اي أخلص إليه إخلاصا ، وقيل انقطع
إليه انقطاعا ، وقال الطبرسي روى محمد بن مسلم وزرارة وحمران ، عن أبي جعفر
وأبي عبدالله عليهما السلام أن التبتل هنا رفع اليدين في الصلاة ، وفي رواية أبي بصير قال :
هو رفع يدك إلى الله وتضرعك إليه ، وسيأتي معنى التبتل وأخواته في كتاب الدعاء ( 2 )
ويؤمي إلى استحباب كثرة الدعاء والذكر والتضرع في صلاة الليل .
" إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى " اي أقرب وأقل " من ثلثي الليل ونصفه وثلثه "
قرأ ابن كثير وأهل الكوفة نصفه وثلثه بالنصب ، والباقون بالجر ، فعل يالاول
عطف على الادنى وعلى الثاني على ثلثي الليل ، قال الطبرسي ( 3 ) والمعنى أنك
تقوم في بعض الليالي قريبا من الثلثين ، وفي بعضها قريبا من نصف الليل ، وقريبا من
ثلثه ، وقيل : إن الهاء تعود إلى الثلثين أي واقرب من نصف الثلثين ، ومن ثلث
الثلثين ، وإذا نصبت فالمعنى تقوم نصفه وثلثه ، وتقوم طائفة من الذين معك وعن
ابن عباس أنهم علي عليه السلام وأبوذر .
" والله يقدر الليل والنهار " أي يقدر أوقاتهما لتعملوا فيهما على ما يأمركم
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان ج 10 ص 379 .
( 2 ) راجع ج 93 ص 343337 .
( 3 ) مجمع البيان ج 10 ص 381 .
[134]
به ، وقيل : معناه لا يفوته علم ما تفعلون " علم أن لن تحصوه " ( 1 ) قال : مقاتل كان
الرجل يصلي الليل كله مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام ، فقال سبحانه : " علم
أن لن تحصوه " أي لن تطيقوا معرفة ذلك ، وقال الحسن قاموا حتى انتفخت أقدامهم
فقال سبحانه : إنكم لا تطيقون إحصاءه على الحقيقة ، وقيل معناه لن تطيقوا المداومة
على قيام الليل ويقع منكم التقصير فيه ، " فتاب عليكم " بأن جعله تطوعا ولم يجعله
فرضا ، وقيل معناه فلم يلزمكم إثما كما لا يلزم التائب ، أي رفع التبعة فيه كرفع
التبعة عن التائب ، وقيل فتاب عليكم أي خفف عليكم .
" فاقرؤا ما تيسر من القرآن " الآن ، يعنى في صلاة الليل عند أكثر المفسرين
وأجمعوا أيضا على ان المراد بالقيام المتقدم في قوله " قم الليل " هو القيام إلى
الصلاة ، إلا أبا مسلم فانه قال : أراد القيام لقراءة القرآن لا غير ، وقيل : معناه
فصلوا ما تيسر من الصلاة ، وعبر عن الصلاة بالقرآن ، لانها تتضمنه ، ومن قال :
المراد به قراءة القرآن في غير الصلاة ( 2 ) فهومحمول على الاستحباب عند الاكثرين
دون الوجوب ، لاآه لو وجبت القراءة لوجب الحفظ ، وقال بعضهم هومحمول
على الوجوب ، لان القارئ يقف على إعجاز القرآن ، ومافيه من دلائل التوحيد
وإرسال الرسل ، ولا يلزم حفظ القرآن ، لانه من القرب المستحبة المرغب فيها .
ثم اختلفوا في القدر الذي تضمنه هذا الامر من القراءة ، فقال ابن جبير خمسون
* ( هامش ) * ( 1 ) قد عرفت في ج 85 ص 3 أن الاية تتمة لاول السورة ناظرة اليها من وجوب
ترتيل القرآن تماما ولم يكن نزلت حينذاك أكثر من عشر سور قصار قطعا ، وأن الضمير
في " لن تحصوه " راجع إلى القرآن أي علم أنكم لا تقدرون أحصاه القرآن في ليلة واحدة
فيما يستقبل من الزمان خصوصا في ليالى الصيف " فاقرؤا ما تيسر من القرآن " إلى آخر
ما مر عليك راجعه .
( 2 ) الاية " ورتل القرآن ترتيلا " من المتشابهات بأم الكتاب ، أولها رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى صلاة الليل باشارة من الوحى ، فجعله في قيام الصلاة ، على ما عرفت في
ج 85 ص 1 ، فالواجب من ترتيل القرآن هوما كان في الصلاة لا غير .
[135]
آية ، وقال ابن عباس : مائة آية ، وعن الحسن قال من قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه
القرآن ، وقال السدي : مائتا آية ، وقال جويبر ثلث القرآن ، لان الله يسره على
عباده ، والظاهر أن معناما تيسر مقدار ماأردتم وأحببتم ( 1 ) .
" علم أن سيكون منكم مرضى " وذلك يقتضي التخفيف عنكم " وآخرون "
أي ومنكم قوم آخرون " يضربون " في الارض يبتغون من فضل الله " أي يسافرون للتجارة
وطلب الارباح " وآخرون يقاتلون في سبيل الله " ( 2 ) فكل ذلك يقتضي التخفيف
عنكم " فاقرؤا ما تيسر منه " وروي ( 3 ) عن الرضا عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر .
" ومن الليل فاسجد له " ( 4 ) قال في مجمع البيان ( 5 ) : دخلت " من "
للتبعيض ، والمعنى فاسجد له في بعض الليل وقيل يعني المغرب والعشاء " وسبحه
ليلا طويلا " اي في ليل طويل يريد التطوع بعد المكتوبة ، وروي عن الرضا
عليه السلام أنه سأله أحمد بن محمد ، عن هذه الآية وقال : ما ذلك التسبيح ، قال :
صلاة الليل .
1 تفسير علي بن ابراهيم : " أو انقص منه قليلا " قال : انقص من القليل
" أو زد عليه " اي على القليل قليلا .
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " إن ربك يعلم أنك تقوم
* ( هامش ) * ( 1 ) بل هو قراءة سورة كاملة لقوله عزوجل : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 135 سطر 18 الى ص 143 سطر 18

من مدكر " .
( 2 ) اي فيما يستقبل من الزمان بعد الهجرة بالمدينة ، وحينذاك قد تواتر نزول
سور القرآن الكريم فلا يمكنكم احصاء سورة في ليلة واحدة قطعا ، راجع في ذلك ج 85
فقد بينا الاية بما لا مزيد عليه .
( 3 ) رواه في المجمع ج 10 ص 382 .
( 4 ) الدهر : 26 .
( 5 ) مجمع البيان ج 10 ص 413 .
[136]
أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه " ففعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك وبشر الناس فاشتد ذلك عليهم
" علم أن لن تحصوه " وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف الليل ، ومتى يكون
الثلثان ، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظه فأنزل الله " إن ربك
يعلم أنك تقوم " إلى قوله : " علم أن لن تحصوه " يقول متى يكون النصف والثلث نسخت
هذه الآية " فاقرؤا ما تيسر من القرآن " واعلموا أنه لم يأت نبي إلا خلا بصلاة
الليل ، ولا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل ( 1 ) .
توضيح : " ففعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك " يحتمل أن يكون إشارة إلى الآيات التي
سبقت في أول السورة ، فالبشارة لان العبادة عند المحبين أعظم الراحة ، أو يكون
إشارة إلى الرخصة والتخفيف الذي يدل عليه تلك الآيات ، فقوله : " فاشتد ذلك "
إشارة إلى ما مر أولا أي وقد اشتد أي نزلت هذه الآيات بعد اشتداد الامر علهيم ،
قوله : " إلا خلا " اي مضى من الدنيا مواظبا على صلاة الليل ، ويحتمل أن يكون
من الخلوة اي أوقعها في الخلوة .
قوله عليه السلام : " أول الليل " رد على من جوز صلاة الليل أوله بغير عذر ، وفي
بعض النسخ " إلا أول الليل " اي كان وقت صلاتهم مخالفا لوقتها في تلك الشريعة ،
ولعلها من زيادة النساخ .
2 كتاب الحسين بن عثمان : عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صلاة الليل
كفارة لما اجترح بالنهار .
3 مجالس الصدوق : عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن أحمد بن عقدة
الهمداني ، عن محمد بن أحمد التميمي ، عن ابيه ، عن أحمد بن هشام ، عن منصور
ابن مجاهد ، عن الربيع بن بدر ، عن سوار بن منيب ، عن وهب ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رزق صلاة الليل من عبد أو أمة : قام لله عزوجل مخلصا
فتوضأ وضوءا سابغا وصلى لله عزوجل بنية صادقة ، وقلب سليم ، وبدن خاشع ، وعين
دامعة جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا يحصي
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 701 .
[137]
عددهم إلا الله تعالى أحد طرفي كل صف في المشرق ، والآخر بالمغرب ، قال : فاذا
فرغ كتب له بعددهم درجات الخبر ( 1 ) .
ومنه : عن أحمد بن هارون الفامي ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه
عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال : إن الله تبارك وتعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي ، وفيها ثلاثة
نفر من المؤمنين ، ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه : يا أهل معصيتي ! لولا من
فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي ، العامرين بصلاتم ارضى ، ومساجدي ، و
المستغفرين بالاسحار خوفا مني ، لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي ( 2 ) .
مشكاة الانوار : نقلا من كتاب المحاسن عنه صلى الله عليه وآله مرسلا مثله ( 3 ) .
بيان : " المتحابين بجلالي " في أكثر النسخ بالجيم كما في روايات المخالفين
أي يتحببون ويتوددون لتذكر جلالي وعظمتي لا للدنيا وأغراضها ، وقال الطيبي الباء
للظرفية أي لاجلي ولوجهي لا للهوى انتهى ، ولا يخفى ما فيه ، وفي بعض النسخ بالحاء
المهملة اي بما منحتهم من الحلال لا بالحرام .
4 مجالس الصدوق : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه بن أبي القاسم ، عن
محمد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن
أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن
أتعبي من خدك ، واخدمى من رفضك ، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل
المظلم وناجاه ، أثبت الله النور في قلبه ، فاذا قال يا رب يا رب ، ناداه الجليل جل
جلاله لبيك عبدي ، سلني أعطك وتوكل علي أكفك ، ثم يقول جل جلاله لملائكته :
ملائكتي انظروا إى عبدي فقد تخلى في جوف هذا الليل المظلم ، والبطالون لاهون
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 42 في حديث .
( 2 ) أمالى الصدوق ص 120 ، ومثله في علل الشرايع ج 1 ص 235 وج 2 ص 208
بسند آخر .
( 3 ) مشكاة الانوار ص 124 .
[138]
والغافلون نيام ، اشهدوا أني قد غفرت له الخبر ( 1 ) .
مشكاة الانوار : نقلا من المحاسن مرسلا مثله ( 2 ) .
بيان : " أوحى إلى الدنيا " لعل المراد بالوحي هنا الامر التكويني أي جعلها
كذلك كما في قوله تعالى " كونوا قردة خاسئين " أو استعارة تمثيلية .
5 معانى الاخبار ( 3 ) والخصال ( 4 ) ، والمجالس للصدوق : عن محمد بن
أحمد الاسدي ، عن محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبدالله بن محمد الوهبي جمعيا
عن محمد بن حميد ، عن زافر بن سليمان ، عن محمد بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن سهل
ابن سعد قال : جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يامحمد عش ما شئت ، فانك
ميت ، واحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعلم ما شئت فانك مجزي به ، واعلم ان
شرف الرجل قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ( 5 ) .
بيان : " عش ما شئت " شبيه بأمر التخيير ، ويحتمل التهديد إن كان المقصود
بالخطاب الامة .
6 المعانى والخصال ( 6 ) والمجالس : عنمحمد بن أحمد بن أسد الاسدي
عن عمر بن أبي غيلان الثقيفي وعيسى بن سليمان القرشي معا ، عن إبراهيم الترجماني
عن سعد بن سعيد الجرجاني ، عن نهشل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 168 في حديث .
( 2 ) مشكاة الانوار ص 257 .
( 3 ) معانى الاخبار ص 178 .
( 4 ) الخصال ج 1 ص 7 .
( 5 ) أمالى الصدوق ص 141 .
( 6 ) معانى الاخبار ص 777 و 178 ، الخصال ج 1 ص 7 .
( 7 ) أمالى الصدوق ص 141 .
[139]
7 المجالس : عن علي بن عيسى ، عن علي بن محمد ماجيلويه ، عن البرقي ،
عن أبيه ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن
جده ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : إن في الجنة لشجرة يخرج
من أعلاها الحلل ، ومن أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ، ذوات أجنحة لا تروث ولا
تبول ، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاؤا ، فيقول الذين أسفل منهم :
يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة ؟ فيقول الله جل جلاله : إنهم كانوا يقومون الليل
ولا ينامون ، ويصومون النهار ولا يأكلون ، ويجاهدون العدو ولا يجبنون ، ويتصدقون
ولا يبخلون ( 1 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : سمعت مولاي الصادق عليه السلام يقول : كان فيما ناجى
الله عزوجل به موسى بن عمران عليه السلام أن قال له : يا ابن عمران كذب من زعم أنه
يحبني فاذا جنه الليل نام عني ، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ؟ ها أنا ذا يا ابن
عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلثت عقوبتي
بين أعينهم ، يخاطبوني عن المشاهدة ، ويكلموني عن الحضور ، يا ابن عمران هب
لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل ، وادعني
فانك تجدني قريبا مجيبا ( 2 ) .
ومنه : في مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ما زال جبرئيل يوصيني بقيام الليل
حتى ظنت أن خيار أمتي لن يناموا ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 175 .
( 2 ) أمالى الصدوق ص 214 و 215 وقوله " حولت أبصارهم من قلوبهم " اي جعلت
قلوبهم مشغولة بذكرى بحيث لا تشتغل بما رأته الابصار ، أولا تنظر أبصارهم إلى ما تشتهيه
قلوبهم ويحتمل أن يكون " من قلوبهم " صفة أولا حالا لقوله " أبصارهم " أي حولت ابصار قلوبهم
عن النظر إلى غيرى ، منه ره .
( 3 ) امالى الصدوق ص 257 .
[140]
ومنه : عن محمد بن موسى المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت الصادق عليه السلام
يقول : ثلاثة هن فخر المؤمن وزينة في الدنيا والآخرة : الصلاة في آخر الليل ، ويأسه
مما في أيدي الناس ، وولاية الامام من آل محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
8 تفسير علي بن ابراهيم : " وأقم الصلاة طرفي النهار " ( 2 ) الغداة والمغرب
" وزلفا من الليل " العشاء الآخرة " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال : صلاة المؤمنين
بالليل تذهب بما عملوا بالنهار من السيئات والذنوب ( 3 ) .
ومنه : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ( 4 ) قال صلاة الليل : وقال سبب
النور في القيامة الصلاة في جوف الليل ( 5 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : ما من من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل فان الله
لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده ، فقال : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون " ( 6 ) .
مجمع البيان : مرسلا عنه عليه السلام مثله ( 7 ) .
9 تفسير علي بن ابراهيم : " وسبح بحمد ربك حين تقوم " ( 8 ) قال لصلاة
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 325 .
( 2 ) هود : 114 .
( 3 ) تفسير القمى ص 315 .
( 4 ) أسرى : 79 .
( 5 ) تفسير القمى ص 387 .
( 6 ) تفسير القمى ص 512 في آية السجدة : 16 .
( 7 ) مجمع البيان ج 8 ص 331 .
( 8 ) الطور : 48 .
[141]
الليل " فسبحه " قال : صلاة الليل ( 1 ) .
10 الخصال : عن أبيه ، عن علي بن موسى الكمنداني ومحمد بن يحيى العطار
عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن
سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كف الاذى عن
الناس ( 2 ) .
11 الخصال : عن أبيه ، عن الكمنداني ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن
عبدالله بن جبلة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لجبرئيل : عظني ! فقال : يا محمد عش ماشئت فان ك ميت ، وأحبب ما شئت فانك مفارقه
واعمل ما شئت فانك ملاقيه ، شرف المؤمن صصلاته بالليل ، وعزه كفه عن أعراض
الناس ( 3 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليه السلام قال : قام أبوذر رحمه الله عند الكعبة فذكر مواعظه
إلى أن قال : وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور ( 4 ) .
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد
ابن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن
أبي جميلة ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاث درجات : إفشاء السلام
وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام ( 5 ) .
معانى الاخبار : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، هارون بن الجهم مثله ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى ص 650 .
( 2 و 3 ) الخصال ج 1 ص 7 .
( 4 ) الخصال ج 21 و 22 .
( 5 ) الخصال ج 1 ص 42 .
( 6 ) معانى الاخبار ص 314 .
[142]
12 الخصال : عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن
أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي ، عن عيسى بن عبدالله
الهاشمي ، عن خاله محمد بن سليمان ، عن رجل ، عن ابن المنكدر باسناده قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : خيركم من أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس
نيام ( 1 ) .
المحاسن : عن علي بن محمد القاساني عمن حدثه عن عبدالله بن القاسم ، عن
أبى عبدالله عليه السلام عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله ( 2 ) .
13 الخصال : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن
مرار ، عن يونس رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله
يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا : لقى الاخوان ، والافطار من الصيام ، والتهجد
من آخر الليل الخبر ( 3 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن حماد بن يعلى ، عن أبيه ، عن
حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لهو المؤمن في ثلاثة
أشياء : التمتع بالنساء ، ومفاكهة الاخوان ، والصلاة بالليل ( 4 ) .
بيان : المفاكهة الممازحة ، وعد صلاة الليل من جملة اللهو والفرحات وجعلها
مع ما مر في قرن ، لبيان أنه ينبغي للمؤمن أن يكون متلذذا بمناجاة ربه ، والخلوة
مع حبيبه ، فرحا بهما ، بل فيه تنبيه إلى أنه ليس المؤمن على الحقيقة إلا من
كان كذلك .
14 العيون : عن محمد بن عمر الجعابي ، عن الحسن بن عبدالله التميمي ، عن
أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : خيركم من أطاب الكلام
* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال ج 1 ص 45 .
( 2 ) المحاسن ص 387 .
( 3 ) الخصال ج 1 ص 62 .
( 4 ) الخصال ج 1 ص 77 .
[143]
وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام ( 1 ) .
15 مجالس ابن الشيخ : عن أبهى ، عن المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن
أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
أبان بن عثمان ، عن بحر السقاء قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن من روح الله
تعالى ثلاثة : التهجد بالليل ، وإفطار الصائم ، ولقاء الاخوان ( 2 ) .
دعائم الاسلام : عنه عليه السلام مثله ( 3 ) .
بيان : " من روح الله " الروح بالفتح الراحة ، والرحمة ، ونسيم الريح أي
راحة جعلها الله للمؤمن يتروح إليها لانه يستريح منمعاشرة المخالفين بلقاء الاخوان
في الدين ، ومن أشغال اليوم إلى عبادة الليل ، والافطار ظاهرا ، وهذه الثلاثة من
رحمة الله بالعبد وتفضله ولطفه وحسن توفيقه ، أو أنها تصير سببا لرحمته تعالى
والدعاء عندها مستجاب ، أوعندها تهب نسائم لطفه وفيضه ورحمته على المؤمن
والاول اظهر .
16 مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن أبي محمد الفحام ، عن محمد بن أحمد
الهاشمي المنصوري ، عن موسى بن عيسى ، عن أبي الحسن العسكري ، عن آبائه ،
عن الصادق عليهم السلام في قوله تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " ( 4 ) قال : صلاة الليل
تذهب بذنوب النهار ( 5 ) .
17 الخصال : عن أحمد بن الحسن القطا ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا
عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 143 سطر 19 الى ص 151 سطر 18

الصادق عليه السلام في خبر طويل ذكر فيه الائمة وعلامة الامامة ، فقال : ودينهم الورع والعفة
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 65 .
( 2 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 176 .
( 3 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 271 .
( 4 ) هود : 114 .
( 5 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 300 .
[144]
والصدق والصلاح والاجتهاد ، وأداء الامانة إلى البر والفاجر وطول السجود ، وقيام
الليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة وحسن الجوار ( 1 ) .
ومنه : في وصايا أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله اي الليل أفضل ؟
قال : جوف الليل الغابر ( 2 ) .
ومنه وثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعيد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى ،
عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن
الصادق عليه السلام عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : قيام الليل مصحة للبدن ، ومرضاة
للرب عزوجل ، وتعرض للرحمة ، وتمسك بأخلاق النبيين ( 3 ) .
المحاسن : عن القاسم بن يحيى مثله ( 4 ) .
18 العلل : عن محمد بن عمرو بن علي البصري ، عن محمد بن إبراهيم بن خارج
الاصم ، عن محمد بن عبدالله بن الجنيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن زاهر ، عن
حريز ، عن الاعمش ، عن عطية العوفي ، عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لاطعامه الطعام ، وصلاته
بالليل والناس نيام ( 5 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن محمد
ابن إسمناعيل بن بزيع ، عن ابن أذينة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يبيتن الرجل وعليه وتر ( 6 ) .
بيان : اي لا ينقضي ليله وفي ذمته وتر تركها ، قال في القاموس : بات يفعل كذا
* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال ج 2 ص 79 .
( 2 ) الخصال ج 2 ص 104 ، ومثله في المعانى ص 332 .
( 3 ) الخصال ج 2 ص 156 ، ثواب الاعمال ص 38 .
( 4 ) المحاسن ص 53 .
( 5 ( ) علل الشرايع ج 1 ص 33 .
( 6 ) علل الشرايع ج 2 ص 20 .
[145]
أي يفعله ليلا وليس من النوم ، من أدركه الليل فقد بات انتهى ، ومن قال لا ينامن
وحمله على الوتيرة فقد أتى ببعيد .
قال في المصباح المنير : بات يبيت بيتوتة ومبيتا ومباتا فهو بائت ، ولذلك
معنيان أشهرهما اختصاص ذلك الفعل بالليل كما اختص الفعل في ظل بالنهار ، فاذا
قلت : بات يفعل كذا ، فمعناه فعله بالليل ، ولا يكون إلا مع السهر ، وعليه قوله تعالى
" والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " ( 1 ) .
وقال الازهري قال الفراء : بات الليل إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية ،
وقال الليث من قال بات بمعنى نام فقد أخطأ الا ترى أنك تقول بات يرعى النجوم ، ومعناه
ينظر إليها وكيف ينام من يراقب النجوم .
وقال ابن القطاع وغيره : بات يفعل كذا إذا فعله ليلا ولا يقال بمعنى نام .
والمعنى الثاني يكون بمعنى صار يقال بات بموضع كذا اي صار به ، يقال سواء كان
في ليل أونهار ، وعليه قوله صلى الله عليه وآله لا يدري أين باتت يده ، والمعنى صارت
ووصلت .
وعلى هذا قول الفقهاء بات عند امرأته ليلة اي صار عندها سواء حصل معه نوم
أولا انتهى .
والحق أن بات في غالب الاستعمال يعتبر فيه كون الفعل بالليل ولا يعتبر فيه
النوم ولا السهر كما يظهر من الشيخ الرضي ره وغيره ، وقال الرضي : وأما مجئ بات
بمعنى صار ففيه نظر .
19 العلل : عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن
الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة
قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيتن إلا بوتر ( 2 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن عمران بن موسى ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) الفرقان : 64 .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 20 .
[146]
الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن بعض رجاله قال : جاء رجل إلى
أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ياأمير المؤمنين إني قد حرمت الصلاة بالليل ، فقال أمير المؤمنين :
أنت رجل قد قيدتك ذنوبك ( 1 ) .
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن هارون بن مسلم ،
عن علي بن الحكم ، عن حسين بن الحسن الكندي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن
الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل ، فإذا حرم بها صلاة الليل حرم بها
الرزق ( 2 ) .
ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن
سهل بن زياد ، عن هارون بن مسلم مثله ( 3 ) .
20 العلل : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن
إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ا سليمان
لا تدع قيام الليل فان المغبون من حرم قيام الليل ( 4 ) .
معانى الاخبار : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار مثله ( 5 ) .
21 العلل : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب
عن علي بن أسباط ، عن محمد بن علي بن أبي عبدالله ، عن أبي الحسن عليه السلام في
قول الله عزوجل : " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله " ( 6 ) قال
صلاة الليل ( 7 ) .
توضيح : قوله عليه السلام صلاة الليل اي رهبانية هذه الامة في صلاة الليل أو
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 51 .
( 3 ) ما بين العلامتين ساقط عن مطبوعة الكمباني أصلحناه بقرينة الاسناد .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 38 .
( 5 ) معانى الاخبار ص 342 .
( 6 ) الحديد : 27 .
( 7 ) علل الشرايع ج 2 ص 51 و 52 ، ومثله في العيون ج 1 ص 282 .
[147]
رهبانيتهم كانت هي ، فيدل على أن الآية مسوقة لمدح الرهبانية لا ذمها ، والآية
تحتملهما ، وعلى المدح كانت مندوبة في شريعتهم ، فأوجبوها على أنفسهم بالنذر و
شبهه ، كما يفهم من قوله تعاله " ما كتبناها عليهم " قال الطبرسي ره : ( 1 ) الرهبانية
هي الخصلة من العبادة يظهر فيها معنى الرهبة إما في لبسة ، أو الانفراد عن الجماعة ، أو
غير ذلك من الامور التي يظهر فيها نسك صاحبه ، والمعنى ابتدعوا رهبانية لم نكتبها
عليهم .
وقيل : إن الرهبانية التي ابتدعوها هي رفض النساء ، واتخاذ الصوامع
عن قتادة قال : وتقديره ورهبانية ما كتبناها عليهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان
الله فما رعوها حق رعايتها .
وقيل : إن الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم بالبراري والجبال في خبر مرفوع
عن النبي صلى الله عليه وآله فمارعاها الذين بعدهم حق رعايتها ، وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وآله
عن ابن عباس ، وقيل : إن الرهبانية هي الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة ما كتبناها
عليهم اي ما فرضناها عليهم .
وقال الزجاج : إن التقدير ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ، وابتغاء
رضوان الله اتباع ما أمر الله به فهذا وجه وقال : وفيها وجه آخر جاء في التفسير ، أنهم
كانوا يرون ما ملوكهم ما لا يصبرون عليه ، فاتخذوا أسرابا وصوامع وابتدعوا ذلك
فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع ودخلوا فيه ، لزمهم إتمامه ، كما أن الانسان إذا
جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه .
قال : وقوله " فما رعوها حق رعايتها " على ضربين أحدهما أن يكونوا قصروا
فيما ألزموه أنفسهم ، والآخر وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبي صلى الله عليه وآله فلم يؤمنوا
به ، كانوا تاركين إطاعة الله ، فما رعوا تلك الرهبانية حق رعايتها ، ودليل ذلك قوله
" فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم " يعني الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله " وكثير منهم فاسقون "
أي كافرون إنتهى .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان ج 9 ص 243 .
[148]
22 العلل : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حسان الرازي
عن محمد بن علي رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صلى بالليل حسن
وجهه بالنهار ( 1 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " إن ناشئة الليل هي اشد وطا و
أقوم قيلا " ( 2 ) قال : يعني بقوله " وأقوم قييلا " قيام الرجل عن فراشه بين يدي الله
عزوجل لا يريد به غيره ( 3 ) .
ومنه : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد
الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن علي
ابن محمد النوفلي قال : سمعته يقول إن العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا
وشمالا ، وقد وقع ذقنه على صدره ، فيأمر الله تبارك وتعالى أبواب السماء فتفتح ثم
يقول لملائكته : انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرب إلي بما لم أفرض عليه راجيا
مني لثلاث خصال : ذنبا أغفره ، أو توبة أجددها ، أو رزقا أزيده فيه ، أشهدكم
ملائكتي أني قد جمعتهن ( 4 ) .
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى مثله ( 5 ) .
23 العلل : عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، عن حريش بن محمد بن
حريش ، عن جده ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الركعتان
في جوف الليل أحب إلي من الدنيا وما فيها ( 7 ) .
ومنه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 2 ص 52 .
( 2 ) المزمل : 6 .
( 3 و 4 ) علل الشرايع ج 2 ص 52 .
( 5 ) ثواب الاعمال ص 38 .
( 6 ) علل الشرايع ج 2 ص 52 .
[149]
إبراهيم بن عمر ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " إن
الحسنات يذهبن السيئات " ( 1 ) قال : صلاة المؤمن بالؤمن بالليل تذهب بماعمل من ذنب
النهار ( 2 ) .
ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان عن
الحسين بن سعيد ، عن حماد مثله ( 3 ) .
العياشى : عن إبراهيم بن عمر مثله ( 4 ) .
الهداية : عنه عليه السلام مرسلا مثله ( 5 ) .
قال : وقال عليه السلام : من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار ( 6 ) .
24 العلل : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن جريز ، عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت " آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة
ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ( 7 ) قال يعني صلاة الليل ( 8 ) .
25 ثواب الاعمال ، والعلل : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد
عن أبي زهير النهدي ، عن آدم بن إسحاق ، عن معاوية بن عمار ، عن بعض أصحابنا
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم ، ودأب الصالحين قبلكم
ومطردة الداء عن أجسادكم .
وقال أبوعبدالله عليه السلام : صلاة الليل تبيض الوجه وصلاة الليل تطيب الريح ،
* ( هامش ) * ( 1 ) هود : 114 .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 52 .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 39 .
( 4 ) تفسير العياشى ج 2 ص 162 .
( 5 و 6 ) الهداية ص 35 ط الاسلامية .
( 7 ) الزمر : 9 .
( 8 ) علل الشرايع ج 2 ص 52 .
[150]
وصلاة الليل تجلب الرزق ( 1 ) .
بيان : لعل طيب الريح لانها تصحح الجسم ، وتهضم الغذاء ، فتندفع به
البخارات والادواء الموجبة لنتن الفم والابط وغيرهما ، ويحتمل أن يكون كناية عن
حسن الخلق أو عن رغبة الناس إليه ، وقد جاء الريح بمعنى الغلبة والقوة والرحمة
والنصرة والدولة .
ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر ، عن
أخيه موسى ، عن أبيه ، عن علي عليه السلام قال : إن الله عزوجل إذا أراد أن يصيب أهل
الارض بعذاب قال : لولا الذين يتحابون بجلالي ، ويعمرون مساجدي ويستغفرون
بالاسحار لانزلت بهم عذابي ( 2 ) .
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن علي بن الحسين الكوفي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن
المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام مثله ( 3 ) .
26 معانى الاخبار : عن أبيه ، عن عبدالهل بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن
علي الاصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن مكي بن محمد شيخ من أهل الري
عن منصور بن العباس والحسن بن علي بن النصر ، عن جعفر بن محمد
عليه السلام قال : " المال والبنون زينة الحيوة الدنيا " وثمان ركعات من آخر الليل
والوتر زينة الآخرة ، وقد يجمعهما الله لاقوام ( 4 ) .
العلل : عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن
مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : قال أبي : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن
الله جل جلاله إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي ، وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين
* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمالص 38 ، علل الشرايع ج 2 ص 51 .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 208 .
( 3 ) ثواب الاعمال ص 161 .
( 4 ) معانى الاخبار ص 324 .
[151]
ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه : يا أهل معصيتي لولا ما فيكم من المؤمنين
المتحابين بجلالي ، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي ، المستغفرين بالاسحار خوفا
مني ، لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي ( 1 ) .
ومنه : عن جعفر بن علي بن الحسن ، عن جده الحسن بن علي ، عن العباس
ابن عامر ، عن جابر ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " لعلك ترى أن القوم لم يكونوا ينامون .
قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : فقال لا بد لهذا البدن أن تريحه
حتى يخرج نفسه ، فإذا خرج النفس استراح البدن ، ورجع الروح ، وفيه قوة على
العمل ، فانما ذكرهم " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا "
أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا ، ينامون في أول الليل ، فإذا ذهب
ثلثا الليل أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم راغبين ، مرهبين طامعين فيما عنده ، فذكرهم الله
في كتابه ، فأخبرك الله بما أعطاهم أنه أسكنهم في جواره وأدخلهم جنته ، وآمن خوفهم
وأذهب رعبهم .
قال : قلت جعلت فداك إن أنا قمت في آخر الليل اي شئ أقول إذا قمت ؟ قال :
قل " الحمد لله رب العالمين ، وإله المرسلين ، والحمد لله الذي يحيى الموتى ويبعث
من في القبور " فانك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه ( 2 ) .
27 توحيد الصدوق : عن علي بن أحمد النسابة ، عن أحمد بن سلمان
ابن الحسن ، عن جعفر بن محمد الصائغ ، عن خالد العرني ، عن هيثم ، عن أبي سفيان


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 151 سطر 19 الى ص 159 سطر 18

مولى مزينة ، عمن حدث ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه أتاه رجل فقال :
يا أبا عبدالله إني لا أقوى على الصلاة بالليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار .
وجاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين إني قد حرمت الصلاة
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 2 ص 209 ، ومثله بسند آخرج 1 ص 234 .
( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 5453 .
[152]
بالليل فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أنت رجل قد قيدتك ذنوبك ( 1 ) .
28 مجالس الصدوق : عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد
ابن أحمد الاشعري ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول : الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه ، ويقصر
فيه نهاره فيستعين به على صيامه ( 2 ) .
معانى الاخبار : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الاشعري
مثله ( 3 ) .
29 الخصال ( 4 ) ومجالس الصدوق : عن محمد بن أحمد بن علي الاسدي
عن محمد بن أبي ايوب ، عن جعفر بن سدير بن داود ، عن أبيه ، عن يوسف بن المنكدر
عن أبيه ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قالت أم سليمان بن داود
لسليمان : يا بني وإياك وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم بالليل تدع الرجل
فقيرا يوم القيامة ( 5 ) .
أقول : قد سبقت الاخبار في ذم كثرة النوم في كتاب الآداب والسنن ( 6 ) .
30 ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسين بن الوليد ، عن محمد بن الحسن
الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان ، عن عبدالله بن سان ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : شرف المؤمن صلاة الليل ، وعز المؤمن كفه عن الناس ( 7 ) .
ومنه : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد
* ( هامش ) * ( 1 ) توحيد الصدوق : 97 ط مكتبة الصدوق .
( 2 ) امالى الصدوق : 143 .
( 3 ) معانى الاخبار : 228 .
( 4 ) الخصال ج 12 ص 16 .
( 5 ) أمالى الصدوق : 140 .
( 6 ) راجع ج 76 ص 179 180 .
( 7 ) ثواب الاعمال ص 37 .
[153]
الاشعري ، عن عمر بن علي بن عمر ، عن عمه محمد بن عمر ، عمن حدثه ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن كان الله عزوجل قد قال : " المال والبنون زينة الحيوة
الدنيا " ( 1 ) إن الثمان ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة ( 2 ) .
بيان كلمة " إن " للشرط فجزاؤه " إن الثمانية " بتقدير إنه قال : إن الثمانية
ورواه العياشي ( 3 ) عن محمد بن عمر ، مثله إلا أن فيه قال : قال الله عزوجل :
" المال والبنون زينة الحيوة الدنيا ، كما أن ثماني ركعات " .
31 ثواب الاعمال : بالاسناد المتقدم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه جاءه
رجل فشكا إليه الحاجة فأفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكو الجوع ، فقال له
أبوعبدالله عليه السلام : يا هذا أتصلي بالليل ؟ قال : فقال الرجل نعم ، قال : فالتفت أبوعبدالله
عليه السلام إلى أصحابه فقال : كذب من زعم أنه يصلي بالليل ويجوع بالنهار ،
إن الله عزوجل ضمن بصلاة الليل قوت النهار ( 4 ) .
ومنه : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد الاشعري
عن محمد بن عبدالله بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن أبي حمزة
الثمالى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صلاة الليل تحسن الوجه
وتحسن الخلق ، وتطيب الريح ، وتدر الرزق ، وتقضي الدين ، وتذهب بالهم
وتجلو البصر ( 5 ) .
دعوات الراوندى : عنه عليه السلام مثله ( 6 ) .
32 ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد
* ( هامش ) * ( 1 ) الكهف : 46 .
( 2 ) ثواب الاعمال : 38 .
( 3 ) تفسير العياشى ج 2 ص 327 .
( 4 ) ثواب الاعمال : 38 .
( 5 ) ثواب الاعمال : 38 و 39 .
( 6 ) دعوات الراوندى مخطوط .
[154]
ابن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن دراج ، عن الفضيل بن يسار ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن البيوت التي يصلى فيها بالليل بتلاوة القرآن ، تضئ
لاهل السماء كما يضئ نجوم السماء لاهل الارض ( 1 ) .
33 المحاسن : في رواية يعقوب بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كذب
من زعم أنه يصلي صلاة الليل وهو يجوع ، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار ( 2 ) .
ومنه : عن العباس بن الفضل ، عن إبراهيم بن محمد ، عن موسى بن سابق ،
عن جعفر ، عن ابيه قال : إن الله إذا أراد أن يعذب أهل الارض بعذاب ، قال :
لولا الذين يتحابون في جلالي ، ويعمرون مساجدي ، ويستغفرون بالاسحار ، لانزلت
عذابي ( 3 ) .
34 فقه الرضا : حافظوا على صلاة الليل فانها حرمة الرب ، تدر الرزق
وتحسن الوجه ، وتضمن رزق النهار ، وطولوا الوقوف في الوتر ! فانه روي أن
من طول الوقوف في الوتر قل وقوفه يوم القيامة ( 4 ) .
35 المحاسن : عن محمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن سيف بن عميرة
عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يقول : إنا أهل
البيت أمرنا أن نطعم الطعام ونؤدي في النائبة ونصلي إذا نام الناس ( 5 ) .
36 العياشى : عن إبراهيم الكرخى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الله
في كتابه : " إن الحسنات يذهبن السيئات " ( 6 ) قال : قال : صلاة الليل تذهب بذنوب
النهار ، وقال : تذهب بماجرحتم ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمال : 39 .
( 2 و 3 ) المحاسن ص 53 .
( 4 ) فقه الرضا : 9 س 7 .
( 5 ) المحاسن ص 387 .
( 6 ) هود : 114 .
( 7 ) تفسير العياشى ج 2 ص 162 في حديث .
[155]
ومنه : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال : صلاة
الليل تكفر ماكان من ذنوب النهار ( 1 ) .
38 مجالس المفيد : باسناده عن جابر الانصاري ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال : أيها الناس مامن عبد إلا وهو يضرب عليه بخزائم معقودة ، فاذا ذهب ثلثا الليل
وبقي ثلثه أتاه ملك فقال له قم ! فاذكر الله فقد دناالصبح ، قال : فان هو تحرك
وذكر الله انحلت عنه عقدة ، وإن قام فتوضأ ودخل في الصلاة ، انحلت عنه العقد كلهن
فيصبح قرير العين ( 2 ) .
اقول : تمامه باسناده في باب فضل الصلاة ( 3 ) .
38 دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليه السلام : قيام الليل مصحة
للبدن ( 4 ) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله عليكم بقيام فانه دأب الصالحين قبلكم ، وإن قيام
الليل قربة إلى الله ، وتكفير السيئات ، ومنهاة عن الاثم ، ومطردة الداء عن الجسد ( 5 ) .
وقال أبوعبدالله عليه السلام : عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم ومطردة الداء
عن أجسادكم ( 6 ) .
ويروى إن الرجل إذا قام يصلي أصبح طيب النفس ، وإذا نام حتى يصبح
أصبح ثقيلا موصما ( 7 ) .
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام : قم في ظلمة الليل أجعل قبرك روضة من رياض
الجنان ( 8 ) .
بيان : قال في النهاية فيه " وإن نام حتى يصبح أصبح ثقيلا موصما " الوصم :
الفترة والكسل والتواني .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى ج 2 ص 164 .
( 2 ) أمالى المفيد : 120119 في حديث .
( 3 ) راجع ج 82 ص 222 و 223 .
( 84 ) كتاب الدعوات مخطوط .
[156]
39 أعلام الدين وعدة الداعى : عن الصادق عليه السلام قال : لا تعطوا العين
حظها فانها أقل شئ شكرا ( 1 ) .
40 العدة وروضة الواعظين وأعلام الدين : عن النبي صلى الله عليه وآله إذا قام
العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضى ربه عزوجل بصلاة ليله ، باهى الله
به ملائكته ، فقال : أما ترون عبدي هذا ، قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها
عليه اشهدوا أني قد غفرت له ( 2 )
41 العدة : قال : دخل ضرار بن ضمرة على معاوية فقال له : صف لي عليا
فقال له : أو تعفيني من ذلك ، فقال : لا أعفيك ، فقال : كان والله بعيد المدى ، شديد
القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطف الحكمة من
نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشتة .
كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، ويناجي
ربه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب .
كان والله فينا كأحدنا ، يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكنا مع
دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته ، فان تبسم فعن
مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله
ولا ييأس الضعيف من عدله .
وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه
وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ،
فكأني الآن أسمعه وهويقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات
هيهات غري غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد أبنتك ثلاثا ، لا رجعة لي فيها فعمرك قصير
وخطرك يسير ، وأملك حقير ، آه آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق
وعظم المورد .
* ( هامش ) * ( 1 ) اعلام الدين مخطوط .
( 2 ) عدة الداعى لم يكن نسخته عندى ، وترى الحديث مسندا في أمالى الصدوق : 371 .
[157]
فوكفت دموع معاوية على لحيته فنشفها بكمه ، واختنق القوم بالبكاء ، ثم
قال : كان والله أبوالحسن كذلك ، فكيف كان حبك إياه ؟ قال : كحب أم موسى
لموسى ، وأعتذر إلى الله من التقصير ، قال : فكيف صبرك عنه يا ضرار ؟ قال : صبر
من ذبح واحدها على صدرها ، فهي لا ترقى عبرتها ، ولا تسكن حرارتها ، ثم قام و
خرج وهو باك ، فقال معاوية : أما إنكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني علي
مثل هذا الثناء ، فقال له بعض من كان حاضرا : الصاحب على قدر صاحبه ( 1 )
42 أعلام الدين وروضة الواعظين : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : في وصيته
لامير المؤمنين عليه السلام : وعليك ياعلي بصلاة الليل ، وكرر ذلك ثلاث دفعات ( 2 ) .
وقال الصادق عليه السلام : كذب من زعم أنه يصلي الليل ويجوع بالنهار ( 3 ) .
43 دعائم الاسلام : عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن في الجنة
شجرة تخرج من أصلها خيل بلق لا تروث ولا تبول ، مسرجة ملجمة ، لجمها الذهب
وسروجها الدر والياقوت ، فيستوي عليها أهل عليين ، فيمرون على من أسفل منهم ،
فيقول أهل الجنة ربنا بم بلغت بعبادك هذه الكرامة ؟ فيقال لهم : كانوا يقومون الليل
وكنتم تنامون ، وكانوا يصومون النهار وكنتم تأكلون وكانوا يتصدقون وكنتم تبخلون
وكانوا يجاهدون وكنتم تجبنون ( 4 ) .
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله
أمر بالوتر ، وأن عليا كان يشدد فيه ، ولا يرخص في تركه ( 5 ) .
وعن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : " ومن الليل فسبحه وإدبار
النجوم " ( 6 ) قال : هو الوتر من آخر الليل ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 31 ) اعلام الدين مخطوط .
( 4 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 134 .
( 5 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 203 .
( 6 ) الطور : 48 .
( 7 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 204 .
[158]
44 مجمع البيان : عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا
أيقظ الرجل أهله من الليل وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ( 1 ) .
45 مشكوة الانوار : من كتاب المحاسن ، عن الصادق عليه السلام قال : إن الله
تبارك وتعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني في حظيرة
القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس ، بمنزلة الطير
الذي يطير في الارض القفار ، ويأكل من رؤس الاشجار ، ويشرب من ماء العيون ،
فاذا كان الليل أوكر وحده ، واستأنس بربه ، واستوحش من الطيور ( 2 ) .
وعن الباقر عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يحب المداعب في الجماعة بلا رفث
المتوحد بالفكر ، المتخلي بالعبر ، الساهر بالصلاة ( 3 ) .
46 كتاب الغايات : عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت
له : أخبرني جعلت فداك أي ساعة يكون العبد أقرب إلى الله ، والله منه قريب ؟ قال :
إذا قام في آخر الليل ، والعيون هادءة ، فيمشي إلى وضوئه حتى يتوضؤ بأسبغ وضوء
تم يجئ حتى يقوم في مسجده فيوجه وجهه إلى الله ، ويصف قدميه ، ويرفع صوته
ويكبر وافتتح الصلاة فقرأ أجزاء وصلى ركعتين وقام ليعيد صلاته ناداه مناد من عنان
السماء عن يمين العرش : أيها العبد المنادي ربه إن البر لينشر على راسك من عنان
السماء ، والملائكة محيطة بك من لدن قدميك إلى عنان السماء ، والله ينادي :
عبدي لو تعلم من تناجي إذا ما انفتلت ؟ قال : قلت : جعلت فداك يا ابن رسول الله
ما الانفتال ؟ قال : تقول بوجهك وجسدك هكذا ثم ولى وجهه فذلك الانفتال .
وقال : أبغض الخلق إلى الله جيفة بالليل بطال بالنهار .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : خياركم أولوا النهى قيل : يا رسول الله من أولوا النهى ؟
فقال : المتهجدون بالليل والناس نيام .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان ج 8 ص 358 في آية الاحزاب 35 .
( 2 ) مشكاة الانوار : 257 .
( 3 ) مشكاة الانوار : 147 .
[159]
47 دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : إني لامقت العبد
يكون قد قرأ القرآن ثم ينتبه من الليل فلا يقوم حتى إذا دنى الصبح قام فبادر
الصلاة ( 1 ) .
وعنه عليه السلام في قول الله عزوجل : " فسبح بحمد ربك حين تقوم ، ومن
الليل فسبحه وإدبار النجوم " ( 2 ) قال أمره أن يصلي بالليل ( 3 ) .
وعنه عليه السلام أنه قال في قوله عزوجل : " ومن الليل فاسجد له وسبحه
ليلا طويلا " ( 4 ) قال أمره أن يصلي في ساعات من الليل ففعل صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
وعن علي عليه السلام أنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون الرجل طول الليل
كالجيفة الملقاة ، وأمر بالقيام من الليل والتهجد بالصلاة ( 6 ) .
وقال : افشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والنسا نيام ، تدخلوا
الجنة بسلام ( 7 ) .
48 العلل والعيون : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن
يزيد ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أخيه الرضا عليه السلام ، عن ابيه ، عن جده قال :
سئل علي بن الحسين عليه السلام ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها ؟ قال :
لانهم خلوا بربهم فكساهم الله من نوره ( 8 ) .
مجالس الشيخ : عن أبي الحسن ، عن خاله جعفر بن محمد بن قولويه ، عن
حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمه عاصم ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 210 .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 159 سطر 19 الى ص 167 سطر 18

( 2 ) الطور : 48 .
( 3 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 210 .
( 4 ) الدهر : 27 .
( 75 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 211 .
( 8 ) علل الشرايع ج 1 ص 54 ، عيون الاخبار ج 1 ص 282
[160]
الصادق عليه السلام مثله ( 1 ) .
49 المجازات النبوية : من ذلك قوله عليه السلام في ذم اقوام من المنافقين
" خشب بالليل ، جدر بالنهار " في كلام طويل .
قال السيد وهذه استعارة ، والمراد أنهم ينامون الليل كله من غير قيام لصلاة
ولا استيقاظ لمناجاة ، فهم كالخشب الملقاة ، وفي التنزيل " كأنهم خشب مسندة " ( 2 )
يريد تعالى أنه لا خير فيهم ولا نفع عندهم كالخسب الواهية التي تدعم لئلا تتهافت و
تمسك لئلا تتساقط ( 3 ) .
50 المحاسن : عن الحسين بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ،
عن علي بن عبدالعزيز قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ألا أخبرك بأصل الاسلام
وفرعه وذروته وسنامه ؟ قال : قلت : بلى جعلت فداك ، قال : أصله الصلاة ، وفرعه
الزكاة ، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله ، ألا أخبرك بأبواب الخير ؟ الصوم جنة
والصدقة تحط الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربه ، ثم تلا " تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " ( 4 ) .
مشكوة الانوار : مرسلا مثله ( 5 ) .
51 دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد قال : وقف أبوذر رحمة الله عليه
عند حلقة باب الكعبة فوعظ الناس ، ثم قال : حج حجة لعظائم الامور ، وصم يوما
لزجرة النشور ، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور للى آخر الخبر ( 6 ) .
52 تنبيه الخاطر وارشاد القلوب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : صلاة الليل
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الطوسى ج 2 ص 259 .
( 2 ) المنافقون : 4 .
( 3 ) المجازات النبوية : 261 .
( 4 ) المحاسن ص 289 والاية في سورة السجدة : 16 .
( 5 ) مشكاة الانوار : 154 .
( 6 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 270 .
[161]
سراج لصاحبها في ظلمة القبر ( 1 ) .
وروي عن الصادق عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
صلاة الليل مرضاة الرب ، وحب الملائكة ، وسنة الانبياء ، ونور المعرفة ، وأصل
الايمان ، وراحة الابدان ، وكراهية الشيطان ، وسلاح على الاعداء ، وإجابة
للدعاء ، وقبول الاعمال ، وبركة في الرزق ، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت
وسراج في قبره ، وفراش تحت جنبه ، وجواب مع منكر ونكير ، ومونس وزائر
في قبره إلى يوم القيامة .
فاذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلا فوقه ، وتاجا على رأسه ولباسا على
بدنه ، ونورا يسعى بين يديه ، وسترا ( 2 ) بينه وبين النار ، وحجة للمؤمن بين يدي
الله تعالى ، وثقلا في الميزان ، وجوازا على الصراط ، ومفتاحا للجنة لان الصلاة
تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء ، وإن أفضل الاعمال
كلها الصلاة لوقتها ( 3 ) .
البلد الامين : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : صلاة الليل مرضاة الرب إلى آخر
الخبر ( 4 ) .
53 روضة الواعظين : قال الرضا عليه السلام : عليكم بصلاة الليل فما من عبد
يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر ، واستغفر الله في
قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ، ومن عذاب النار ، ومد له في عمره ، و
وسع عليه في معيشته .
ثم قال عليه السلام : إن البيوت التي يصلى فيها بالليل يزهر نورها لاهل السماء كما
يزهر نور الكواكب لاهل الارض .
* ( هامش ) * ( 1 ) ارشاد القلوب ص 315 .
( 2 ) في البلد الامين : ويكون حاجزا بينه وبين النار ، راجعه .
( 3 ) ارشاد القلوب ص 316 .
( 4 ) البلد الامين ص 47 في الهامش .
[162]
وسأل الصادق عليه السلام عبدالله بن سنان ، عن قول الله عزوجل : " سيماهم في
وجوههم من أثر السجود " ( 1 ) ( قال : هوالسهر في الصلاة .
وقال الصادق عليه السلام : ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل ( 2 ) .
54 فقه الرضا : قال عليه السلام : عليك بالصلاة في الليل ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله
أوصى بها عليا فقال في وصيته : عليك بصلاة الليل ، قالها ثلاثا وصلاة الليل تزيد في
الرزق وبهاء الوجه ، وتحسن الخلق ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) سورة الفتح : 29 .
( 2 ) رواه المفيد في المقنعة ص 19 وقال : يريد عليه السلام أنه ليس من شيعتهم
المخلصين ، وليس من شيعتهم أيضا من لم يعتقد فضل صلاة الليل .
( 3 ) فقه الرضا : 12 باب صلاة الليل .
[163]
7 " ( باب ) "
* " ( دعوة المنادى في السحر واستجابة ) " *
* " ( الدعاء فيه وافضل ساعات الليل ) " *
1 مجالس الصدوق : عن علي بن أحمد بن موسى ، عن عبدالله بن موسى
الروياني عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت
للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول
الله صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ،
فقال عليه السلام : لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك
إنما قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث
الاخير ، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه ؟ هل
من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل ، يا طالب
الشر أقصر ، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ، فاذا طلع الفجر عاد إلى
محله من ملكوت السماء ، حدثني بذلك أبي عن جدي ، عن آبائه ، عن رسول
الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " إنما قال " ظاهره التغيير اللفظي ويحتمل أن يكون المراد
التحريف المعنوي أي ليس الغرض النزول الحقيقي بل المعنى تنزله تعالى عن عرش
العظمة . والجلال والاستغناء المطلق إلى اللطف بالعباد ، وإرسال الملائكة إليهم ، و
دعوتهم إلى بابه ، أو أنه لما كان النزول والنداء بأمره فكأنه فعله كما يقال قتل الامير
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى الصدوق : 246 ، ورواه في التوحيد ص 176 ، عيون الاخبار ج 1 ص
126 ، وتراه في الاحتجاج . 223 .
[164]
فلانا إذا قتل بأمره .
قوله : " أقصر " على بناء الافعال قال الجوهري : اقصرت عنه كففت ونزعت مع
القدرة عليه ، فان عجزت عنه قلت قصرت بلا ألف انتهى و " ملكوت السموات " ملكه
قال في النهاية قد تكرر في الحديث ذكر الملكوت وهو اسم مبني من الملك
كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة ، وفي القاموس الملكوت كالرهبوت العز
والسلطان والمملكة .
2 المحاسن : عن الصادق عليه السلام في قوله : " سوف أستغفر لكم ربي " ( 1 )
قال : أخرهم إلى السحر ( 2 ) .
4 الخصال : في خبر أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله اي الليل أفضل ؟ قال : جوف
الليل الغابر ( 3 ) .
بيان : لعل الغابر اسم هنا بمعنى الماضي أي الليل الذي مضى أكثره ، ويحتمل
الباقي أيضا اي الباقي كثير منه .
3 تفسير علي بن ابراهيم : عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الرب تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء
الدنيا من أول الليل ، وفي كل ليلة في الثلث الاخير ، ملكا ينادي : هل من تائب
يتاب عليه ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ هل من سائل فيعطى سؤله ؟ اللهم أعط كل
منفق خلفا ، وكل ممسك تلفا ، فاذا طلع الفجر عاد الرب إلى عرشه فقسم الارزاق
بين العباد .
ثم قال للفضيل بن يسار : يافضيل ! نصيبك من ذلك وهو قول الله " ما أنفقتم
من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين " ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) يوسف ، 98 .
( 2 ) المحاسن لم نجده وتراه في تفسير العياشى ج 2 ص 196 .
( 3 ) قد مر في الباب 6 ( 85 ) تحت الرقم : 17 .
( 4 ) تفسير القمى : 541 ، والاية في السبأ : 39 .
[165]
بيان : قوله عليه السلام : " ملكا " وفي بعض النسخ وأمامه ملكان وهو محمول على
التقية كما مر أوعلى المجاز كما سبق ، قوله : " نصيبك " منصوب على الاغراء أي
خذ نصيبك .
5 مجالس ابن الشيخ : عن والده ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر الجعابي
عن ابن عقدة ، عن محمد بن يوسف ، عن محمد بن زياد ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد
ابن عبدة النيشابوري قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يروون عن النبي صلى الله عليه وآله
أن في الليل ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلا استجيب له ؟ قال : نعم ، قلت :
متى هي جعلت فداك ؟ قال : ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي منه ، قلت له : أهي
ليلة من الليالي معلومة ؟ أوكل ليلة ؟ قال : بل كل ليلة ( 1 ) .
اقول : قد مضى بعض الاخبار في وقت الظهرين .
6 ثواب الاعمال : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد
آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمد بن أحمد الجاموراني ، عن الحسن
ابن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن مندل بن علي ، عن أبي الصباح الكناني ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء ،
فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس فانها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ،
وتهب الرياح ، وتقسم فيها الارزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام ( 2 )
7 قصص الراوندى : بأسانده الكثيرة ، عن الصدوق ، عن محمد بن علي
ماجيلويه ، عن عمه ابي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن شريف بن سابق ،
عن الفضل بن ابي قرة السمندي ، عن الصادق عليه السلام قال : يا فضل إن أفضل ما دعوتم
الله بالاسحار ، قال الله تعالى : " وبالاسحار هم يستغفرون " ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 148 .
( 2 ) ثواب الاعمال : 146 .
( 3 ) قصص الراوندى مخطوط ، وترى مثله في الكافى ج 2 ص 477 ، والاية في سورة
الذاريات : 18 .
[166]
8 نهج البلاغة : عن نوفل البكالي قال : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة
وقد خرج من فراشه ، فنظر إلى النجوم ، فقال : يا نوف إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة
من الليل ، فقال : إنها ساعة لا يدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له ، إلا أن يكون عشارا
أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهي الطبل ،
وقد قيل ايضا العرطبة الطبل والكوبة الطنبور ( 1 ) .
بيان : قال في النهاية : العريف المقيم بأمور القبيلة ، والجماعة من الناس
يلي أمورهم ويتعرف الامير منه أحوالهم فعيل بمعنى فاعل ، وفي القاموس العريف
كأمير من يعرف أصحابه ، والعريف رئيس القوم ، سمي بذلك لانه عرف بذلك ، أو
النقيب وهو دو الرئيس انتهى .
والمراد هنا الرئيس بالباطل والظلم والمنصوب من قبل الظلمة ، وفي القاموس
الشرطي واحد الشرط كصرد ، وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيؤ للموت ، وطائفة
من أعوان الولاة معروفة وهو شرطي كتركي جهني سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم
بعلامات يعرفون بها .
وقال : العرطبة أو الطنبور أو الطبل أو طبل الحبشة ويضم ، وقال : الكوبة
بالضم النرد والشطرح والطبل الصغير المخصر والفهر والبربط : وفي النهاية في
الحديث أنه يغفر لكل مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة ، العرطبة بالفتح والضم
العود والكوبة هي النرد وقيل الطبل ، وقيل البربط انتهى ، وفي أكثر نسخ النهج
العرطبة بالضم وتشديد الباء وفي اللغة بالتخفيف .
9 عدة الداعى : عن الباقر عليه السلام إن الله تبارك وتعالى لينادي كل ليلة
جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره الا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه قبل
طلوع الفجر فأجيبه ؟ ألا عبد مؤمن يتوب إلي من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه ؟
* ( هامش ) * ( 1 ) نهج البلاغة قسم الحكم تحت الرقم 104 ، وترى مثله في الخصال ج 1 ص 164
بتفاوت .
[167]
ألا عبد مؤمن قد قترت عليه رزقه فأزيد وأوسع عليه ؟ الا عبد سقيم يسألني أن اشفيه
قبل طلوع الفجر فاعافيه ؟ الا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من سجنه
فأخلي سربه ؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر
له وآخذ له بظلامته ؟ قال عليه السلام : فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ( 1 ) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله من كان له حاجة فليطلبها في العشاء ، فانها لم يعطها أحد من
الامم قبلكم ، يعني العشاء الآخرة ( 2 ) .
وعن عمر بن اذينة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن في الليلة ساعة ما
يوافق فيها عبد مؤمن يصلي ويدعو الله فيها إلا استجاب له ، قلت : أصلحك الله و
اي ساعات الليل ؟ قال : إذا مضى نصف الليل وبقي السدس الاول من أول النصف
الثاني ( 3 ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه : هل من داع
فأجيبه ؟ هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب
فأتوب عليه ؟ ( 4 ) .
بيان : في القاموس : السرب بالفتح الطريق وبالكسر الطريق والبال والقلب .
10 دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : ينادي مناد حين
يمضي ثلث الليل : يا باغي الخير أقبل ، يا طالب الشر أقصر هل من تائب يتاب عليه
هل من مستغفر يغفر له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ حتى يطلع الفجر ( 5 ) .
11 المكارم : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في وصيته : يا علي صل من


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 167 سطر 19 الى ص 175 سطر 18

الليل ولو قدر حلب شاة ، وبالاسحار فادع ، فان عند ذلك لا ترد دعوة ، قال الله
تبارك وتعالى : " والمستغفرين بالاسحار " ( 6 ) .
12 كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا
* ( هامش ) * ( 41 ) عدة الداعى : 29 .
( 5 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 210 .
( 6 ) مكارم الاخلاق : 340 والاية في آل عمران 170 .
[168]
عبدالله عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء
الدنيا ، فينادي هل من تائب يتوب فأتوب عليه ؟ وهل من مستغفر يستغفر فأغفر له ؟
وهل من داع يدعوني فأفك عنه ؟ وهل من مقتور يدعوني فأبسط له ؟ وهل من مظلوم
ينصرني فأنصره ؟
[169]
8 ( باب )
* " ( أصناف الناس في القيام عن فرشهم ) " *
* " ( وثواب احياء الليل كله أوبعضه ) " *
* " ( وتنبيه الملك للصلاة ) " *
1 مجالس الصدوق : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن
محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبي داود المسترق
قال : قال الصادق عليه السلام : يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف : فصنف له ولا عليه
وصنف عليه ولاله ، وصنف لا عليه ولاله ، فأما الصنف الذي له ولا عليه : فهو الذي
يقوم من مقامه ويتوضؤ ويصلي ويذكر الله عزوجل ، والصنف الذي عليه ولاله ،
فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام ، فذاك الذي عليه لاله ، والصنف الذي لاله
ولا عليه ، فهو الذي لا يزال نائما حتى يصبح فذلك لاله ولا عليه ( 1 ) .
مجالس ابن الشيخ : عن ابيه ، عن الحسين بن عبيدالله الغضايرى ، عن
الصدوق مثله ( 2 ) .
2 المحاسن : عن الحسن بن علي الوشا ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر
وأبي عبدالله عليهما السلام قال : ما من عبد إلا وهو يتيقظ مرة أومرتين في الليل أو مرارا ،
فان قام وإلا فحج الشيطان فبال في اذنه ، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلا
أوكسلان ( 3 ) .
بيان : قال في النهاية : فيه بال قائما فحج رجليه اي فرقهما وباعد ما بينهما
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 234 .
( 2 ) أمالى الطوسى ج 2 ص 46 .
( 3 ) المحاسن : 86 .
[170]
والفحج تباعد ما بين الفخذين ، وقال فيه من نام حتى أصبح فقد بال الشيطان في أذنه
قيل : معناه سخر منه وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله ، قال الشاعر : " بال سهيل في
الفضيخ ففسد " أي لما كان الفضيخ يفسد بطلوع سهيل كان ظهوره مفسدا له وفي
حديث آخر عن الحسن مرسلا أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " فاذا نام شغر الشيطان برجله
فبال في أذنه " وحديث ابن مسعود " كفى بالرجل شرا أن يبول الشيطان في أذنه "
وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل انتهى .
وقيل : تميثل لتثاقل نومه وعدم تنبهه بصوت المؤذن بحال من بيل في أذنه
وفسد حسه ، وقال القاضي عياض لا يبعد كونه على ظاهره وخص الاذن لانه حاسة
الانتباه انتهى .
وقال الشيخ البهائي : الفحج بالحاء المهملة والجيم نوع من المشي ردي وهو
أن يتقارب صدر القدمين ويتباعد العقبان ، وهو كناية عن سوء الجيئة ورداءتها كما
أن البول في الاذن كناية عن تلاعب الشيطان انتهى وما ذكرناه أولا أنسب .
3 المحاسن : عن أبيه ، عن صفوان ، عن خضر أبي هاشم ، عن محمد بن مسلم ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن لليل شيطانا يقال له الزهاء ، فاذا استيقظ العبد وأراد
القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ، ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول : لم يأن لك
فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر ، فاذا طلع الفجر بال في أذنه ثم
انصاع يمصع بذنبه فخرا ويصيح ( 1 ) .
روضة الواعظين : عن الباقر والصادق عليهما السلام مثل الخبرين .
بيان : قال الفيروز آبادي : انصاع انفتل راجعا مسرعا ، وقال مصعت الدابة
بذنبها حركته وضربت به .
4 ثواب الاعمال ( 2 ) والمجالس للصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن
سلمة بن الخطاب ، عن محمد بن الليث ، عن جابر بن إسماعيل ، عن الصادق عليه السلام أن
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن : 86 .
( 2 ) ثواب الاعمال : 4039 .
[171]
رجلا سأل علي بن أبي طالب عليه السلام عن قيام الليل للقرآن فقال له : أبشر من صلى من
الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء مرضات الله ، قال الله عزوجل لملائكته : اكتبوا
لعبدي هذامن الحسنات عدد ما أنبت في الليل منحبة وورقة وشجرة ، وعدد كل
قصبة وخوط ومرعى ، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات ، وأعطاه
كتابه بيمينه يوم القيامة ، ومن صلى ثمن ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر
ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين ، ومن صلى سدس ليلة كتب من الاوابين
وغفر له ما تقدم من ذنبه .
ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته ، ومن صلى ربع
ليلة كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف ويدخل الجنة بغير
حساب ، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك إلا غبطه بمنزلته من الله عزوجل ، وقيل :
ادخل من اي أبواب الجنة الثمانية شئت ، ومن صلى نصف ليلة فلو أعطى ملء الارض
ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه ، وكان له ذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقهامن
ولد إسماعيل ، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج ، أدناها حسنة
أثقل من جبل أحد مرات .
ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله عزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطي
من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه ، ويكتب له عدد ما خلق الله
من الحسنات ، ومثلها درجات ، ويثبت النور في قبره ، وينزع الاثم والحسد من قلبه ،
ويجار من عذاب القبر ، ويعطى براءة من النار ، ويبعث من الآمنين ، ويقول الرب
تبارك وتعالى لملائكته : ملائكتي انظرواإلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي ، أسكنوه
الفردوس ، وله مأة الف مدينة ، في كل مدينة جميع ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين
وما لا يخطر على بال ، سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة ( 1 ) .
ايضاح : قال في القاموس : الخوط بالضم الغصن الناعم لسنة أو كل قضيب ، وفي
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق : 175 والحديث ضعيف جدا .
[172]
الفقيه ( 1 ) وخوص وهو بالضم ورق النخل ، قوله عليه السلام : صابر أي في الجهاد حتى يقتل
أو الاعم ، وفي النهاية الاوابين جمع أواب وهوكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة ، و
قيل : هوالمطيع وقيل المسبح ، انتهى ، والعاصف الشديد ، وقال الجوهري : الغبطة
أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس بحسد ، وقال : العالج
موضع بالبادية لها رمل انتهى .
واعلم أنه يمكن أن يكون كل مرتبة لاحقة منضمة مع السابقة ويحتمل
العدم والله العالم .
5 اعلام الدين للديلمى : عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : كان فيما
أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام : ياموسى كذب من زعم انه يحبني فاذا جنه
الليل نام عني ، يا ابن عمران لو رأيت الذين يصلون لي في الدياجي ، وقد مثلت نفسي
بين أعينهم يخاطبوني ، وقد جليت عن المشاهدة ، ويكلموني وقد عززت عن الحضور .
يا ابن عمران هب لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع
ثم ادعني في ظلم الليل تجدني قريبا مجيبا .
وقال أبوالحسن الثالث عليه السلام في بعض مواعظه : السهر ألذ للمنام ، والجوع يزيد في
طيب الطعام ، يريد به الحث على قيام الليل وصيام النهار .
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 1 ص 300 301 .
[173]
9 * " ( باب ) " *
* " ( آداب النوم والانتباه زائدا على ما تقدم ) " *
1 الدعائم : عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أراد شيئا من قيام
الليل فأخذ مضجعه فليقل : " اللهم لا تؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تجعلني
من الغافلين ، أقوم إنشاء الله ساعة كذا وكذا ، فان الله عزوجل يوكل به ملكا يقيمه
تلك الساعة ، ومن اراد شيئا من قيام الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كان نومه صدقة
من الله عليه ، ويتمم الله قيام ليلته ( 1 ) .
2 ارشاد القلوب : يقول من أراد الانتباه : اللهم ابعثني من مضجعي لذكرك
وشكرك ، وصلواتك واستغفارك ، وتلاوة كتابك ، وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين .
3 الكافى والتهذيب : في الحسن كالصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا
قمت في الليل من منامك فقل : " الحمد لله الذي رد علي روحي لاحمده وأعبده ( 2 ) .
4 الفقيه : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أوى إلى فراشه ، قال : " باسمك اللهم
أحيى وباسمك أموت " فاذا استيقظ قال : " الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني ، و
إليه النشور " ( 3 ) .
5 الكافى : في الحسن كالصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 4 ) .
بيان : " باسمك اللهم أحيى " قال الوالد قدس سره : أي أنت تحييي و
تميتني أو متلبسا أو متبركا باسمك أحيى وأموت ، أوحياتي باسمك المحيي ، ومماتي
باسمك المميت ، والمناسبة باعتبار أن النوم أخ الموت .
* ( هامش ) * ( 1 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 213 .
( 2 ) الكافى ج 3 ص 445 ، التهذيب ج 1 ص 167 ط حجر ، ج 2 ص 123 ط نجف .
( 3 ) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 304 .
( 4 ) الكافى ج 2 ص 539 .
[174]
أقول : قد مضت ادعية النوم والانتباه وآدابهما في كتاب الآداب والسنن ( 1 ) ،
ونذكر هنا شيئا منها تبعا للاصحاب :
فمنها تسبيح فاطمة صلوات الله عليها كماوردت به الاخبار الكثيرة ، وروى
الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان ( 2 ) قال : من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين
الله كثيرا والذاكرات .
ومنها ما روي في الصحيح ( 3 ) عن أبي جعفر عليه السلام إذا توسد الرجل يمينه فليقل :
" بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك
وألجأت ظهرى إليك ، وتوكلت عليك رهبة منك ، ورغبة إليك ، لا ملجا ولا منجا
منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت " ثم يسبح
تسبيح فاطمة الزهراء ، ومن اصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين
وآية الكرسي .
ومنها ما روي في الصحيح ( 4 ) عن أحدهما عليه السلام قال : لا يدع الرجل أن يقول
عند منامه : " أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان و
هامة ، ومن كل عين لامة " فبذلك عوذ به جبرئيل الحسن والحسين عليهما السلام .
ومنها ما روي في الصحيح ( 5 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اقرء : قل هو الله وقل
يا أيها الكافرون عند منامك ، فانهما براءة من الشرك ، وقل هو الله نسبة الرب عزوجل .
وفي الصحيح ( 6 ) أيضا عنه قال : من قرء قل هو الله أحد مائة مرة حين يأخذ
مضجعه ، غفر له ما قبل ذلك خمسين عاما .
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع ج 76 ص 221186 .
( 2 ) مجمع البيان ج 8 ص 358 ، والاية في سورة الاحزاب : 35 .
( 3 ) الفقيه ج 1 ص 297 .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص 168 .
( 5 ) الفقيه ج 1 ص 297 .
( 6 ) التوحيد ص 94 و 95 ط مكتبة الصدوق الكافى ج 2 ص 620 .
[175]
وفي الموثق ( 1 ) عنه عليه السلام قال : من قرء قل هوالله إحدى عشرة مرة حين مايأوي
إلى فراشه غفر له وشفع في جيرانه ، فان قرأها مائة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل
خمسين سنة .
وفي الحسن ( 2 ) كالصحيح عنهم عليهم السلام إذا أردت النوم تقول : اللهم إن أمسكت
بنفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها " .
وفي الصحيح ( 3 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال حين يأوي إلى فراشه :
" لا إله إلا الله " مائة مرة ، بنى الله له بيتا في الجنة ، ومن استغفر الله مائة مرة حين
ينام بات وقد تحاتت الذنوب كلها عنه ، كما يتحات الورق من الشجر ، ويصبح وليس
عليه ذنب .
وفي الصحيح ( 4 ) أيضا عنه عليه السلام قال من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات : " الحمد
لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد
لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهوعلى كل شئ قدير " خرج من الذنوب
كيوم ولدته أمه وفي الاخبار المعتبرة من بات على طهر فكأنما أحيى ليله .
6 المتهجد ( 5 ) وغيرها : إذا أوى إلى فراشه فليقل " أعوذ بعزة الله ، وأعوذ
بقدرة الله ، وأعوذ بجمال الله ، وأعوذ بسلطان الله ، وأعوذ بجبروت الله ، وأعوذ بملكوت
الله ، وأعوذ بدفع الله ، وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برحمة الله ، وأعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله
وأعوذ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، من شر ما خلق وذرء وبرء ، ومن شر العامة
والسامة ، ومن شر فسقة العرب والعجم ، ومن شر كل دابة في الليل والنهار أنت آخذ


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 175 سطر 19 الى ص 183 سطر 18

* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمال : 116 .
( 2 ) الكافى ج 2 ص 539 .
( 3 ) رواه الصدوق في الخصال ج 2 ص 146 وثواب الاعمال : 5 وفي الامالى : 119 .
( 4 ) الفقيه ج 1 ص 297 .
( 5 ) مصباح المتهجد : 85 .
[176]
بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .
فإذا اراد النوم فليتوسد يمينه وليقل " بسم الله وبالله وفي سبيل الله ، وعلى ملة
رسول الله صلى الله عليه وآله ، اللهم إني أسلمت نفسي إليك إلى قوله آمنت بكل كتاب أنزلته ،
وبكل رسول أرسلته " .
ثم يسبح تسبيح الزهراء ثم يقرء قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا ثلاثا وآية
السخرة ، وشهد الله ، وإنا أنزلناه إحدى عشر مرة ، ثم ليقل " لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على
كل شئ قدير .
ثم ليقل " أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه من
شر ماخلق وذرأ وبرء وأنشأ وصور ومن شر الشيطان وشركه ونزغه ، ومن شر شياطين
الانس والجن ، وأعوذ بكلمات الله التامة من شر السامة والهامة واللامة والخاصة والعامة
ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الارض ومايخرج
منها ، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير ، بالله الرحمان استعنت ،
وعلى الله توكلت ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من قرء ألهيكم التكاثر عند النوم وقي فتنة
القبر .
وعن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال : يستحب أن يقرأ الانسان عند النوم لحدى
عشرة مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر .
ومن يتفرغ بالليل يستحب أن يقرء إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية
الكرسي .
ومن خاف اللصوص فليقرء عند منامه " قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن أياما
تدعوا فله الاسماء الحسنى " إلى آخرها .
ومن خاف الارق فليقل عند منامه " سبحان الله ذي الشان ، دائم السلطان ، عظيم
[177]
البرهان ، كل يوم هو في شان " ثم يقول : " يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجنوب
العارية ، ويا مسكن العروق الضاربة ، ويا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة
واذن لعيني نوما عاجلا " .
ومن خاف الاحتلام فليقل عند منامه : " اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ، وأن
يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام " .
ويقول لطلب الرزق عند المنام " اللهم أنت الاول فلا شئ قبلك ، وانت الآخر
فلا شئ بعدك ، وأنت الظاهر فلا شئ فوقك ، وأنت الباطن فلا شئ دونك ، وأنت الآخر
فلا شئ بعدك ، اللهم رب السموات السبع ، ورب الارضين السبع ، ورب التوراة
والانجيل ، والزبور والفرقان الحكيم ، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها
إنك على صراط مستقيم " .
ومن أراد رؤيا ميت في منامه فليقل : " اللهم أنت الحي الذي لا يوصف والايمان
يعرف منه ، منك بدت الاشياء ، وإليك تعود ، فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجا ،
وما ادبر منها لم يكن له ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، أسئلك بلا إله إلا أنت ، وأسئلك
ببسم الله الرحمن الرحيم ، وبحق نبيك محمد صلى الله عليه وآله سيد النبيين وبحق علي خير
الوصيين ، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين وبحق الحسن والحسين اللذين جعلتهما
سيدي شباب أهل الجنة ، عليهم أجمعين السلام ، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تريني
ميتي في الحال التي هو فيها .
ومن أراد الانتباه لصلاة الليل وخاف النوم ، فليقل عند منامه : " قل إنما
أنا بشر مثلكم يوحى إلي " إلى آخر السورة ثم يقول : اللهم لا تنسني ذكرك ، ولا تؤمني
مكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأنبهني لاحب الساعات إليك ، أدعوك فيها فتستجيب
لي ، وأسألك فتعطيني ، وأستغفرك فتغفر لى ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا ارحم
الراحمين .
وفي رواية صفوان بن يحيى ، عن ابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : اللهم
لا تؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تول عني وجهك ، ولا تهتك عني ستر ، ولا
[178]
تأخذني على تمددي ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأيقظنى من رقدتى ، وسهل لي
القيام في هذه الليلة في أحب الاوقات ، وارزقنى فيهاالصلاة والذكر والشكر والدعاء
حتى أسئلك فتعطيني ، وادعوك فتستجب لي ، وأستغفرك فتغفر لى ، إنك أنت
الغفور الرحيم .
فاذا انقلب على فراشه وانتبه فليقل " لا إله إلا الله الحي القيوم ، وهو على كل
شئ قدير ، سبحان الله رب النبيين ، وإله المرسلين ، وسبحان الله رب السموات
السبع وما فيهن ورب الارضين السبع وما فيهن ، ورب العرش العظيم ، وسلام على
المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
وإذا رأى رؤيا مكروهة فليتحول عن شقه الذي كان عليه وليقل " إنما النجوى
من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا باذن الله ، أعوذ بالله وبما عاذت
به ملائكة الله المقربون ، وأنبياؤه المرسلون ، والائمة المهديون ، وعباده الصالحون
من شر ما رأيت ومن شر رؤياي أن تضرني في ديني أو دنياي ، ومن الشيطان
الرجيم ( 1 ) .
7 الجنة : روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي : ما فعلت البارحة يا أبا الحسن ؟
فقال : صليت ألف ركعة قبل أن أنام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : كيف ذلك ؟ فقال عليه السلام :
سمعتك يا رسول الله تقول : من قال عند نومه ثلاثا " يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم
ما يريد بعزته " فقد صلى ألف ركعة ، قال : صدقت ( 2 ) .
قال : وليقل عند النوم " يا من يمسك السموات والارض أن تزولا ، ولئن زالتا
إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ، صل على محمد وآل محمد ، وأمسك
عنا السوء إنك على كل شئ قدير " ( 3 ) .
8 البلد الامين : عن علي عليه السلام من قرأ آية السخرة عند نومه حرسته الملائكة
وتباعدت عنه الشياطين ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 88 .
( 2 و 3 ) مصباح الكفعمى : 46 و 47 متنا وهامشا وتراه في البلد الامين ص 34 .
( 4 ) البلد الامين : 33 و 34 متنا وهامشا .
[179]
وعن الباقر عليه السلام : من قرء سورة القدر إحدى عشر مرة حين ينام خلق الله له
نورا سعته سعة الهواء عرضا وطولا ممتدا من قرار الهواء إلى حجب النور ، فوق
العرش في كل درجة منه ألف ملك ، ولكل ملك ألف لسان ، لكل لسان الف لغة ،
يستغفرون لقاريها إلى زوال الليل ثم يضع الله تعالى ذلك النور في جسد قاريها إلى يوم
القيامة ( 1 ) .
وعنه عليه السلام : من قرأها حين ينام ويستيقظ ملا اللوح المحفوظ ثوابه .
وعنه عليه السلام : من قرأها مائة مرة في ليلة راى الجنة قبل أن يصبح ( 2 ) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله : من قرأ التوحيد والمعوذتين كل ليلة كان كمن قرأ
القرآن كله وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وإن مات في يومه أو ليلته مات
شهيدا ( 3 ) .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : من قرء التوحيد حين يأخذ مضجعه وكل الله به
ألف ملك يحرسونه ليلته ، وهي كفارة خمسين سنة ( 4 ) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله من قال : حين يأوي إلى فراشه ثلاث مرات " أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " غفر الله تعالى ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر و
رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا ( 5 ) .
وروي من قرأ آية شهد الله عند منامه خلق الله تعالى له سبعين ألف ملك يستغفرون
له إلى يوم القيامة ( 6 ) .
9 العدة : عن علي عليه السلام إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده
الايمن وليقل " بسم الله وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد صلى الله عليه وآله وولاية
من افترض الله طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " فمن قال ذلك عند منامه
حفظه الله تعالى من اللص المغير والهدم وتستغفر له الملائكة ( 7 ) .
10 الكافى : في القوي ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : من قرأ عند منامه آية
* ( هامش ) * ( 41 ) البلد الامين ص 33 و 34 متنا وهامشا .
( 7 ) تراه في الخصال ج 2 ص 166 .
[180]
الكرسي ثلاث مرات والآية التي في آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو وآية السخرة
وآية السجدة وكل به شيطانان يحفظانه من مرة الشياطين ، شاؤا أو أبوا ، ومعهما من الله
ثلاثون ملكا يحمدون الله عزوجل ويسبحونه ويهللونه ويكبرونه ويستغفرونه إلى
أن ينتبه ذلك العبد من نومه ، وثواب ذلك كله له ( 1 ) .
بيان : لعل المراد بآية السجدة آخر حم السجدة " سنريهم آياتنا في الآفاق و
في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد
ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم الا إنه بكل شئ محيط " وقيل : الآية التي بعد
آية السجدة في الم " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم
ينفقون " لانهاأنسب بهذا المقام ، والاولى الجمع بينهما .
11 التهذيب : باسناده عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قرأ
الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله ووجهه كالقمر في ليلة البدر ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 2 ص 540539 .
( 2 ) التهذيب ج ص ، ورواه الصدوق في الثواب : 106 .
[181]
10 " باب "
* " علة صراخ الديك والدعاء عنده " *
1 العيون : عن محمد بن أحمد الوراق ، عن علي بن محمد بن جعفر ، عن دارم بن
قبيصة ، عن الرضا عليه السلام عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن لله ديكا عرفه تحت
العرش ، ورجلاه في تخوم الارضين السابعة السفلى ، إذا كان في الثلث الاخير من الليل
سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس ، فتصيح
عند ذلك ديكة الدنيا ( 1 ) .
بيان : الديكه كالقردة جمع الديك بالكسر .
2 التوحيد للصدوق : عن علي بن عبدالله الاسواري ، عن مكي بن أحمد
عن عدي بن أحمد بن عبدالباقي ، عن أحمد بن محمد البراء ، عن عبدالمنعم بن إدريس
عن أبيه ، عن وهب ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله تبارك وتعالى ديكا
رجلاه في تخوم الارض السابعة وراسه عند العرش ثاني عنقه تحت العرش ، وهو ملك
من ملائكة الله تعالى خلقه الله تعالى ورجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى ، مضى
مصعدا فيها مد الارضين حتى خرج منها إلى أفق السماء ، ثم مضى فيها مصعدا
حتى انتهى قرنه إلى العرش ، وهو يقول : " سبحانك ربي " .
ولذلك الديك جناحان إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب ، فاذا كان في آخر
الليل نشر جناحيه وخفق بهما ، وصرخ بالتسبيح وهو يقول : " سبحان الله الملك القدوس
الكبير المتعال القدوس لا إله إلا هو الحي القيوم " فاذا فعل ذلك سبحت ديكة
الارض كلها ، وخفقت بأجنحتها وأخذت في الصراخ ، فاذا سكن ذلك الديك في السماء
سكنت الديكة في الارض .
فإذا كان في بعض السحر نشر جناحيه فجاوز المشرق والمغرب ، وخفق بهما و
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 72 .
[182]
صرخ بالتسبيح " سبحان الله العظيم ، سبحان الله العزيز القهار ، سبحان ذي العرش
المجيد ، سبحان الله ذي العرش الرفيع " فاذا فعل ذلك سبحت ديكة الارض فاذا هاج
هاجت الديكة في الارض وتجاوبه بالتسبيح والتقديس لله تعالى .
ولذلك الديك ريش ابيض كأشد بياض رأيته قط ، وله زغب أخضر تحت
ريشه الابيض كأشد خضرة رأيتها قط ، فما زلت مشتاقا إلى أن أنظر إلى ريش ذلك
الديك ( 1 ) .
تفسير علي بن ابراهيم : عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن
الصادق عليه السلام مثله ( 2 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : خفق الطائر طار ، وأخفق ضرب بجناحيه ، وقال
الزغب محركة صغار الشعر والريش ولينه أو أول ما يبدو منهما .
3 التوحيد : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن
ابن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي الحسن الشعيري .
عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام
فقال : يا أمير المؤمنين ! والله إن في كتاب الله تعالى لآية قد أفسدت علي قلبي ، وشككتني
في ديني ، فقال له علي عليه السلام : ثكلتك أمك وعدمتك وما تلك الآية ؟ قال : قول الله
تعالى " والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه " ( 3 ) .
فقال له أمير المؤمنين : يا ابن الكوا إن الله تبارك وتعالى خلق الملائكة في صور
شتى : إن لله تعالى ملكا في صورة ديك أبج اشهب ، براثنه في الارضين السابعة
السفلى ، وعرفه مثنى تحت العرش ، له جناحان : جناح في المشرق وجناح في المغرب
واحد من نار والآخر من ثلج ، فاذا حضر وقت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه
من تحت العرش ، ثم صفق بجناحيه كماتصفق الديوك في منازلكم فلا الذي من النار
* ( هامش ) * ( 1 ) توحيد الصدوق : 279 .
( 2 ) تفسير القمى : 374 في حديث المعراج .
( 3 ) النور : 41 .
[183]
يذنب الثلج ، ولا الذي من الثلج يطفئ النار .
فينادي " اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا سيد النبيين
وأن وصيه سيد الوصيين ، وأن الله سبوخ قدوس رب الملائكة والروح " قال : فتخفق
الديكة بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله ، وهو قوله عزوجل " والطير صافات
كل قد علم صلاته وتسبيحه " من الديكة في الارض ( 1 ) .
الاحتجاج : عن ابن نباتة مثله ( 2 ) .
تفسير علي بن ابراهيم : عن أبيه رفعه إلى ابن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
إن لله ملكا في صورة الديك الاملح الاشهب وذكر نحوه ( 3 ) .
بيان : قوله عليه السلام : أبج في بعض النسخ بالباء والجيم ، وهو الواسع شق العين ،
وفي بعضها بالحاء المهملة وهو غليظ الصوت ، والملحة البياض الذي يخالطه سواد كما في
التفسير ، والشهبة في اللون البياض الذي غلب على السواد ، والبراثن من السباع والطير
بمنزلة الاصابع من الانسان ، والصفق الضرب الذي يسمع له صوت كالتصفيق .
4 مشكاة الانوار : من كتاب المحاسن عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن لله ديكا
رجلاه في الارض ، ورأسه في السماء تحت العرش وجناح له في المشرق وجناح له في
المغرب ، يقول : " سبحان ربي الله القدوس " فاذا صاح أجابته الديوك ، فاذا سمعتم
أصواتها فليقل أحدكم : سبحان ربى القدوس ( 4 ) .
5 دعائم الاسلام : عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن لله ملكا في خلق الديك ، براثنه
في تخوم الارض ، وجناحاه في الهواء وعنقه مثنية تحت العرش ، فاذامضثى من


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 183 سطر 19 الى ص 191 سطر 18

الليل نصفه ، قال : " سبوح قدوس رب الملائكة والروح ربنا الرحمن لا إله
غيره ليقم المتهجدون " فعندها تصرح الديوك ثم يسكت كم شاء الله من الليل ، ثم
* ( هامش ) * ( 1 ) كتاب التوحيد : 282 .
( 2 ) الاحتجاج : 121 .
( 3 ) تفسير القمى : 359 .
( 4 ) مشكاة الانوار : 260259 .
[184]
يقول : " سبوح قدوس ربنا الرحمن لا إله غيره ليقم الذاكرون " ثم يقول بعد
طلوع الفجر : " ربنا الرحمن لا إله غيره ليقم الغافلون " ( 1 ) .
أقول : قد مضت الاخبار في ذلك في كتاب السماء والعالم ( 2 ) .
6 قال الصادق عليه السلام : إذا سمعت صراخ الديك فقل : " سبوح قدوس رب الملائكة
والروح ، سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوء وظلمت
نفسى فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ( 3 ) .
فقه الرضا : وإذا سمعت صراخ الديك إلى قوله " لا إله إلا أنت " ( ط ) .
الكافى : في الحسن كالصحيح عنه عليه السلام مثله إلا أن فيه لا إله إلا أنت وحدك
لا شريك لك عملت ( 5 ) .
بيان : قال في النهاية : في حديث الدعاء " سبوح قدوس " يرويان بالضم والفتح
أقيس ، والضم أكثر استعمالا ، وهو من أبنية المبالغة ، والمراد بهما التنزيه ، وقال :
القدوس هو الطاهر المتنزه عن العيوب والنقايص ، وفعول بالضم من ابنية المبالغة ، و
لم يجئ منه إلا قدوس وسبوح وذروح .
7 المتهجد ( 6 ) : إذا سمع أصوات الديوك فليقل " سبوح قدوس رب الملائكة
والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت عملت سوء وظلمت نفسى فاغفر لى إنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت يا كريم وتب علي إنك أنت التواب الرحيم الحمد لله الذي أنامنى ( 7 )
* ( هامش ) * ( 1 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 210 209 .
( 2 ) ترى شطرا منها في ج 59 من طبعتنا هذه باب حقيقة الملائكة وصفاتهم و
شؤنهم ، وشطرا منها باب فضل اتخاذ الديك وانواعها ج 14 ص 733 ط الكمبانى .
( 3 ) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 305 .
( 4 ) فقه الرضا : 13 س 4 .
( 5 ) الكافى ج 3 ص 445 في حديث ج 2 ص 538 .
( 6 ) مصباح المتهجد : 8988 .
( 7 ) أباتنى خ ل كما في المصدر .
[185]
في عروق ساكنة ورد إلي مولاي نفسى بعد موتها ، ولم يمتها في منامها .
الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه [ والحمد لله
الذي يمسك السموات والارض أن تزولا ] ( 1 ) ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من
بعده إنه كان حليما غفورا الحمد لله الذي لم يرني في منامي وقيامي سوء ، والحمد لله
الذي يميت الاحياء ويحيى الموتى ( 2 ) وهو على كل شئ قدير الحمد لله الذي
يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل
الاخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .
الحمد لله الذي أباتني في عافية ، وصبحني عليها ، ساكنة عروقي ، هادئا قلبي
سالما بدني ، سويا خلقي ، حسنة صورتي ، [ و ] لم تصبني قارعة ، ولم ينزل بي بلية ، و
لم يهتك لي سترا ، ولم يقطع عني رزقا ، ولم يسلط علي عدوا وقد أحسن بي وأحسن
إلي ودفع عني أبواب البلاء كلها ، وعافاني من جملها ( 3 ) لا إله إلا الله الحي القيوم
وهو على كل شئ قدير ، وسبحان الله رب النبيين وإله المرسلين ، وسبحان الله رب
السموات السبع ومافيهن ، ورب الارضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم ،
والحمد لله رب العالمين [ وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ] ( 4 ) .
أقول : ذكره في المصباح الصغير إلى قوله " إنه كان حليما غفورا " ولعل
أكثر هذه الزيادات من أدعية الانتباه اضيفت إلى دعاء سماع الصراخ .
8 كتاب جعفر بن شريح : عن أحمد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إن لله ديكا [ رجلاه ] في الارض ورأسه تحت العرش جناح له في المشرق
وجناح له في المغرب ، يقول : " سبحان الله الملك القدوس " فاذا قال ذلك صاحت الديوك
وأجابته ، فان سمع صوت الديك فليقل أحدكم : سبحان ربي الملك القدوس .
* ( هامش ) * ( 1 ) ما بين العلامتين لا يوجد في المصدر .
( 2 ) الاموات خ ل .
( 3 ) من حملها خ ل .
( 4 ) مصباح المتهجد ص 88 89 .
[186]
11 " ( باب ) "
" ( آداب القيام إلى صلاة الليل والدعاء عند ذلك ) "
1 كتاب زيد النرسى : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا نظرت إلى السماء فقل
سبحان من جعل في السماء بروجا ، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ، وجعل لنا
نجوما وقبلة نهتدي بها إلى التوجه إليه في ظلمات البر والبحر ، اللهم كما هديتنا
إلى التوجه إليك وإلى قبلتك المنصوبة لخلقك ، فاهدنا إلى نجومك التي جعلتها أمانا
لاهل الارض ولاهل السماء ، حتى نتوجه بهم إليك فلا يتوجه المتوجهون إليك
إلا بهم ، ولا يسلك الطريق إليك من سلك من غيرهم ، ولا لزم المحجة من
لم يلزمهم .
استمسكت بعروة الله الوثقى ، واعتصمت بحمل الله المتين ، وأعوذ بالله من شر
ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الارض ومن شرح ما خرج
منها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
اللهم رب السقف المرفوع ، والبحر المكفوف ، والفلك المسجور ، والنجوم
المسخرات ، ورب هود براسنه ( 1 ) صل على محمد وآل محمد ، وعافني من كل حية
وعقرب ومن جميع هوام الارض والهواء ، والسباع مما في البر والبحر ، ومن أهل
الارض و . سكان الارض والهواء ، قال قلت : " وما هود براسنه " قال : كوكبة في
السماء خفية تحت الوسطى من الثلاث الكواكب التي في بنات النعش المتفرقات ، ذلك
أمان مما قلت
2 المحاسن : [ عن يحيى بن إبراهيم بن ابي البلاد ] ( 2 ) عن أبيه ، عن إسحاق
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي البحار ج 58 ص 97 من هذه الطبعة " هورايسيه " .
( 2 ) هذا هو الصحيح كما في المصدر ونقله المؤلف العلامة في ج 76 ص 131 ، ونسخة
الكمبانى خالية عنه .
[187]
ابن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن لاحب إذا قام بالليل أن يستاك وأن يشم
الطيب ، فان الملك يأتي الرجل إذا قام بالليل حتى يضع فاه على فيه ، فما خرج من
القرآن من شئ دخل جوف ذلك الملك ( 1 ) .
3 الكافى ( 2 ) والفقيه في القوى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا قام أحدكم
من الليل فليقل " سبحان الله رب النبيين ، وإله المرسلين ، ورب المستضعفين ، والحمد
لله الذي يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير " فانه إذا قال ذلك يقول الله تبارك و
تعالى صدق عبدي وشكر ( 3 ) .
بيان : المراد بالمستضعفين الائمة عليهم السلام لقوله سبحانه فيهم " ونريد أن نمن
على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في
الارض " ( 4 ) ويحتمل كل من ظلم وغصب والاول أظهر .
4 التهذيب : في الموثق عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ابدء في صلاة الليل بالآيات
تقرء " إن في خلق السموات والارض " إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد .
5 الكافى والتهذيب : في الحسن كالصحيح عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا قمت
بالليل من منامك فانظر في آفاق السماء فقل : " اللهم إنه لا يواري منك ليل داج ،
ولا سماء ذات أبراج ، ولا ارض ذات مهاد ، ولا ظلمات بعضها فوق بعض ، ولا بحر لجي
تدلج بين يدي المدلج من خلقك ، تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، غارت النجوم
ونامت العيون ، وأنت الحي القيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، سبحان الله رب العالمين
وإله المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ( 5 ) .
ثم اقرء الخمس الآيات من آخر آل عمران : " إن في خلق السموات والارض
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن ص 559 .
( 2 ) الكافى ج 2 ص 538 .
( 3 ) الفقيه ج 1 ص 304 .
( 4 ) القصص : 5 و 6 .
( 5 ) الكافى ج 2 ص 538 .
[188]
واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا
وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك
فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار *
ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا
وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا
يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد "
ثم استك وتوضأ فاذا وضعت يدك في الماء فقل : " بسم الله وبالله اللهم اجعلني من
التوابين واجعلني من المتطهرين " فاذا فرغت فقل : " الحمد لله رب العالمين " .
فاذا قمت إلى صلاتك فقل : " بسم الله وبالله وإلى الله [ ومن الله ] ما شاء الله لا حول
ولا قوة إلا بالله ، اللهم اجعلني من زوارك وعمار مساجدك ، وافتح لي باب توبتك ،
وأغلق عني باب معصيتك ، وكل معصية ، والحمد لله الذي جعلني ممن يناجيه ،
اللهم أقبل علي بوجهك جل ثناؤك " ثم افتتح الصلاة بالتكبير ( 1 ) .
بيان : ليل داج بالتخفيف ، من دجى الليل دجوا إذا اظلم وتمت ظلمته ، و
ربما يقرء بالتشديد قال في القاموس دج : أرخى الستر والدجج بضمتين شدة الظلمة
كالدجة ، وليلة ديجوج ودجداجة انتهى ، والاول اظهر ، وفي بعض النسخ ساج
بالتخفيف من قوله تعالى " والليل إذا سجى " ( 2 ) أي ركد واستقر ظلامه وقد بلغ غايته
وربما يقرء بالتشديد من السج بمعنى التغطية ( 3 ) والاول أنسب .
والابراج جمع برج بالتحريك الكواكب النيرة الحسنة المنظر ، قال في
القاموس : البرج محركة الجميل الحسن الوجه ، أو المضئ البين المعلوم ، والجمع
ابراج انتهى ، وربما يتوهم أنه جمع البرج بالضم وهو بعيد إذ هو إنما يجمع على
بروج في الغالب ، وقد قيل إنه يجمع على أبراج أيضا قال في مصباح اللغة برج الحمام
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 2 ص 122 ط نجف ، الكافى ج 3 ص 445 ، وتراه في الفقيه
ج 1 ص 304 .
( 2 ) الضحى : 2 . ( 3 ) فيه سهو واضح .
[189]
مأواه ، والبرج في السماء قيل منزل القمر ، وقيل الكوكب العظيم ، وقيل : باب السماء
والجمع فيهما بروج وأبراج .
" ذات مهاد " اي أمكنة مستوية ممهدة للقرار ، قال الفيروز آبادي : المهاد
الموضع يهيوء للصبي ويوطأ والارض والفراش " وألم نجعل الارض مهادا " ( 1 )
أي بساطا ممكنا للسلوك فيه ، " ولبئس المهاد " ( 2 ) أي ما مهد لنفسه في معاده انتهى
ويحتمل أن يكون المراد صاحبة هذا الاسم أوهذه الصفة والحالة ، فيكون شبيها
بالتجريد ، وقال الفيروز آبادي : لجة البحر معظمه ، ومنه " بحر لجي " ( 3 ) .
" تدلج بين يدي المدلج من خلقك " قال في القاموس : الدلج محركة والدلجة
بالضم والفتح السير من أول الليل ، وقد أدلجوا ، فان ساروا في آخر الليل فادلجوا
بالتشديد انتهى .
وأقول : المضبوط في الدعاء التخفيف ، والتشديد أنسب ، والكفعمي عكس في
البلد الامين ( 4 ) ونسب التخفيف إلى آخر الليل ، ولعله سهو .
وقال الشيخ البهائي : ربما يطلق الادلاج على العبادة في الليل مجازا ، لان العبادة
سير إلى الله تعالى ، وقد فسر بذلك قول النبي صلى الله عليه وآله من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل
والمعنى هنا أن رحمتك وتوفيقك وإعانتك لمن توجه إليك وعبدك صادرة عنك
قبل توجهه وعبادته لك ، إذ لولا رحمتك وتوفيقك وإعانتك لمن توجه إليك ، و
إيقاعك ذلك في قلبه ، لم يخطر ذلك بباله ، فكأنك سرت إليه قبل أن يسرى هو
* ( هامش ) * ( 1 ) النبأ : 6 .
( 2 ) البقرة : 206 .
( 3 ) النور : 40 .
( 4 ) البلد الامين ص 35 في الهامش نقلا عن صحاح الجوهرى ، لكنه سها وعكس
الامر ، قال الجوهري : أدلج القوم : اذا ساروا من أول الليل ، والاسم الدلج بالتحريك ،
والدلجة والدلجة أيضا مثل برهة من الدهر وبرهة ، فان ساروا من آخر الليل فقد ادلجوا
بتشديد الدال والاسم الدلجة والدلجة .
[190]
إليك انتهى .
ويحتمل أن يكون المعنى أن الطافك ورحماتك تزيد على عبادته كما ورد في
الحديث القدسي من تقرب إلي شبرا تقرربت إليه ذراعا ، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت
إليه باعا .
" خائنة الاعين " اي النظرة الخائنة الصادرة عن الاعين ، أو الخائنة مصدر كالعافية
أي خيانة الاعين .
وقال الوالد ره في أكثر نسخ التهذيب : " يدلج " بالياء فيحتمل أن يكون
صفة للبحر إذالسائر في البحر يظن أن البحر متوجه إليه ويتحرك نحوه ، ويمكن
أن يكون التفاتا فيرجع إلى المعنى الاول انتهى . " غارت النجوم " أي تسفلت و
أخذت في الهبوط والانخفاض ، بعد ما كانت آخذة في الصعود والارتفاع ، واللام للعهد
ويجو أن يكون بمعنى غابت بأن يكون المراد بها النجوم التي كانت في أول الليل
في وسط السماء " والسنة " بالكسر مبادي النوم .
" لايات " اي علامات عظيمة أو كثيرة دالة على كمال القدرة " لاولي الالباب "
اي لذوي العقول الكاملة ، وسمى العقل لبا لانه أنفس ما في الانسان فما عداه كأنه
قشر " ربنا ما خلقت هذا باطلا " ( 1 ) أي قائلين حال تفكرهم في تلك المخلوقات العجيبة
* ( هامش ) * ( 1 ) انما تفرع قوله " فقنا عذاب النار " على قوله " ربنا ما خلقت هذا باطلا " لان
هناك مقالتين : مقالة المبطلين النافين للمعاد بالرجوع إلى الله ، فعندهم لا كتاب ولا رسالة
ولا حشر ولا جنة ولا نار ، ومقالة المحقين القائلين بالمعاد وهو مقالة النبيين واممهم
فعندهم أن الكتاب حق والنبوة حق والمعاد حق والجنة حق والنار حق وأن الله يبعث من
في القبور .
فاذا تفكر المتفكر في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار ، وعرف بلبه
أن لها غاية ونهاية أراد مبدعها وخالقها أن ينتهى أمر الخلقة إلى تلك الغاية والمقصد ، ادى
نظره واعتباره إلى بطلان مزعمة المبطلين وتحقيق عقائد المحقين من وجود الجنة والنار ،
فبادر إلى الاستعاذة بالله من النار بأن يقيه من عذابه .
بيان ذلك : أن الباطل خلاف الحق هو ما لاثبات لنفسه ، ولا أثر يترتب
[191]
الشأن ربنا ما خلقت هذا عبثا " سبحانك " اي ننزهك من فعل العبث تنزيها .
" فقنا عذاب النار " ولما كان خلق هذه الاشياء لحكم ومصالح ، منها أن يكون
سببا لمعاش الانسان ودليلا يدله على معرفة الصانع ، ويحثه على طاعته ، والقيام
* ( هامش ) * عليه ، ولا فائدة تستعقبه ، ولا يتصور له غاية تراد منه ، بل يوجد بحقيقة صورية يشبه
الحق ثم يضمحل ويهلك كأن لم يكن شيئا مذكورا .
وهذا كاللهو واللعب : يلهو الصبى ويلعب لاجل اللهو واللعب ويعمل عملا كأعمال
العقلاء يتشبه بهم من دون عائدة يستحصلها ولا غاية ينتهى اليها ، كما قد يلهو الرجل
العاقل ويلعب عبثا من دون أن يقصد بعمله فائدة ، دفعا للوقت أو تصابيا وتفننا والجنون
فنون .
هذا هو الباطل ، وأما خلق السموات والارض بما فيها من العظمة والبهاء ، بما فيها
من النظام الدائم الجارى ، بما فيها من أنواع الحيوان وأصناف البشر ، بما قدر فيها من
الارزاق والاقوات ، بما جعل فيها من تعاقب الليل والنهار وما في تعاقبهما واختلافهما من
مصالح الحياة واستدامتها على وجه الارض لا يشبه اللهو الباطل ، فسبحان باريها ومبدعها
أن يكون لاهيا في ذلك لاعبا ، أو يترك الانسان على أرجائها سدى يرتع ويلعب من دون
أن يبين لهم ما يتقون .
فاذا عرف الناظر ذواللب أن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار غاية
أرادها مبدعها ، وأن تلك الغاية ايا ما كان لم تستكمل بعد ، والا لما استدام خالقها على
ابقائها ، علم بذلك أن لا بد للسموات والارض وبقائهما من أجل مسمى يستكمل عنده الغاية


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 191 سطر 19 الى ص 199 سطر 18

وان لم يعرف حقيقة تلك الغاية بنفسه ، ولادرى كيف يأتى أجلها ولا أيان مرساها .
فعند ذلك ينجذب هذا الناظر المتفكر إلى مبادئ الوحى والالهام ، ويصغى بسمع
قلبه إلى دعوى النبيين عن الله عزوجل ليعرف من مقالهم ومقال كتب الله المنزلة عليهم حقيقة
تلك الغاية ، والغرض من خلق الحياة والموت ، فيصرخ الصارخ في صماخه أن اليوم المضمار
وغدا السباق ، والسبق الجنة ، والغاية النار ، هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم
أحسن عملا وهو العزيز الغفور .
[192]
بوظائف عباداته ، لينال الفوز الابدي ، والانسان مخل في الاغلب بذلك ، حسن
التفريع على الكلام السابق ، كذا ذكره الشيخ البهائي ره " فقد أخزيته " قال بعض
المفسرين فيه إشعار بأن العذاب الروحاني أشد من العذاب الجسماني إذ الخزي
فضيحة وحقارة نفسانية ، والمنادي الرسول صلى الله عليه وآله وقيل القرآن ، وحملوا الذنوب على
الكبائر والسيئات على الصغائر اي اجعلها مكفرة عنا بتوفيقنا لاجتناب الكبائر " وتوفنا
مع الابرار " أي في زمرتهم .
" على رسلك " اي على تصديقهم أوعلى السنتهم .
" وكل معصية " إما تأكيد للسابق أو المراد بها معصية النبي صلى الله عليه وآله والامام
والوالدين وأمثالهما ، وإن كانت ترجع إلى معصيته تعالى .
6 الفقيه ( 1 ) والكافى : في الحسن كالصحيح عن ابي عبدالله عليه السلام قال : كان
إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار ، يقول : " اللهم أعنى على هول
المطلع ، ووسع علي المضجع ، وارزقني خير ما قبل الموت ، وارزقني خير ما بعد
* ( هامش ) * وفي ذلك قال الله عزوجل : اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السموات والارض و
ما بينهما الا بالحق واجل مسمى وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ( الروم : 8 ) ماخلقنا
السماء والارض وما بينهما لاعبين لو اردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين بل
نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ( الانبياء : 1816 ) .
وقال عزوجل : ان هؤلاء ليقولون : ان هي الا موتتنا الاولى وما نحن بمنشيرين فأتوا بآبائنا
ان كنتم صادقين . وما خلقنا السموات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن
اكثرهم لا يعلمون ان يوم الفصل ميقاتهم اجمعين . ( الدخان : 34 40 ) .
وقال تبارك وتعالى : ما خلقنا السموات والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا
فويل للذين كفروامن النار ، أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض
أم نجعل المتقين كالفجار كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الالباب
( ص : 2927 ) .
( 1 ) الفقيه ج 1 ص 304 .
[193]
الموت " ( 1 ) .
توضيح : قال الكفعمي : ( 2 ) المطلع الماتى ، ومطلع الامر اي مأتاه ، يقال
مطلع هذا الجبل من مكانكذا اي مأتاه ومصعده وهو موضع الاطلاع من إشراف
إلى انحدار ، فشبه عليه السلام ما اشرف عليه من أمر الآخرة بذلك ، ومنه الحديث " لو أن
لي ما في الارض جميعا لافتديت به من هول المطلع " من غريبين الهروي [ وصحاح
الجوهري ] .
وقال : رأيت بخط الشيخ قدس سره أن هول المطلع هوالاطلاع إلى الملائكة
الذين يقبضون الارواح ، والمطلع مصدر .
7 فقه الرضا : قال عليه السلام : إذا قمت من فراشك فانظر في أفق السماء وقل :
" الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور لاعبده وأحمده وأشكره " وتقرء آخر
آل عمران من قوله " إن في خلق السموات والارض " إلى قوله " إنك لا تخلف الميعاد "
وقل : " اللهم أنت الحي القيوم ، لا تأخذك سنة ولا نوم ، سبحانك سبحانك " ( 3 ) .
8 الفقيه : عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : جعلت
فداك إن أنا قمت من آخر الليل اي شئ أقول ؟ فقال : قل : " الحمد لله رب العالمين
وإله المرسلين ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويبعث من في القبور " فانك إذا قلتها
ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه إن شاء الله تعالى ( 4 ) .
9 العلل : عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن جده
الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن جابر ، عن أبي عبيدة مثله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 2 ص 538 .
( 2 ) راجع البلد الامين ص 36 في الهامش .
( 3 ) فقه الرضا ص 13 س 2 .
( 4 ) الفقيه ج 1 ص 305 ذيل حديث .
( 5 ) علل الشرايع ج 2 ص 54 .
[194]
12 " باب "
* " ( كيفية صلاة الليل والشفع والوتر ) " *
* " ( وسننها وآدابها وأحكامها ) " *
1 مجالس الصدوق وثواب الاعمال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس
عن محمد بن أحمد الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن
ابن علي البطائني ، عن الحسين بن ابي العلا ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام قال : من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد ، قيل له : يا عبدالله أبشر
فقد قبل الله وترك ( 1 ) .
بيان : الظاهر أن المراد بالوتر الركعات الثلاث ، كما هو ظاهر أكثر الاخبار
فالمراد إما قراءة المعوذتين في الشفع والتوحيد في مفردة الوتر ، أو قراءة الثلاث في
كل من الثلاث والاول اظهر .
2 مجالس الصدوق : عن جعفر بن محمد المكي ، عن عبدالله بن إسحاق
المدائني ، عن محمد بن زياد ، عن المغيرة ، عن سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه
عروة بن الزبير قال : كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكرنا أعمال
أهل بدر وبيعة الرضوان ، فقال أبوالدرداء ( 2 ) : يا قوم الا أخبركم بأقل القوم مالا
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى الصدوق : 37 ، ثواب الاعمال : 116 .
( 2 ) هو عويمر بن عامر ويقال عويمر بن قيس بن زيد وقيل عويمر بن ثعلبة بن عامر
ابن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن
الخزرج أبوالدرداء الانصارى الخزرجي كان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم ، تولى
قضاء دمشق في خلافة عثمان وتوفى قبل أن يقتل عثمان بسنتين سنة 2 / 33 بدمشق ، وقيل
توفى بعد صفين سنة 9 / 38 والاصح الاشهر والاكثر عند أهل العلم أنه توفى في خلافة عثمان
[195]
وأكثرهم ورعا ، وأشدهم اجتهادا في العبادة ؟ قالوا : من ؟ قال : علي بن ابي طالب عليه السلام
قال : فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه ، ثم انتدب له رجل
من الانصار فقال له : يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها
فقال أبوالدرداء : يا قوم إني قائل ما رأيت ، وليقل كل قوم منكم ما رأوا شهدت علي
ابن ابي طالب بشويحطات النجار ، وقد اعتزل من مواليه ، واختفى ممن يليه ،
واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبعد علي مكانه ، فقلت : لحق بمنزله فاذا أنا
بصوت حزين ونغمة شجي ، وهو يقول :
" إلهي كم من موبقة حملت عني مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت
عن كشفها بكرمك ، إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ، فما أنا
أؤمل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك .
فشغلني الصوت واقتفيت الاثر فاذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام بعينه ، فاستترت
له وأخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء
* ( هامش ) * ولو بقى لكان له ذكر بعد قتل عثمان اما في الاعتزال واما في مباشرة القتال ولم يسمع له
بذكر فيهما البتة والله أعلم ، قاله ابن الاثير .
واما عروة بن الزبير فهو عروة بن الزبير بن العوام أبوعبدالله القرشى الاسدى كان
من التابعين روى عن أبيه وأمه أسماء وعائشة وغيرهم من كبار الصحابة ، وروى عنه ابنه هشام
كما ذكر في هذا الحديث والزهرى شهاب بن مسلم وغيرهما ، وقد ولد سنة اثنتين وعشرين
22 من الهجرة ، وعلى هذا ففى لقائه واجتماعه بأبى الدرداء في مسجد رسول الله تأمل
واضح حيث كان لعروة في آخر أيام أبي الدرداء احدى عشر سنة ، ولا يناسب سنه هذا قوله
" كنا جلوسا في مسجد رسول الله فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان " .
على أن الظاهر من الحديث أن الجلسة هذه كانت بعد شهادة علي بن ابي طالب عليه السلام
فذكر أبوالدرداء ما رآه منه عليه السلام تفضيلا له على غيره ، وقد سمعت أن أبا الدرداء مات
قبل شهادة أمير المؤمنين بسنوات كثيرة ، ولا أقل أنه مات بعد صفين سنة 9 / 38 وعلى بن
أبي طالب حى لم يستشهد بعد .
[196]
والبث والشكوى ، فكان مما به الله ناجا أن قال :
" إلهى أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم
علي بليتي " .
ثم قال : " آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أناناسيها ، وأنت محصيها ،
فتقول خذوه ، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملا إذا
أذن فيه بالنداء " ثم قال : " آه من نار تنضج الاكباد والكلى ، آه من نار نزاعة
للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى " قال : ثم أنعم في البكاء فلم اسمع له حسا ولا
حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر .
قال أبوالدرداء : فأتيته فاذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك ، وزويته
فلم ينزو فقلت : إنالله وإنا إليه راجعون ، مات والله علي بن ابي طالب .
قال : فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم فقالت فاطمة عليها السلام : يا ابا الدرداء ماكان
من شأنه ومن قضيته ؟ فأخبرتها الخبر ، فقالت هي : والله يا أبا الدرداء الغشية
التي تأخذه من خشية الله ، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه ، فأفاق ونظر إلي وأنا
أبكي ، فقال : مما بكاؤك يا أبا الدرداء ؟ فقلت : مما اراه تنزله بنفسك ، فقال : يا
أبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب
واحتوشتنى ملائكة غلاظ ، وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدي الملك الجبار ، قد أسلمني
الاحباء ، ورحمني أهل الدنيا ، لكنت اشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه
خافية ، فقال أبوالدرداء : فوالله ما رأيت ذلك لاحد من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
بيان : قد مر شرح الخبر في المجلد التاسع ( 2 ) قوله عليه السلام : " فكم من موبقه "
أي خطيئة مهلكة للدين هادمة له " حملت عني مقابلتها " في بعض النسخ القديمة
" حلمت عني مقابلتها بنقمتك " فيمكن أن يقرأ بصيغة الخطاب ، و " مقابلتها " بالنصب
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق ص 48 و 49 .
( 2 ) راجع ج 41 ص 11 و 12 من هذه الطبعة .
[197]
بنزع الخافض أو بصيغة الغيبة ، ومقابلتها بالرفع والنسخة الاولى اظهر " تنضج "
على وزن تكرم و " الكلى " بالضم جمع كلية وكلوة ، والنزع القلع ، والشوى الاطراف
أو جمع شواة جلدة الرأس ، قال الجوهري : الشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس ، و
الشوى اليدان والرجلان والرأس من الآدميين ، وكل ما ليس مقتلا انتهى ، وما
ذكره الشيخ البهائي رحمة الله عليه أنه جمع شواة بالضم فلعله وهم إذ لم تر في اللغة
إلا بالفتح .
" من غمرة " الغمرة ما يغمر الشئ اي يشتمل عليه ويستره ، وملهبات على
بناء المفعول ، وفي بعض النسخ لهبات بالتحريك ، قال في القاموس : اللهب واللهب
اشتعال النار إذا خلص من الدخن ولهبها لسانها ، ولهيبها حرها ، ألهبها فالتهبت ، و
لظى اسم من أسماء النار نعوذ بالله منها .
3 المجالس : عن أبيه ، عن الحسن بن أحمد المالكي عن المنصور بن
العباس ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : من قرء في الركعتين الاوليين من صلاة الليل ستين مرة قل هو الله أحد في كل
ركعة ثلاثين مرة ، انفتل وليس بينه وبين الله عزوجل ذنب ( 1 ) .
4 قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق
عليه السلام قال : كان أبي يصلي في جوف الليل فيسجد السجدة فيطيل حتى نقول
إنه راقد ، فما نفجأ منه إلا وهو يقول : " لا إله إلا الله حقا حقا ، سجدت لك يارب
تعبدا ورقا ، وإيمانا وتصديقا وإخلاصا يا عظيم ياعظيم إن عملي ضعيف فضاعفه
فانك جواد كريم ، يا حنان اغفر لي ذنوبي وجرمي ، وتقبل عملي يا حنان يا
كريم ، اللهم إني أعوذ بك أن أخيب أو أعمل ظلما " ( 2 ) .
بيان : " حقا " مصدر مؤكد لمضمون الجملة و " تعبدا " مفعول له ، وكذا
أخواتها .
* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الصدوق : 344 .
( 2 ) قرب الاسناد ص 4 .
[198]
5 قرب الاسناد : عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال :
صلى أبوالحسن الاول صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه فصلى الثمان وأوتر ،
وصلى الركعتين ثم جعل مكان الضجعة سجدة ( 1 ) .
6 مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن حماد
عن حريز ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : القنوت في الوتر كقنوتك يوم الجمعة
تقول في دعاء القنوت " اللهم تم نورك فهديت ، فلك الحمد ربنا ، وبسطت يدك فأعطيت
فلك الحمد ربنا ، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربنا ، وجهك أكرم الوجوه ،
وجهتك خير الجهات ، وعطيتك أفضل العطيات ، وأهناها ، تطاع ربنا فتشكر ، و
تعصى ربنا فتغفر لمن شئت ، تجيب المضطر ، وتكشف الضر ، وتشفى السقيم ، وتنجي
من الكرب العظيم ، لا يجزي بآلائك أحد ولا يحصي نعماءك قول قائل .
اللهم إليك رفعت الابصار ، ونقلت الاقدام ، ومدت الاعناق ، ورفعت الايدي
ودعيت بالالسن ، وتحوكم إليك في الاعمال ، ربنا اغفر لنا وارحمنا ، وافتح بيننا
وبين خلقك بالحق وأنت خير الفاتحين .
اللهم إليك نشكو غيبة نبينا ، وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا وتظاهر
الاعداء وكثرة عدونا ، وقلة عددنا ، ففرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله ، ونصر
منك تعزه ، وإما عدل تظهره ، إله الحق رب العالمين " .
ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا الدعاء : أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة
وتعوذ بالله من النار كثيرا ، وتقول في دبر الوتر بعد التسليم " سبحان ربي الملك
القدوس العزيز الحكيم " ثلاث مرات " الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق الاصباح "
ثلاث مرات ( 2 ) .
مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد : 128 ط حجر ص 173 ط نجف .
( 2 ) أمالى الصدوق : 235 .
[199]
الصدوق مثله ( 1 ) .
بيان : " تم نورك فهديت " قال الوالد قدس سره اي لما كانت كمالاتك تامة
هديت عبادك كما قال سبحانه : " كنت كنزا مخفيا فأحببت أنأعرف فخلقت الخلق
لكى أعرف " " وبسطت " اي لما كنت كريما جوادا فياضا بالذات أعطيت كلا من
المخلوقين ما كان قابلا له " وجهك " اي ذاتك " أكرم الوجوه " وأحسنها وأكثرها جودا
وإحسانا " وجهتك " اي جانبك الذي يتوجه اليك بالعبادة والتوسل بالدعاء " لا
يجزي بآلائك " أي لا يقدر أحد على جزاء نعمائك ، في القاموس الجزاء المكافات على
الشئ جزاه به وعليه انتهى ، ويحتمل أن يكون المعنى أن جزاء نعمائك لا يكون
إلا بنعمائك فكيف تكون نعمتك جزاء لنعمتك ، بل تكون علاوة لها .
" وتحوكم إليك " في الفقيه ( 2 ) " وإليك سرهم ونجواهم في الاعمال " وفيه
" اللهم إنانشكو إليك غيبة ولينا عنا " وفي بعض النسخ " وفقد نبينا وغيبة ولينا
عنا " وفي بعض الروايات " بامام عدل " قوله " تعزه " الضمير راجع إلى النصر والاسناد
مجازي أو المراد تعز به على الحذف والايصال " تظهره " أي تبينه أو تغلبه .
7 العلل : عن علي بن عبدالله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن ، عن سعد
ابن عبدالله ، عن محمد بن الحكم ، عن بشر بن غياث ، عن أبي يوسف ، عن ابن أبي
ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : صلاة الليل مثنى مثنى ، فاذا خفت
الصبح فأوتر بواحدة إن الله يحب الوتر لانه واحد ( 3 ) .
بيان : هذا الخبر من أخبار العامة ورواته من المخالفين ، والغرض أنه يحب


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 199 سطر 19 الى ص 207 سطر 18

* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الطوسى ج 2 ص 4847 .
( 2 ) الفقيه ج 1 ص 309 ط نجف .
( 3 ) علل الشرايع ج 2 ص 153 ، والعبرة بمجموع ركعات الصلاة مفروضها ونوافلها
فمجموع الفرائض سبع عشرة ركعة ومجموع النوافل سبعة وعشرون ركعة كما عرفت من
رواية زرارة ، ومجموع النوافل والفرائض أيضا وتر مع احتساب الوتيرة ركعة واحدة ،
وهي الاحدى والخمسون على رأى الجمهور .
[200]
أن لا تكون صلاة الليل إلا ركعتين إلا الوتر فانها واحدة ، وليست الوتر ثلاثا
بتسليمة ، كما قاله بعض العامة ، ولا الركعات قبله أربعا وأكثر بتسليمة ، كما ذكروه
قال في النهاية فيه أن الله وتر يحب الوتر ، فأوتروا ، الوتر الفرد بكسر الواو وفتحه
فالله واحد في ذاته لا يقبل الانقسام والتجزية ، واحد في صفاته لا شبه له ولا مثل ،
واحد في أفعاله فلا شريك له ولا معين ، ويحب الوتر اي يثيب عليه ويقبله من فاعله
وقوله : " أوتروا " أمر بصلاة الوتر ، وهي أن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها
ركعة مفردة ( 1 ) .
8 المناقب : لابن شهر آشوب : عن طاوس قال : رأيت علي بن الحسين عليه السلام
يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبد فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه ، وقال إلهي
غارت سمواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتحات للسائلين ، جئتك
لتغفر لي وترحمني ، وتريني وجه جدي محمد صلى الله عليه وآله في عرصات القيامة .
ثم بكى وقال : وعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك
إذ عصيتك وأنا بك شاك ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سولت
لي نفسي ، وأعانني على ذلك سترك المرخى به علي ، فأنا الآن من عذابك من
يستنقذني ؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين
يديك إذا قيل للمخفين جوزوا ، وللمثقلين حطوا ، أمع المخفين أجوز أم مع
المثقلين أحط ؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ، ولم أتب أما آن لي ان استحيي
من ربي ؟
ثم بكى وأنشأ يقول :
أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ؟ ثم أين محبتي
أتيت بأعمال قباح زرية ( 2 ) * وما في الورى خلق جناك جنايتي
ثم بكا وقال : " سبحانك تعصى كأنك لا ترى ، وتحلم كأنك لم تعص ، تتودد
* ( هامش ) * ( 1 ) زاد في النهاية : أو يضيفها إلى ما قبلها .
( 2 ) ردية خ ل كما هو في المصدر .
[201]
إلى خلقك بحسن الصنع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم " ثم
خر إلى الارض ساجدا ( 1 ) .
أقول : تمامه في أبواب تاريخه ( 2 ) .
بيان : الهجوع النوم ليلا ، وفي النهاية فيه أن بين أيدينا عقبة لا يجوز
إلا المخف ، يقال أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خففت حاله ودابته
وإذا كان قليل الثقل يريد به المخف من الذنوب ، واسباب الدنيا وعلقها انتهى ،
والزرية لعلها من زرى عليه إذا عابه وفي بعض النسخ ردية .
9 فلاح السائل ( 3 ) : روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبيطالب صلوات
الله عليه قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن
محمد بن سنان ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن حبة
العرني قال : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية
من الليل ، واضعا يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول : إن في خلق السموات
والارض ، إلى آخر الآية ، قال : ثم جعل يقرء هذه الآيات ويمر شبه الطائر
عقله ، فقال لي : أراقد أنت يا حبة أم رامق ؟ قال : قلت : رامق ، هذا أنت تعمل
هذا العمل ، فكيف نحن ؟ قال : فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي : يا حبة إن لله موقفا
ولنا بين يديه موقف ، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا إن الله أقرب إلي وإليك من
حبل الوريد يا حبة إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ .
قال : ثم قال أراقد أنت يا نوف ؟ قال : قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد و
لقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال : يا نوف إن طال بكاؤك في هذه الليلة مخافة من الله
عزوجل ، قرت عيناك غدا بين يدي الله عزوجل .
يا نوف إنه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا اطفأت بحارا
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 151 .
( 2 ) راجع ج 46 ص 81 من طبعتنا هذهه .
( 3 ) هذا القسم من فلاح السائل مخطوط لم يطبع بعد .
[202]
من النيران ، يا نوف إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية
الله ، وأحب في الله ، وأبغض في الله ، يا نوف إنه من أحب في الله لم يستأثر على
محبته ، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا ، عند ذلك استكملتم حقائق
الايمان .
ثم وعظهما وذكرهما وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما
ثم جعل يمر وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عني أم ناظر إلي وليت شعري
في طول منامي وقلة شكرى في نعمتك علي ما حالي " قال : فوالله ما زال في هذه الحال
حتى طلع الفجر .
ومن صفات مولانا علي عليه السلام في ليله ما ذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان وأنه
ما فرش له فراش في ليل قط ولا أكل طعاما في هجير قط وقال نوف : اشهد لقد رأيته
في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وهو قابض بيده على لحيته
يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين والحديث مشهور ( 1 ) .
بيان : " لم يستاثر " حال أوصلة بعد صلة " لمن " اي لم يختر شيئا على محبة
الله وكذا " لم ينل " يحتمل الوجهين اي لم يوصل خيرا إلى من أبغض الله ، وجزاء
الشرطين عند ذلك " استكملتم " وفيه التفات .
10 الذكرى : روى ابن أبي قرة باسناده إلى إسحاق بن حماد ، عن إسحاق
ابن عمار قال : لقيت أبا عبدالله عليه السلام بالقادسية عند قدومه على أبي العباس فأقبل
حتى انتهينا إلى طراباد ، فاذا نحن برجل على ساقية يصلي وذلك عند ارتفاع النهار
فوقف عليه أبوعبدالله عليه السلام فقال : يا عبدالله أي شئ تصلي ؟ فقال : صلاة الليل ، فاتتنى
أقضيها بالنهار ، فقال : يا معتب حط رحلك حتى نغتدي مع الذي يقضي صلاة الليل
فقلت : جعلت فداك تروي فيه شيئا ؟ فقال :
حدثني أبي عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله يباهي بالعبد يقضي
صلاة الليل بالنهار ، يقول : ملائكتي عبدي يقضي ما لم أفترضه عليه ، اشهدوا أني
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع في ذلك ج 41 ص 2411 باب عبادته وخوفه عليه السلام .
[203]
قد غفرت له ( 1 ) .
11 المكارم ( 2 ) والفقيه : في الصحيح ، عن معروف بن خربوذ ، عن
أحدهما يعني أبا جعفر وأبا عبدالله عليهما السلام قال : قل في قنوت الوتر " لا إله إلا الله
الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب
الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، اللهم أنت الله نور السموات
والارض ، وأنت الله زين السموات والارض وأنت الله جمال السموات والارض
وأنت الله عماد السموات والارض ، وأنت الله صريخ المستصرخين ، وأنت الله غياث
المستغيثين ، وأنت الله المفرج عن المكروبين ، وأنت الله المروح عن المغمومين ،
وأنت الله مجيب دعوة المضطرين ، وأنت الله إله العالمين ، وأنت الله الرحمن الرحيم
وأنت الله كاشف السوء ، وأنت الله بك تنزل كل حاجة .
يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا ينجي من عقابك إلا رحمتك ، ولا
ينجى منك إلا التضرع إليك ، فهب لي من لدنك رحمة تغنيني بها عن رحمة من
سواك ، بالقدرة التي بها أحييت جميع مافي البلاد ، وبها تنشر ميت العباد ، ولا تهلكني
غما حتى تغفر لي وترحمني ، وتعرفني الاجابة في دعائي ، وارزقني العافية إلى
منتهى أجلى ، واقلني عثرتي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه من رقبتي .
اللهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ؟
وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني ، ويتعرض لك في شئ من أمري وقد
علمت أن ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، إنمايعجل من يخاف الفوت ،
وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك يا الهي ، فلا تجعلني للبلاء
غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، ومهلني ونفسني ، وأقلني عثرتي ، ولا تتبعني ببلاء على
اثر بلاء ، فقد ترى ضعفي ، وقلة حيلتي ، استعيذ بك الليلة فأعذني ، واستجير بك عن
النار فأجرني ، وأسئلك الجنة فلا تحرمني " .
* ( هامش ) * ( 1 ) الذكرى : 137 .
( 2 ) مكارم الاخلاق ، 340 341 .
[204]
ثم ادع بماأحببت واستغفر الله سبعين مرة ( 1 ) .
بيان : قال الشيخ البهائي قدس سره : عماد الشئ بالكسر ما يقوم ويثبت به
الشئ ، ولولاه لسقط وزال ، وقواتم الشئ بالكسر عماده ، فهذه الفقرة كالمفسرة
لما قبلها ، وهو من قبيل قوله تعالى : " يمسك السموات والارض أن تزولا " ( 2 )
وهو دليل سمعي على احتياج الباقي في بقائه إلى علة مبقية ، والمروح بالحاء قريب
من معنى المفرج بالجيم ، والغرض بالتحريك الهدف ، والنصب بالتحريك
قريب منه ، وأثر بكسر الهمزة وفتحها وإسكان الثاء يقال خرجت على إثره أي
بعده بقليل .
أقول : الظاهر الاثر بالكسر أوالاثر بالتحريك ، قال الفيروز آبادي خرج
في أثره وإثره بعده .
12 المكارم : وأكثر من الاستغفار ما استطعت ، وليكن فيماتقول هذا
الاستغفار " اللهم إني استغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك عندي ، فأيما
عبد من عبيدك كانت له قبلى مظلمة ظلمتها إياه في بدنه أوعرضه أوماله لا استطيع
اداء ذلك إليه ، ولا تحللها منه ، فأرضه عني بماشئت وكيف شئت وأنى شئت ، و
هبها لي ، وما تصنع بعذابي يا رب وقد وسعت رحمتك كل شئ ، وما عليك يا رب
أنتكرمني برحمتك ، ولا تهينني بعذابك ، ولا ينقصك يا رب أن تفعل بي ما سالتك
وأنت واجد لكل خير .
اللهم إن استغفاري إياك مع إصراري للؤم ، وإن تركى الاستغفار لك مع
سعة رحمتك لعجز ، اللهم كم تتحبب إلي وأنت غني عني ، وكم أتبغض اليك و
أنا إليك فقير ، فسبحان من إذا وعد وفى ، وإذا توعد عفى ( 3 ) .
بيان : " للؤم " بالضم مهموزا أو بالفتح بغير همز ، قال الفيروز آبادي اللؤم
* ( هامش ) * ( 1 ) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 310 311 .
( 2 ) فاطر : 41 .
( 3 ) مكارم الاخلاق : 341 .
[205]
ضد الكرم ، وقال اللؤم العذل : فعلى الثاني المعنى أنه يوجب استحقاق الملامة
والاول اظهر .
13 غوالى اللئالى : روي عن أبي الجوزاء قال علمني الحسن بن علي
عليهما السلام كلمات علمه إياه رسول الله صلى الله عليه وآله " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني
فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت إنك
تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ، تبارك وتعاليت " وقال : إنه كان يقولها
في قنوت الوتر .
الفقيه : كان النبي صلى الله عليه وآله : يقول في قنوت الوتر : " اللهم اهدني إلى قوله
فانك تقضي ولا يقضى عليك ، سبحانك رب البيت أستغفرك وأتوب إليك ، وأومن
بك ، وأتوكل عليك ، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رحيم " ( 1 ) .
توضيح : " اللهم اهدني فيمن هديت " اي كما هديت جماعة من أحب فاهدني
فأكون في زمرتهم ، فيكون تأكيدا للطلب أو تخضع وتذلل لبيان أنه لا يستحق
هذه النعمة الجليلة ، بل يرجو أن يكون سهيم نعمتهم ، وشريك هدايتهم ، أو
المعنى : اهدني بالهدايات الخاصة التي هديت بها أولياءك ، فيكون الغرض تعيين
نوع الهداية .
قال الطيبي في شرح المشكوة : أي اجعل لي نصيبا وافرا في الاهتداء ، معدودا
في زمرة المهتدين من الانبياء والاولياء انتهى " وتولني " اي أحبني أوتول أموري
واكفنيها " وبارك لي " من البركة بمعنى الثبات أوالزيادة " فيما أعطيت " من الامور
الدنيوية والاخروية .
14 ثواب الاعمال ( 2 ) والخصال : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار
عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن يزيد
ولا أعلمه إلا عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال في وتره إذا أوتر " أستغفر الله وأتوب إليه "
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 1 ص 308 .
( 2 ) ثواب الاعمال ص 155 .
[206]
سبعين مرة وهوقائم ، فواظب على ذلك حتى يمضي له سنة ، كتبه الله عنده من المستغفرين
بالاسحار ، ووجبت له المغفرة من الله عزوجل ( 1 ) .
15 معانى الاخبار : عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي
القاسم ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : من قرأ مائة آية يصلي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ، ومن
قرأ مائتي آية في ليلة في غير صلاة الليل كتب الله له في اللوح قنطارا من حسنات ، والقنطار
ألف ومائتا أوقية ، والاوقية أعظم من جبل أحد ( 2 ) .
16 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن
أخيه عليه السلام قال : سألته ، عن الرجل يتخوف أن لا يقوم من الليل يصلي صلاة الليل
إذا انصرف من العشاء الآخرة ؟ وهل يجزيه ذلك أم عليه قضاء ؟ قال : لا صلاة حتى
يذهب الثلث الاول من الليل ، والقضاء بالنهار أفضل من تلك الساعة ( 3 ) .
بيان : نقل الفاضلان إجماع علمائنا على ان وقت الليل بعد انتصافه ( 4 ) وكذا
نقلا الاجماع على أن كلما قرب من الفجر كان أفضل ، وإثباتهما بالاخبار لا يخلو
من عسر لاختلافهما ، والمشهور بين الاصحاب جواز تقديمها على الانتصاف لمسافر يصده
جده أو شاب تمنعه رطوبة راسه عن القيام إليها في وقتها ، ونقل عن زرارة بن أعين المنع
من تقديمها على الانتصاف مطلقا واختاره ابن إدريس والعلامة في المختلف ، وجوز
ابن ابي عقيل التقديم للمسافر خاصة ، والاول قوي .
وقد دلت أخبار كثيرة على جواز التقديم مطلقا ، ولولا دعوى الاجماع لكان
القول بها وحمل أخبار التأخير على الفضل قويا ، وعلى المشهور يمكن حمل هذا
الخبر على من جوز له التقديم ويكون التأخير إلى الثلث محمولا على الفضل ،
* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال ج 2 ص 139 ، وتراه في المحاسن ص 53 .
( 2 ) معانى الاخبار : 147 ، ورواه في ثواب الاعمال : 92 .
( 3 ) قرب الاسناد : 91 ط حجر : 120 ط نجف .
( 4 ) قد عرفت في أول الباب 75 ص 119 أن آية المزمل جوزالصلاة من ثلث الليل وأن
[207]
وأما كون القضاء أفضل من التقديم فهو المشهور بين الاصحاب ، وقد دلت عليه
روايات أخر .
17 مجالس ابن الشيخ عن أبيه ، عن المفيد ، عن الحسين بن علي التمار
عن محمد بن يحيى بن سليمان ، عن داود ، عن جعفر بن إسماعيل ، عن عمروبن أبي عمرو
عن المقيري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رب صائم حظه من صيامه الجوع
والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ( 1 ) .
18 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن
أخيه عليه السلام قال : سألته عن الرجل يستاك بيده إذا قام في الصلاة صلاة الليل وهو يقدر
على السواك ، قال إذا خاف الصبح فلا بأس ( 2 ) .
19 العلل : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عمن ذكره ، عن عبدالله
ابن حماد ، عن أبي بكر بن أبي سمال قال : قال أبوعبدالله عليه السلام إذا قمت بالليل فاستك
فان الملك يأتيك فيضع فاه على فيك ، فليس من حرف تتلوه وتنطق به إلا صعد به إلى
السماء ، فليكن فوك طيب الريح ( 3 ) .
ومنه : عن أبيه عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن عمار
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : في قول الله عزوجل : " وبالاسحار هم يستغفرون " ( 4 )
قال : كانوا يستغفرون الله في آخر الوتر في آخر الليل سبعين مرة ( 5 ) .
بيان : يومي إلى استحباب كون الوتر في آخر الليل .
20 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 207 سطر 19 الى ص 215 سطر 18

* ( هامش ) * السنة أن يفرقها بين نومة ونومة ويأتي بالوتر قرب الفجر .
( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 168 .
( 2 ) قرب الاسناد : 125 .
( 3 ) علل الشرايع ج 1 ص 277 .
( 4 ) الذاريات : 18 .
( 5 ) علل الشرايع ج 2 ص 53 .
[208]
إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن عبدالله بن أبي
يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : استغفر الله في الوتر سبعين مرة ، تنصب يدك اليسرى
وتعد باليمنى ( 1 ) .
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن
أحمد الاشعري ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن عبدالعزيز الرازي ، عن بعض
أصحابنا ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : كان إذا استوى من الركوع في آخر ركعته
من الوتر قال : " اللهم إنك قلت في كتابك المنزل " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون
وبالاسحار هم يستغفرون " طال والله هجوعي ، وقل قيامي ، وهذا السحر وأنا استغفرك
لذنوبي استغفار من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا " ثم
يخر ساجدا ( 2 ) .
بيان : قال بعض الاصحاب في الوتر قنوتان : أحدهما قبل الركوع ، والآخر
بعده لهذه الرواية وشبهها .
أقول : لو لم يعتبر في القنوت رفع اليدين كما هو المشهور يتم التقريب ،
وإلا ففيه نظر ، قال في الذكرى : يقنت في مفرة د الوتر لما مر ، ولا فرق بينه وبين غيره
في كونه قبل الركوع ، لرواية عمار ( 3 ) عن الصادق عليه السلام في ناسي القنوت في الوتر
أو في غير الوتر ، قال : ليس عليه شئ ، نعم الظاهر استحباب الدعاء في الوتر بعد الركوع
أيضا لما روي ( 4 ) عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام أنه كان إذا رفع رأسه من آخر ركعة
الوتر قال : " هذا مقام من حسناته نعمة منك " إلى آخر الدعاء ، وسماه في المعتبر
قنوتا .
ثم قال : لو نسي القنوت ، قال الشيخ ومن تبعه : يقضيه بعدالركوع ، فلولم يذكر
حتى ركع في الثالثة قضاه بعد الفراغ ، ثم ذكر في ذلك أخبارا ثم قال : ولا ينافيه
* ( هامش ) * ( 21 ) علل الشرايع ج 2 ص 53 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 172 .
( 4 ) التهذيب ج 2 ص 132 ط نجف .
[209]
رواية معاوية بن عمار ( 1 ) قال : سألته عن ناسي القنوت حتى يركع أيقنت ؟ قال : لا
لاحتمال أن ينفي الوجوب ، وكذا ما رواه معاوية بن عمار ( 2 ) عن الصادق عليه السلام أنه
قال له : في قنوت الوتر إذا نسي يقنت بعد الركوع ؟ قال : لا ، قال الصدوق : وإنما
منع ذلك في الوتر والغداة خلافا للعامة ، لانهم يقنتون فيهما بعد الركوع ، وانما
أطلق ذلك في ساير الصلوات لان جمهور العامة لا يرون القنوت فيها .
21 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي
عن علي بن أسباط أنه سأل أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يقوم في آخر الليل يرفع
صوته بالقراءة ، قال : ينبغي للرجل إذا صلى بالليل أن يسمع أهله لكي يقوم النائم
ويتحرك المتحرك ( 3 ) .
بيان : يدل على استحباب الجهر في صلاة الليل كمانص عليه الشهيد وغيره .
22 قرب الاسناد : عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن عبدالله بن بكير ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي قد اتخذ بيتا في داره ليس بالكبير ولا بالصغير ،
وكان إذا أراد أن يصلي في آخر الليل أخذ معه صبيا لا يحتشم منه حتى يذهب معه إلى
ذلك البيت فيصلي ( 4 ) .
بيان : يدل على استحباب إيقاع صلاة الليل في البيت ، وعلى استحباب
تعيين موضع مخصوص لذلك ، وأن يكون معه غيره ، ويكون ذلك الغير ممن لا
يحتشم منه .
23 العيون ( 5 ) والعلل : عن عبدالرحمن بن عبدوس ، عن علي بن محمد
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص 181 .
( 2 ) الفقيه ج 1 ص 313312 .
( 3 ) علل الشرايع ج 2 ص 53 .
( 4 ) قرب الاسناد : 98 ط نجف ، ومثله في المحاسن ص 612 ، وقد مر في ج
83 ص 366 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 113 .
[210]
ابن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان فيما رواه عن العلل ، عن الرضا عليه السلام قال : فان قال :
فلم جاز للمسافر والمريض أن يصليا صلاة الليل في أول الليل ؟ قيل : لاشتغاله وضعفه
ليحرز صلاته فيستريح المريض في وقت راحته ، ويشتغل المسافر بأشغاله وارتحاله
وسفره ( 1 ) .
24 المحاسن : عن ابن محبوب ، عن حماد ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : من قال في آخر الوتر : " استغفر الله وأتوب إليه " سبعين مرة وداوم
على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالاسحار ( 2 ) .
ومنه : عن ابيه ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن النضر
عن محمد بن أبي حمزة وفضالة ، عن الحسين بن عثمان جميعا ، عن أبي ولاد حفص بن
سالم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن التسليم في ركعتي الوتر قال نعم ، فان كانت لك
حاجة فاخرج واقضها ، ثم عد إلى مكانك واركع ركعة ( 3 ) .
بيان : يطلق الوتر في الاخبار على الثلاث غالبا وركعتاها الشفع ، والفصل
بالتسليم بينهما وبين مفردة الوتر هو المعروف من مذهب الاصحاب ، وقد ورد في عدة
أخبار التخيير بين الفصل والوصل وأجاب الشيخ عنها تارة بالحمل على التقية ، وتارة
بأن السلام المخير فيه " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " الواقع بعد " السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين " أو أن المراد بالتسليم ما يستباح به من الكلام أوغيره
وكل ذلك بعيد ، والقول بالتخيير لا يخلو من قوة إن لم ينعقد الاجماع على خلافه
والاحوط العمل بالمشهور لاشتهار الوصل بين المخالفين ، ولذا عدل عنه الاصحاب .
25 الذكرى ( 4 ) : نقلا من كتاب أبي محمد بن أبي قرة باسناده ، عن إبراهيم
ابن سيابة قال : كتب بعض أهل بيتي إلى أبي محمد عليه السلام في صلاة المسافر أول الليل صلاة الليل
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع ج 1 ص 254 .
( 2 ) المحاسن ص 53 .
( 3 ) المحاسن ص 325 .
( 4 ) في مطبوعة الكمبانى العلل وهو سهو .
[211]
فكتب عليه السلام : فضل صلاة المسافر أول الليل كفضل صلاة المقيم في الحضر من آخر
الليل ( 1 ) .
26 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن
رجل نسي صلاة الليل والوتر فيذكر إذا قام في صلاة الزوال فقال : يبدء بالنوافل ،
فاذا صلى الظهر صلى صلاة الليل ، وأوتر ما بينه وبين العصر ، أو متى ما أحب ( 2 ) .
27 فقه الرضا : ( 3 ) دعاء الوتر وما يقال فيه :
" لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب
السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم
يا الله الذي ليس كمثله شئ ، صل على محمد وآل محمد ، اللهم أنت الملك الحق المبين
لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوء وظلمت نفسي ، فاغفر لي ذنوبي ، إنه
لا يغفر الذنوب إلا أنت .
اللهم إياك أعبد ولك أصلي ، وبك آمنت ، ولك اسلمت ، وبك اعتصمت ، و
عليك توكلت ، وبك استعنت ، ولك سجدت ، واركع وأخضع وأخشع ، ومنك أخاف و
أرجو ، وإليك ارغب ومنك أخاف وأحذر ، ومنك التمس وأطلب ، وبك اهتديت ،
أنت الرجاء وأنت المرتجى .
اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، و
بارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ماقضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، ولا منجا
ولا ملجا ولا مفر ولا مهرب إلا إليك ، سبحانك وحنانيك ، تباركت وتعاليت عما
يقول الظالمون ، علوا كبيرا .
اللهم إني أسألك من كل ما سألك به محمد وآله ، وأعوذ بك من كل ما
استعاذ به محمد وآله ، اللهم إني أعوذ بك من أن نذل ونخزى ، وأعوذ بك من شر
* ( هامش ) * ( 1 ) الذكرى : 124 .
( 2 ) قرب الاسناد : 93 ط حجر : 122 ط نجف .
( 3 ) فقه الرضا : 55 .
[212]
فسقة العرب والعجم ، وشر فسقة الجن والانس ، ومن شر كل ذي شر ، وشر
كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، وأعوذ بك من همزات
الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون .
اللهم إني أعوذ بك من السامة والهامة والعين اللامة ، ومن شر طوارق الليل
والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا الله ، اللهم اصرف عني البلايا والآفات والعاهات
والاسقام والاوجاع والالام والامراض ، وأعوذ بك من الفقر والفاقة والضنك
والضيق والحرمان ، وسوء القضاء ، وشماتة الاعداء ، والحساد ، وأعوذ بك من كل
شيطان رجيم ، وجبار عنيد ، وسلطان جائر .
اللهم من كان أمسى واصبح وله ثقة أو رجاء غيرك فأنت ثقتي ورجائي ، يا خير
من سئل ، ويا أرحم من استرحم ارحم ضعفي وذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ، و
وحشتي من الناس وذل مقامي ببابك ، اللهم انظر إلي بعين الرحمة نظرة تكون خيرة
أستأهلها ، وإلا تفضل علينا .
ياأكرم الاكرمين ، ويا أجود الاجودين ، وياخير الفاتحين ، ويا أرحم
الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويااسرع الحاسبين ، ويا أهل التقوى والمغفرة ،
يا معدن الجود والكرم ، يا الله صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك و
سفيرك وخيرتك من بريتك وصفوتك من خلقك وزكيك وتقيك ونجيك وسخيك
وولي عهدك ، ومعدن سرك ، وكهف غيبك ، الطاهر الطيب المبارك الزكي الصادق
الوفي العادل البار المطهر المقدس البدر المضئ والسراج اللامع ، والنور الساطع
والحجة البالغة ، ونورك الانور ، وحبلك الاطول ، وعروتك الوثقى ، وبابك الادنى ،
ووجهك الاكرم ، وحجابك الاقرب .
اللهم صل عليه وعلى آل طه ويس واخصص وليك ووصي نبيك وأخا رسولك
ووزيره ، وولي عهدك لمام المتقين ، وخاتم الوصيين لخاتم النبيين محمد بالصلاة
عليه وعلى ابنته البتول ، وعلى سيدي شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين ،
وعلى الائمة الراشدين المهديين ، وعلى النقباء الاتقياء البررة الفاضلين المهذبين
[213]
الامناء الخزنة ، وعلى خواص ملائكتك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل
والصافين والحافين والكروبيين والمسبحين وجميع ملائكتك في سمواتك وارضك
أكتعين .
وصل على أبينا آدم وأمنا حوا ، ومن بينهما من النبيين والمرسلين
واخصص محمدا بأفضل الصلاة والتسليم ، اللهم إني ابرء إليك من أعدائهم ومعانديهم
وظالميهم ، اللهم وال من والاهم ، وعاد من عاداهم ، وانصر من نصرهم ، واخذل
من خذلهم ، عبادك المصطفين الاخيار الاتقياء البررة ، اللهم احشرني مع من أتولى
وأبعدني ممن أتبرء وأنت تعلم ما في ضمير قلبي من حب أوليائك وبغض أعدائك
وكفى بك عليما .
اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا ، اللهم اجزهما
عني بأفضل الجزاء ، وكافهما عني بأفضل المكافاة ، اللهم بدل سيئاتهم حسنات ،
وارفع لهم بالحسنات الدرجات ، اللهم صيرناإلى ما صاروا إليه ، فأمر ملك الموت ان
يكون بنا رحيما .
اللهم اغغفر لي ولجميع إخواننا المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات
الاحياء منهم والاموات ، تابع بيننا وبينهم بالخيرات ، إنك مجيب الدعوات ، و
ولي الحسنات ، يا أرحم الراحمين .
اللهم لا تخرجني من هذه الدنيا إلا بذنب مغفور ، وسعي مشكور ، وعمل
متقبل ، وتجارة لن تبور ، اللهم أعتقني من النار ، واجعلني من طلقائك وعتقائك
من النار ، اللهم اغفر مامضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، اللهم
كن لي وليا وحافظا وناصرا ومعينا ، واجعلني في حرزك وحفظك وحمايتك و
كنفك ودرعك الحصين وفي كلاءتك ، عز جارك وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك ، ولا
معبود سواك .
اللهم من أرادني بسوء فأرده ، اللهم واردد كيده في نحره ، اللهم بتر عمره ، وبدد
شمله ، وفرق جمعه ، واستأصل شافته ، واقطع دابره ، وقتر عليه رزقه ، وابله بجهد
[214]
البلاء ، واشغله بنفسه ، وابتله وعياله وولده ، واصرف عني شره ، واطبق عني
فمه ، وخذ منه أخذ من أخذ من أهل القرى وهي ظالمة ، واجعلني منه على حذر
بحفظك وحياطتك ، ادفع عني كيده ومكره ، واكفنيه واكف ما أهمني من أمر
دنياي وآخرتى .
اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني ، اللهم أصلحني واصلح شأني ، واصلح
فساد قلبي ، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري ولا تشمت بي الاعداء ولا
الحاسدين ، اللهم بغناك لا تحوجني إلى أحد سواك ، وأغنني بفضلك علي عن فضل
من سواك ، يا قريب يا مجيب يا الله أنت الله لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت
سوء وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
اللهم اظهر الحق وأهله ، واجعلني ممن أقول به وأنتظره ، اللهم قوم
قائم آل محمد ، واظهر دعوته برضا من آل محمد ، اللهم اظهر رأيته ، وقو عزمه ، وعجل
خروجه ، وانصر جيوشه ، واعضد أنصاره ، وابلغ طلبته ، وأنجح أمله ، وأصلح شأنه ،
وفرب أوانه ، فانك تبدي وتعيد ، وأنت الغفور الودود .
اللهم املا به الدنيا قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، اللهم انصر جيوش
المؤمنين وسراياهم ومرابطيهم حيث كانوا ، وأين كانوا من مشارق الارض ومغاربها
وانصرهم نصرا عزيزا ، وافتح لهم فتحا يسيرا ، واجعل لنا ولهم من لدنك سلطانا
نصيرا ، اللهم اجعلنا من أتباعه والمستشهدين بين يديه ( 1 ) .
اللهم العن الظلمة والظالمين ، الذين بدلوا دينك ، وحرفوا كتابك ، و
غيروا سنة نبيك ، ودرسوا الآثار ، وظلموا أهل بيت نبيك ، وقاتلوهم وتعدوا
عليهم ، وغصبوا حقهم ، ونفوهم عن بلدانهم ، وأزعجوهم عن أوطانهم ، من الطاغين
والباغين والقاسطين والمارقين والناكثين وأهل الزور والكذب الكفرة الفجرة .
اللهم العن أتباعهم وجيوشهم وأصحابهم وأعوانهم ومحبيهم وشيعتهم ، واحشرهم
إلى جهنم زرقا ، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب ، وجميع المشركين ومن ضارعهم
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع في ذلك ج 84 ص 217 218 .
[215]
من المنافقين ، فانهم يتقلبون في نعمك ، ويجحدون آياتك ، ويكذبون رسلك ، و
يتعدون حدودك ، ويدعون معك إلها آخر ، لا إله إلا أنت سبحانك وتعاليت عما
يقولون علوا كبيرا .
اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والنفاق والرئاء ، ودرك الشقاء ،
وسوء القضاء ، وشماتة الاعداء ، وسوء المنقلب ، اللهم تقبل مني كما تقبلت من
الصالحين ، والحقني بهم يا ارحم الراحمين ، اللهم افسح لي في أجلي وأوسع لي
في رزقي ، ومتعني بطول البقاء ، ودوام العز ، وتمام النعمة ، ورزق واسع ، وأغنني
بحلالك عن حرامك ، واصرف عني السوء والفحشاء والمنكر ، اللهم افعل بي ما
أنت أهل ، ولا تفعل بي ما أنا أهله لا تأخذني بعدلك ، وخذ علي بعفوك ورحمتك و
رأفتك ورضوانك .
اللهم لا تردنا خائبين ، ولا تقطع رجاءنا ولا تجعلنا من القانطين ، ولا محرومين
ولا مجرمين ولا آيسين ولا ضالين ولا مضلين ولا مطرودين ولا مغضوبين ، آمنا العقاب
واطمانن بنا دارك دار السلام .
اللهم إني أتوسل إليك بهم ، وأتقرب إليك وأتوجه إليك ، اللهم اجعلني
بهم وجيها ، اللهم اغفر لي بهم وتجاوز عن سيئاتي بهم وارحمنا بهم ، واشفعني بهم
اللهم إني أسئلك بهم حسن العافية ، وتمام النعمة في الدنيا والآخرة ، إنك على
كل شئ قدير ، اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وتب علينا وعافنا ، واعصمنا وارزقنا وسددنا
واهدنا وأرشدنا ، وكن لنا ولا تكن علينا ، واكفنا ما أهمنا من أمر دنيانا وآخرتنا


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 215 سطر 19 الى ص 223 سطر 18

ولا تضلنا ولا تهلكنا ، ولا تضعنا ، واهدنا إلى سواء الصراط ، وآتنا ما سالناك وما
لم نسألك ، وزدنا من فضلك إنك أنت المنان .
يا الله ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، أستغفر
الله وأتوب إليه ، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم فانك انت الاعز الاكرم ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) فقه الرضا : 5655 .
[216]
وقال عليه السلام في موضع آخر : ثم استك ( 1 ) فروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لولا
أن يشق على أمتي لاوجبت السواك في كل صلاة ، وهو سنة حسنة .
ثم توضأ فاذا أردت أن تقوم إلى الصلاة فقل : " بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ،
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله " .
ثم ارفع يديك فقل : " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، و
بالائمة الراشدين المهديين من آل طه ويس ، واقدمهم بين يدي حوائجي كلها
فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، ولا تعذبني بهم ، وارزقني
بهم ، ولا تضلني بهم ، وارفعني بهم ، ولا تضعني بهم ، واقض حوائجي بهم في الدنيا والآخرة
إنك على كل شئ قدير وبكل شئ عليم .
ثم افتتح بالصلاة وتوجه بعد التكبير فانه من السنة الموجبة في ست صلوات
وهي أول ركعة من صلاة الليل ، والمفردة من الوتر ، وأول ركعة من ركعتي الزوال
وأول ركعة من نوافل المغرب ، وأول ركعة من ركعتي الاحرام ، وأول ركعة من
ركعات الفرائض .
واقرء في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، وفي الثانية بقل يا
أيها الكافرون ، وكذلك في ركعتي الزوال وفي الباقي ما أحببت ، وتقرا في ركعتي الشفع
سبح اسم ربك ، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ، وفي الوتر قل هو الله أحد .
وروي أن الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة مثل صلاة المغرب ، وروي أنه
واحد وتوتر بركعة ، وتفصل ما بين الشفع والوتر بسلام ( 2 ) .
فان قمت من الليل ولم يكن عليك وقت بقدر ما تصلي صلاة [ الليل على ]
ما تريد فصلها وأدرجها إدراجا ، وإن خشيت أن يطلع الفجر فصل ركعتين وأوتر
في ثالثة ، فان طلع الفجر فصل ركعتي الفجر وقد مضى الوتر بما فيه .
وان كنت صليت الوتر وركعتي الفجر ، ولم يكن طلع الفجر فأضف اليها ست
* ( هامش ) * ( 1 ) زاد في المصدر : والسواك واجب .
( 2 ) فقه الرضا ص 13 س 4 13 .
[217]
ركعات ، وأعد ركعتي الفجر وقد مضى الوتر بما فيه وإن كنت صليت من صلاة الليل
أربع ركعات قبل طلوع الفجر ، فأتم الصلاة طلع الفجر أم لم يطلع .
وإن كان عليك قضاء صلاة الليل فقمت وعليك الوقت بقدر ما تصلي الفائتة من
صلاة الليل ، فابدأ بالفائتة ثم صل صلاة ليلتك ، وإن كان الوقت بقدر ما تصلي
واحدة فصل صلاة ليلتك لئلا تصيرا جميعا قضاء ، ثم اقض الصلاة الفائتة
من الغد .
واقض ما فاتك من صلاة الليل اي وقت شئت من ليل أو نهار ، إلا في وقت الفريضة
وإن فاتك فريضة فصلها إذا ذكرت ، فان ذكرتها وأنت في وقت فريضة أخرى فصل التي
أنت في وقتها ثم تصلي الفائتة ( 1 ) .
بيان : " المرجا " على بناء المفعول بالتشديد من قولهم رجيته ترجية بمعنى
رجوته " وتجارة لن تبور " اي لن تكسد ، والبتر قطع الشئ قبل الاتمام ، والتفعيل
للمبالغة ، والتبديد التفريق ذكره الجوهري ، وقال : فرق الله شمله اي ما اجتمع من
أمره ، وقال : الشافة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب يقال : في المثل استاصل
الله شأفته اي أذهبه الله كما أذهب تلك القرحة بالكي ، وقال : قطع الله دابرهم اي آخر
من بقي منهم انتهى .
وأبلاه يكون في الخير والشر " وخذ منه " في بعض النسخ " وخذه أخذ
القرى " وهو أوفق بالآية قال سبحانه : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي
ظالمة " ( 2 ) " وأبلغ طلبته " اي أكملها أو أبلغه إليها .
قوله : " وادرجها " اي خففها وعجل بها بترك السورة والاذكار والادعية
المستحبة كما ذكره الاصحاب ، قال في الذكرى : لو خاف ضيق الوقت خفف بالحمد
وحدها ، كما روي ( 3 ) عن أبي عبدالله عليه السلام لو ظن عدم اتساع الزمان لصلاة الليل
* ( هامش ) * ( 1 ) فقه الرضا ص 13 س 2619 .
( 2 ) هود : 102 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 170 .
[218]
اقتصر على الوتر ، وقضى صلاة الليل لرواية محمد بن مسلم ( 1 ) عن أبي جعفر عليه السلام .
ولو طلع الفجر ولما يتلبس من صلاة الليل بشئ فالمشهور في الفتوى تقديم
الفريضة لرواية إسحاق بن جابر ( 2 ) عن أبي عبدالله عليه السلام في المنع من الوتر بعد طلوع
الفجر ، وروى عمر بن يزيد ( 3 ) وإسحاق بن عمار ( 4 ) في تقديم صلاة الليل والوتر
على الفريضة وإن طلع الفجر .
قال الشيخ : هذه رخصة لمن أخر لاشتغاله بشئ من العبادات ، قال في المعتبر
اختلاف الفتوى دليل التخيير ، يعني بين فعلها قبل الفرض وبعده ، وهو قريب من
قول الشيخ .
ولو كان قد تلبس بما دون الاربع فالحكم كعدم التلبس ، ولو تبلس باربع
قدمها مخففة لرواية محمد بن النعمان ( 5 ) عن أبي عبدالله عليه السلام إذا صليت أربع ركعات
من صلاة الليل قبل طلوع الفجر فأتم الصلاة طلع أو لم يطلع مع أنه قد روى يعقوب
البزاز ( 6 ) قال : قلت له : أقوم قبل الفجر بقليل فأصلي أربع ركعات ثم أتخوف أن
ينفجر الفجر ، أبدأ بالوتر أو أتم الركعات ؟ قال : بل أوتر ، وأخر الركعات حتى
تقضيها في صدر النهار ، ويمكن حملهاعلى الافضل كما صرح به الشيخ انتهى كلامه
زيد إكرامه .
وما ذكر من عدم تقديم صلاة الليل على الفريضة مع عدم التلبس بالاربع هو
المشهور بين الاصحاب ، وقد وردت أخبار كثيرة في التقديم ، والجمع بالتخيير الذي
اختاره في المعتبر حسن ، ويمكن الجمع بحمل النهي على المدامة والتجويز على الندرة
* ( هامش ) * ( 1 ) الكافى ج 3 ص 449 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 171 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 170 .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص 171 .
( 65 ) التهذيب ج 1 ص 170 .
[219]
كما يومي إليه ما ورد في بعض الروايات " ولا تجعل ذلك عادة " ( 1 ) أو النهي على ما
إذا أوجب خروج وقت فضيلة الفريضة .
وأما حمل تقديم الوتر مع التلبس بالاربع على الافضلية ففيه نظر ، والاولى
الحمل على التخيير مطلقا أو حمل تقديم الوتر على ما إذا خشي انفجار الفجر ولم
ينفجر بعد ليقع الوتر في وقته ، والاتمام على ما إذا انفجر الفجر ، والاخير أوفق .
ثم اعلم أن المشهور أن آخر وقت صلاة الليل طلوع الفجر الثاني ، والمنقول
عن المرتضى رضي الله عنه أن آخره طلوع الفجر الاول وهو ضعيف .
قوله عليه السلام : " فأضف إليها " قال في الذكرى : ولو ظن الضيق فشفع وأوتر و
صلى ركعتي الفجر ثم تبين بقاء الليل بناستا على الشفع وأعاد الوتر منفردة ، وركعتى
الفجر قاله المفيد رحمه الله ، وقال علي بن بابويه : يعيد ركعتي الفجر لا غير ، و
قال في المبسوط : لو نسي ركعتين من صلاة الليل ثم ذكر بعد أن أوتر قضاهما و
أعاد الوتر .
وكأن الشخصين نظرا إلى أن الوتر خاتمة النوافل ليوترها ، وقد روى
إبراهيم بن عبدالحميد ( 2 ) عن بعض أصحابه ( 3 ) عن أبي عبدالله عليه السلام فيمن ظن
الفجر وأوتر ثم تبين الليل أنه يضيف إلى الوتر ركعة ثم يستقبل صلاة الليل ثم
يعيد الوتر ، وروى علي بن عبدالله ( 4 ) عن الرضا عليه السلام قال : إذا كنت في صلاة الفجر
فخرجت ورأيت الصبح فزد ركعة إلى الركعتين اللتين صليتهما قبل واجعله وترا ، وفيه
* ( هامش ) * ( 1 ) روى الشيخ في الاستبصار ج 1 ص 143 والتهذيب ج 1 ص 170 باسناده عن عمر
ابن يزيد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام أقوم وقد طلع الفجر ، فان أنا بدأت بالفجر
صليتها في أول وقتها وان بدأت بصلاة الليل والوتر صليت الفجر في وقت هؤلاء ، فقال :
ابدا بصلاة الليل والوتر ولا تجعل ذلك عادة .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 232 .
( 3 ) زاد في التهذيب : وأظنه اسحاق بن غالب .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص 232 .
[220]
تصريح بجواز العدول من النفل إلى النفل ، لكن ظاهره أنه بعد الفراغ كما ذكر مثله في الفريضة
ويمكن حمل الخروج على رؤية الفجر في أثناء الصلاة كما حمل الشيخ الفراغ في
الفريضة على مقاربة الفراغ انتهى .
وأقول : حمل الخروج على رؤية الفجر في غاية البعد ، ويحتمل أن يكون
المراد نافلة الفجر أي إذا أوقعت نافلة الفجر لظن قرب الفجر ، وتركت صلاة الليل
ثم خرجت فرأيت الصبح قد طلع فلا تترك الوتر وأضف إليهما ركعة ليصير المجموع
وترا وصل بعدها ركعتي نافلة الفجر ثم صل الفجر وعدول النية في النافلة بعد الفعل
لا دليل على نفيه كما أشار ره إليه .
ويحتمل أن يكون المراد بها فريضة الفجر أي صلى الفريضة ظانا دخول الوقت
فلما خرج رأى أنه أول طلوع الفجر ، فعلم وقوع صلاته قبل الوقت فأجاب عليه السلام بأن
ما فعل قبل ذلك يحسبها نافلة ويضيف إليها ركعة لتصير وترا ثم يصلي نافلة الفجر و
فريضته ، هذا ما خطر بالبال والوجهان قريبان .
وقال بعض الافاضل : الصواب الليل مكان الفجر يعني إذا كنت قد صليت
من صلاة الليل ركعتين فرأيت الصبح فاجعله وترا .
28 الذكرى : عن ابن أبي قرة ، عن زرارة أن رجلا سأل أمير المؤمنين
عليه السلام عن الوتر أول الليل فلم يجبه ، فلما كان بين الصبحين خرج أمير المؤمنين
عليه السلام إلى المسجد فنادى : أين السائل عن الوتر ؟ نعم ساعات الوتر هذه ، ثم
قام فأوتر ( 1 ) .
بيان : قال في الذكرى : وقت الوتر آخر الليل بعد الثماني ، ثم ذكر هذه
الرواية وروايات أخر في ذلك ثم قال : وروى إسماعيل بن جابر ( 2 ) عن أبي عبدالله
عليه السلام أوتر بعد ما يطلع الفجر ؟ قال : لا ، وقد روى ( 3 ) عمر بن يزيد ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) الذكرى 124 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 171 ، الاستبصار ج 1 ص 143 .
( 3 ) قد مر متنه نقلا عن التهذيب آنفا .
[221]
أبي عبدالله عليه السلام فعل صلاة الليل والوتر بعد الفجر ، ولا تجعله عادة ، وهو محمول على
الضرورة كما قاله الشيخ ، ويجوز تقديم الوتر أول الليل حيث يجوز تقديم صلاة الليل
وأفضل أوقاته بعد الفجر الاول .
29 دعوات الراوندى : عن عثمان بن عيسى قال : شكى رجل إلى أبي
الحسن الاول عليه السلام فقال : إن لي زحيرا لا يسكن ، فقال : إذا فرغت من صلاة الليل
فقل : اللهم ما عملت من خير فهو منك لاحمد لي فيه ، وما عملت من سوء فقد حذرتنيه
لا عذر لي فيه ، اللهم إني أعوذ بك أن أتكل على ما لا حمد لي فيه ، وآمن مما لا
عذر لي فيه ( 1 ) .
30 مجمع البيان : روي علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن محمد
ابن يوسف ، عن أبيه قال : سأل رجل أبا جعفر عليه السلام وأنا عنده فقال له : جعلت فداك
إني كثير المال ، ليس يولد لي ولد ، فهل من حيلة ؟ قال : نعم استغفر ربك سنة في
آخر الليل مائة مرة ، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار ، فان الله يقول :
" استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم
بأموال وبنين " ( 2 ) .
31 عدة الداعى : روي ابن اببي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له ، ويتأكد بعد الفراغ
من صلاة الليل يقول وهو ساجد : اللهم رب الفجر ، والليالي العشر ، والشفع
والوتر ، والليل إذا يسر ، ورب كل شئ ، وإله كل شئ ، ومليك كل شئ ، صل
على محمد وآل محمد ، وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله ،
يا أهل التقوى وأهل المغفرة ( 3 ) .
وعنهم عليهم السلام : الا صلوات الله على المتسحرين والمستغفرين بالاسحار ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) دعوات الراوندى مخطوط .
( 2 ) مجمع البيان ج 10 ص 361 والاية في سورة نوح : 1210 .
( 3 ) عدة الداعى ص 128 .
( 4 ) راجع أمالى الطوسى ج 2 ص 111 ، التهذيب ج 1 ص 408 .
[222]
32 - ارشاد القلوب : سئل ابوجعفر الباقر عليه السلام . عن وقت صلاة الليل ،
فقال : الوقت الذي جاء عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : ينادي فيه منادي الله
عزوجل : هل من داع فاجيبه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ قال السائل : وما هو ؟
قال : الوقت الذي وعد يعقوب فيه بنيه بقوله ( سوف أستغفر لكم ربي ) ( 1 ) قال :
وما هو ؟ قال : الوقت الذي قال الله فيه ( والمستغفرين بالاسحار ) ( 2 ) ان صلاة الليل
في آخره أفضل منها قبل ذلك ، وهو وقت الاجابة ، وهي هدية المؤمن إلى ربه ،
فأحسنوا هداياكم إلى ربكم ، يحسن الله جوايزكم ، فانه لايواظب عليها الا مؤمن
او صديق ( 3 ) .
33 - دعائم الاسلام : عن ابي عبدالله عليه السلام قال : صل صلاة الليل متى شئت
من اول الليل او من آخره ، بعد ان تصلي العشاء الاخرة ، وتوتر بعد صلاة
الليل ( 4 ) .
وعن امير المؤمنين عليه السلام قال : من اصبح ولم يوتز فليوتر اذا أصبح ، يعني
يقضيه اذا فاته ( 5 ) .
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام انه رخص في صلاة الوتر في المحمل ( 6 ) .
وعن الصادق عليه السلام انه سئل عن رجل من صلحاء مواليه شكا ما يلقى من النوم
وقال : اني اريد القيام لصلاة الليل فيغلبني النوم ، حتى أصبح فربما قضيت صلاة
الليل في الشهر المتتابع والشهرين ، فقال ابوعبدالله عليه السلام قرة عين له والله ، ولم
يرخص له في الوتر اول الليل ، وقال : الوتر قبل الفجر ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) يوسف 98
( 2 ) آل عمران 17
( 3 ) ارشاد القلوب 146 ، وفي الكمباني دعائم الاسلام وهو سهو .
( 4 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 139
( 5 - 6 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 203
( 7 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 204
[223]
وعنه عليه السلام في قول الله عزوجل : " والشفع والوتر " ( 1 ) قال : الشفع الركعتان
والوتر الواحدة التي يقنت فيها ( 2 ) .
وقال : يسلم من الركعتين ويأمر إن شاء وينهى ويتكلم بحاجته ويتصرف
فيها ثم يوتر بعد ذلك بركعة واحدة يقنت بعد الركوع ، ويجلس ويتشهد ويسلم ثم
يصلي ركعتين جالسا ولا يصلي بعد ذلك صلاة حتى يطلع الفجر ، فيصلي ركعتي
الفجر ( 3 ) .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يقرء في الركعتين من الوتر في الاولى سبح
اسم ربك الاعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ، وفي الثالثة التي يقنت فيها بقل
هو الله أحد وذلك بعد فاتحة الكتاب ( 4 ) .
وعن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : قنوت الوتر بعد الركوع في الثالثة ، وترفع
يديك وتبسطهما وترفع باطنهما دون وجهك وتدعو ( 5 ) .
بيان : صلاة الليل في أوله محمول على ذوي الاعذار كما عرفت ، وكما يدل
عليه ما بعده ، وكون قنوت الوتر بعد الركوع محمول على التقية ، وأما قنوت الشفع
فذهب بعض المتأخرين كصاحب المدارك والشيخ البهائي قدس الله روحهما إلى
عدم استحبابه ، لما رواه ابن سنان ( 6 ) في الصحيح عن ابي عبدالله عليه السلام أنه قال في
القنوت : وفي الوتر في الركعة الثالثة ويشكل تخصيص العمومات الكثيرة الدالة على كون
القنوت في كل ثنائية بهذا المفهوم الضعيف ، وخصوص رواية رجاء بن أبي الضحاك ( 7 )
يؤيدها ، ويمكن حمله على التقية والاظهر عندي استحبابه .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 223 سطر 19 الى ص 231 سطر 18

34 الهداية : وقت صلاة الليل إذا دخل الثلث الاخير من الليل ، وهي إحدى
عشرة ركعة ، منها ثمان ركعات صلاة الليل ، وركعتا الشفع ، وركعة الوتر تقرء في
( 1 ) سورة الفجر : 3 .
( 52 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 205 .
( 6 ) التهذيب ج 1 ص 159 .
( 7 ) عيون الاخبار ج 2 ص 181 وسيأتي بلفظه .
[224]
كل ركعة ما تيسر لك من القرآن ، لان الله عزوجل قال : " فاقرؤا ما تيسر
من القرآ " ( 1 ) .
ومن صلى الركعتين الاوليين من صلاة الليل بالحمد وثلاثين مرة قل هو الله
أحد في كل ركعة انفتل وليس بينه وبين الله عزوجل ذنب إلا غفر له ( 2 ) .
وقال الصادق عليه السلام : من استغفر الله في الوتر سبعين مرة كتبه الله عنده من
المستغفرين بالاسحار ( 3 ) .
وصل ركعتي الفجر قبل الفجر وعنده وبعده ( 4 ) .
35 جنة الامان : قال السيد بن طاوس في تتمات المصباح : روى عبدالرحمن
بن كثير عن الصادق عليه السلام قال : كان أبي يقرء في الشفع والوتر بالتوحيد ( 5 ) .
قال : وذكر السيد رحمة الله عليه أن صلاة الليل لا يكون إلا بعد نصف الليل
إلا لذوي الاعذار ، ولم يرخص في الوتر أول الليل وقضاؤها بالنهار أفضل من تقديمها
أول الليل ولان تناتم وأنت تقول : أقوم وأوتر خير من أن تقول قد فرغت ، روي
ذلك عنهم عليهم السلام ( 6 ) .
ومنه : عن الصادق عليه السلام قال : من قال في وتره " أستغفر الله وأتوب إليه "
سبعين مرة وهو قائم وواظب على ذلك حتى يمضي له سنة كتب عنده تعالى من المستغفرين
بالاسحار ووجبت له الجنة ( 7 ) .
عنه عليه السلام من قال آخر قنوته في الوتر : " أستغفر الله وأتوب إليه " مائة مرة
أربعين ليلة كتبه الله من المستغفرين بالاسحار ( 8 ) .
وعن الباقر عليه السلام إذا أنت انصرفت من الوتر فقل : " سبحان ربي القدوس العزيز
* ( هامش ) * ( 1 ) الزمل : 20 .
( 42 ) الهداية : 35 .
( 65 ) جنة الامان ( مصباح الكفعمى ) 52 في الهامش .
( 87 ) مصباح الكفعمى : 53 في الهامش .
[225]
الحكيم " ثلاث مرات ( 1 ) .
36 كتاب عبدالله الكاهلى : عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : صلاة الليل ثلاث عشر ركعة : منها ركعتا الغداة الركعتان اللتان عند الفجر ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي قبل طلوع الفجر .
37 العياشى : عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من داوم على صلاة الليل
والوتر ، واستغفر الله في كل وتر سبعين مرة ثم واظب على ذلك سنة كتب من
المستغفرين بالاسحار ( 2 ) .
ومنه : عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قول الله تبارك وتعالى :
" والمستغفرين بالاسحار " قال : استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله في وتره سبعين مرة ( 3 ) .
[ ومنه : عن عمر بن يزيد ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : من قال في آخر الوتر في
السحر " أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة ] و ( 4 ) داوم على ذلك سنة كتبه الله من
المستغفرين بالاسحار ( 5 ) .
وفي رواية أخرى عنه ووجبت له المغفرة ( 6 ) .
ومنه : عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من
استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع فدام على ذلك سنة كان من المستغفرين
بالاسحار ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) جنة الامان ص 54 في الهامش .
( 2 ) تفسير العياشى ج 1 ص 165 في آية آل عمران : 17 تحت الرقم 12 .
( 3 ) المصدر نفسه ، والحديث يتم هنا كما رواه في التهذيب ج 1 ص 172 ، ج 2
ص 130 ط نجف ، وما ذكر بعده في طبعة الكمبانى تتمة لحديث آخر كما أضفناه في
الصلب .
( 4 ) أضفناه من المصدر ، وقد كان نسخة الكمبانى هناك مختلطا والحديث بهذا اللفظ
مروى في المحاسن : 53 ، ومع الزيادة في الفقيه ج 1 ص 309 .
( 75 ) تفسير العياشى ج 1 ص 165 .
[226]
ومنه : عن مفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك تفوتني
صلاة الليل فأصلي الفجر فلي أن أصلي بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصلاة وأنا في
صلاة قبل طلوع الشمس ؟ قال : نعم ، ولكن لا تعلم به أهلك فيتخذونه سنة فيبطل قول
الله عزوجل " والمستغفرين بالاسحار " ( 1 ) .
بيان : يدل على جواز إيقاع قضاء النوافل بعد صلاة الفجر ، وهو المشهور
لانها ذات سبب ، وعدم لعلام الاهل لعدم جرأتهم على ترك صلاة الليل في وقتها ،
ويدل على جواز إخفاء بعض الاحكام إذا تضمن إظهارها مفسدة .
38 الكافى : في الصحيح عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوتر
ما يقرء فيهن جميعا قال : بقل هو الله أحد قلت : في ثلاثتهن ؟ قال : نعم ( 2 ) .
39 التهذيب : في الصحيح ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت
أبا عبدالله عليه السلام عن القراءة في الوتر قال : كان بيني وبين أبي باب فكان إذا صلى يقرء
في الوتر بقل هو الله أحد في ثلاثتهن ، وكان يقرء قل هو الله أحد فاذا فرغ منها قال :
كذلك الله ربي ( 3 ) .
وفي الصحيح أيضا عنه عليه السلام قال : كان أبي يقول قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
وكان يحب أن يجمعها في الوتر ليكون القرآن كله ( 4 ) .
وفي الصحيح عن يعقوب بن يقطين قال : سألت العبد الصالح عليه السلام عن القراءة
في الوتر وقلت : إن بعضا روى قل هو الله أحد في الثلاث وبعضا روى المعوذتين وفي
الثالثة قل هو الله أحد ، فقال : اعمل بالمعوذتين وقل هو الله أحد ( 5 ) .
أقول : الاخبار في قراءة التوحيد في الثلاث كثيرة والعمل بكل منها
حسن .
40 دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله
يقوم من الليل مرارا ، وذلك أشد القيام ، كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى ج 1 ص 165 .
( 2 ) الكافى ج 3 ص 449 .
( 53 ) التهذيب ج 1 ص 171 .
[227]
وسواكه فوضع عند رأسه مخمرا ثم يرقد ما شاء الله ، ثم يقوم فيستاك ويتوضؤ و
يصلي أربع ركعات ، ثم يرقد ما شاء الله ثم يقوم فيتوضؤ ويستاك ويصلى اربع ركعات
يفعل ذلك مرارا حتى إذا قرب الصبح أوتر بثلاث ثم صلى ركعتين جالسا .
وكان كلما قام قلب بصره في السماء ثم قرء الآيات من سورة آل عمران " إن
في خلق السموات والارض " إلى قوله : " لا تخلف الميعاد " ثم يقوم إذا طلع الفجر
فيتطهر ويستاك ويخرج إلى المسجد فيصلي ركعتى الفجر ويجلس إلى أن يصلي
الفجر ( 1 ) .
وعن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح
صلاته بركعتين خفيفتين ، ثم يسلم ويقوم فيصلي ما كتب الله له ( 2 ) .
وعن جعفر بن محمد أنه قال : كان أبي رضوان الله عليه إذا قام من الليل أطال
القيام ، وإذا ركع أو سجد أطال حتى يقال : إنه قدم نام ، فما يفجأنا منه إلا وهو
يقول : " لا إله إلا الله حقا حقا ، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا يا عظيم إن عملي
ضعيف فضاعفه ، يا كريم يا جبار ، اغفر لي ذنوبي وجرمي ، وتقبل عملي ، يا جبار
يا كريم إني أعوذ بك أن أخيب أو أحمل جرما ( 3 ) .
توضيح : اعلم أن الاصحاب ذهبوا إلى أن صلاة الليل كلما كانت أقرب من
الفجر فهو افضل ( 4 ) ونقل في المعتبر والمنتهى إجماع الاصحاب ، ويدل عليه بعض
الاخبار ، وقد دلت أخبار كثيرة على أن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام كانوا يشرعون
في صلاة الليل بعد نصف الليل بلا فصل كثير ، ويؤكدها كثير من الروايات الدالة
على فضيلة ذلك الوقت ، وأنها ساعة الاستجابة .
وقال ابن الجنيد : يستحب الاتيان بصلاة الليل في ثلاثة أوقات لقوله تعالى :
* ( هامش ) * ( 21 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 211 .
( 3 ) المصدر ج 1 ص 212 .
( 4 ) لعلهم يريدون بذلك صلاة الوتر وفاقا لاخبار كثيرة .
[228]
" ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار " ( 1 ) ولما رواه معاوية بن وهب ( 2 ) في
الصحيح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وذكر صلاة النبي صلى الله عليه وآله قال : كان يأتي بطهور
فيخمر عند رأسه ، ويوضع سواكه عند فراشه ، ثم ينام ما شاء الله ، فاذا استيقظ جلس
ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران : " إن في خلق السموات
والارض " الاية ثم يستن ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر
قراءته ركوعه ، وسجوده على قدر ركوعه ، يركع حتى يقال متى يرفع رأسه ؟ و
يسجد حتى يقال : متى يرفع رأسه ، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ
فيجلس فيتلوا الآيات من آل عمران ، ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم
إلى المسجد فيصلي اربع ركعات كما ركع قبل ذلك ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء
الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الايات من نل عرمان ويقلب بصره في السماء ثم يستن
ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر فيصلي الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة .
ثم إن بعض الاخبار يدل على الجمع ، فيمكن الجمع بينهما بأن التفريق
من خصائصه صلى الله عليه وآله أو يكون الجمع محمولا على التجويز ، أو على من خاف في
التاخير الترك .
ويؤيد الاخير ما رواه الكليني ره ( 3 ) في الحسن كالصحيح عن الحلبي
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه و
سواكه يوضع عند رأسه مخمرا ، فيرقد ما شاء الله ، ثم يقوم ويستاك ويتوضؤ ويصلي
اربع ركعات ثم يرقد ثم يقوم ويستاك ويتوضؤ ويصلي أربع ركعات ثم يرقد حتى
إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين ، ثم قال : " لقد كان لكم في رسول
الله أسوة حسنة " قلت : متى كان يقوم ؟ قال : : بعدثلث الليل .
قال الكليني : وقال في حديث آخر : بعد نصف الليل .
* ( هامش ) * ( 1 ) طه : 130 .
( 2 ) التهذيب ج 1 ص 231 .
( 3 ) الكافى ج 3 ص 445 .
[229]
وأما الاخبار الدالة على استحباب التأخير فيمكن حملها على من لا يفرق ،
أو على الوتر كما يومي إليه بعض الاخبار ، وأما الركعتان قبل الليل ، فقد
ذكرهما الاصحاب في كتب الدعوات ، وليست بمحسوبة من صلاة الليل وسيأتي
شرحها وكيفيتها .
41 العلل : لمحمد بن علي بن إبراهيم : سئل أبوعبدالله عليه السلام ما العلة في
قراءة قل هو الله أحد في الوتر ثلاث مرات ؟ فقال : العلة فيه أن قل هو الله أحد ثلث
القرآن ، وإذا قرئت ثلاث مرات يكون قاريها قد قرء القرآن كله في الوتر .
42 كتاب المحاسن : كان أبوالحسن عليه السلام إذا قام إلى محرابه في الليل قال :
" اللهم إنك خلقتني سويا ، وربيتني صبيا وجعلتني غنيا مكفيا ، اللهم إني
وجدت فيما أنزلته في كتابك ، وبشرت به عبادك ، أن قلت : " يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون " وقد كان
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون " وقد كان
مني اللهم ما علمت وما أنت أعلم به مني ، فواسوأتاه مما أحصاه كتابك ، فلولا
المواقف التي أرجو فيها عفوك ، الذى شمل كل شئ لالقيت بيدي ، ولو أن أحدا
استطاع الهرب من ذنبه ، لكنت أنا أحق بالهرب منه ، حيث لا يقدر ، ولكن كيف
لي بذلك وأنت لا يعزب عنك مثقال ذرة إلا أتيت بها ، وكفى بك جازيا ، وكفى
بك حسيبا .
اللهم إنك طالبي إن هربت ، ومدركي إن فررت ، فها أنا بين يديك عبد
ذليل خاضع راغم ، إن تعذبنى فانى لذلك أهل ، وهويا رب منك عدل ، وإن تغفر
قانك تغفر قبيحا فلتسعني رحمتك وعفوك ، وألبسنى عافيتك .
وأسألك بالحسنى من اسمائك ، وبما وارت الحجب من بهائك ، أو ترحم هذه
النفس الجزوعة ، وهذا البدن الهلوع ، الذي لا يستطيع حر شمسك فكيف يستطيع
حر نارك ، والذي لا يستطيع صوت رعدك فكيف يستطيع صوت غضبك ، فارحمنى
اللهم إني امرء حقير ، وخطرى يسير ، إن تعذبني فلم يزد عذابي في ملكك مثقال
[230]
ذرة ، ولو كان ذلك لسألتك الصبر على ذلك ، وأحببت أن يكون الملك لك ، و
لكن سلطانك أعظم وملكك أدوم من أن يزيد فيه طاعة المطيعين ، أو ينقص منه معصية
المذنبين ، فاغفر لي يا أرحم الراحمين ، وصل على محمد وأهل بيته ، واجزه عنا أفضل
ما جزيت المرسلين يا رب العالمين ( 1 ) .
بيان : هذا هو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة السجادية صلوات الله
على من ألهمها بأدنى تغيير في بعض الفقرات ، والسوءة في الاصل العورة ، وما لا يجوز
أن ينكشف من الجسد ، ثم نقل إلى كل كلمة أو فعلة قبيحة أو فضيحة لقبحها ، كأنه
قيل لها تعال يا سوءة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضريني فيها ، وهي حال إحصاء
الكتاب علي من القبايح والاعمال السيئة .
وفي القاموس شملهم الامر كفرح ونصر عمهم انتهى " لالقيت بيدي " اي إلى
الهلاك كما قال تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ( 2 ) أو تركت طلب المغفرة
قال الجوهري القيته اي طرحته ، تقول ألقه من يدك ، وألق به من يدك انتهى ، و
الحسيب فعيل بمعنى مفعل ، من قولهم احسبني الشئ اي كفاني ، وفي الصحيفة بعد
قوله : " عدل : وإن تعف عني فقديما شملني عفوك ، والبستني عافيتك اسئلك اللهم
بالمخزون من أسمائك الخ أو ترحم أي إلا أن ترحم وفي الصحيفة إلا رحمت .
43 المناقب لابن شهر اشوب ( 3 ) والخرائج للراوندى : عن حماد بن
حبيب الكوفى القطان ، قال : خرجنا سنة حجاجا فرحلنا من زبالة ، فاستقبلتنا ريح
سوداء مظلمة ، فتقطعت القافلة فتهت في تلك البراري ، فانتهيت إلى واد قفر ، وجنني
الليل ، فآويت إلى شجرة .
فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب عليه أطمار بيض ، قلت : هذا ولي من أولياء
الله متى أحس بحركتي خشيت نفاره فأخفيت نفسي ، فدنا إلى موضع فتهيأ إلى الصلاة
* ( هامش ) * ( 1 ) لم نجده في المحاسن ، ولعل في ذكر الكتاب سهوا .
( 2 ) البقرة : 195 .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 142 .
[231]
وقد نبع له ماء ، فوثب قائما يقول : " يا من حاز كل شئ ملكوتا ، وقهر كل
شئ جبروتا ، صل على محمد وآل محمد وأولج قلبي فرح الاقبال عليك ، والحقني بميدان
المطيعين لك " ودخل في الصلاة فتهيأت أيضا وقمت خلفه وإذا أنا بمحراب في ذلك
الوقت قدامه ، وكلما مر بآية فيها الوعد والوعيد يرددها بانتحاب وحنين ، فلما
تقشع الظلام قام فقال : " يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا وأمه الخائفون فوجدوه
معقلا ، ولجأ إليه العابدون فوجدوه موئلا ، متى راحة من نصب لغيرك بدنه ، ومتى
فرج من قصد غيرك همه ، إلهى قد انقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا ، ولا
من حياض مناجاتك صدرا ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي أولى الامرين بك " .
فتعلقت به فقال : لو صدق توكلك ما كنت ضالا ، ولكن اتبعني واقف اثري
وأخذ بيدي فخيل لي أن الارض تمتد من تحت قدمى ، فلما انفجر عمود الصبح
قال : هذه مكة ، قلت : من أنت بالذي ترجوه ؟ فقال : أما إذا أقسمت فأنا علي
ابن الحسين ( 1 ) .
بيان : الوطر الحاجة ، والصدر بالتحريك الاسم من قولك صدرت من الماء
والمصدر الصدر بالتسكين .
44 العيون : بالاسناد المتقدم ، عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان
الرضا عليه السلام في طريق خراسان إذا فرغ من تعقيب العشاء وسجد سجدتي الشكر أوى
إلى فراشه ، فاذا كان الثلث الاخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير
والتهليل والاستغفار ، فاستاك ثم توضأ ثم قام إلى صلاة الليل فصلى ثمان ركعات يسلم


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 231 سطر 19 الى ص 239 سطر 18

في كل ركعتين : يقرء في الاوليين منها في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد
ثلاثين مرة .
ثم يصلي صلاة جعفر بن ابي طالب اربع ركعات ويقنت في كل ركعتين في
الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ، ويحتسب بها من صلاة الليل ، ثم يقوم فيصلى
الركعتين الباقيتين يقرء في الاولى الحمد وسورة الملك ، وفي الثانية الحمد وهل أتى
* ( هامش ) * ( 1 ) الخرائج ص 195 .
[232]
على الانسان ، ثم يقوم فيصلي ركعتى الشفع يقرء في كل ركعة منها الحمد مرة وقل
هو الله أحد ثلاث مرات ، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فاذا سلم قام
وصلى ركعة الوتر فيتوجه فيها ، ويقرء فيها الحمد وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، و
قل أعوذ برب الفلق مرة واحدة ، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة وقل هو الله
مرة واحدة .
ويقول في قنوته : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، و
عافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شر ما قضيت
فانك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت
ربنا وتعاليت ، ثم يقول : " استغفر الله وأسأله التوبة " سبعين مرة ، فاذا سلم جلس
في التعقيب ما شاء الله فاذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر ( 1 ) .
بيان : هذه الرواية أيضا تدل على استحباب قراءة التوحيد ثلاثين مرة في
كل من الركعتين الاوليين من صلاة الليل ، ولا ينافي استحباب قراءة الجحد والتوحيد
بل هومخير بينهما .
وقال الشهيد قدس الله روحه في النفلية : يستحب قراءة التوحيد ثلاثين مرة
في أولتي صلاة الليل أو في الركعتين السابقتين عليهما ، وقال الشهيد الثاني روح الله
روحه في شرحه فانه يستحب صلاة ركعتين قبل الشروع في صلاة الليل وإنما ردد
المصنف بينهما لما تقدم من استحباب قراءة الجحد والتوحيد في أوليي صلاة الليل
فاستحباب قراءة غيرهما فيهما يظهر منه التنافي ، فحمله بعضهم على الركعتين السابقتين
عليهما ، ونقله المصنف في بعض فوائده عن شيخه عميد الدين ، والواقع في الرواية
إنما هوصلاة الليل فردد المصنف لذلك ، مع أنه يمكن رفع المنافاة بكون كل
واحد منهما مستحبا فيتخير المصلي فيهما ، أو بأن يجمع بينهما ، فان غايته القران ،
وهو في النافلة جائز بغير خلاف بل غير مكروه .
وقال في الذكرى بعد حكمه بحسن جميع ما وردت به النصوص في ذلك :
* ( هامش ) * ( 1 ) عيو الاخبار ج 2 ص 182181 .
[233]
فينبغي للمتهجد أن يعمل بجميع الاقوال في مختلف الاحوال .
45 المتهجد : عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا أردت صلاة الليل ليلة الجمعة
فاقرء في الركعة الاولى الحمد وقل هو الله أحد ، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها
الكافرون ، وفي الثالثة الحمد والم السجدة ، وفي الرابعة الحمد ويا ايها المدثر ، و
في الخامسة الحمد وحم السجدة ، وفي السادسة الحمد وسورة الملك ، وفي السابعة
الحمد ويس ، وفي الثامنة الحمد والواقعة ، ثم توتر بالمعوذتين وقل هو الله
أحد ( 1 ) .
46 المتهجد وغيره : فاذا نظر إلى السماء فليقل " اللهم إنه لا يواري
منك ليل ساج ، إلى آخر ما مر من الآيات من آل عمران ( 2 ) .
قالوا : ويستحب أيضا أن يقول : يانور النور ، يا مدبر الامور ، يامن يلى
التدبير ، ويمضى المقادير ، أمض مقاديرى في يومى هذا إلى السلامة والعافية ( 3 ) .
ويستحب أيضا أن يقول إذا نظر إلى السماء : " يا من بنى السماء بأيده ،
وجعلها سقفا مرفوعا ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا من فرش الارض
وجعلها مهادا ، يا من خلق الزوجين الذكر والانثى ، اجعلني من الذاكرين لك ،
والخائفين منك .
اللهم أنزل علي من بركات السماء ، وافتح لى أبواب رحمتك ، وأغلق عني
أبواب نقمتك ، وعافني من شر فسقة سكان الهواء ، وسكان الارض ، إنك كريم
وهاب ، سبحانك ما اعظم ملكك ، وأقهر سلطانك ، وأغلب جندك ، سبحانك وبحمدك
ماأعز خلقك وأغفلهم عن عظيم آياتك ، وكثير خزائنك ، سبحانك ما أوسع خزائنك
وسبحانك وبحمدك صل على محمد وآله ، واجعلني لك من الذاكرين ، ولا تجعلني
من الغافلين ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 190189 .
( 2 ) مر في الباب السابق ص 187 .
( 43 ) مصباح المتهجد ص 89 .
[234]
فاذا فرغ من وضوئه قال : " الحمد لله رب العالمين ، اللهم اجعلني من التوابين
واجعلني من المتطهرين " .
ثم ليقل : بسم الله وبالله ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم اجعلني ممن
يحب الخيرات ، ويعمل بها ، ويعين عليها ، ويسارع إلى الخير ويعمل به ويعين عليه
وأعني على طاعتك وطاعة رسولك ، صلواتك عليه وآله ، وأعوذ بك من الشر وعمله ،
وأعوذ بك من سخطك والنار ( 1 ) .
فاذا أراد دخول المسجد فليقل : بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وما شاء الله
وخير الاسماء لله توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم
اجعلني منعمار مساجدك ، وعمار بيوتك ، اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن
أمتك افتقرت إلى رحمتك وأنت غني عني وعن عذابي ، تجد منخلقك من تعذبه
ولا أجد من يغفر لي غيرك ، ظلمت نفسي وعملت سوء فاغفر لي وارحمني وتب علي إنك
أنت التواب الرحيم .
اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وأغلق عني باب معصيتك ، اللهم أعطنى في
مقامي هذا جميع ما اعطيت أولياءك وأهل طاعتك ، واصرف عني جميع ما صرفت
عنهم من شر ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما
حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا
أنت مولينا فانصرنا على القوم الكافرين .
اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك ، وارزقني نصر آل محمد صلى الله عليه وآله ، وثبتني على أمرهم
وأصلح ذات بينهم ، واحفظهم من بين أيديهم ومنخلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ،
وامنعهم من أن يوصل إليهم بسوء ، وإياي .
اللهم عبدك وزائرك في بيتك ، وعلى كل مأتي إكرام زائره فياخير من طلبت
منه الحاجات ورغب إليه ، أسألك يا الله يا رحمن يا رحيم ، برحمتك التي وسعت
كل شئ ، وبحق الولاية ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعطيني فكاك رقبتي
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 90 .
[235]
من النار .
اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد واقدمهم بين يدي حوائجي ، فاجعلني
عندك اللهم بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، اللهم اجعل صلواتي بهم
مقبولة ، ودعائي بهم مستجابا ، وذنبي بهم مغفورا ، ورزقي بهم مبسوطا ، وحوائجى
بهم مقضية ، وانظر إلي بوجهك الكريم نظرة رحمية أستوجب بها الكرامة عندك ،
ثم لا تصرفه عني أبدا برحمتك ، يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك
ودين ملائكتك ، ولاتزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لى من لدنك رحمة إنك
أنت الوهاب .
إليك توجهت ، ومرضاتك طلبت ، وثوابك ابتغيت ، وبك آمنت وعليك توكلت
اللهم فأقبل إلي بوجهك ، وأقبل بوجهي إليك اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك ، و
أتمم علي نعمتك وفضلك ، فانك أحق المنعمين أن تتم نعمتك وفضلك علي
لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك .
ثم تقرء آية الكرسى والمعوذتين ، وسبح لله سبعا ، واحمد الله سبعا ، و
كبر الله سبعا ، وهلل الله سبعا ، ثم تقول : اللهم لك الحمد على ماهديتنى ، ولك الحمد
على ما فضلتني ، ولك الحمد على ما شرفتنى ، ولك الحمد على كل بلاء حسن ابتليتنيه ،
اللهم تقبل صلاتى ودعائي وطهر قلبي ، واشرح صدري ، وتب علي إنك أنت
التواب الرحيم ( 1 ) .
بيان : أقول : قد مر بعض الادعية للوضوء وغيره في الباب السابق ، والايد
القوة ، وفي النهاية المسامع جمع مسمع وهو آلة السمع ، أو جمع سمع على غير
قياس كمشابه وملامح ، والمسمع بالفتح خرقها انتهى " وأصلح ذات بينهم " ذات
الشئ حقيقته أي حقيقة احوال تكون بينهم ، والمعنى أصلح ما بينهم من الاحوال
حتى تكون أحوال الفقة ومحبة واتفاق ومودة .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 9290 .
[236]
وحكي عن الاخفش أنه قال في قوله تعالى : " وأصلحوا ذات بينكم " ( 1 )
إنما أنثوا ذات لان بعض الاشياء قد يوشع له اسم مؤنث ، ولبعضها اسم مذكر ، كما
قالوا دار وحايط أنثوا الدار ، وذكروا الحايط انتهى .
والغرض هنا إما طلب إصلاح ما يكون بينهم وبين غيرهم بتقدير في الكلام ،
أو إصلاح الامور المتعلقة بأنفسهم ، أو المراد بالآل ما يعم غير المعصومين أيضا وهو
أظهر على أنه قد يكون الدعاء لامر لا بد من أن يكون بدونه أيضا ، كما قيل في
قوله سبحانه " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أوأخطانا " ( 2 ) على بعض الوجوه " بحق الولاية "
أي ولايتي لآل محمد عليهم السلام .
47 المتهجد والجنة والبلد الامين والمكارم والدعائم : كان على
ابن الحسين عليهما السلام يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون :
" الهى غارت ( 3 ) نجوم سمائك ، ونامت عيون أنامك ، وهدأت أصوات عبادك
وأنعامك ، وغلقت الملوك عليها أبوابها ( 4 ) ، وطاف عليها حراسها ، واحتجبوا
عمن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة ، وأنت إلهي حي قيوم لا تأخذك سنة ولا
نوم ، ولا يشغلك شئ عن شئء ، أبواب سمائك لمن دعاك مفتحات ، وخزائنك غير
مغلقات ، وأبواب رحمتك غير محجوبات ، وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل
هي مبذولات فأنت إلهى الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين سألك ، ولا تحتجب
عن أحد منهم أرادك ، لا وعزتك وجلالك لا تختزل حوائجهم دونك ، ولا يقضيها
أحد غيرك .
إلهى وقد ترانى ووقوفي وذل مقامى وتعلم سريرتى وتطلع على ما في قلبي
* ( هامش ) * ( 1 ) الانفال : 1 .
( 2 ) البقرة : 286 .
( 3 ) في الدعائم : مارت ، من مار الشئ يمور مورا ، وجعل " غارت " خ ل .
( 4 ) في الدعائم : وهدأت أصوات عبادك وغلقت ملوك بنى أمية عليها أبوابها وطاف
عليها حجابها واحتجبوا " .
[237]
وما يصلح به أمر آخرتى ودنياي ، إلهى إن ذكرت الموت ( 1 ) وهول المطلع والوقوف
بين يديك نغصني مطعمي ومشربي ، وأغصنى بريقى ، وأقلقنى عن وسادي ، ومنعنى
رقادي ، وكيف ينام من يخاف بيات ( 2 ) ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار
بل كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ، ويطلب قبض روحه ( 3 )
بالبيات أو في آناء الساعات " ثم يسجد ويلصق خده بالتراب وهو يقول أسألك الروح
والراحة عند الموت والعفو عني حين ألقاك " ( 4 ) .
أقول : دعاء السجود في الدعائم هكذا " رب أسألك الراحة والروح عند
الموت والمصير إلى الرحمة والرضوان " ( 5 ) .
بيان : " هدأت " أي سكنت ، والانتجاع طلب المعروف " غير محظورات "
أي ممنوعات ، والاختزال الاقتطاع ، وانخزل الشئ انقطع ، ونغص عليه العيش
تنغيصا كدره ، وأغصنى بريقي من الغصة بالضم ، وهي الشجى في الحلق ، وهي كناية
عن كمال الخوف والاضطراب ، اي صيرني بحيث لا أقدر على أن أبلع ريقى ، وقد وقف
في حلقى ، وأقلقه أزعجه .
وقال الجوهري : بات يفعل كذا إذا فعله ليلا كما يقال : ظل يفعل كذا ،
إذا فعله بالنهار ، وبيت العدو أي أوقع بهم ليلا والاسم البيات ، والطارق الذي
يجئ بالنهار ، وقد يطلق على الاعم كما هنا .
" أوفي آناء الساعات " ( 6 ) اي أجزاؤها أو في بعض الساعات قال الجوهري : آناء
* ( هامش ) * ( 1 ) في الدعائم : الهى وترقب الموت وهول المطلع .
( 2 ) في الدعائم : بغتات .
( 3 ) زاد في الدعائم : حثيثا بالبيات .
( 4 ) مصباح المتهجد : 92 ، جنة الامان الواقية ( مصباح الكفعمى ) : 5049
البلد الامين : 3635 ، مكارم الاخلاق ، 399340 .
( 5 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 212 و 213 .
( 6 ) كان في الدعائم : " أو في أية الساعات " .
[238]
الليل ساعاته ، قال الاخفش : واحدها إني مثل معى ، وقال بعضهم : واحدها إني وانويقال
مضى إينان من الليل وإنوان .
48 المتهجد : صلاة الحاجة تصلى في جوف الليل فتطهر للصلاة طهورا
سابغا ، واخل بنفسك ، وأجف بابك ، وأسبل سترك ، وصف قدميك بين يدي مولاك
وصل ركعتين تحسن فيهما القراءة تقرء في الاولى الحمد وسورة الاخلاص ، وفي الثانية
الحمد وقل يا ايها الكافرون ، وتحفظ من سهو يدخل عليك ، فاذا سلمت بعدها
فسبح الله تعالى ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، واحمد الله تعالى ثلاثا وثلاثين تحميدة ، وكبر
الله اربعا وثلاثين تكبيرة ، وقل :
" يا من نواصى العباد بيده ، وقلوب الجبابرة في قبضته ، وكل الامور لا يمتنع
من الكون تحت إرادته ، يدبرها بتكوينه إذا شاء كيف شاء ، ما شاء الله كان أنت الله
ما شئت من أمر يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
رب قد دهمني ما قد علمت ، وغشيني ما لم يغب عنك ، فان اسلمتني هلكت ، و
إن أعززتني سلمت ، اللهم إني أسطو باللواذ بك على كل كبير ، وأنجو من مهاوي
الدنيا والآخرة بذكري لك في آناء الليل وأطراف النهار ، إلهي بك أتعززعلى كل
عزيز ، وبك اصول على كل جبار عنيد ، وأشهد أنك إلهي وإله آبائي وإله
العالمين .
سيدي إنك ابتدأت بالمنح قبل استحقاقها ، فاخصصني بتوفيرها وإجزالها ، بك
اعتصمت ، وعليك عولت ، وبك وثقت ، وإليك لجأت ، اله الله الله ربي لا أشرك به شيئا
ولا أتخذ من دونه وليا .
ثم تخر ساجدا وتقول : أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ، قال فخذ
أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك
سعيا وقال أعلم أن الله عزيز حكيم .
ثم تقول : اللهم إليك يؤم ذو الآمال ، وإليك يلجأ المتضام ، وأنت الله
مالك الملوك ، ورب كل الخلايق ، أمرك نافذ بغير نافذ بغير عائق ، لانك أنت ذوالسلطان ،
[239]
وخالق الانس والجان أسألك أسألك حتى ينقطع النفس ثم تقول : ما أنت أعلم به
مني ثم تقول : إنك على كل شئ قدير ، اللهم يسر من أمري ما تعسر
وأرشدني المنهاج المستقيم ، وأنت الله السميع العليم ، فسهل لي كل شديد ووفقني
للامر الرشيد ، ثم تقول : افعل بي كذا وكذا ( 1 ) .
صلاة اخرى للحاجة : روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : من كانت له إلى الله تعالى
حاجة فليقم جوف الليل ، ويغتسل وليلبس اطهر ثيابه ، وليأخذ قلة جديدة ملاى
من ماء ويقرء عليها إنا أنزلناه في ليلة القدر عشر مرات ، ثم يرش حول مسجده و
موضع سجوده ، ثم يصلى ركعتين يقرء فيهما الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر في
الركعتين جميعا ثم يسال حاجته فانه حري أن تقضى إنشاء الله تعالى ( 2 ) .
49 المتهجد وغيره : روي عن الصادقين عليهما السلام أن من غفل عن صلاة الليل
فليصل عشر ركعات بعشر سور يقرء في الاولى الحمد ، والم تنزيل ، وفي الثانية الحمد
ويس ، وفي الثالثة الحمد والدخان ، وفي الرابعة الفاتحة واقتربت ، وفي الخامسة الحمد
والواقعة ، وفي السادسة الفاتحة وتبارك الذي بيده الملك ، وفي السابعة الحمد والمرسلات ،
وفي الثامنة الحمد وعم يتساءلون ، وفي التاسعة الحمد وإذا الشمس كورت ، وفي
العاشرة الحمد والفجر ، قال عليه السلام : من صلاها على هذه الصفة لم يغفل عنها ( 3 ) .
5 المتهجد وغيره : ذكر ركعتين قبل صلاة الليل روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال : ما من عبد يقوم من الليل فيصلي ركعتين ويدعو في سجوده لاربعين من اصحابه
يسمي بأسمائهم واسماء آبائهم إلا ولم يسال الله تعالى شيئا إلا أعطاه ( 4 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 239 سطر 19 الى ص 247 سطر 18

وكان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي أمام صلاة الليل ركعتين خفيفتين يقرء فيهما
بقل هو الله أحد في الاولى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون ويرفع يديه بالتكبير
ويقول :
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 95 .
( 2 و 3 ) مصباح المتهجد ص 96 .
( 4 ) مصباح المتهجد ص 93 .
[240]
أنت الملك الحق المبين ، ذوالعز الشامخ ، والسلط الباذخ ، والمجد الفاضل
أنت الملك القاهر الكبير القادر ، الغني الفاخر ، ينام العباد ولا تنام ، ولا تغفل ولا تسام
والحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل ، ذي الجلال والاكرام ، ذي الفواضل العظام
والنعم الجسام ، وصاحب كل حسنة ، وولي كل نعمة ، لم يخذل عند كل شديدة ،
ولم يفضح بسريرة ، ولم يسلم بجريرة ، ولم يخز في موطن ، ومن هولنا أهل البيت
عدة وردء عند كل عسير ويسير ، حسن البلاء ، كريم الثناء ، عظيم العفو عنا أمسينا
لا يغنينا أحد إن حرمتنا ، ولا يمنعنا منك أحد إن أردتنا ، فلا ترحمنا فضلك لقلة
شكرنا ولا تعذبنا لكثرة ذنوبنا ، وما قدمت أيدينا ، سبحان ذي الملك والملكوت
سبحان ذي العز والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت .
ثم يقرء ويركع ويسجد ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيقرء بفاتحة الكتاب و
سورة فاذا فرغ من القراءة بسط يديه وقال :
اللهم إليك رفعت أيدي السائلين ، ومدت أعناق المجتهدين ، ونقلت أقدام
الخائفين ، وشخصت ابصار العابدين ، وافضت قلوب المتقين ، وطلبت الحوائج يا مجيب
المضطرين ، ومعين المغلوبين ، ومنفس كربات المكروبين ، وإله المرسلين ، ورب
النبيين والملائكة المقربين ، ومفزعهم عند الاهوال والشدائد العظام اسئلك اللهم
بما استعملت به من قام بأمرك ، وعاند عدوك ، واعتصم بحبلك ، وصبر على الاخذ
بكتابك ، محبا لاهل طاعتك مبغضا لاهل معصيتك ، مجاهدا فيك حق جهادك
لم تأخذه فيك لومة لائم ثم ثبته بما مننت عليه فانما الخير بيدك وأنت تجزي به
من رضيت عنه ، وفسحت له في قبره ، ثم بعثته مبيضا وجهه ، قد أمنته من الفزع الاكبر
وهول يوم القيامة .
ثم يركع فاذا سلم كبر ثلاثا ثم يقول : اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني
فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك ، لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك
تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت وتعاليت
سبحانك يا رب البيت الحرام .
[241]
اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، وإن بيدك الممات والمحيا
وإن إليك المنتهى والرجعى ، ولنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى .
الحمد لله ذي الملك والملكوت ، والحمد لله ذي العز والجبروت ، والحمد
لله الحي الذي لا يموت ، الحمد لله العزيز الجبار الحكيم ، الغفار الواحد القهار
الكبير المتعال ، سبحان الله العظيم ، سبحان الله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن
له شريك في الملك ولا مثل ولا شبه ولا عدل .
يا الله يا رحمان ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا
إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا
واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد
إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا اصرف عنا عذاب
جهنم إن عذابها كان غراما ، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا
للمتقين إماما .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصل على ملائكتك المقربين وأنبيائك والصديقين
وأولي العزم من المرسلين ، الذين أوذوا في جنبك ، وجاهدوا فيك حق جهادك ، وقاموا
بأمرك ووحدوك ، وعبدوك حتى أتاهم اليقين .
اللهم عذب الكفرة الذين يصدون عن كتابك ، ويكذبون رسلك ، واجعل عليهم
رجزك وعذابك ، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي
أنعمت عليهم ، إله الحق آمين رب العالمين ، اللهم ارحم عبادك الصالحين ، من أهل
السموات والارضين ، يارب العالمين ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
عشر مرات ويسجد ( 1 ) .
بيان : الشامخ العالي والمرتفع كالباذخ ، والردء بالكسر العون ، قال
تعالى : " فأرسله معي ردء " ( 2 ) ذكره الجوهري ، وقال : شخص بصره فهو شاخص
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 9593 .
( 2 ) القصص : 34 .
[242]
إذا افتح عينيه وجعل لا يطرف ، وقال يقال أفضيت إذا خرجت إلى الفضاء ، وأفضيت إلى
فلان سري ، والمنظرة المرقبة ، وأنت بالمنظر الاعلى اي ترقب عبادك وتطلع عليهم
أو لا يصل إليك أفكار الخلائق وعقولهم .
والعزيز الغالب الذي لا يغلب ، وقيل : هو الذي لا يعادله شئ ، والجبار العظيم
الشأن في الملك والسلطان ، ولا يطلق على غيره تعالى إلا على وجه الذم أو الذي يجبر
الخلق ويقهرهم على ما يريد ، أو يجبر حالهم ويصلحهم كالذي يجبر الكسر ، والقهار
الشديد القهر والغلبة على العباد ، والمتعال حذفت الياء وأبقيت الكسرة دليلا عليها
وهو الذي جل عن كل وصف ، والاصر الذنب والضيق والشدة والعهد الشديد " كان
غراما " اي هلاكا أو ملازما .
51 مصباح السيد ابن الباقى قال بعد الدعاء المتقدم : كان أمير المؤمنين
عليه السلام يدعو بعد ركعتي الورد قبل صلاة الليل بهذا الدعاء : اللهم إليك حنت
قلوب المخبتين ، وبك أنست عقول العاقلين ، وعلكى عكفت رهبة العالمين ، وبك استجارت
أفئدة المقصرين ، فيا أمل العارفين ، ورجاء الآملين ، صل على محمد وآله الطاهرين
وأجرني من فضائح يوم الدين ، عند هتك الستور ، وتحصيل ما في الصدور ، وآنسني
عند خوف المذنبين ، ودهشة المفرطين ، برحمتك يا ارحم الراحمين .
فوعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتي إياك مخالفتك ، ولا عصيتك إذ عصيتك
وأنا بمكانك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولا بنظرك مستخف ، ولكن سولت لي
نفسي وأعانتني على ذلك شقوتي ، وغرني سترك المرخى علي فعصيتك بجهلي ، و
خالفتك بجهدي ، فمن الآن من عذابك من يستنقذني وبحبل من اعتصم إذا قطعت حبلك
عني ، واسوأتاه من الوقوف بين يديك غدا ، إذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا
أمع المخفين أجوز ، أم مع المثقلين أحط ، يا ويلتا كلما كبرت سني كثرت معاصي ،
فكم ذا أتوب وكم ذا أعود ، ما آن لي أن استحيي من ربي .
ثم يسجد ويقول ثلاث مائة مرة أستغفر الله ربي وأتوب إليه ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح ابن الباقى مخطوط .
[243]
بيان : المخف على بناء الافعال من خف حمله والمثقل من ثقل حمله .
52 الفقيه : قال الصادق عليه السلام : إذا أردت أن تقوم إلى صلاة الليل فقل :
اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، وآله ، واقدمهم بين يدي حوائجي ،
فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، اللهم ارحمني بهم ، ولا تعذبني
بهم ، ولا تضلني بهم ، وارزقني بهم ، ولا تحرمني بهم ، واقض لي حوائجي للدنيا والآخرة
إنك على كل شي ء قدير وبكل شئ عليم ( 1 ) .
بيان : " بنبيك " أي مستشفعا به " ولا تعذبني بهم " اي بمخالفتهم وعداوتهم ،
ويحتمل القسم في الجميع وإن كان بعيدا .
53 المتهجد : ويقوم إلى صلاة الليل ويتوجه في أول الركعة بسبع تكبيرات
على ما قدمناه .
ويستحب أن يقرء في الركعتين الاوليين في كل ركعة الحمد وثلاثين مرة قل هو
الله أحد ، وإن لم يمكنه قرء في الاولى الحمد وقل هو الله ، وفي الثانية الحمد وقل
يا أيها الكافرون ويقرء في الست البواقي ما شاء من السور الطوال ، مثل الانعام
والكهف والانبياء ويس والحواميم وما أشبه ذلك ، إذا كان عليه وقت كثير ، فان
ضاق الوقت اقتصر على الحمد وقل هو الله أحد ، ويستحب الجهر بالقراءة في صلاة
الليل ( 2 ) .
أقول : رأيت في بعض النسخ القديمة من مصباح الشيخ على الهامش منقولا
من خطه قدس سره هكذا : ويقرء في الركعة الثالثة والرابعة المزمل وعم ، وفي
الخامسة والسادسة مثل يس والدخان والواقعة والمدثر ، وفي السابعة والثامنة تبارك
وهل أتى ، ويسبح تسبيح الزهراء عقيب كل ركعتين ، ثم قال : في الاصل :
ومن كان له عدو يؤذيه فليقل في السجدة الثانية في الركعتين الاوليين : اللهم
إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وعرضني للمكاره ، اللهم فاصرفه عني بسقم
عاجل يشغله عني ، اللهم وقرب أجله ، واقطع اثره ، وعجل ذلك يا رب الساعة
* ( هامش ) * ( 1 ) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 306 .
( 2 ) مصباح المتهجد ص 96 .
[244]
الساعة ( 1 ) .
ومن طلب العافية فليقل في هذه السجدة : يا علي يا عظيم ، يا رحمن يا رحيم
يا سامع الدعوات ، يا معطي الخيرات ، صل على محمد وآل محمد ، وأعطني من خير الدنيا
والآخرة ما أنت أهله ، واصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله ، وأذهب عني
هذا الوجع ويسميه بعينه فانه قد غاظني وأحزننى " وألح في الدعاء فانه يعجل الله
لك في العافية إن شاء الله ( 2 ) .
54 دعوات الراوندى : قال الصادق عليه السلام : من طلب العافية فليقل في السجدة
الثانية من الركعتين الاوليين من صلاة الليل وذكر نحوه ( 3 ) .
بيان : الاظهر في الدعائين في السجدة الاخيرة كما في الكافي فانه روى بسند
فيه جهالة ، عن يونس ( 4 ) بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن لي جارا من
قريش من آل محرز قد نوه باسمى وشهرني كل ما مررت به ، قال هذا الرافضى يحمل
الاموال إلى جعفر بن محمد قال : فقال لى : ادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل وأنت
ساجد في الركعة الاخيرة من الركعتين الاوليين ، فاحمد الله عزوجل ومجده وقل
" اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بى وغاظنى وعرضنى للمكاره ، اللهم
اضربه بسهم عاجل تشغله به عنى ، إلى آخر الدعاء قال : فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا
فسألت أهلنا عنه قلت ما فعل فلان ؟ فقالوا فقالوا هو مريض ، فما انقضى آخر كلامى حتى
سمعت الصياح من منزله وقالوا : مات .
وروى بهذا السند ( 5 ) عن يونس قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك هذا
الذي قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله عزوجل لم يبتل به عبدا له فيه حاجة ،
فقال : لا ، لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الاصابع كان يقول هكذا ويمد مده و
يقول : يا قوم اتبعوا المرسلين .
* ( هامش ) * ( 21 ) مصباح المتهجد ص 97 .
( 3 ) دعوات الراوندى مخطوط .
( 4 ) الكافى ج 2 ص 512 .
( 5 ) الكافى ج 2 ص 565 .
[245]
قال : ثم قال : إذا كان الثلث الاخير من الليل في أوله فتوضأ وقم إلى صلاتك
التي تصليها فاذا كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين ، فقل وأنت ساجد :
ياعلي يا عظيم ، إلى آخر الدعاء ، قال : فما وصلت إلى الكوفة حتى ذهب
الله به كله .
والتنويه التشهير ، وقطع الاثر دعاء بالموت ، وغاظنى كما في أكثر النسخ أفصح
من أغاظنى كما في بعضها .
55 المتهجد وغيره : ويستحب أن يدعو عقيب هاتين الركعتين بهذا الدعاء :
اللهم إني أسئلك ولم يسأل مثلك ، أنت موضع مسألة السائلين ، ومنتهى رغبة الراغبين
أدعوك ولم يدع مثلك ، وأرغب إليك ولم يرغب إلى مثلك ، أنت مجيب دعوة المضطرين
وأرحم الراحمين ، أسئلك بأفضل المسائل ، وأنجحها وأعظمها ، يا الله يا رحمان
يا رحيم بأسمائك الحسنى ، وبأمثالك العليا ، ونعمك التي لا تحصى ، وبأكرم أسمائك
عليك ، وأحبها إليك ، وأقربها منك وسيلة ، وأشرفها عندك منزلة ، وأجزلها لديك
ثوابا ، واسرعها في الامور إجابة ، وباسمك المكنون الاكبر الاعز الاجل الاعظم
الاكرم ، الذي تحبه وتهواه وترضى عمن دعاك به ، فاستجبت له دعاءه ، وحق عليك
الا تحرم سائلك ، ولا ترده ، وبكل اسم هولك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان
العظيم ، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك ، وملائكتك وأنبياؤك ورسلك ، وأهل طاعتك
من خلقك ، أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأن تجعل فرج وليك وابن وليك ، وتعجل
خزي أعدائه . . . ويدعو بما يحب ( 1 ) .
بيان : ذكر ابن الباقى والكفعمى ( 2 ) وغيرهما هذا الدعاء مما يدعى به بعد
كل ركعتين ويدل كلام الشيخ على اختصاصه بالاوليين " وأنجحها " أي أقربها إلى
الاجابة " وبأسمائك الحسنى " أي الاسماء العظمى المستورة عن أكثر الخلق أو جميع
أسمائه تعالى أو صفاته الذاتية كالعلم والقدرة ، أو الاعم منها ومن الفعلية ، أو الاعم
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 9897 .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 51 .
[246]
منهما ومن أسمائه تعالى " وأمثالك العليا " كجميع ما مثل الله به في القرآن كآية النور
وشبهها ، أو الصفات الذاتية أو خلفاؤه من الانبياء والاوصياء ، فانهم عليهم السلام مثله
في وجوب الاطاعة ، أو في الاتصاف بما يشبه صفاته تعالى ، وإن كان سبحانه أجل من
أن يشبهه شئ ، وقد يطلق المثل على الحجة .
56 اختيار ابن الباقى : فاذا فرغ من هاتين الركعتين ، قال بعدهما ما كان
أمير المؤمنين عليه السلام يدعو به وهو :
إلهى نمت القليل فنبهني قولك المبين " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون
ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين
جزاء بما كانوا يعملون " فجانبت لذيذ الرقاد بتحمل ثقل السهاد ، وتجافيت طيب
المضجع بانسكاب غزير المدمع ، ووطئت الارض بقدمى ، وبؤت إليك بذنبى ، ووقفت
بين يديك قائما وقاعدا وتضرعت إليك راكعا وساجدا ، ودعوتك خوفا وطمعا ، ورغبت
إليك والها متحيرا .
أناديك بقلب قريح ، وأناجيك بدمع سفوح ، وأعوذ بك من قوتى ، والوذبك
من جرأتى ، وأستجير بك من جهلى ، وأتعلق بعرى أسبابك من ذنبى ، وأعمر بذكرك
قلبى ، إلهى لو علمت الارض بذنوبى لساخت بى والسموات لاختطفتنى والبحار لاغرتنى
والجبال لدهدهتنى ، والمفاوز لابتلعتنى .
إلهى اي تغرير اغتررت بنفسى ، واي جرءة اجترءت عليك يارب ، إلهى كل
من أتيته إليك يرشدنى ، وما من أحد إلا عليك يدلنى ، ولا مخلوق ارغب إليه إلا
وفيك يرغبنى ، فنعم الرب وجدتك ، وبئس العبد وجدتنى .
إلهى إن عاقبتنى فمن ذا الذي يملك العقوبة عنى ، وإن هتكتنى فمن ذا الذي
يستر عورتى ، وإن أهلكتنى فمن ذال الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن شئ من
أمره ، وقد علمت يا إلهى أن ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، وإنما
يعجل من يخاف الفوت ، ويحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك علوا كبيرا
فصل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا . . .
[247]
ثم تقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتى ، وتقبح
فيما أبطن لك سريرتى ، محافظا على رئاء الناس من نفسي ، فأرى الناس حسن
ظاهرى ، وأفضي إليك بسوء عملى ، تقربا إلى عبادك ، وتباعدا من مرضاتك ( 1 ) .
بيان : السهاد بالضم ضد الرقاد بالضم وهوالنوم .
57 المتهجد وغيره : ويستحب أن تدعو عقيب كل ركعتين على
التكرار :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت
ويحيى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، اللهم أنت الله نور
السموات والارض ، ولك الحمد ، وأنت رب السموات والارضين وما فيهن وما
بينهن وما تحتهن فلك الحمد ، اللهم أنت الحق ، ووعدك الحق ، والجنة حق
والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وإنك باعث من في القبور .
اللهم لك اسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وبك خاصمت ، وإليك
يا رب حاكمت ، اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة المرضيين ، وابدء بهم في
كل خير ، واختم بهم الخير ، وأهلك عدوهم من الجن والانس من الاولين و
الآخرين ، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ، واقض كل
حاجة هي لنا بأيسر التيسير ، وأسهل التسهيل ، في يسر وعافية ، إنك أنت الله لا
إله إلا أنت ، صل على محمد وآل محمد ، وعلى إخوته من جميع النبيين والمرسلين
وصل على ملائكتك المقربين ، واخصص محمدا وأهل بيت محمد بأفضل الصلاة والتحية


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 247 سطر 19 الى ص 255 سطر 18

والسلام ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وارزقني حلالا طيبا واسعا ،
من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، بما شئت وكيف شئت ، فانه يكون ماشئت
كما شئت .
ثم تسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، وتدعو بما تحب .
ثم تسجد سجدة الشكر وتقول فيها " اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم
* ( هامش ) * ( 1 ) اختيار ابن الباقى مخطوط .
[248]
الخالق الرازق المحيى المميت ، البدئ البديع ، لك الكرم ولك الجود ، ولك المن
ولك الامر وحدك لا شريك لك ، يا خالق يا رازق يامحيى يا مميت يا بدئ يا
بديع أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك
ووحشتى من الناس ، وأنسى بك وإليك .
ثم تقول : يا الله يا الله يا الله عشر مرات ، صل على محمد وآله ، واغفر لي
وارحمنى ، وثبتنى على دينك ودين نبيك ، ولا تزغ قلبى بعد إذ هديتنى ، وهب لى
من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . . ثم تدعو بعد ذلك بما شئت ( 1 ) :
ثم يقوم فيصلى ركعتين أخريين يقرؤ فيهما ما شاء وخصتا بقراءة المزمل وعم
يستاءلون فاذا سلم سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، ويدعو بعد ذلك فيقول :
إلهى أنا من قد عرفت شر عبد أنا ، وخير مولى أنت ، يا مخشى الانتقام ، يا
مخوف الاخذ ، يامرهوب البطش ، يا ولي الصدق ، يا معروفا بالخير ، يا قائلا
بالصواب ، أنا عبدك المستوجب جميع عقوبتك بذنوبى وقد عفوت عنها وأخرتني
بها إلى اليوم ، فليت شعري العذاب النار أو تتم نعمتك علي ؟ أما رجائي فتمام عفوك
وأما بعملى فدخول النار .
إلهى إن خشيت أن تكون علي ساخطا فالويل لى من صنعي بنفسى مع صنعك ( 2 )
بى لا عذر لى ، يا إلهي فصل على محمد وآله ، ولا تشوه خلقى بالنار ، يا سيدي ، صل
على محمد وآله ، ولا تصل جسدي بالنار ، يا سيدي صل على محمد وآله ، ولا تبدلنى
جلدا غير جلدي في النار يا سيدي صل على محمد وآله ، وارحم بدنى الضعيف ، و
عظمى الدقيق ، وجلدي الرقيق ، وأركانى التى لا قوة لها على حر النار ، يامحيطا
بملكوت السموات والارض ، صل على محمد وآله ، ولا تعذبنى بالنار يا سيدي
صل على محمد وآله ، واصحلنى لنفسى ، واصلحنى لاهلى ، واصلحنى لاخوانى ،
واصلح لى ما خولتنى واغفر لى خطاياى يا حنان يا منان ، صل على محمد وآله
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 98 .
( 2 ) من صنيعى بنفسى مع صنيعك [ صنيعتك ] خ ل .
[249]
وتحنن على برحمتك ، وامنن على باجابتك ، وافعل بى كذا وكذا . . وتذكر ما
تريد ثم تدعو بالدعاء الاول الذي هو عقيب كل ركعتين ، وقد تقدم ذكره .
ومما يختص عقيب الرابعة : اللهم املا قلبى حبا لك ، وخشية منك وتصديقا
بك ، وإيمانا بك ، وفرقا منك ، وشوقا إليك ، يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم حبب
إلى لقاءك ، وأحبب لقائى ، واجعل لى في لقائك خير الرحمة والبركة ، وألحقنى
بالصالحين ولا تخزنى مع الاشرار ، وألحقنى بصالح من مضى ، واجعلنى من صالح
من بقى ، واختم لى عملى بأحسنه ، وخذبى سبيل الصالحين ، وأعنى على نفسى
بما تعين به الصالحين على أنفسهم ، ولا تردنى في شر استنقذتنى منه يا رب
العالمين .
أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحيينى عليه وتوفنى عليه إذا توفيتنى ،
وتبعثنى عليه إذا بعثتنى ، وأبرئ قلبى من الرياء والسمعة والشك في دينك ، اللهم
أعطنى نصرا في دينك ، وقوة على عبادتك ، وفهما في حكمك ، وكفلين من رحمتك
وبيض وجهى بنورك ، واجعل غنائى في نفسى ، واجعل رغبتى فيما عندك ، وتوفين
في سبيلك على ملتك وملة رسولك صلواتك عليه وآله .
اللهم إنى أعوذ بك من الكسل والجبن والغفلة والذلة والقسوة والعيلة
والمسكنة ، وأعوذ بك من نفس لا تشبع ، وقلب لا يخشع ، ودعاء لا يسمع ، ومن
صلاة لا ترفع ، ومن عمل لا ينفع ، وأعيذ بك نفسى وأهلى ودينى وذريتى من
الشيطان الرجيم .
اللهم إنه لن يجيرنى منك أحد ، ولن أجد من دونك ملتحدا ، فلا تجعل
أجلى في شئ من عقابك ، ولا تردنى بهلكة ، ولا تردنى بعذاب ، أسئلك الثبات على
دينك ، والتصديق بكتابك ، واتباع سنة نبيك صلواتك عليه وآله ، اللهم
تقبل منى وأسألك أن تذكرنى برحمتك ولا تذكرنى بخطيئتى وتقبل منى ، وزدنى
من فضلك وجزيل ما عندك ، إنى إليك راغب .
اللهم اجعل جميع ثواب منطقى وثواب مجلسى رضاك واجعل عملى وصلاتى
[250]
خالصا لك ، واجعل ثوابى الجنة برحمتك ، واجمع لى جميع ما سالتك ، وزدنى من
فضلك ، إنى إليك راغب .
إلهى غارت النجوم ، ونامت العيون ، وأنت الحى القيوم ، لا يوارى منك
ليل ساج ولا سماء ذات ابراج ، ولا أرض ذات مهاد ، ولا بحر لجى ، ولا ظلمات بعضها
فوق بعض ، تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، أشهد بما شهدت به على نفسك ،
وشهدت به ملائكتك وأولوا العلم ، أنه لا إله أنت قائما بالقسط ، لا إله إلا أنت
العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الاسلام ، فمن لم يشهد بما شهدت به على نفسك ،
وشهدت به ملائكتك ، وأولوا العلم ، فاكتب شهادتى مكان شهادته .
اللهم أنت السلام ومنك السلام ، أسألك ياذا الجلال والاكرام ، أن تصلى
على محمد وآل محمد ، وأن تفك رقبتى من النار ، ثم يسجد سجدتى الشكر فيقول فيها
مائة مرة " ما شاء الله ما شاء الله " ثم يقول عقيب ذلك " يا رب أنت الله ما شئت من
أمر يكون ، فصل على محمد وآله ، واجعل فيما تشاء أن تعجل فرج آل محمد صلى الله
عليه وآله وعليهم ، وتجعل فرجى وفرج إخوانى مقرونا بفرجهم ، وتفعل بى كذا و
كذا . . . ويدعو بما يحب ( 1 ) .
بيان : الفرق بالتحريك الخوف " وخذبى سبيل الصالحين " الباء للتعدية اي
اجعلنى آخذا وسالكا سبيلهم ، قال في القاموس : الاخذ التناول والسيرة والعقوبة و
من أخذ إخذهم بكسر الهمزة ، وفتحها ، ورفع الذال ونصبها ، ومن أخذه أخذهم ،
ويكسر اي من ساير بسيرتهم وتخلق بخلايقهم " وأعنى على نفسى " أي أعنى على
الغلبة على النفس الامارة بالسوء ومشتهياتها لئلا تغلبنى .
وقال الجوهري : الكفل الضعف ، قال تعالى : " يؤتكم كفلين من رحمته " ( 2 )
ويقال إنه النصيب " واجعل غناي في نفسى " اي يكون غناى بقناعة نفسى بما
تعطينى ، وعدم رغبتها في ذخائر الدنيا ، لا بكثرة المال ، فانها تزيد الفقر وتعقب
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 10199 .
( 2 ) الحديد : 28 .
[251]
الوبال " بما عندك " اي من المثوبات والدرجات " في سبيلك " اي في الجهاد أومطلق
سبيل الطاعات ، والعيلة الفاقة .
وفي النهاية في الحديث " اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع " اي لا يستجاب
ولا يعتد به ، فكأنه غير مسموع ، والملتحد الملجأ " ولا تردنى " بالتخفيف فيهما
من الارادة ، وفي بعض النسخ بالتشديد فيهما من الرد اي لا تردنى إلى الآخرة حال
كونى متلبسا بالهلاك المعنوي ، وهو الكفر والضلال ، أو بعذاب أخروى أو الاعم
منه ومن الدنيوي والاول اظهر .
58 اختيار ابن الباقى : يقول عقيبهما : اللهم أنت الحى القيوم العلى
العظيم ، الخالق الرازق المحيى المميت المبدئ المعيد ، لك الحمد ولك المن
ولك الخلق ولك الامر ، وحدك لا شريك لك ، أسأل أن تصلى على محمد وآل محمد ،
وأنترحم ذلى بين يديك ، وتضرعى إليك ، ووحشتى من الناس ، وأنسى بك
يا كريم .
59 المتهجد ( 1 ) واختيار ابن الباقى : ثم يقوم فيصلى ركعتين أخريين
يقرء فيهما ما يشاء ، ويستحب أن يقرء فيهما كمثل يس والدخان والواقعة والمدثر
وإن احب غيرهما كان جائزا ، فاذا سلم سبح تسبيح الزهراء عليهم السلام ويدعو بالدعاء
الذي تقدم ذكره مما يكرر عقيب كل ركعتين ، ثم يدعو بما يختص عقيب
السادسة :
اللهم إني أسالك يا قدوس يا قدوس يا قدوس ، يا كهيعص ، يا أول الاولين
ويا آخر الآخرين ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا الله يا
رحمن يا رحيم يا الله يا الله يا الله ، صل على محمد وآل محمد واغفر لى الذنوب التى تغير
النعم ، واغفر لى الذنوب التى تنزل النقم ، واغفر لى الذنوب التى تورث الندم ، واغفر لى
الذنوب التى تحبس القسم ، واغفر لى الذنوب التى تهتك العصم ، واغفر لى الذنوب
التى تعجل الفناء ، واغفر لى الذنوب التى تنزل البلاء ، واغفر لى الذنوب التى تديل
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 101 .
[252]
الاعداء ، واغفر لى الذنوب التي تكشف الغطاء ، واغفر لى الذنوب التى تظلم
الهواء ، واغفر لى الذنوب التى تحبط العمل ، واغفر لى الذنوب التى لا يعلمها
إلا أنت .
اللهم إنه لا إله إلا أنت العلى العظيم ، ولا إله إلا أنت الحليم الكريم ، أدعوك
دعاء مسكين ضعيف ، دعاء من اشدت فاقته ، وكثرت ذنوبه ، وعظم جرمه ، وضعفت
قوته ، دعاء من لا يجد لفاقته سادا ، ولا لضعفه مقويا ، ولا لذنبه غافرا ، ولا لعثرته
مقيلا غيرك ، أدعوك متعبدا لك خاضعا ذليلا غير مستنكف ولا مستكبر ، بل بائس
فقير ، فصل على محمد وآله ، ولا تردنى خائبا ، ولا تجعلنى من القانطين .
اللهم إنى أسئلك العفو والعافية في دينى ودنياي وآخرتى ، اللهم صل على
محمد وآله ، واجعل العافية شعاري ودثارى ، وأمانا من كل سوء ، اللهم صل على محمد
وآل محمد ، وانظر إلى فقري ، وأجب مسئلتى ، وقربنى إليك زلفى ، ولا تباعدنى منك
والطف بى ولا تجفنى ، وأكرمنى ولا تهنى ، أنت ربى وثقتى ورجائى وعصمتى ، ليس
لى معتصم إلا بك ، وليس لى رب إلا أنت ، ولا مفر لى منك إلا إليك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واكفنى شر كل ذي شر ، واقض لى كل حاجة
وأجب لى كل دعوة ، ونفس عنى كل هم ، وفرج عنى كل غم ، وابدأ بوالدى .
وإخوانى وأخواتى من المؤمنين والمؤمنات ، وثن بى برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم يسجد سجدة الشكر فيقول فيها اثنتي عشر مرة " الحمد لله شكرا " ثم يقول :
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصل على علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن
الحسين ومحمد وجعفر وموسى وعلي والحسن والحجة عليهم السلام ، اللهم
لك الحمد على ما مننت به علي من معرفتهم ، وعرفتنيه من حقهم ، فاقض بهم حوائجى
ويذكرها ثم يقول : الحمد لله شكرا سبع مرات ( 1 )
توضيح : " الذنوب التى تغير النعم " الاوصاف إما توضيحية فان جميع
الذنوب مشتركة في تلك الاوصاف في الجملة ، أو احترازية ، فان بعضها اشد تأثيرا
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 103 .
[253]
في بعض الآثار من غيرها ، كما مر ( 1 ) عن الصادق عليه السلام أن التي تغير النعم البغى ،
والتى تورث الندم القتل ، والتى تنزل النقم الظلم ، والتى تهتك الستور شرب الخمر ،
والتى تحبس الرزق الزنا ، والتى تعجل الفناء قطيعة الرحم ، والتى ترد الدعاء وتظلم
الهواء عقوق الوالدين .
وفي خبر آخر ( 2 ) التى تعجل وتقرب الآجال وتخلى الديار هى قطيعة الرحم
والعقوق ، وترك البر ، وفي خبر آخر ( 3 ) إذ أفشى الزنا ظهرت الزلزلة ، وإذ افشى الجور
في الحكم احتبس القطر ، وإذا خفرت الذمة أديل لاهل الشرك من أهل الاسلام ، وإذا منعوا
الزكاة ظهرت الحاجة .
قوله عليه السلام : " التى تهتك العصم " المراد به إما رفع حفظ الله وعصمته عن الذنوب
التخلية بينه وبين الشيطان والنفس ، وإما برفع ستره الذي ستره به عن الملائكة والثقلين
كما في الاخبار أن الله تعالى يستر عبده بستر حتى إذا تمادى في المعاصى يقول الله
تعالى ارفعوا الستر عنه فيفضحه ولو في جوف بيته ، ويلعنه ملائكة السماء والارض ،
والحمل على الاول أولى ليكون كشف الغطاء تأسيسا .
والادالة الغلبة ، وتغيير النعم إزالتها كما قال سبحانه : " إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( 4 ) وإظلام الهواء إما محمول على الحقيقة ، بأن تحدث
منها الآيات السماوية التي توجبه . أو على المجاز فانه قد يعبر بذلك عن الشدائد
العظيمة ، فان الهواء قد اظلم في عينه لشدة ما لحقه من الهم والحزن ، والعثرة المرة
من العثار في المشى ، فاستعير للذنوب والخطايا ، وإقالة النادم هو أن يجيب المشترى
المغبون المستدعى لفسخ البيع إلى الفسخ فاستعمل في المغفرة لان العبد كأنه اشترى
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) راجع ج 73 ص 377366 باب علل المصائب والمحن ، والحديث الذى
أشار اليه مر تحت الرقم 11 من علل الشرايع ج 2 ص 271 ، معانى الاخبار ص 269
الاختصاص 238 .
( 3 ) مر في ج 96 ص 13 نقلا عن الخصال ج 1 ص 115 .
( 4 ) الرعد : 12 .
[254]
من الله العقوبة بذنبه ، فصار مغبونا فيطلب الاقالة منه تعالى .
والزلفى القرب ، مفعول مطلق من غير لفظ الفعل ، وفي النهاية الجفاء البعد
عن الشئ يقال جفاه إذا بعد عنه وأجفاه إذا أبعده ، والجفا أيضا ترك الصلة والبر
انتهى ، فيمكن أن يقرء هنا على بناء الافعال أيضا وبناء المجرد أظهر .
60 المتهجد : ثم تقوم فتصلى ركعتين فاذا سلمت سبحت تسبيح الزهراء
عليها السلام ، وقرأت الدعاء المقدم ذكره في عقيب كل ركعتين ، ويستحب أن يقرء
في هاتين الركعتين في الاولى تبارك الذي بيده الملك ، وفي الثانية هل أتى على
الانسان ، ويدعو في آخر سجدة من هاتين الركعتين " يا خير مدعو ، يا أوسع من
أعطى ، يا خير مرتجى ! ارزقنى وأوسع علي من رزقك ، وسبب لى رزقا واسعا من
فضلك ، إنك على كل شئ قدير " ( 1 ) .
فان أراد أن يدعو على عدو له فليقل في هذه السجدة " يا علي يا عظيم ، يا رحمان
يا رحيم ، أسئلك من خير الدنيا ومن خير أهلها ، وأعوذ بك من شر الدنيا ومن شر
أهلها ، اللهم اقرض أجل فلان بن فلان ، وابتر عمره ، وعجل له " وألح في الدعاء فان
الله يكفيك أمره ( 2 ) .
والدعاء الخاص عقيب الثامنة : يا عزيز صل على محمد وآله وارحم ذلى ، ياغني
صل على محمل وآله وارحم فقري ، بمن يستغيث العبد إلا بمولاه وإلى من يطلب العبد
إلا إلى مولاه ومن يرجو العبد غير سيده إلى من يتضرع العبد إلا إلى خالقه ، بمن
يلوذ العبد إلا بربه إلى من يشكو العبد إلا إلى رازقه .
اللهم ما عملت من خير فهو منك ، لاحمد لى عليه ، وما عملت من شر فقد
حذرتنيه ولا عذر لى فيه ، أسألك سؤال الخاضع الذليل ، وأسألك سؤال العائذ
المستقيل ، وأسألك سؤال من يقر بذنبه ، ويعترف بخطيئته ، وأسألك سؤال من
لا يجد لعثرته مقيلا ، ولا لضرة كاشفا ، ولا لكربه مفرجا ، ولا لغمه مروحا ولا لفاقته
سادا ، ولا لضعفه مقويا غيرك يا أرحم الراحمين .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) مصباح المتهجد : 103 .
[255]
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنى ممن رضيت عمله ، وقصرت أمله ، واطلت
أجله ، وأعطيته الكثير من فضلك الواسع ، وأظلت عمره ، وأحييته بعد الموت حياة
طيبة ، ورزقته من الطيبات ، وأسألك سيدي نعيما لا ينفد ، وفرحة لا يبيد ، ومرافقه
نبيك محمد وآل محمد ، وإبراهيم وآل إبراهيم في أعلى عليين في جنة الخلد .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقنى إشفاقا من عذابك يتجلى له قلبى ، و
تدمع له عينى ، ويقشعر له جلدى ويتجافى له جنبى ، وأجد نفعه في قلبى ، اللهم
صل على محمد وآل محمد ، وطهر قلبى من النفاق ، وصدري من الغش وأعمالى كلها من
الرياء ، وعينى من الخيانة ، ولسانى من الكذب ، وطهر سمعى وبصرى ، وتب علي
إنك أنت التواب الرحيم .
اللهم إني أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات ، واصلحت عليه
أمر الاولين والآخرين ، من أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك ، أو أتبع هواى
بغير هدى منك ، أو اوالى لك عدوا أو أعادي لك وليا أو أحب لك مبغضا ، أو ابغض
لك محبا ، أو أقول لحق هذا باطل ، أو أقول لباطل هو حق ، أو أقول للذين كفروا
هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا .
اللهم صل على محمد وآل محمد وكن بي رؤفا ، وكن بي رحيما ، وكن بي حفيا ، و
اجعل لي ودا ، اللهم اغفر لي ياغفار ، وتب علي يا تواب ، وارحمني يا رحمان ،
واعف عنى يا عفو ، وعافنى يا كريم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقنى في الدنيا
زهادة واجتهادا في العبادة ، ولقنى إياك على شهادة منقادة تسبق بشراها وجعها ، و


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 255 سطر 19 الى ص 263 سطر 18

فرحها ترحها ، وصبرها جزعها .
اي رب لقنى عند الموت بهجة ونضرة وقرة عين ، وراحة في الموت ، أي رب
لقنى في قبري ثبات المنطق ، وسعة في المنزل ، وقف بى يوم القيامة موقفا تبيض
به وجهى وتثبت به مقامي ، وتبلغني به شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، وانظر إلي
نظرة رحيمة كريمة استكمل بها الكرامة عندك في الرفيع الاعلى في اعلا عليين فان
بنعمتك تتم الصالحات .
[256]
اللهم إني ضعيف فصل على محمد وآل محمد ، وقوفي رضاك ضعفي ، وخذ إلى
الخير بناصيتي ، واجعل الايمان منتهى رضاي ، اللهم إني ضعيف ومن ضعف خلقت
وإلى ضعف اصير فما شئت لا ما شئت ، فصل على محمد وآل محمد ، ووفقني يارب أن
أستقيم .
اللهم رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، صل على محمد وآل محمد ، وامنن علي
بالجنة ، ونجني من النار ، وزوجني من الحور العين ، وأوسع علي من فضلك الواسع
اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ، ولا تجعل مصيبتي في ديني ،
ومن ارادني بسوء فاصرفه عني ، وألحق به مكره واردد كيده في نحره ، وحل بيني
وبينه ، واكفنيه بحولك وقوتك ، ومن أرادني بخير فيسر ذلك له ، واجزه عني خيرا
وأتمم علي نعمتك ، واقض لي حوائجي في جميع ما سالتك وأسألك لنفسي وأهلي وإخواني
من المؤمنين والمؤمنات ، واشركهم في صالح دعائي واشركني في صالح دعائهم ، وأبدأ بهم
في كل خير وثن بي يا كريم ( 1 ) .
بيان : " لا يبيد " أي لا يهلك " ولقني إياك " أي اجعلني القاك عند الموت
على تلك الحال ، والبهجة الحسن والفرح والسرور ، والنضرة الحسن والرونق ، وثبت
به مقامي أي لا أتزلزل ولا أرتعش خوفا ، أو تعين لي مقامي الذي أريده في الجنان
" والرفيع الاعلى " المرتفع الذي هو أعلى الدرجات في الآخرة ، والرفيع أيضا
الشريف .
وفي النهاية عليون اسم للسماء السابعة ، وقيل : اسم لديوان الملائكة الحفظة
ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد وقيل : هو اعلى الامكنة وأشرف المراتب واقربها
من الله تعالى في الدار الآخرة ، ويعرب بالحروف والحركات كقنسرين وأشباهه على
أنه جمع أو واحد انتهى .
" وقوفي رضاك ضعفي " نسبة القوة إلى الضعف على المجاز اي قوني في حال
ضعفي " وخذ إلى الخير " اي خذ بناصيتي جاذبا إلى الخير .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 105 .
[257]
61 المتهجد والبلد الامين ( 1 ) وغيرهما : ثم يدعو بالدعاء المروي عن
الرضا عليه السلام عقيب الثمانى ركعات : اللهم إني اسئلك بحرمة من عاذبك منك ، ولجأ
إلى عزتك ، واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، ياجزيل العطايا ،
يا مطلق الاسارى ، يامن سمى نفسه من جوده وهابا ، ادعوك رهبا ورغبا ، وخوفا
وطمعا ، وإلحاحا وإلحافا ، وتضرعا وتملقا ، وقائما وقاعدا ، وراكعا وساجدا ، وراكبا
وماشيا ، وذاهبا وجائيا ، وفي كل حالاتى وأسألك أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأن
تفعل بى كذا وكذا .
ثم يدعو بما يحب ثم يسجد سجدتى الشكر ويقول فيهما : ياعماد من لا عماد
له ، يا ذخر من لا ذخر له ، يا سند من لا سند له ، يا ملاذ من لا ملاذ له ، يا كهف
من لا كهف له ، يا غياث من لا غياث له ، يا جار من لا جار له ، يا حرز من لا حرز له
ياحرز الضعفاء ، يا كنز الفقراء ، يا عون أهل البلاء ، يا أكرم من عفى ، يا منقذ
الغرقى ، يا منجي الهلكى ، يا كاشف البلوى ، يا محسن يا مجمل ، يا منعم يا مفضل
أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار ، وضوء القمر ، وشعاع الشمس ، ودوى الماء
وحفيف الشجر ، يا الله يا الله يا الله ، لا شريك لك ولا وزير ، ولا عضد ولا نصير ، أسألك
أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأن تعطينى من كل خير سألك منه سائل ، وأن تجيرنى
من كل سوء استجار بك منه مستجير إنك على كل شئ قدير وذلك عليك سهل
يسير ( 2 ) .
62 البلد الامين : كان أمير المؤمنين عليه السلام يدعو بعد الثمانى ركعات فيقول :
اللهم إني أسألك بحرمة من عاذبك إلى قوله واسجد سجدتى الشكر ( 3 ) .
بيان : " واستظل بفيئك " أي التجأ إليك كناية مشهورة ، قال الجوهري :
الفئ ما بعد الزوال من الظل ، وانما سمي فيئا لرجوعه من جانب إلى جانب ، قال
* ( هامش ) * ( 1 ) ذكر البلد الامين ههنا سهو لما سيأتى .
( 2 ) مصباح المتهجد ص 105 106 .
( 3 ) البلد الامين ص 47 في الهامش .
[258]
ابن السكيت : الظل ما تنسخه الشمس ، والفئ ما نسخ الشمس ، وحكى أبوعبيدة عن
رؤبة كل ما كانت عليه الشمس فزالت فهو فيئ ، وما لم تكن عليه الشمس فهوظل
انتهى ، والالحاح المبالغة في الطلب ، والالحاف بمعناه ، والتضرع التذلل والتملق
يطلب تارة على التودد والتلطف والخضوع الذي يطابق فيها اللسان الجنان ، وهذا
هو المراد هنا ، وأخرى على إظهار هذه الامور باللسان مع مخالفة الجنان ، وقال
الجوهري : العماد الابنية الرفيعة يذكر ويؤنث ، وعمدت الشئ أقمته بعماد
يعتمد عليه انتهى .
والذخر ما يدخره الانسان للحاجة والشدة ، والسند بالتحريك المعتمد ذكره
الجوهري ، وقال يقال : فلان كهف أي ملجأ ، وقال الفيروز آبادي : الجار المجاور ،
والذي آجرته من أن يظلم ، والمجير والمستجير ، وقال : الحرز العوذة والموضع
الحصين ، وقال : أجمل في الطلب اتأد واعتدل فلم يفرط ، والشئ جمعه عن تفرقة
والصنيعة حسنها
قوله عليه السلام : " سجد لك " اي خضع وذل وانقاد لقدرتك ومشيئتك ، ودوى الريح
والنحل والطائر صوتها ذكره الفيروز آبادي ، وقال حفيف الطاير والشجرة صوتهما والعضد
الناصر والمعين .
63 المتهجد : دعاء آخر عن الباقر عليه السلام عقيب صلاة الليل :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت و
يحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، اللهم لك الحمد يا رب
أنت نور السموات والارض فلك الحمد يا رب ، وأنت قوام السموات والارض فلك
الحمد [ وأنت جمال السموات والارض فلك الحمد ] ( 1 ) وأنت زين السموات
والارض فلك الحمد ، وأنت صريخ المستصرخين فلك الحمد ، وأنت غياث
المستغيثين فلك الحمد ، وأنت مجيب دعوة المضطرين فلك الحمد وأنت أرحم
الراحمين .
* ( هامش ) * ( 1 ) ما بين العلامتين ساقط عن مطبوعة الكمبانى .
[259]
اللهم بك تنزل كل حاجة ، فلك الحمد ، وبك يا إلهي [ أنزلت حوائجي الليلة
فاقضها يا قاضي الحوائج اللهم ] ( 1 ) أنت الحق ، وقولك الحق ، ووعدك الحق ، وأنت
مليك الحق ، أشهد أن لقاك حق [ وأن الجنة حق ] ( 2 ) والنار حق ، والساعة
حق آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور .
اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وبك خاصمت ، وإليك يا رب
حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما اسررت وما أعلنت ، أنت الحي القيوم
لا إله إلا أنت ( 3 ) .
ويستحب أن يدعى بهذا الدعاء بعد صلاة الليل ( 4 ) .
إلهي هجعت العيون ، وأغمضت الجفون ، وغربت الكواكب ، ودجت الغياهت
وغلقت دون الملوك الابواب ، وحال بينها وبين الطراق الحراس والحجاب ، وعمر
المحاريب المتهجدون ، وقام لك المخبتون ، وامتنع من التهجاع الخائفون ، ودعاك
المضطرون ، ونام الغافلون ، وأنت حي قيوم ، لا يلم بك الهجوع ، ولا تأخذك سنة
ولا نوم ، وكيف يلم بك الهجوع وأنت خلقته ، وعلى الجفون سلطته ، لقد مال إلى
الخسران وآب بالحرمان ، وتعرض للخذلان ، من صرف عنك حاجته ، ووجه لغيرك
طلبته ، وأين منه في هذا الوقت الذي يرتجيه ، وكيف وأنى له بالوصول إلى ما أمله
ليجتديه ، حال والله بينه وبينه ليل ديجور ، وأبواب وستور ، وحصل على ظنون
كواذب ، ومطامع غير صوادق ، وهجع عن حاجته الذي أمله ، وتناساها الذي
سأله .
افتراه المغرور لم يدر أنه لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا رازق
لمن حرمت ، ولا ناصر لمن خذلت ، أو تراه ظن أن الذي عدل عنك إليه ، وعول
من دونك عليه ، يملك له أو لنفسه نفعا أو ضرا ؟ خسروا الله خسرانا مبينا من يسترزق
* ( هامش ) * ( 21 ) ما بين العلامتين ساقط عن مطبوعة الكمبانى .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 117116 .
( 4 ) تراه في البلد الامين ص 4847 .
[260]
من يسترزقك ، ومن يسأل من يسألك ، ويمتاح من لا يميحه إلا بمشيتك ، ولا يعطيه
إلا ما وهبته له من نعمتك .
فاز والله عبد هداه الاستبصار ، وصحت له الافكار ، وأرشده الاعتبار ، و
أحسن لنفسه الاختيار ، فقام إليك بنية منه صادقة ، ونفس مطمئنة بك واثقة .
فناجاك بحاجته متذللا ، وناداك متضرعا ، واعتمد عليك في إجابته متوكلا
وابتهل يدعوك ، وقد رقد السائل والمسئول ، وأرخيت لليل سدول ، وهدأت الاصوات
وطرق عيون عبادك السبات ، فلا يراه غيرك ولا يدعو إلا لك ، ولا يسمع نجواه إلا
أنت ، ولا يلتمس طلبته إلا من عندك ، ولا يطلب إلا ما عودته من رفدك .
بات بين يديك لمضجعه هاجرا ، وعن الغموض نافرا ، ومن الفراش بعيدا ، وعن
الكرى يصد صدودا ، أخلص لك قلبه ، وذهل من خشيتك لبه ، يخشع لك ويخضع
ويسجد لك ويركع ، يأمل من لا تخيب فيه الآمال ، ويرجو مولاه الذي هو لما
يشاء فعال ، موقن أنه ليس يقضي غيرك حاجته ، ولا ينجح سواك طلبته فذاك والله الفائز
بالنجاح ، الآخذ بأزمة الفلاح ، المكتسب أوفر الارباح .
سبحانك يا ذا القوة القوية ، والقدم الازلية ، دلت السماء على مدائحك ،
وأبانت عن عجائب صنعك ، زينتها للناظرين بأحسن زينة ، وحليتها بأحسن حلية ،
ومهدت الارض ففرشتها ، وأطلعت النبات رجراجا ، وأنزلت من المعصرات ماء ثجاجا
لتخرج به حبا ونباتا ، وجنات ألفافا ، فأنت رب الليل والنهار ، والفلك الدوار ،
والشموس والاقمار ، والبرارى والقفار ، والجداول والبحار ، والغيوم والامطار
والبادين والحضار ، وكل ما يكمن ليلا ويظهر بنهار وكل شئ عندك
بمقدار .
سبحانك يا رب الفلك الدوار ، ومخرج الثمار ، ورب الملكوت ، والعزة
والجبروت ، وخالق الخلق ، وقاسم الرزق ، يكور الليل على النهار ، ويكور
النهار على الليل ، وسخر الشمس والقمر ، كل يجرى لاجل مسمى ، الا هو
العزيز الغفار .
[261]
إلهى أنا عبدك الذي أوبقته ذنوبه ، وكثرت عيوبه ، وقلت حسناته ، وعظمت
سيئاته ، وكثرت زلاته ، واقف بين يديك ، نادم على ما قدمت ، مشفق مما اسلفت ،
طويل الاسى على ما فرطت ، مالي منك خفير ، ولا عليك مجير ، ولا من عذابك نصير ،
فانما أسألك سؤال وجل مما قدم ، مقر بما اجترح واجترم ، وأنت مولاه ، وأحق
من رجاه ، وقد عودتني العفو والصفح ، فأجرني على جميل عوائدك عندي ، يا
أرحم الراحمين ، وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم .
ثم يسجد سجدة الشكر فيقول فيها :
اللهم صل على محمد وآله ، وارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي اليك ، ويأسى
من الناس ، وانسى بك وإليك ، أنا عبدك وابن عبدك ، أتقلب في قبضتك ، ياذا
المن والفضل والجود والنعماء ، صل على محمد وآل محمد ، وارحم ضفعى ، ونجنى
من النار ، يا رب يا رب حتى ينقطع النفس إنه ليس يرد غضبك إلا حلمك ،
ولا يرد سخطك إلا عفوك ، ولا يجير من عقابك إلا رحمتك ، ولا ينجى منك إلا
التضرع إليك ، فصل على محمد وآله ، وهب لي يا إلهى منك فرجا قريبا بالقدرة التي
تحيى بها أموات العباد ، وبها تنشر ميت البلاد ، ولا تهلكنى يا إلهى غما حتى تستجيب
لى ، وتعرفنى الاجابة في دعائي ، واذقنى طعم العافية إلى منتهى أجلى ، ولا تشمت
بى عدوي ، ولا تسلطه علي ، ولا تمكنه من عنقى .
إلهي إن رفعتنى فمن ذا الذي يضعنى ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ؟
وإن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني ، ولن أكرمتني فمن ذا الذي يهيننى ، وإن رحمتني
فمن ذا الذي يعذبني ، وإن عذبتنى فمن ذا الذي يرحمنى ، وإن أهلكتنى فمن ذا
الذي يعرض لك في عبدك ، أو يسألك عن أمره ، وقد علمت يا إلهى أنه ليس في نقمتك
عجلة ، ولا في حكمك ظلم ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم
الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهى عن ذلك علوا كبيرا .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعلني للبلاء غرضا ، ولا لنقمتك نصبا
ومهلني ونفسني ، وأقلنى عثرتي ، وارحم عبرتي ، وفقرى وفاقتي وتضرعي ، ولا تتبعنى
[262]
ببلاء على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي ، وتضرعي اليك يا مولاي .
إلهى أعوذ بك في هذه الليلة من غضبك ، فصل على محمد وآله وأجرني ، وأسئلك
أمنا من عذابك ، فصل على محمد وآله وآمني ، وأستهديك فصل على محمد وآله و
اهدني ، وأسترحمك فصل على محمد وآله وارحمني ، وأستنصرك فصل على محمد وآله
وانصرني ، وأستغفرك فصل على محمد وآله واغفر لي ، وأستكفيك فصل على محمد و
آله واكفني ، وأستعفيك من النار ، فصل على محمد وآله وعافني ، وأسترزقك فصل
على محمد وآله وارزقني ، وأتوكل عليك فصل على محمد وآله واكفنى ، واستعين بك فصل
على محمد وآله وأعني واستغيث بك فصل على محمد وآله وأغثني ، واستجيرك فصل
على محمد وآله وأجرني واستخيرك فصل على محمد وآله وخر لى ، واستغفرك فصل على
محمد وآله واغفر لي واستعصمك فيما بقي من عمري فصل على محمد وآله واعصمني ،
فانى لن أعود بشئ كرهته إن شئت ذلك يا رب يا رب ، يا حنان يا منان ، يا
ذا الجلال والاكرام ، صل على محمد وآله واستجب لى في جميع ما سألتك وطلبته
منك ، ورغبت فيه إليك ، وأرده وقدره واقضه وأمضه ، وخر لى فيما تقضى منه ،
وبارك لي في ذلك ، وتفضل علي به ، وأسعدني بما تعطينى منه ، وزدني من فضلك
وسعة ما عندك ، فانك واسع كريم ، وصل ذلك بخير الآخرة ونعيمها ، يا أرحم
الراحمين ( 1 ) .
ويستحب أن يذعو لاخوانه المؤمنين في سجوده فيقول :
" اللهم رب الفجر ، والليالي العشر ، والشفع والوتر ، والليل إذا يسر ،
ورب كل شئ ، وإله كل شئ ، وخالق كل شئ ، ومليك كل شئ ، صل
على محمد وآله ، وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله ، فانك
أهل التقوى وأهل المغفرة ( 2 ) .
دعاء آخر : لك المحمدة إن أطعتك ، ولك الحجة إن عصيتك ، لا صنع لي ولا
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 135139 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 139 .
[263]
لغيري في إحسان إلا بك في حالي الحسنة ، ثم صل بما سألتك من في مشارق الارض
ومغاربها من المؤمنين وثن بي ( 1 ) .
ويستحب أن يقرء بعد الفراغ من صلاة الليل إنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث
مرات ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله عشرا ، ويقرء قل هو الله أحد ثلاثا ويقول في آخرها
كذلك الله [ ربنا ثلاثا ] ويقول ثلاث مرات يا رباه يا رباه يا رباه ثم يقول : محمد
بين يدي وعلي ورائى وفاطمة فوق رأسى ، والحسن عن يميني ، والحسين عن
شمالي ، والائمة بعدهم ويذكرهم واحدا واحدا حولي ثم يقول يا رب ما خلقت
خلقا خيرا منهم ، اجعل صلاتي بهم مقبولة ودعائي بهم مستجابا ، وحاجاتى بهم
مقضية ، وذنوبي بهم مغفورة ، ورزقى بهم مبسوطا ، ثم تصلي على محمد وآله وتسأل
حاجتك ( 2 ) .
توضيح أقول : ذكر الشيخ هذه الادعية بعد نافلة الفجر وأدعيتها ، والظاهر
قراءتها إما بعد الثمان ركعات ، أو بعد الوتر ، لاطلاق صلاة الليل على الثمان ، و
على الاحدى عشرة ، غالبا ، وقد يطلق على ما يشمل نافلة الفجر نادرا ، والكل
حسن ، ولعل الاوسط اظهر ، وكذا دعاء الصحيفة ( 3 ) يحتمل تلك الوجوه ولم نذكره
لاشتهارها .
ولنوضح بعض الفقرات " هجعت " أي نامت ونسبته إلى العين ، لانها أول
ما يظهر فيه اثره ، والجفن غطاء العين ، والدجا الظلمة كالغيهب ، أي اشتدت ظلمة
الليل ، والاخبات الخشوع ، والتهجاع النومة الخفيفة ، والالمام النزول .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 263 سطر 19 الى ص 271 سطر 18

قوله عليه السلام : " وكيف يلم بك " إمامبني على أن القابل والفاعل لا يجوز
اتحادهما كما برهن عليه ، والمعنى أنك خلقته وسلطته على المخلوقين ، لاظهار
عجزهم ، فكيف تفعل ذلك بنفسك ، أو لاحتياجهم إلى ذلك وأنت برئ عن الاحتياج
والافتقار والاوب الرجوع ، " وأين منه " اي الشخص الذي يرتجيه بعيد منه ولا
* ( هامش ) * ( 21 ) مصباح المتهجد : 139 .
( 3 ) هو الدعاء الثاني والثلاثون ص 165 ط الاخوندى .
[264]
يمكنه الوصول إليه ، وقال الجوهري : الجدى والجدوى العطية ، وفلان قليل الجداء
عنك بالمد اي قليل الغنا والنفع ، وجدوته واجتديته واستجديته بمعنى إذا طلبت
جدواه ، وقال الديجور الظلام ، وليلة ديجور مظلمة ، وقال تناساه أرى من نفسه
أنه نسيه .
قوله عليه السلام " أفتراه المغرور " المغرور إما بدل من الضمير ، وقوله : " لم يدر "
مفعول ثان لتراه أو المغرور مفعول ثان وقوله : " لم يدر " بيان له ، أو حال عن الضمير
" إن الذي " في بعض النسخ إنه الذي فالضمير للشأن ، أو الموصول بدل من الضمير ،
وقوله : " من يسترزق " فاعل خسر ، وحمله على الاستفهام الانكاري بعيد قال الجوهري
المائح الذي ينزل البئر فيملؤ الدلو ، وذلك إذا قل ماؤها ، ومحت الرجل أعطيته
واستمحته سألته العطاء ، ومحته عند السلطان شفعت له ، واستمحته سألته أن يشفع
لي عنده ، والامتياح مثل الميح .
قوله عليه السلام : " وارخيت لليل سدول " قال الجوهري : أرخيت الستر وغيره إذا
ارسلته ، وقال سدل ثوبه يسدله بالضم سدلا اي أرخاه ، والسديل ما اسبل على الهودج
والجمع السدول والسدائل والاسدال انتهى ، ويحتمل أن يكون المراد بالسدول
الستور حقيقة اي أسدلت الستور على الابواب لمجيئ الليل أو شبه ظلم الليل بالستور
وأثبت لها الارخاء الذي هو من لوازمها ، وهذا ابلغ وأظهر .
والسبات بالضم النوم ، والكرى بالفتح النعاس ، وصد عنه يصد صدودا
أعرض " أخلص لك قلبه " بالرفع اي جعل قلبه نيته وعبادته خالصة لك ، أو بالنصب
اي جعل قلبه خالصا لم يدع فيه حبا لغيرك ولا غرضا سواك ، وذهل بفتح الهاء وقد
يكسر غفل ونسي ، واللب العقل ، اي دهش وتحير من خوفك عقله ، والاخذ
بأزمة الفلاح كناية عن لزومه وتيسره له ، فان من أخذ بزمام الناقة يذهب بها حيث
شاء ، ومهدت الارض اي هيأتها وجعلتها لنا مهادا كما قال تعالى " ألم نجعل الارض
مهادا " ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) النبأ : 6 .
[265]
" رجراجا " اي متحركا مضطربا ، قال الزمخشري الرجراجة هي المرءة التي
يترجرج كفلها ، وكتيبة رجراجة تموج من كثرتها ، وليست هذه اللفظة في أكثر النسخ
" من المعصرات " قيل اي من السحائب إذا اعصرت ، اي شارفت أن تعصرها الرياح
فتمطر كقولك أحصد الرزع اي حان له أن يحصد ، ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن
تحيض ، أو من الرياح التي حان أن تعصر السحاب أو الرياح ذات الاعاصير ، وإنما
جعلت مبدء الانزال لانها تنشئ السحاب ، وتدر أخلافه .
" ماء ثجاجا " اي منصبا بكثرة يقال ثجه وثج بنفسه " لتخرج به حبا ونباتا "
ما يتقوت به وما يعتلف من التبن والحشيش " وجنات الفافا " أي ملتفة بعضها ببعض
وجمع الشموس والاقمار إما باعتبار البقاع والبلدان فانهما لظهورهما في جميع
البلدان كأن لكل منها شمسا وقمرا ، أو اطلقا على سائر الكواكب أيضا تغليبا ومجازا
او باعتبار المعاني المجازية لهما ايضا فانهما يطلقان على الانبياء والاوصياء كما مر في
الاخبار الكثيرة في تأويل الايات في مجلدات الامامة .
والبراري جمع البرية وهي الصحراء ، والقفار بالكسر جمع القفر بالفتح ،
وهي المفازة لاماء فيها ولا نبات ، والجداول جمع الجدول وهي النهر الصغير ، والبادذي
من سكن البادية ، والحضار سكان البلاد ، وفي القاموس كمن له كنصر وعلم
كمونا : استخفى .
" عندك بمقدار " اي بتقدير كما يظهر من بعض الاخبار أو بقدر لا يجاوزه و
لا ينقص منه فانه تعالى خص كل حادث بوقت وحال معينين ، وهيأ له اسبابا مسوقة
إليه تقتضي ذلك .
" يكور الليل على النهار " اي يغشى كل منهما الآخر كأنه يلف عليه لف
اللباس اللابس أو يغيبه فيه كما يغيب الملفوف باللفافة ، أو بجعله كارا عليه كرورا متتابعا
تتابع أكوار العمامة قال الجوهرى : كار العمامة على راسه يكورها كورا أي لاثها و
كل دور كور ، وتكوير العمامة كورها ، وتكوير الليل على النهار تغشيته إياه ،
ويقال : زيادته في هذا من ذاك انتهى " لاجل مسمى " اي منتهى دوره أو منقطع
[266]
حركته في القيامة .
" ألا هو العزيز " القادر على كل ممكن الغالب على كل شئ " الغفار " حيث
لم يعاجل بالعقوبة ، وسلب ما في هذه الصنائع من الرحمة وعموم المنفعة " أو بقته "
اي أهلكته ، والاسى بالفتح والقصر الحزن ، والخفير المجير ، والاجتراح الاكتساب
والاجترام الاتيان بالجرم وهو الذنب ( 1 ) .
64 المتهجد وغيره : ثم تقوم فتصلي ركعتي الشفع تقرء في كل واحد
منهما الحمد وقل هو الله أحد ، وروي أنه يقرء في الاولى الحمد وقل أعوذ برب
الناس ، وفي الثانية الحمد وقل أعوذ برب الفلق ، ويسلم بعد الركعتين ويتكلم بما
شاء ، والافضل أن لا يبرح من مصلاه حتى يصلي الوتر ، فان دعت ضرورة إلى القيام
قام وقضى حاجته فعاد فصلى الوتر .
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصلي الثلاث بتسع سور في الاولى ألهيكم التكاثر
وإنا أنزلناه وإذا زلزلت ، وفي الثانية الحمد والعصر وإذا جاء نصر الله والفتح و
إنا أعطيناك الكوثر ، وفي المفردة من الوتر قل يا أيها الكافرون وتبت وقل هو
الله أحد .
ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء عقيب الشفع :
إلهى تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، وقصدك القاصدون ، وأمل فضلك
ومعروفك الطالبون ، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب تمن بها على
من تشاء من عبادك ، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك ، وها أنا ذا عبدك الفقير
إليك المؤمل فضلك ومعروفك ، فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من
خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك ، فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الخيرين الفاضلين ، وجد علي بطولك ومعروفك وكرمك يا رب العالمين وصل اللهم
على محمد وآل محمد الطيبين الخيرين الفاضلين الذين اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا
إنك حميد مجيد .
* ( هامش ) * ( 1 ) أقول : توضيح سائر الفقرات سيجئ تحت الرقم 66 .
[267]
اللهم إني أدعوك كما أمرتني فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، و
استجب لي كما وعدتني إنك لا تخلف الميعاد ( 1 ) .
بيان : " تعرض لك " اي تصدى لطلب عفوك ، وإحسانك ، ونفحات الرب
نسائم لطفه وشمائم فضله ورحمته ، قال في النهاية : نفح الريح هبوبها ، ونفح الطيب
إذا فاح ، ومنه الحديث إن لربكم في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها ، والعناية
الاعتناء والاهتمام بالشئ ، وعنايته سبحانه توفيقه وتأييده وألطافه المقربة إلى الطاعة
من غير أن تصل إلى حد الالجاء والجبر ، أو تقديره تعالى في الازل ، وللحكماء في
ذلك كلمات واصطلاحات لا يناسب ذكرها الكتاب .
ويقال عاد عليه بعائدة اي تكرم عليه بمكرمة ، وفي القاموس العائدة المعروف
والصلة والعطف والمنفعة انتهى ، والطول بالفتح الفضل والغنا والقدرة .
65 اختيار ابن الباقى : يقول عقيب الشفع " يا من برحمته يستغيث المذنبون
وإلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون ، يا أنس كل مستوحش غريب ، ويا فرج كل
محزون كئيب ، ويا أمل كل محتاج طريد ، ويا عون كل مخذول فريد ، أنت الذي
وسعت كل شئ رحمة وعلما ، وجعلت لكل مخلوق في نعمتك سهما وأنت الذي
عفوه أنساني عقابه ، وأنت الذي عطاؤه أكثر من منعه ، وأنت الذي لا يرغب في الجزاء
وأنت الذي لا يبخل بالعطاء ، وأنا عبدك الذي أمرته بالدعاء فقال لبيك وسعديك
ها أناواقف بين يديك .
وأنا الذي أثقلت الخطايا ظهره ، وأناالذي أفنت الذنوب عمره ، وأنا الذي
بجهله عصاك ، ولم تكن أهلا لذاك ، فهل أنت يا إلهى غافر لمن دعاك ، فاعلن في
الدعاء ؟ أم أنت يا إلهى راحم من بكما فاسرع في البكاء ؟ أم أنت متجاوز عمن عفر وجهه
لك تذللا ؟ أم أنت معين من شكا إليك فقره توكلا ؟
إلهى لا تخيب من لا يرجو أحدا غيرك ، ولا تخذل من لا يستعين بأحد دونك
أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفر لي وارحمني يا
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 107106 .
[268]
أرحم الراحمين .
بيان : الانتحاب البكاء بصوت طويل ، والكأبة سوء الحال من الحزن ، وخذله ترك
عونه ونصرته .
66 الفقيه : بسنده الصحيح عن معروف بن خربوذ عن أحدهما يعنى أبا جعفر
وأبا عبدالله عليهما السلام قال : قل في قنوت الوتر " لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا
الله العلي العظيم سبحان الله رب السموات السبع [ ورب الارضين السبع ] وما
فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، سبحان الله رب الارضين السبع ومافيهن
وما بينهن ورب العرش العظيم . اللهم انت الله نور السموات والارض ، وأنت
الله زين السموات والارض ، وأنت الله جمال السموات والارض ، وأنت الله عماد
السموات والارض ، وأنت الله قوام السموات والارض ، وأنت الله صريخ المستصرخين
وأنت الله غياث المستغيثين ، وأنت الله المفرج عن المكروبين ، وأنت الله المروح عن
المغمومين ، وأنت الله مجيب دعوة المظرين ، وأنت الله إله العالمين ، وأنت الله
الرحمن الرحيم ، وأنت الله كاشف السوء ، وأنت الله بك تنزل كل حاجة .
يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا ينجي من عذابك إلا رحمتك ، ولا
ينجي منك إلا التضرع إليك ، فهب لي من لدنك يا إلهى رحمة تغنيني بها عن رحمة
من سواك ، بالقدرة التي بها أحييت جميع مافي البلاد ، وبها تنشر ميت العباد ، ولا
تهلكني غما حتى تغفر لي ، وترحمنى ، وتعرفني الاستجابه في دعائي ، وارزقني
العافية إلى منتهى أجلى ، واقلني عثرتي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه من
رقبتى .
اللهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ،
وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني ، أو يتعرض لك في شئ من أمري ،
وقد علمت أن ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت
وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك يا إلهى ، فلا تجعلني للبلاء
غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، ومهلني ونفسني وأقلنى عثرتى ، ولا تتبعني ببلاء على
[269]
اثر بلاء ، فقد ترى ضعفي ، وقلة حيلتي ، استعيذ بك الليلة فاعذني ، واستجير بك
من النار فأجرني ، وأسئلك الجنة فلا تحرمني ، ثم ادع بما أحببت واستغفر الله
سبعين مرة ( 1 ) .
بيان : " نور السموات والارض " اي منورهما بالانوار الظاهرة بالكواكب
وغيرها ، أو بالوجود أو بالهدايات والكمالات أو الاعم " زين السموات والارض "
اي مزينهما بالكواكب وساير ما خلق الله فيهما ، والجمال قريب من معنى الزينة
وعماد الشئ بالكسر ما يقوم ويثبت به ، ولولاه لسقط وزال وقوام الشئ عماده
فهى مؤكدة للقرة السابقة ، وهو دليل سمعي على احتياج الباقي في البقاء إلى المؤثر
كقوله سبحانه : " يمسك السموات والارض أن تزولا " ( 2 ) والصريخ المغيث ، والمستصرخ
المستغيث ، والمروح والمفرج متقاربان معنى .
" إله العالمين " اي معبودهم أو خالقهم أو مفزعهم في جميع أمورهم " جميع ما في
البلاد " اي من الاراضي والنباتات والحيوانات " ولا تهلكني غما " اي مغموما ،
فيكون حالا أو منجهة الغم وبسببه اي إن لم تغفر لي وتعرفني ذلك هلكت من
غم الذنوب وهمها ، وتعريف الاستجابة إما بظهور علاماتها في وقت الدعاء كما
ورد في الاخبار ، أو بالرؤيا الصادقة أو بالالهامات الربانية لاهلها " وإن أهلكتني "
اي أردت إهلاكي أو عذابي ، والغرض بالتحريك الهدف وكذا النصب وزنا ومعنى
" ولا تتبعني " على بناء الافعال " على أثر بلاء " بالكسر والتحريك اي بعده .
67 الفقيه : بسنده الصحيح عن عبدالرحمن بن ابي عبدالله ، عن الصادق عليه السلام
أنه قال : القنوت في الوتر الاستغفار وفي الفريضة الدعاء ( 3 ) .
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يدعو في قنوت الوتر بهذا الدعاء " اللهم خلقتني
* ( هامش ) * ( 1 ) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 311310 . وقد مر تحت الرقم 11 نقلا
عن المكارم والفقيه ص 203 .
( 2 ) فاطر : 41 .
( 3 ) الفقيه ج 1 ص 311 .
[270]
بتقدير وتدبير وتبصير ، بغير تقصير ، وأخرجتني من ظلمات ثلاث بحولك وقوتك
أحاول الدنيا ثم أزاولها ثم أزايلها ، وآتيتني فيها الكلاء والمرعى ، وبصرتنى
فيها الهدى ، فنعم الرب أنت ونعم المولى ، فيا من كرمنى وشرفني ونعمني ،
أعوذ بك من الزقوم ، وأعوذ بك من الحميم ، وأعوذ بك من مقيل في النار بين اطباق
النار ، في ظلال النار ، يوم النار ، يا رب النار .
اللهم إني اسئلك مقيلا في الجنة بين أنهارها ، وأشجارها ، وثمارها وريحانها
وخدمها ، اللهم إني أسئلك خير الخير : رضوانك والجنة ، وأعوذ بك من شر الشر :
سخطك والنار ، هذا مقام العائذ بك من النار ثلاث مرات اللهم اجعل خوفك
في جسدي كله ، واجعل قلبى أشد مخافة لك مما هو ، واجعل لي في كل يوم وليلة
حظا ونصيبا من عمل بطاعتك ، واتباع مرضاتك .
اللهم أنت غايتي ورجائي ، ومسئلتي وطلبتى ، واسئلك كمال الايمان ، ز
وتمام اليقين ، وصدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك ، يا سيدي اجعل إحسانى
مضاعفا ، وصلاتى تضرعا ، ودعائي مستجابا ، وعملي مقبولا ، وسعيي مشكورا ، وذنبي
مغفورا ، ولقني منك نضرة وسرورا ، وصلى الله على محمد وآله ( 1 ) .
توضيح : الظاهر أن قوله عليه السلام : " وكان أمير المؤمنين عليه السلام " ليس من تتمة
الخبر الصحيح ، بل هو خبر مرسل .
قوله : " بتقدير " اي في خلقي " وتدبير " اي في أمر معاشي " وتبصير " أي في
أمر معادي بارسال الرسل وإنزال الكتب والهدايات الخاصة " في ظلمات ثلاث "
هي المشيمة والرحم والبطن أو ظلمات العدم وصلب الاب ورحم الام " بحولك "
متعلق " بأحاول الدنيا " اي أطلبها " ثم أزاولها " اي اباشرها " ثم ازائلها " اي
افارقها " فيها الكلاء " اي العشب ، والزقوم طعام أهل النار ، والحميم شرابهم ،
والمقيل مصدر أو اسم مكان من القيلولة وهي النوم في القائلة اي الظهيرة " في ظلال النار "
اي سقوفها وما يكون فوق راس من يكون طبقاتها .
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 312311 .
[271]
" رضوانك " بيان لخير الخير " سخطك " بيان لشر الشر " في جسدي كله "
أي يظهر آثار خوفك في جميع جسدي اي تكون جميع جوارحي مستعملة في طاعتك
مصروفة عن معصيتك ، والغاية منتهى الشئ ونهايته ، أطلق هنا بمعنى المقصود " صدق
التوكل " اي التوكل الذي لا يكون بمحض الدعوى ، بل يكون اعتمادي عليك في
جميع الامور قلبا وواقعا " وصلاتى تضرعا " اي ذات تضرع " ولقني " بتخفيف النون
من قوله تعالى : " ولقيهم نضرة وسرورا " ( 1 ) اي اجعل النضرة والسرور تستقبلانني
وتلقيانني .
68 نقل : من خط التلعكبري قال : حدثنى محمد بن همام ، عن حميد بن
زياد ، عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الازدي البزاز ينزل في طاق زهير ولقبه
بزيع ، عن علي بن عبدالله بن سعيد ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبدالكريم
عن رجل ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال علي بن عبدالله ، ولا أعلمه إلا عبدالله بن ابي يعفور
قال : قال : ادع بهذا الدعاء في الوتر :
اللهم املا قلبى حبا لك ، وخشية منك ، وتصديقا وإيمانا بك ، وفرقا منك
وشوقا إليك ، يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم حبب إلي لقاءك ، واجعل في لقائك خير
الرحمة والبركة وألحقنى بالصالحين ، ولا تؤخرنى مع الاشرار ، والحقنى بالصالحين
ممن مضى ، واجعلني من صالحي من بقي ، وخذبي سبيل الصالحين ، ولا تردنى
في شر استنقذتني منه يا رب العالمين ، وأعني على نفسي بما أعنت به الصالحين
على أنفسهم .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 271 سطر 19 الى ص 279 سطر 18

أسئلك إيمانا لا أجل له دون لقائك ، تحييني عليه وتميتني عليه ، وتولني
عليه ، وتحييني ما أحييتني عليه ، وتوفني عليه إذا توفيتني ، وتبعثني عليه إذا
بعثتني ، وأبرء قلبى من الرياء والسمعة والشك في دينى .
اللهم أعطني بصرا في دينك ، وفقها في عبادتك ، وفهما في حكمك ، وكفلين من
رحمتك ، وبيض وجهي بنورك ، واجعل رغبتي فيماعندك ، وتوفني في سبيلك على
* ( هامش ) * ( 1 ) الانسان : 11 .
[272]
ملتك وملة رسولك صلى الله عليه وآله .
اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغلبة والذلة و
القسوة والمسكنة ، وأعوذ بك من نفس لا تشبع ، وقلب لا يخشع ، ومن دعاء لا يسمع
ومن صلاة لا تنفع ، وأعيذ بك ديني وأهلى من الشيطان الرجيم .
اللهم إنه لن يجيرني منك أحد ولن أجد من دونك ملتحدا ، فلا تجعل أجلي
في شئ من عذابك ، ولا تردني بهلكة ولا بعذاب ، أسئلك الثبات على دينك ، و
التصديق بكتابك واتباع رسولك ، أسألك أن تذكرنى برحمتك ولا تذكرني بخطيئتى
وتقبل مني وتزيدني من فضلك ، إني إليك راغب .
اللهم اجعل ثواب منطقى وثواب مجلسى رضاك ، واجعل عملي ودعائي خالصا
لك ، واجعل ثوابي الجنة برحمتك ، وزدني من فضلك إنى إليك راغب ، اللهم غارت
النجوم ، ونامت العيون ، وأنت الحي القيوم ، لا يواري منك ليل ساج ، ولا سماء ذات
أبراج ، ولا ارض ذات مهاد ، ولا بحر لجي ، ولا ظلمات بعضها فوق بعض ، تدلج على من تشاء
منخلقك أشهد بما شهدت به على نفسك وملائكت ، اكتب شهادتي مثل شهادتهم ، اللهم
أنت السلام ومنك السلام اسألك يا ذالجلال والاكرام ، أن تفك رقبتى من النار .
أقول : قد مر مثل هذا الدعاء عقيب الرابعة ( 1 ) برواية الشيخ ، وإنما
أعدته هنا للاختلاف بينهما .
69 المتهجد وغيره : ثم يقوم إلى المفردة من الوتر فيتوجه بما قدمناه من
السبع التكبيرات ، ثم يقرء فيهما الحمد وقل هو الله أحد ثلاث مرات والمعوذتين
ثم يرفع يديه للدعاء فيدعو بما أحب ، والادعية في ذلك لا تحصى ، غير أنا نذكر
من ذلك جملة مقنعة إنشاء الله وليس في ذكل شئ موقت لا يجوز خلافه ( 2 ) .
ويستحب أن يبكى الانسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه أو
يتباكى ، ولا يجوز البكاء لشئ من مصائب الدنيا ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع ص 249 فيما سبق .
( 2 و 3 ) مصباح المتهجد : 107 .
[273]
ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء وهو " لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا
الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع [ وما
فيهن وما تحتهن ] وما بينهن وما فوقهن ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله
رب العالمين .
يا الله الذي ليس كمثله شئ صل على محمد وآل محمد ، وعافني من كل جبار
عنيد ، ومن شر كل شيطان مريد ، ومن شر شياطين الجن والانس ، ومن شر
فسقة العرب والعجم ، ومن شر كل دابة صغيرة أوكبيرة ، بليل أو نهار ، ومن شر
كل شديد من خلقك وضعيف ، ومن شر الصواعق والبرد ، ومن شر الهامة والعامة و
السامة واللامة والخاصة .
اللهم من كان أمسى واصبح وله ثقة أو رجاء غيرك ، فاني اصبحت وأمسيت و
أنت ثقتي ورجائي في الامور كلها ، فاقض لي خير كل عافية ، يا أكرم من سئل ،
ويا أجود من أعطى ، ويا أرحم من استرحم ، صل على محمد وآل محمد ، وارحم ضعفي
وقلة حيلتى ، وامنن علي بالجنة ، وفك رقبتى من النار ، وعافنى في نفسى وفي جميع
أموري كلها برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، وإليك الرجعى والمنتهى ، ولك
الممات والمحيا ، ولك الآخرة والاولى ، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى .
اللهم اهدنى فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، و
نجني من النار فيمن أنجيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، وتجير ولا يجار عليك
وتستغني ويفتقر إليك ، والمصير والمعاد إليك ، ويعزمن واليت ، ولا يعز من عاديت
ولا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت ، آمنت بك وتوكلت عليك ، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم .
اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، ومن سوء القضاء ، ودرك الشقاء ، وتتابع
الفناء ، وشماتة الاعداء ، وسوء المنظر في النفس والاهل والمال والولد والاحباء
والاخوان والاولياء ، وعند معاينة ملك الموت ، وعند مواقف الخزي في الدنيا و
[274]
الآخرة ، هذا مقام العائذ بك من النار ، التائب الطالب الراغب إلى الله ، وتقول ثلاثا :
أستجير بالله من النار .
ثم ترفع يديك وتمدهما وتقول : وجهت وجهي للذي فطر السموات و
الارض على ملة إبراهيم ودين محمد ومنهاج على حنيفا مسلما وما أنا من المشركين
إن صلاتى ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا من المسلمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصل على ملائكتك المقربين ، وأولى العزم
من المرسلين ، والانبياء المنتجبين ، والائمة الراشدين ، من أولهم وآخرهم ، اللهم
عذب كفرة أهل الكتاب ، وجميع المشركين ، ومن ضارعهم من المنافقين ، فانهم
يتقلبون في نعمتك ، ويعلون الحمد لغيرك ، فتعاليت عما يقولون وعما يصفون
علوا كبيرا .
اللهم العن الرؤساء والقادة والاتباع من الاولين والآخرين ، الذين صدوا
عن سبيلك اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك ، فانهم كذبوا على رسولك ، وبدلوا
نعمتك ، وأفسدوا عبادك ، وحرفوا كتابك ، وغيروا سنة نبيك ، اللهم العنهم و
أتباعهم وأولياءهم وأعوانهم ومحبيهم ، واحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زرقا ،
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك بأفضل صلواتك وعلى أئمة الهدى الراشدين
ثم يدعو لاخوانه ( 1 ) .
ويستحب أن يذكر اربعين نفسا فما زاد عليهم ، فان من فعل ذلك استجيبت
دعوته انشاء الله ( 2 ) .
وتدعو بماأحببت ثم تستغفر الله سبعين مرة . وروي مائة مرة فتقول " استغفر
الله وأتوب إليه " وتقول سبع مرات : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
لجميع ظلمى وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه ، ثم تقول : رب أسأت وظلمت
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 108107 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 109 .
[275]
نفسي وبئس ما صنعت ، وهذه يداي يا رب جزاء بما كسبا ، وهذه رقبتي خاضعة لما
أتت ، وها أنا ذا بين يديك ، فخذ لنفسك من نفسي الرضا حتى ترضى ، لك العتبى لا
أعود ، ثم تقول : العفو العفو ثلاث مائة مرة وتقول رب اغفر لي وارحمني وتب علي
إنك أنت التواب الرحيم ( 1 ) .
بيان : المريد المتمرد العاتي ، والهامة كل ذات سم يقتل ، والسامة ما يسم
ولا يقتل ، وقد تطلق السامة مقابل العامة بمعنى خاصة الرجل ، يال : سم إذا خص
واللامة بمعنى الملمة اي العين النازلة بالسوء ، وحامة الانسان خاصته ومن يقرب
منه ، والرجعى مصدر بمعنى الرجوع " ولك الممات والمحيى " أي بيدك وقدرتك
حياة الخلائق وموتهم ، أو ينبغي أن تكون حياة الخلق وموتهم لك كما مر في قوله :
" محياي ومماتي لله رب العالمين " والاول هنا أنسب .
" تباركت " اي تكاثر خيرك ، من البركة ، وهي كثرة الخير ، أو تزايدت عن
كل شئ في صفاتك وافعالك ، فان البركة تتضمن معنى الزيادة ، أو دمت ولا زوال
لك من بروك الطير على الماء ، ومنه البركة لدوام الماء فيها .
" وتعاليت " عن أن يصل إليك عقل أو يشبهك شئ " وجهد البلاء " بالفتح
وفي بعض النسخ بالضم والفتح أنسب غاية البلاء وشدتها ، وقيل هي الحالة التي
يختار عليها الموت " ودرك الشقا " لحاق التعب والحرمان و " تتابع الفناء " كثرة موت
الاولاد والاقارب " وسوء المنظر " في تلك الاشياء هو أن يصيبها آفة يسوؤه
النظر إليها .
قوله : " إلى جهنم زرقا " إشارة إلى قوله سبحانه " ونحشر المجرمين يومئذ
زرقا " ( 2 ) قيل اي زرق العيون ، وصفوا بذلك لان الزرقة أسوء الوان العين وابغضها
إلى العرب لان الروم كان أعدى عدوهم وهم زرق ، أو عميا فان حدقة الاعمى تزراق
وقيل العطاش يظهر في عيونهم كالزرقة .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 109 .
( 2 ) طه : 102 .
[276]
وأما الدعاء لاربعين من المؤمنين في خصوص قنوت الوتر ، فلم اره في رواية
ولعلهم أخذوا من العمومات الواردة في ذلك كما يومي إليه كلامهم ، نعم ورد في بعض
الروايات في السجود بعد صلاة الليل كما مر .
وروي في الفقيه ( 1 ) بسند قريب من الصحيح إلى أبي حمزة الثمالي قال : كان
علي بن الحسين عليه السلام يقول في آخر وتره وهو قائم " رب اسات وظلمت نفسى وبئس
ما صنعت ، وهذه يداي جزاء بما صنعتا " قال : ثم يبسط يديه جميعا قدام وجهه ويقول
" وهذه رقبتى خاضعة لك لما أتت " قال : ثم يطأطي راسه ويخضع برقبته ثم يقول :
" وها أنا ذا بين يديك ، فخذ لنفسك الرضا من نفسي حتى ترضى ، لك العتبى لا أعود
لا أعود لا أعود " .
أقول : لعل البسط قبل الدعاء الاول أو عنده ، وكذا الخضوع قبل الدعاء
الثاني أوعنده أنسب بلفظ الدعاء من إيقاعهما بعدهما ، كما هو ظاهر لفظ الخبر ،
وقوله : " جزاء " مفعول له لمحذوف أي رفعتهما أو بسطتهما أو عاقبتهما جزاء " فخذ
لنفسك " اي استعملني ووفقني لعمل يوجب رضاك عني أو وقفت بين يديك وسلمت
نفسي إليك لتعاقبني بما يوجب رضاك عني وهو اظهر .
" لك العتبى " قال الشيخ البهائي قدس سره : العتبى بمعنى المؤاخذة ، والمعنى
أنت حقيق ، بأن تؤاخذني بسوء أعمالي .
اقول : هذا المعنى للعتبى غير معهود ، بل الظاهر أن المعنى أرجع عن ذنبي
وأطلب رضاك عني ، قال في النهاية : أعتبني فلان عاد إلى مسرتي ، واستعتب طلب
أن يرضى عنه ، وفي الحديث " وإما مسيئا فلعله يستعتب " اي يرجع عن الاساءة و
يطلب الرضا ، ومنه الحديث " ولا بعد الموت من مستعتب " أي ليس بعد الموت من
استرضاء ، والعتبى الرجوع عن الذنب والاساءة انتهى .
وقال الجوهري : أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي راجعا عن الاساءة والاسم منه
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 1 ص 311 .
[277]
العتبى ، تقول استعتبته فأعتبنى اي استرضيته فارضاني .
وفي الفقيه ( 1 ) كان علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يقول : العفو ثلاث
مائة مرة في الوتر في السحر ، والظاهر قراءة العفو بالنصب اي أسأل العفو ،
ويحتمل الرفع اي العفو مطلوبي أو مسئولي .
70 المتهجد وغيره : ثم يركع فاذا رفع راسه يقول : هذا مقام من
حسناته نعمة منك ، وسيئاته بعمله وذنبه عظيم ، وشكره قليل ، وليس لذلك إلا
دفعك [ رفقك ] خ ورحمتك .
إلهى طموح الامال قد خابت إلا لديك ، ومعاكف الهمم قد تعطلت إلا اليك
ومذاهب العقول قد سمت إلا اليك ، فأنت الرجاء وإليك الملتجاء ، ياأكرم مقصود
وياأجود مسؤول ، هربت إليك بنفسي يا ملجا الهاربين ، بأثقال الذنوب أحملها على
ظهري ، ولا أجد لي إليك شافعا سوى معرفتي أنك أقرب من لجأ إليه المضطرون ،
وأمل ما لديه الراغبون ، يا من فتق العقول بمعرفته ، وأطلق الالسن بحمده ، وجعل
ما أمتن به على عباده كفاء لتأدية حقه .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعل للهموم على عقلى سبيلا ، ولا للباطل
على عملي دليلا ، اللهم إنك قلت في محكم كتابك المنزل على نبيك المرسل عليه
وآله السلام " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون " طال
هجوعي وقل قيامي ، وهذا السحر وأنا استغفرك لذنوبي استغفار من لا يملك لنفسه
نفعا ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا ( 2 ) .
ايضاح : طموح الآمال قال الشيخ البهائي الطموح جمع طامح كقعود جمع قاعد من
طمح بمعنى ارتفع ، والمراد أن الآمال الطامحة اي المرتفعة العظيمة قد خابت إذ عندك
كالعفو عن ذنوبنا التي استوجبنا بها أليم العقاب ، وإدخالنا الجنة تفضلا من غير استيجاب
" ومعاكف الهمم قد تقطعت إلا عليك " المعاكف جمع معكف ، وهو مصدر بمعنى
* ( هامش ) * ( 1 ) الفقيه ج 1 ص 310 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 110109 .
[278]
العكوف أي الاقامة ، والمراد أن عكوفات الهمم وإقاماتها على باب كل أحد في طلب
الاحسان منه قد تقطعت وخابت إلا عكوفاتها على باب جودك وإحسانك .
" ومذاهب العقول قد سمت إلا إليك " المذاهب الطرق ، ويطلق على الآراء
أيضا وسما إلى الشئ ارتفع اليه ، والمراد أن طرق العقول والآراء قد ارتفعت
إلى الاشياء ، أما إليك فقد قصرت عن الارتقاء ، وضلت في بيداء العظمة و
الكبرياء انتهى .
وأقول : في أكثر النسخ " ومعاكف الهمم قد تعطلت " وفي بعضها " تقطعت "
ويحتمل كون المعاكف اسم مكان ، ولعله بالنسخة الاولى أنسب ، ويمكن أن يكون
المراد بقوله " قد سمت " أنها لا تقع على المقصود كما يقال : نبا بصره عن الشئ
إذا لم يره ، وهذا المعنى أنسب بالفقرتين السابقتين ، أي كل جهة تذهب إليه العقول
لتحصل المطالب فلا تقع عليها إلا الطريق الذي ينتهي إليك ، ويمكن أن يقرء
" سمت " على بناء المجهول بتشديد الميم اي سدت ، ويؤيده أن في بعض النسخ
سدت .
والملتجاء مصدر بمعنى الالتجاء ، قوله : " بنفسي " الباء للمصاحبة ، وكونها
للتعدية كما توهم بعيد " يا من فتق العقول " أي وسعها وهيئها لمعرفته وجعلها قابلة لها .
" وجعل ما امتن به على عباده "
قال الشيخ البهائي ره : أي جعل تكليفنا بعبادته مكافئا لاداء حق نعمائه
مع أن في تكليفنا بعبادته وتشريفنا بخدمته ، وجعلنا أهلا للقيام بها لطفا جزيلا و
منة عظيمة علينا ، ألا ترى أن الملك العظيم إذا شرف شخصا بخدمته وجعله أهلا
لمخاطبته ، فان ذلك الشخص يعد ذلك من عظيم الطاف ذلك الملك ، وجزيل مننه
عليه ، فهو سبحانه لوفور كرمه جعل بعض نعمائه التي من بها علينا ووقفنا لها شكرا
ومكافاتا منا لبعض نعمائه الاخرى ، ومع ذلك قد وعدنا عليها ثوابا جزيلا في الآخرة
فسبحانه سبحانه ما أعلى شأنه وأعظم امتنانه انتهى .
[279]
وقال الكفعمي رحمة الله عليه ( 1 ) اي جعل شكر ما امتن به على عباده
مكافئا لاداء حقه ، والمعنى أنه تعالى كلف يسيرا فلم يجعل ما يكافي نعمه ومننه إلا
شكرها لانه في الحقيقة لاكفو لمننه ، والمكافاة المماثلة والمساواة ، ومنه قوله :
" لم يكن له كفوا أحد " أي نظيرا ومساويا ، وهو كفوك وكفيك وكفاؤك أي
مساويك .
ثم قال : قال ابن طاوس ره : معناه أنه تعالى جعل الذي من به على
عباده من الهداية إلى العبادة وإلى حمده وشكره طريقا وسببا وكفاء لتادية حقه ،
فكان له الحق أولا علينا وقضاؤنا لحقه مما أحسن إلينا انتهى .
وأقول : يحتمل وجها آخرو وهو أن يكون المعنى : وهب عباده ومنحهم من
الاعضاء والجوارح والقوى والآلات والادوات ما يكون كافيا لاداء ما أوجب عليهم
من الطاعات ، ولا يكلفهم ما لم يمكنهم القيام به ، ولا يبعد كونه أظهر وأنسب
بما تقدم .
" ولا للباطل " اي لا يتطرق الباطل إلى عملي ، ولا يكون مخلوطا ببدعة
أو رياء أو سمعة وغيرها مما لا يوافق رضاك ، وحمل الباطل على البطلان أو
المبطل بعيد .
71 ثم اعلم أنه زاد الكفعمي بعد ذلك " وافتح لي خير الدنيا والآخرة
يا ولي الخير ، ولم يذكر مابعده .
وقال : رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 279 سطر 19 الى ص 287 سطر 18

وقال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني كنت غنيا فافتقرت ، وصحيحا فمرضت ، وكنت مقبولا
عند الناس فصرت مبغوضا ، وخفيفا على قلوبهم فصرت ثقيلا وكنت فرحانا فاجتمعت
علي الهموم ، وقد ضاقت علي الارض بما رحبت ، وأجول طول نهاري في طلب الرزق
فلا أجد ما أتقوت به ، كأن اسمى قد محي من ديوان الارزاق .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا هذا لعلك تستعمل مثيرات ( 2 ) ؟ فقال : وما مثيرات
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى : 54 .
( 2 ) في المصدر : ميراث الهموم ، اسم آلة بمعنى ما يورث الهموم والاحزان ، والمثيرات
[280]
الهموم ؟ قال : لعلك تتعمم من قعود ، أو تتسرول من قيام ، أو تقلم اظفارك بسنك
أو تمسح وجهك بذيلك ، أو تبول في ماء راكد ، أو تنام منبطحا على وجهك ؟ قال : لم
أفعل من ذلك شيئا ، فقال صلى الله عليه وآله : فاتق الله تعالى وأخلص ضميرك ، وادع بهذا الدعاء
وهو دعاء الفرج " بسم الله الرحمن الرحيم إلهى طموح الآمال " إلى قوله : " يا ولي
الخير " فلما دعا به الرجل وأخلص نيته عاد إلى حسن حالاته ( 1 ) .
72 الاختيار : بعد رفع الرأس من الركوع يمد يديه ويدعو بما روي عن
مولانا الرضا عليه السلام " إلهى وقفت بين يديك ، ومددت يدي إليك ، مع علمي بتفريطي
في عبادتك ، وإهمالي لكثير من طاعتك ، ولو أني سلكت سبيل الحياء لخفت من مقام
الطلب والدعاء ، ولكني يا رب لما سمعتك تنادي المسرفين إلى بابك ، وتعدهم
بحسن إقالتك وثوابك ، جئت ممتثلا للنداء ، ولائذا بعواطف أرحم الرحماء .
وقد توجهت إليك بنبيك صلى الله عليه وآله الذي فضلته على أهل الطاعة ، ومنحته بالاجابة
والشفاعة ، وبوصية المختار المسمى عندك بقسيم الجنة والنار ، وبفاطمة سيدة
النساء ، وبأبنائها الاولياء الاوصياء ، وبكل ملك خاصة يتوجهون بهم إليك ،
ويجعلوهم الوسيلة في الشفاعة لديك ، وهؤلاء خاصتك ، فصل عليهم وآمني من
أخطار لقائك ، واجعلني من خاصتك وأحبائك ، فقد قدمت أمام مسألتك ونجواك
ما يكون سببا إلى لقائك ورؤياك ، وإن رددت مع ذلك سؤالى ، وخابت إليك آمالى
فمالك رأى من مملوكه ذنوبا فطرده عن بابه ، وسيد راى من عبده عيوبا فأعرض
عن جوابه .
يا شقوتاه إن ضاقت عني سعة رحمتك ( 2 ) إن طردتني عن بابك على باب من
أقف بعد بابك ، وإن فتحت لدعائي أبواب القبول ، وأسعفتني ببلوغ السؤل ، فمالك
بدء بالاحسان وأحب إتمامه ، ومولى اقال عثرة عبده ورحم مقامه ، وهناك لا أدري
* ( هامش ) * من الاثارة بمعنى التهييج .
( 1 ) مصباح الكفعمى : 53 .
( 2 ) لعل فيه سقطا .
[281]
اي نعمك اشكر ؟ أحين تطولت علي بالرضا ، وتفضلت بالعفو عما مضى ، أم حين
زدت على العفو والغفران باستيناف الكرم والاحسان .
فمسئلتي لك يا رب في هذا المقام الموصوف ، مقام العبد البائس الملهوف ،
أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي ، وتعصمني فيما بقي من عمري ، وأن ترحم والدي
الغريبين في بطون الجنادل ، البعيدين من الاهل والمنازل ، صل وحدتهما بأنوار
إحسانك ، وآنس وحشتهما بآثار غفرانك ، وجدد لمحسنهما في كل وقت مسرة ونعمة
ولمسيئهما مغفرة ورحمة حتى يأمنا بعاطفتك من أخطار القيامة ، وتكسنهما برحمتك
في دار المقامة ، وعرف بيني وبينهما في ذلك النعيم الرائق ، حتى تشمل بنا مسرة
السابق ، واللاحق به .
سيدي وإن عرفت من عملي شيئا يرفع من مقامهما ، ويزيد في إكرامهما
فاجعله ما يوجبه حقهما لهما ، واشركني في الرحمة معهما ، وارحمهما كما ربياني
صغيرا . . ثم يدعو لمن يعنيه أمره من موتاه بعد ذلك إنشاء الله .
73 الكافى : عن علي بن محمد ، عن سهل ، عن أحمد بن عبدالعزيز قال :
حدثني بعض أصحابنا قال : كان أبوالحسن الاول إذا رفع راسه من آخر ركعة الوتر
قال : هذا مقام من حسناته نعمة منك ، وشكره ضعيف ، وذنبه عظيم ، وليس لذلك
إلا دفعك ورحمتك ، فانك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه وآله " كانوا
فليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون " ( 1 ) طال هجوعي وقل قيامي
وهذا السحر وأنا استغفرك لذنبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا
ولا حياة ولا نشورا ، ثم يخر ساجدا صلى الله عليه وآله ( 2 )
74 المتهجد : ويستحب أن يزاد هذا الدعاء في الوتر : الحمد لله شكرا
لنعمائه ، واستدعاء لمزيده ، إلى آخر ما مر في قنوت ( 3 ) العسكري عليه السلام في باب القنوتات
* ( هامش ) * ( 1 ) الذاريات : 18 و 19 .
( 2 ) الكافى ج 3 ص 325 .
( 3 ) راجع ج 85 ص 229 .
[282]
الطويلة لائمة عليهم السلام ( 1 ) .
75 جنة الامان ( 2 ) والبلد الامين والاختيار : يستحب أن يقول في قنوت
الوتر ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في الاستغفار : اللهم إنك قلت في كتابك المحكم
المنزل على نبيك المرسل ، وقولك الحق " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و
بالاسحارهم ستغفرون " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن
الله غفور رحيم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين و
المستغفرين بالاسحار " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "
وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت
فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما " وأنا استغفرك وأتوب إلكى .
وقلت تباركت وتعاليت " أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم "
وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " وأنا استغفرك
وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 110 .
( 2 ) مصباح الكفعمى : 6258 .
[283]
فلن يغفر الله لهم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين
ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم اصحاب الجحيم " وأنا استغفرك و
أتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها
إياه " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا
حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " هو الذي أنشأكم من الارض واستعمركم فيها
فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود "
وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " واستغفروا ربكم ثم توبواإليه يرسل السماء عليكم
مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " وأنا
أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين " وأنا أستغفرك
وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " سوف استغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم " وأنا
أستغفرك واتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " ومامنع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا
ربهم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " وأنا
[284]
أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور
رحيم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله
لعلكم ترحمون " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا و
أناب " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد
ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد
ربك بالعشي والابكار " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " فاستقيموا إليه واستغفروه " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت " والملئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في
الارض الا إن الله هو الغفور الرحيم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثويكم " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و
أهلونا فاستغفر لنا " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه
لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك
المصير " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله
غفور رحيم " وأن استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم
ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
[285]
وقلت تباركت وتعاليت : " سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر
الله لهم " وأنا استغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا " وأنا استغفرك
وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " وماتقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هوخيرا
واعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " وأنا أستغفرك وأتوب إليك .
وقلت تباركت وتعاليت : " فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا " وأنا استغفرك
وأتوب إليك ( 1 ) .
76 جنة الامان : روى أنه من قرئ " ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه " ( 2 )
الآية وقوله " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم " ( 3 ) الآية ثم يستغفر الله
غفر الله ذنوبه ( 4 ) .
77 الاختيار وجنة الامان : ثم يقول بعد ذلك ما كان زين العابدين يقول :
اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت قلة حياء ، وتركي الاستغفار مع علمي
بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء ، اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك ، وإن علمي
بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك ، فصل على محمد وآل محمد ، وحقق رجائي لك ، وكذب
خوفي منك ، وكن لي عند أحسن ظني بك يا أكرم الاكرمين ، وأيدني بالعصمة ، و
أنطق لساني بالحكمة ، واجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه .
اللهم إن الغني من استغنى عن خلقك بك ، فصل على محمد وآل محمد ، وأغنني
يا رب عن خلقك ، واجعلني ممن لا يبسط كفه إلا إليك ، اللهم إن الشقي من
قنط وأمامه التوبة ، وخلفه الرحمة ، وإن كنت ضعيف العمل فاني في رحمتك قوي
* ( هامش ) * ( 1 ) البلد الامين ص 3736 .
( 2 ) النساء : 110 .
( 3 ) آل عمران : 135 .
( 4 ) مصباح الكفعمي ص 59 في الهامش .
[286]
الامل ، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي .
اللهم أمرت فعصينا ، ونهيت فما انتهينا ، وذكرت فتناسينا ، وبصرت فتعامينا
وحذرت فتعدينا ، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا وأنت أعلم بما أعلنا وما أخفينا
وأخبر بما لم نأت وما أتينا ، فصل على محمد وآل محمد ، ولا توأخذنا بما أخطأنا فيه ومانسينا ،
وهب لنا حقوقك لدينا وتمم احسانك إلينا ، وأسبغ إلينا ، وأسبغ نعمتك علينا إنا نتوسل إليك بمحمد
صلواتك عليه وآله رسولك ، وبعلي وصيه ، وفاطمة ابنته ، والحسن والحسين وعلي
ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة عليهم السلام أهل بيت الرحمة ، ونسألك
إدرار الرزق الذي هو قوام حياتنا ، وصلاح أحوال عيالنا ، فأنت الكريم الذي تعطي من
سعة ، وتمنع عن قدرة ، ونحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدنيا وبلاغا للآخرة
وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ( 1 ) .
78 الاختيار : ثم تمد يدك وتدعو فتقول : إلهي كيف أصدر عن بابك بخيبة
منك وقد قصدته على ثقة بك ، إلهي كيف تؤيسني من عطائك وقد أمرتني بدعائك ، صل
على محمد وآل محمد ، وارحمني إذا اشتد الانين ، وحظر علي العمل ، وانقطع مني الامل
وأفضيت إلى المنون ، وبكت علي العيون ، وودعني الاهل والاحباب ، وحثي علي
التراب ، ونسي اسمي ، وبلي جسمي ، وانطمس ذكري ، وهجر قبري ، فلم يزرني زائر
ولم يذكرني ذاكر ، وظهرت مني المآثم ، واستولت علي المظالم ، وطالت شكاية الخصوم
واتصلت دعوة المظلوم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارض خصومي عني بفضلك
وإحسانك ، وجد علي بعفوك ورضوانك .
إلهي ذهبت أيام لذاتي ، وبقيت مآثمي وتبعاتي ، وقد أتيتك منيبا تائبا فلا تردني
محروما ولا خائبا ، اللهم آمن روعتي ، واغفر زلتي ، وتب علي إنك أنت التواب
الرحيم .
بيان : قال الجوهري : المنون المنية وهي مؤنثة وتكون واحدة
وجمعا .
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 6362 .
[287]
79 الفقيه : بسنده الحسن عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله قال عليه السلام : استغفر
الله في الوتر سبعين مرة ، تنصب يدك اليسرى وتعد باليمنى الاستغفار ( 1 ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر في الوتر سبعين مرة ويقول : " هذا مقام العائذ بك
من النار " سبع مرات ( 2 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : اطولكم قنوتا في الوتر أطولكم راحة يوم القيامة في
الموقف ( 3 ) .
81 كتاب جعفر بن شريح : عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي قال :
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا أوتر أحدكم فليقل : " الحمد لله رب الصباح ، الحمد
لله فالق الاصباح ، سبحان الرب الملك القدوس " يقول : كل واحدة منهن ثلاث
مرات .
82 المتهجد : إذا سلم سبح تسبيح الزهراء ثم يقول ثلاث مرات : " سبحان
ربي الملك القدوس العزيز الحكيم ، يا حي يا قيوم ، يا بر يا رحيم ، يا غني يا
كريم ، ارزقني من التجارة أعظمها فضلا وأوسعها رزقا وخيرها لي عاقبة فانه لا خير
فيما لا عاقبة له ( 4 ) .
80 الفقيه : بسنده الصحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أنت انصرفت
في الوتر فقل : " سبحان ربي الملك القدوس العزيز " ثلاث مرات ، ثم تقول : يا حي
إلى آخر الدعاء ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) الفقيه ج 1 ص 309 .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 287 سطر 19 الى ص 295 سطر 18

( 3 ) الفقيه ج 1 ص 308 وفيه " أطولكم قنوتا في دار الدنيا " ، ورواه الصدوق بهذا
اللفظ لفظ الفقيه : في المجالس ص 304 ، ثواب الاعمال ص 31 ، وقد مر في ج 85 ص 199
باب القنوت وآدابه ، نعم ذكره الحر العاملى في الوسائل وجمع بين اللفظين " أطولكم
قنونا في الوتر في دار الدنيا " .
( 4 ) مصباح المتهجد ص 116115 .
( 5 ) الفقيه ج 1 ص 313 .
[288]
ولا يبعد عندي أن لا يكون قوله " فانه لا خير " إلى آخر الدعاء من تتمة الدعاء
بل ذكره تعليلا لذكر الفقرة الاخيرة فانه لا يناسب سياق الدعاء .
83 المتهجد : ثم يقول ثلاث مرات : " الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق
الاصباح [ الحمد لناشر الارواح ] ( 1 ) .
ثم تدعو بدعاء الحزين : أناجيك ( 2 ) يا موجود في كل مكان ، لعلك تسمع ندائي
فقد عظم جرمي وقل حيائي ، يا مولاي اي الاهوال أتذكر ، وأيها أنسى ، ولو لم يكن
إلا الموت لكفى ، كيف وما بعد الموت أعظم وادهى ، مولاي يا مولاي حتى متى و
إلى متى اقول لك العتبى مرة بعد أخرى ، ثم لا تجد عندي صدقا ولا وفاء ، فياغوثاه ثم
واغوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني ، ومن عدو قد استكلب علي ، ومن دنيا قد تزينت
لي ، ومن نفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
مولاي يا مولاي إن كنت رحمت مثلي فارحمني ، وإن كنت قبلت مثلى ، فاقبلني
يا قابل السحرة اقبلني ، يا من لم أزل اتعرف منه الحسنى ، يا من يغذيني بالنعم
صباحا ومساء ، ارحمني يوم آتيك فردا ، شاخصا إليك بصري ، مقلدا عملي ، وقد
تبرأ جميع الخلق مني ، نعم أبي وأمي ، ومن كان له كدي وسعيي ، فان لم ترحمني
[ فمن يرحمني ] ومن يونس في القبر وحشتي ( 3 ) ومن ينطق لسانى إذا خلوت بعملى ،
وسألتنى عما أنت أعلم به مني ، فان قلت نعم فأين المهرب من عدلك ، وإن قلت لم
أفعل قلت ألم أكن الشاهد عليك ، فعفوك عفوك يا مولاي قبل سرابيل القطران ، عفوك
عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران ، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الايدي إلى
الاعناق ، يا أرحم الراحمين ، وخير الغافرين ( 4 ) .
المكارم : دعاء الحزين كان يدعو به علي بن الحسين عليهما السلام بعد صلاة الليل :
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد ص 116 ، ومابين العلامتين زيادة منه .
( 2 ) في المصدر : أناديك .
( 3 ) فمن يرحم في القبر وحشتى خ ل .
( 4 ) مصباح المتهجد ص 116 .
[289]
" أناجيك " إلى آخر الدعاء ( 1 ) .
بيان : " قد استكلب علي " قال الشيخ البهائى : اي وثب علي ، وفيه تشبيه له بالكلب
وربما يقال : إن فيه أيضا إشارة إلى أن عداوته على الامور الدنيوية فان الدنيا
جيفة وطالبها كلاب .
" قبل سرابيل القطران " تلميح إلى قوله تعالى " وترى المجرمين يومئذ
مقرنين في الاصفاد * سرابيلهم من قطران " ( 2 ) والسرابيل جمع سربال وهو القميص ،
والقطران بكسر الطاء عصارة شديدة النتن والحدة يطلى بها الجمل الاجرب ، فتحرق
جربه بحدتها ، ومن شأنها أن تشتعل النار فيما يطلى بها بسرعة ، روي أنه يطلى بها
جلود أهل النار إلى أن تصير لهم بمنزلة القمصان ، فيجتمع عليهم لذعها وحدها مع
إحراق النار ، نعوذ بالله من ذلك .
84 المتهجد : ثم يسبح تسبيح شهر رمضان على ما رواه ابوبصير عن ابي عبدالله
عليه السلام عقيب كل وتر ، وهو سبحان الله السميع الذي ليس شئ اسمع منه ، يسمع
من فوق عرشه ما تحت سبع ارضين ، ويسمع ما في ظلمات البر والبحر ، ويسمع الانين
والشكوى ، ويسمع السر وأخفى ، ويسمع وساوس الصدور ، ويعلم خائنة الاعين وما
تخفي الصدور ، ولا يصم سمعه صوت ، سبحان الله جاعل الظلمات والنور ، سبحان الله فالق
الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شئ ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الله
مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين .
سبحان الله بارئ النسم سبحان الله البصير الذي ليس شئ أبصر منه ، يبصر من
فوق عرشه ما تحت سبع ارضين ، ويبصر ما في ظلمات البر والبحر ولا تدركه الابصار و
هو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ، لا تغشى بصره ظلمة ، ولا يستتر بستر ، ولا يواري
منه جدار ، ولا يغيب منه بحر ما في قعره ، ولا جبل ما في أصله ، ولا جنب ما في قلبه
ولا قلب ما فيه ، ولا يستر منه صغير لصغره ، ولا يخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء
* ( هامش ) * ( 1 ) مكارم الاخلاق ص 341 .
( 2 ) ابراهيم : 50 .
[290]
هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم .
سبحان الله بارئ النسم سبحان الذي ينشئ السحاب الثقال ، ويسبح الرعد
بحمده ، والملائكة من خيفته ، ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ، ويرسل الرياح
بشرا بين يدى رحمته ، وينزل الماء من المساء بكلماته ويسقط الورق بعلمه ( 1 ) وينبت
النبات بقدرته .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات
والارض ولا اصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين .
سبحان الله بارئ النسم سبحان الله الذي يعلم ما في السموات وما في الارض
ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ، ولا ادنى من ذلك
ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بماعملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله الذي يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض
الارحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم
من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، يميت الاحياء
ويحيى الموتى ويقر في الارحام ما يشاء إلى أجل مسمى .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من
الحي وترزق من تشاء بغير حساب .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله الذي عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، و
يعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب
ولا يابس إلا في كتاب مبين .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله الذي يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها لا يشغله علم شئ عن علم شئ ولا خلق شئ عن
* ( هامش ) * ( 1 ) ويبسط الرزق بعلمه خ ل .
[291]
خلق شئ ، ولا حفظ شئ عن حفظ شئ ، ولا يساوى به شئ ، ليس كمثله شئ ، وهو
السميع البصير .
سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله الذي لا يحصي نعماءه العادون ، ولا يجزي
بآلائه الشاكرون المتعبدون ، وهو كما قال وفوق ما نقول ، والله كما أثنى على نفسه
ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما
وهو العلي العظيم ( 1 ) .
بيان : هذا الدعاء سيأتي برواية أبي بصير في ادعية شهر رمضان وهو أكثر مما
أورده هنا ، ولعله وصل إليه بروايتين ، فذكر في كل موضع برواية وسنورد شرحه هناك
إنشاء الله تعالى .
85 المتهجد وغيره : ذكر ابن خانبه ( 2 ! ) أنه يستحب أن يدعو بعد الوتر
فيقول : سبحان ربي الملك القدوس الحي العزيز الحكيم ثلاث مرات ثم يقول :
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 119117 .
( 2 ) هو أحمد بن عبدالله بن مهران الكرخى المعروف بابن خانبه ، روى الكشى
عن على بن محمد القتيبى قال حدثنى أبوطاهر محمد بن على بن بلال وسألته عن أحمد
عبدالله الكرخى ، اذ رأيته يروى كتبا كثيرة عنه فقال : كان كاتب اسحاق بن ابراهيم
فتاب وأقبل على تصنيف الكتب ، وكان أحمد من غلمان يونس بن عبدالرحمان رحمه الله و
يعرف به ، ويعرف بابن خانبه ، كان من العجم .
ونقل عن البحرانى أنه استشكل في رواياته لكونه من كتاب الظلمة ، وأجاب عنه
المامقانى بأن سكوته في حال توبته يكشف عن صحة رواياته الاولى ، وعلق عليه التسترى
في قاموسه بأن الصواب في الجواب أن يقال : انه وقت كونه من كتاب الظلمة كان في
ديوان رسائلهم في كتبهم إلى الاطراف ولم تكن له رواية حتى تصح أولا تصح ، مع أنه بعد
ماتاب لم يرو رواية ايضا كما عرفت من الشيخ ( انه ما ظهر له رواية وصنف كتاب التأديب و
هو كتاب يوم وليلة ) مع أنه قد ورد الخبر من العسكرى عليه السلام بصحة كتابه
والعمل به .
أقول : أما الرواية ، فقد ذكر الاردبيلى أنه روى في باب فضل الصلاة من
[292]
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل
وكبره تكبيرا ، والله أكبر كبير او الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ، أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت
بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
سبحان الله ذي الملك والملكوت ، سبحان الله ذي العزة والعظمة والجبروت ، سبحان
الله ذي الكبرياء والعظمة ، سبحان الله الملك الحي الذي لا يموت ، سبحان ربي الاعلى
سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي وبحمده .
يا اسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا اسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين
ويا أحكم الحاكمين ، ويا صريخ المكروبين ، ويا مجيب دعوة المضطرين .
أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم
وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ،
وأنت الله لا إله إلا انت مالك يوم الدين ، وأنت الله لا إله إلا أنت منك بدء الخلق
وإليك يعود ، وأنت الله لا إله إلا أنت مالك الخير والشر ، وأنت الله لا إله إلا أنت
* ( هامش ) * أبواب زيادات التهذيب وفى باب صوم المتمتع اذا لم يجد الهدى من كتاب حج الكافى
ترى الاول في التهذيب ج 1 ص 204 ط حجر ج 2 ص 240 باسناده عن سعد ، عن أحمد
ابن هلال ، عن أحمد بن عبدالله الكرخى ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام
( واظنه تصحيفا من يونس بن عبدالرحمن فليتحرر ) وترى الثانى في الكافى ج 4 ص 510
باسناده عن بعض اصحابنا عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن عبدالله الكرخى قال : قلت
للرضا عليه السلام المتمتع يقدم الحديث ( وأظنه عن أحمد بن عبدالله ، عن يونس بن عبدالرحمن ) .
وأما الخبر الذي ورد عن الامام صاحب العسكر بصحة كتابه واشار إليه المؤلف العلامة
في المتن وصححه على ما سيأتى ، فهو الذى نقله ابن طاوس عن أبى محمد هارون بن موسى
قال : حدثنا أبوعلى الاشعرى وكان قائدا من القواد عن سعد بن عبدالله الاشعرى قال :
عرض أحمد بن عبدالله بن خانبة كتابه على مولانا أبى محمد الحسن بن على بن محمد صاحب
العسكر الاخر ، فقرءه وقال : صحيح فاعملوا به .
[293]
مالك الجنة والنار ، وأنت الله لا إله إلا الله الاحد الصمد لم تلد ولم تولد ولم يكن
لك كفوا أحد ، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم ، وأنت
الله لا إله إلا أنت الملك القدوس المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله
عما يشركون ، وأنت الله لا إله إلا أنت الخالق البارئ المصور لك الاسماء الحسنى
يسبح لك ما في السموات والارض وأنت الله العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله أنت
الكبير المتعال والكبرياء رداؤك .
ولكن في الحديث وهم يخرجه عن الصحة ، فان أحمد بن خانبه مات في
سنة 234 بعد ولادة أبي محمد عليه السلام بسنتين ، فلا يعقل أن يعرض هوكتابه على أبى محمد
عليه السلام بنفسه ، كما كان صريح كلام سعد على مانقله ابن طاووس .
وقصارى ما يحتمل في صدق الحديث أن يكون أصل العرض والتصويب مشهورا مشتهرا
عند الاصحاب بحيث يرسل ارسال المسلمات ، فتوهم سعد أو أحد رواته أن أحمد بن خانبه
هو الذي عرض كتابه على أبى محمد عليه السلام بنفسه فنقله بهذه الصورة ، فأصل الخبر صدق
فان سعد بن عبدالله أجل قدرا من أن يقول ما لا يعلم ، الا أن الحديث مرسل مرسل وليس على
ما صححه العلامة المؤلف رضوان الله عليه .
بيان ذلك أن ابن خانبة كان كاتبا من غلمان يونس بن عبدالرحمان مولى آل يقطين
يكتب له كتبه ويعينه في ذلك ويصنف له على ما سيمر عليك من معنى التصنيف ، ومما كتبه و
صنفه كتاب التأديب ( كتاب عمل اليوم والليلة ) ولما كان تاليف دعواته وترتيب فصوله وأبوابه
بعناية هذا الكاتب ، وأصل انشائه واملائه ورواية أحاديثه وفتاواه بعناية استاذه يونس بن
عبدالرحمن وتحت اشرافه ، انتسب الكتاب تارة إلى هذا ، ومرة إلى ذاك ، خصوصا بعد
ما تناوله ايدى العوام ، وتعاطاه الخلف عن السلف ، واشتهر أمره بين المتعبدين لم يتفحصوا
عن ذلك كثير تفحص .
يدل على ذلك ما رواه النجاشى ص 266 تحت عنوانه محمد بن أحمد بن عبدالله بن
مهران الكرخى ، بعد ما وثقه بأنه كان سليما قال : أخبرنا أبوالعباس بن نوح قال حدثنا
الصفوانى قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الوجناء أبومحمد النصيبى قال : كتبنا إلى
[294]
يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من
هو بالمنظز الاعلى ، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، يا لا إله أنت
بحق لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد ، وارض عني ونجني من النار ، اسئلك
أن تصلي على محمد وآله ، وأن تملا قلبي حبا لك ، وإيمانا بك ، وخيفة منك ، و
خشية لك ، وتصديقا بك ، وشوقا إليك .
يا ذا الجلال والاكرام ، وصل على محمد وآل محمد وحبب إلي لقاءك ، واجعل لي
في لقائك الراحة والرحمة والكرامة والحقني بصالح منم مضى ، واجعلني من صالح
من بقي ، ولا تصيرني في الاشرار ، واختم لي عملي بأحسنه ، واجعل لي ثوابه الجنة
برحمتك ، واسلك بي مسالك الصالحين ، وأعني على صالح ما أعطيتني كما أعنت
المؤمنين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني صالحا أعطيتنيه أبدا ، ولا تردني في
سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تشمت بي عدوي ولا حاسدا أبدا ، ولا تكلني إلى نفسي
في شئ من أمري طرفة عين أبدا .
* ( هامش ) * أبى محمد عليه السلام نسأله أن يكتب أو يخرج الينا كتابا نعمل به ، فأخرج الينا كتاب
عمل ، قال الصفوانى : نسخته فقابل بها كتاب ابن خانبة زيادة حروف أو نقصان حروف
يسيرة .
فالكتاب قد كان عندهم عليهم السلام وخواص أصحابهم ليونس بن عبدالرحمن وعند
متأخريهم أنه كتاب ابن خانبة ، ولما قابلوا النسختين لم تكن بينهما اختلاف الا في حروف
يسيرة قلما يخلو كتاب قبل طبعه عن ذلك ، خصوصا كتب الادعية التى يرغب العوام في انتساخها
وتناولها من دون مقابلة وتصحيح .
ويزيد ذلك وضوحا اشتهار كتاب يونس عند الائمة عليهم السلام ، فقد روى الكشى
ص 410 في ترجمة يونس بن عبدالرحمان عن أبى بصير حماد بن عبدالله بن اسيد الهروى ، عن
داود بن القاسم أن أبا هاشم الجعفرى قال : ادخلت كتاب عمل يوم وليلة الذى ألفه يونس
ابن عبدالرحمان على أبى الحسن العسكرى عليه السلام فنظر فيه وتصفح كله ثم قال : هذا دينى
ودين آبائى ، وهو الحق كله .
[295]
يا رب العالمين صل على محمد وآله وهب لي إيمانا لا أجل له دون لقائك أحيا
عليه وأفنى ، اللهم صل على محمد وآله أحيني عليه ما أحييتني ، وأمتني عليه إذا أمتني
وابعثني عليه إذا بعثتني ، وأبرئ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك ، اللهم
صل على محمد وآله محمد وأعطني بصرا في دينك ، وقوة في عبادتك ، وفقها في حكمك ،
وكفلين من رحمتك ، وبيض وجهي بنورك ، واجعل رغبتى فيما عندك ، وتوفني في
سبيلك ، وعلى سنة رسولك صلواتك عليه وآله .
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجلة والجبن والبخل والشك والغفلة
والفشل والسهو والقسوة والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من سوء المنظر في النفس والدين
والاهل والمال والولد .
اللهم صل على محمد وآله ، ولا تمتنى ولا أحدا من أهلي وولدي وإخواني فيك
غرقا ولا حرقا ولا قودا ولا صبرا ولا هضما ولا أكيل السبع ، ولا غما ولا هما ولا
عطشاولا شرقا ولا جوعا ، ولا في أرض غربة ولا ميتة سوء ، وأمتنى سوياعلى ملتك
وملة رسولك صلواتك عليه وآله وأمتني على فراشي أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك
فقلت " كأنهم بنيان مرصوص " على طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليه وآله مقبلا على
عدوك غير مدبر عنه يا أرحم الراحمين .
اللهم صلى على محمد وآله ، ولا تدع لي الليلة ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا
فرجته ، ولا وزرا إلا حططته ، ولا خطيئة إلا كفرتها ، ولا سيئة إلا محوتها ، ولا حسنة
* ( هامش ) * وروى ص 409 عن جعفر بن معروف قال : حدثنى سهل بن بحر قال : حدثنى


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 295 سطر 19 الى ص 303 سطر 18

الفضل بن شاذان قال : حدثنى ابى الخليل الملقب بشاذان قال : حدثنى أحمد بن ابى خلف
عن أبى جعفر عليه السلام قال : كنت مريضا فدخل على أبوجعفر عليه السلام يعودنى عند مرضى
فاذا عند رأسى كتاب يوم وليلة ، فجعل يصفح ورقه حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وجعل
يقول : رحم الله يونس ثلاثا .
وهكذا روى النجاشى ص 348 قال : قال شيخنا أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان
في كتابه مصابيح النور : أخبرنى الشيخ الصدوق أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله
قال : حدثنا على بن الحسين بن بابويه قال : حدثناعبدالله بن جعفر الحميرى قال :
[296]
إلا أثبتها ، وضاعفتها ، ولا قبيحا إلا سترته ، ولاشينا إلا زينته ، ولا سقما إلا
شفيته ، ولا فقرا إلا أغنيته ، ولا فاقة إلا جبرتها ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا أمانة إلا
أديتها ، ولا كربة إلا كشفتها ، ولا غما إلا نفسته ، ولا دعوة إلا أجبتها .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واحفظ منى يا رب ما ضاع ، واصلح منى مافسد ،
وارفع منى ما انخفض ، وكن بي حفيا ، وكن لى وليا ، واجعلني رضيا ، وارزقنى من حيث
أحتسب ومن حيث لا أحتسب واحفظنى من حيث أحتفظ ومن حيث لا أحتفظ ، واحرسنى
من حيث أحترس ومن حيث لا أحترس .
اللهم ومن أرادنا بسوء ، فصل على محمد وآله ، وامنعه عنا بعزة
ملكك ، وشدة قوتك ، وعظمة سلطانك ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله
غيرك .
اللهم صل على محمد وآله ، وشفعنى في جميع ما سألتك ، ومالم أسألك مما فيه
الصلاح لامر آخرتى وديناي ، إنك سميع الدعاء يا ارحم الراحمين .
قال : ثم ارفع يديك وقلب كفيك ، وغرغر دموعك ، وقل :
يا مولاي شر عبد أنا ، وخير رب أنت ، يا سامع الاصوات ، يا مجيب الدعوات
ليس عبد من عبيدك استوجب جميع عقوبتك بذنوبه غيري ، فأخرته بها يا مولاي
وقد خشيت أن تكون علي ساخطا يا الهى صل على محمد وآله ، وارحمني وأتمم مننك
* ( هامش ) * قال لنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفرى رحمه الله : عرضت على أبى محمد صاحب العسكر
عليه السلام كتاب يوم وليلة يونس فقال لى : تصنيف من هذا ؟ فقلت : تصنيف يونس آل يقطين
فقال : أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة .
وكيف كان سواء تسلمنا أن كتاب التأديب لابن خانبه هو الذى عمله يونس بن
عبدالرحمان أو كان كتابا منفردا بنفسه الظاهر أن هذه الادعية المطولة المنقولة منه ، كان
من انشاء وتصنيف كاتبه ابن خانبه ، على حد سائر الادعية الطويلة التى صنفها سائر الكتاب
كابن أبى قرة الكاتب في كتابه عمل شهر رمضان ، وأبى الطيب القزوينى الكاتب وأبى العباس
البغدادى الكاتب في رسالتهما قنونات الائمة الاطهار على ما مر في ج 85 ص 233211
وغير ذلك مما هو غير يسير
[297]
علي ، وعافيتك لى بالنجاة من النار ، يا الله لا تشوه خلقى بالنار ، يا الله لا تقطع عصبى
بالنار ، يا الله لا تفرق بين أوصالى بالنار ، يا الله لا تبدلنى جلدا غير جلدي في النار
يا الله لا تجعلنى قرينا لاهل النار ، يا الله ارحم عظامى الدقاق ، وبدنى الضعيف ، و
جلدي الرقيق ، وأركانى التى لا قوة لها على حر النار .
يا سيدي أنا عبدك فصل على محمد وآله ، وارحمنى يا الله ، يا محيطا بملكوت
السموات والارض ، صل على محمد وآله [ واغفر لي وارحمني يا حنان يامنان صل
على محمد وآله ] وامنن علي بالجنة وافعل بى كذا وكذا . . وتدعو بما تحب .
ثم تقول : حتى ينقطع النفس يا رب يا رب ، لا تأخذنى على غرة ولا تاخذنى
على فجأة ، ولاتجعل عواقب أعمالى حسرة يا رب [ يا رب حتى ينقطع النفس
ماذا عليك لو أرضيت عنى كل من له قبلى تبعة و ] غفرت لى ورحمتنى ورضيت عنى
فانما مغفرتك للظالمين وأنا من الظالمين فاغفر لى وارحمنى يا رب يا رب حتى ينقطع
النفس إن كانت حالى التى أنا عليها في ليلى ونهاري لك رضى ، فصل على محمد وآله ،
وارضها لى وزدنى منها ومن فضلك ، وإن كانت حال هى ارضى لك من حالي التى أنا عليها
فصل على محمد وآله ، وانقلنى إليها ، وخذ إليها يناصيتى ، وقو عليها ضعفى ، وشجع
عليها جبنى ، حتى تبلغني منها ما يرضيك عني .
اللهم إني اسئلك الصبر على طاعتك ، والصبر عن معصيتك ، والصبر لحكمك ،
والصدق في كل موطن ، والشكر لنعمتك .
* ( هامش ) * وذلك لان سيرة الائمة الهادين عليهم صلوات الله الرحمن ، على ما ثبت منهم في
الاحاديث الصحيحة والادعية الواردة عنهم بالقطع واليقين ، هو الثناء على الله عزوجل ثم
تحميده وتمجيده ثم الدعاء بما جرى على اللسان ، من دون تطويل وتكرار ، على حد الادعية
الواردة في القرآن العزيز نقلا عن الانبياء والصديقين والعباد الصالحين .
ومما يؤيده أن أدعية كتاب ابن خانبه من تصنيف كاتبه ، أنه لم ينسب الادعية المطولة
الواردة فيه إلى المعصومين ، وانما يقول : يستحب أن يدعو كذا ، أو : يقول بعد الصلاة
الظهر كذا ، مع ما عرفت من الكشى أنه تاب واقبل على التصنيف ، وما مر في خبر
[298]
اللهم صل على محمد وآله ، وأعطنى عافية للدين ، وعافية للدنيا ، وعافية
للآخرة ، اللهم صل على محمد وآله ، وهب لي العافية حتى تهنئني المعيشة ، وارحمني
حتى لا تضرني الذنوب ، وأعذني من جهد بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، اللهم أعني
على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى .
اللهم احفظني فيماغبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيماحضرته ، يا من لا تضره
الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، صل على محمد وآله ، وأعطني ما لا ينقصك ،
واغفر لي ما لا يضرك .
اللهم صل على محمد وآله ، وأعطني السعة والدعة ، والامن والصحة والقنوع والعصمة
واليقين والعفو والعافية والمعافاة والمغفرة والشكر والرضا والتقوى والصبر والتواضع والقصد
والعلم والحلم والبر واليسر والتوفيق في جميع اموري كلها للآخرة والدنيا ، واعمم بذلك
أهلي وولدي وإخواني ومن أحببته وأحبني ، وولدته وولدني ، من المؤمنين
والمؤمنات .
اللهم منك النعمة ، وأنت ترزق شكرها ، وثواب ما تفضلت به منها ، فصل على
محمد وآله ، وآتنا ما سألناك على حسب كرمك وفضلك ، وقديم إحسانك وما وعدت فينا
نبيك محمدا صلى الله عليه وآله .
* ( هامش ) * الكشى من قول صاحب العسكر لابى هاشم " هذا تصنيف من ؟ " وجوابه : " تصنيف
يونس آل يقطين " ولنا كلام طويل الذيل في المراد بالاصل والكتاب والتصنيف عند أصحابنا
الاقدمين لعل الله ان يوفقنا لشرح ذلك في موضع آخر .
وفذلكته : أن الاصل هو الحديث الذي تضمن اصلا من اصول الفقه وقواعده ، و
هو المراد بقولهم الاصول الاربعمائة ، وقد كان الائمة الهادون عليهم صلوات الله الرحمن
لا يلقون تلك الاصول الا إلى خواص أصحابهم الفقهاء ، وأن الكتاب والتأليف مطلق
يشمل كل تأليف في الحديث والفقه والكلام والمغازى والسير ، وأن التصنيف هو الكتاب
الذى عمل صناعة ، وان كان نسبه المصنف إلى أحد من الائمة المعصومين .
وهذا مثل كتاب سليم بن قيس الذى قيل فيه أنه أول كتاب صنف للشيعة ، أوأول
[299]
ثم اسجد وقل : اللهم صل على محمد وآله ، وارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي
إليك ، ووحشتي من الناس ، وأنسي بك وإليك ، يا كريم ، يا كائنا قبل كل شئ ، ويا
مكون كل شئ ، ويا كائنا بعد كل شئ لا تفضحنى فانك بى عالم ، ولا تعذبنى فانك علي
قادر ، اللهم إنى أعوذ بك من كرب الموت ، ومن وسوء المرجع في القبور ، ومن
الندامة يوم القيامة ، أسئلك عيشة هنيئة ، وميتة سوية ، ومنقلبا كريما ، غير مخز
ولا فاضح ، اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى ورحمتك ، أرجى عندي من عملى فصل على
محمد وآله واغفر لى ياحيا لا يموت .
ثم ارفع صوتك قليلا من غير إجهار ، وقل : لا إله إلا الله حقا حقا ، سجدت
لك يارب تعبدا ورقا ، يا عظيم إن عملى ضعيف فضاعفه لى ، واغفر لى ذنوبى و
جرمى ، وتقبل عملى ، يا كريم يا حنان ، أعوذ بك أن أخيب أوأحمل ظلما ، اللهم
ما قصرت عنه مسئلتى ، وعجزت عنه قوتى ، ولم تبلغه فطنتى ، من أمر تعلم فيه صلاح
أمر دنياي وآخرتى ، فصل على محمد وآله ، وافعله بى يا لا إله إلاأنت بحق لا إله
إلا أنت برحمتك في عافية ، اللهم لك المحمدة إن أطعتك ، ولك الحجة إن عصيتك
لاصنع لى ولا لغيري في إحسان منك في حالى الحسنة ، يا كريم صل على محمد وآله ، و
صل بجميع ما سألتك من بمشارق الارض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات ، وابدا
بهم وثن بى برحمتك يا رب العالمين .
ثم ارفع رأسك وقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، اشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ، آمنت بالله ، وبجميع رسل الله ، وبجميع ماجاءت به أنبياء الله ، واشهد
* ( هامش ) * تصنيف ظهر لهم ، فأنكر من لم يعرف هذا الاصطلاح بأن أول كتاب ظهر للشيعة هو كتاب
السنن لابن أبى رافع .
ومثله تفسير محمد بن القاسم الاسترابادى الذى نسبه بسند مجهول إلى أبى محمد
العسكرى عليه السلام وفيه الغث والسمين إلى غير ذلك من الكتب والرسائل .
ومن التصنيف بعض الاحاديث التى استخرجها مصنفوها من شتات الاخبار صحاحها و
حسانها ، وأحيانا ضعافها ومجاهيلها ، ثم ابرزها كحديث واحد بسند واحد ، وهذا
[300]
أن وعد الله حق ، والساعة حق ، والمرسلين قد صدقوا ، والحمد لله رب العالمين .
سبحان الله كلما سبح الله شئ ، وكما يحب الله أن يسبح ، وكما هو أهله ، وكما
ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله ، والحمد لله كلما حمد الله شئ ، وكما يحب الله أن
يحمد ، وكما هوأهله ، وكما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله ، ولا إله إلا الله كلما
هلل الله شئ ، وكما يحب الله أن يهلل ، وكما هوأهله ، وكما ينبغى لكرم وجهه
وعز جلاله ، والله أكبر كلما كبر الله شئ وكما يحب الله أن يكبر ، وكما هو أهله
وكما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله .
اللهم إني أسئلك فواتح الخير وخواتيمه ، وفوائده ، ما بلغ علمه علمى وما قصر
عن إحصائه حفظى ، اللهم انهج لى باب معرفته ، وافتح لى أبوابه ، ومن علي بالعصمة
عن الازالة عن دينك ، وطهر قلبى من الشك ولا تشغله بدنياي وعاجل معاشى
عن آجل ثواب آخرتى ، وذلل لكل خير لساني ، وطهر من الرياء قلبى ، ولا تجره
في مفاصلى ، واجعل عملى خالصا لك ، اللهم إنى أعوذ بك من الشر وأنواع الفواحش
كلها ، ظاهرها وباطنها ، وغفلاتها ، وجميع ما يريدنى به من الشيطان الرجيم مما
أحطت بعلمه إنك أنت القادر على صرفه عنى .
اللهم إني أعوذ بك من طوارق الانس والجن وزوابعهم وتوابعهم وحسدهم و
مكائدهم ومشاهد الفسقة منهم ، وأن استزل عن دينى أو يكون ذلك منهم ضررا علي
في معاشى ، أو عرض بلاء يصيبني منهم ، لا قوة لى به ، ولا صبر لى على احتماله ، فصل
على محمد وآله ، ولا تبتلنى يا إلهى بمقاساته فيذهلنى عن ذكرك ، ويشغلنى عن عبادتك
أنت العاصم المانع والدافع الواقي من ذلك كله .
* ( هامش ) * مثل خبر رجاء بن أبى الضحاك وحديث الاربعمائة باب ومن ذلك كثير من الاحتجاجات
المروية عن المعصومين عليهم السلام ، وان كانت مضامينها حقة لا ريب فيها مستندة إلى العقل
والبرهان .
وأما قراءة هذه الادعية والقنوتات ، فعندى أنه لا بأس بقراءتها والمناجات بها مع الله
عزوجل ، اذا كان القارئ لها يعرف لغة العرب ويحصل على مضامينها بحيث يصدق عليه
[301]
اللهم إنى اسالك الرفاهية في معيشتى أبدا ما أبقيتنى ، معيشة أقوى بها على
طاعتك ، وأبلغ بها رضوانك ، واصير بها بمنك إلى دار الحيوان وارزقنى رزقا حلالا
يكفينى ولا ترزقنى رزقا يطغينى ، ولا تبتلنى بفقر أشقى به مضيقا علي وأعطنى حظا
وافرا في آخرتي ، ومعاشا هنيئا مريئا في دنياي ، ولا تجعل الدنيا لي شجنا ، ولا تجعل
فراقها علي حزنا ، وأخرجني من فتنها سليما ، واجعل عملى فيها مقبولا ، وسعيي
فيها مشكورا .
اللهم ومن أرادني فيها بسوء فصل على محمد وآله ، وأرده بمثله ، ومن كادني
فيها فكده ، وامكر بمن مكربى ، فانك خير الماكرين ، واصرف عني هم من أدخل
علي همه ، وافقأ عنى عيون الكفرة الفجرة الطغاة الظلمة الحسدة ، وأنزل علي
منك السكينة ، والبستنى درعك الحصينة ، واحفظني بسترك الواقي ، وجللني عافيتك
النافعة ، واجعلنى في ودائعك التي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي حماك
الذي لا يستباح ، وصدق قولي وفعالى ، وبارك لى في نفسى وولدي وأهلى ومالى ، اللهم
وما قدمت وما أخرت وما اغفلت وتوانيت وأخطأت وتعمدت وأسررت وأعلنت فصل على
محمد وآله ، واغفر لى يا ارحم الراحمين ( 1 ) .
الدعاء والمناجات ، وليشمله عمومات الامر بالدعاء ، خصوصا بعد ما ورد الرخصة في
تأليف الدعاء والقنوت ، اذا كان مؤلفه من المستبصرين البالغين كما مر شرحه في ص 8382
من هذا المجلد .
وأما الاحتجاج بألفاظها في القواعد الادبية ، أو الاستناد اليها في المسائل الاعتقادية
فلا يريب في عدم جوازه ذو مسكة ، حتى من يتسامح في أدلة السنن ويطلق استحباب قراءتها
فان أخبار من بلغ انما يجوز قراءة هذه الادعية رجاء ، ولا يحول اسنادها من الضعف إلى
الصحة ، حتى يمكن الاستناد بها في المسائل العلمية ، وبالله التوفيق .
( 1 ) مصباح المتهجد ص 119 126 وما كانت بين العلامتين ص 297 زيادة من المصدر
اضفناه تتميما .
[302]
تبيين : ابن خانبة هو أحمد بن عبدالله بن مهران ، قال النجاشى ( 1 ) كان من
اصحابنا الثقات ، ولا نعرف له إلا كتاب التأديب ، وهو كتاب يوم وليلة ، حسن جيد صحيح
ونحو ذلك قال الشيخ في الفهرست ( 2 ) ، وروى السيد بن طاوس قدس سره في فلاح السائل ( 3 )
بسند صحيح عن سعد بن عبدالله أنه قال : عرض أحمد بن عبدالله بن خانبة كتابه على
مولانا أبى محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام فقرأه وقال : صححى فاعملوا به . فالخبر
صحيح إذ الظاهر أن الشيخ أخذه من كتابه ، وكان معروفا .
" ولم يكن له شريك في الملك " أي في الاولوهية " ولم يكن له ولى من الذل "
اي ولي يواليه من أجل مذلة به ليدفعها عنه بموالاته ، والملكوت مبالغة في الملك
أو الملك عالم الماديات والسفليات والملكوت عالم المجردات والعلويات ، كما يقال :
ملكوت السماء ويقال : الجبروت فوق الملكوت ، كما أن الملكوت فوق الملك .
" عالم الغيب والشهادة " ما غاب عن الحواس وحضر ، او السر والعلانية " القدوس "
البالغ في النزاهة عما يوجب النقص " السلام " السالم من جميع النقائص والعيوب
" المؤمن " واهب الامن " المهيمن " الرقيب الحافظ لكل شئ " العزيز " الذي لا يعادله
شئ ولا يماثله والغالب الذي لا يغلب " الجبار " الذي يقهر الخلق على ما يريد أو
يجبر ويصلح حالهم " المتكبر " ذوالكبرياء عن الحاجة والنقص .
" الخالق البارئ المصور " قيل الثلاثة مترادفة ، وقيل متخالفة ، الا ترى أن
البنيان يحتاج إلى تقدير في الطول والعرض وإلى إيجاد بوضع الاحجار و
الاخشاب على نهج خاص ، وإلى تزيين ونقش وتصوير " يسبح لك ما في السموات
والارض " بعضها بلسان المقال ، وبعضها بلسان الحال ، وقال في النهاية في الحديث
قال الله تبارك وتعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي ، ضرب الازار والرداء مثلا
* ( هامش ) * ( 1 ) رجال النجاشى ص 71 .
( 2 ) الفهرست تحت الرقم : 69 .
( 3 ) فلاح السائل ص 183 ، ولكن قد عرفت ان الحديث مرسل .
[303]
في انفراده بصفة العظمة والكبرياء اي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق
مجازا كالرحمة والكرم وغيرهما ، وشبههما بالازار والرداء لان المتصف بهما يشملانه
كمايشمل الرداء الانسان ، ولانه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد فكذلك الله لا ينبغي أن
يشركه فيهما أحد ، انتهى .
والوريد عرق في صفحة العنق بين الاوداج تنفتح عند الغضب ، وهما وريدان
لان الروح ترده ، وقيل هو عرق بين العنق والمنكب ، و " حبل الوريد " من
إضافة الشئ إلى نفسه ، لاختلاف اللفظين ، وهو مثل في فرط القرب كما يقال
معقد الارار .
" ويا من يحول بين المرء وقلبه " قيل تمثيل لغاية قربه من العبد كالسابق
أو تنبيه على أنه مطلع على مكنونات القلوب ما عسى يغفل عنه صاحبها ، أو يحول
بينه وبين بالموت أو غيره ، أو تصوير وتخييل لتملكه على العبد قلبه ، فيفسخ
عزائمه ، ويغر مقاصده ، ويبدله بالذكر نسيانا ، وبالنسيان ذكرا ، وبالخوف أمنا
وبالامن خوفا ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام عرفت الله بفسخ العزائم .
" ليس كمثله شئ " أي ليس مثله شئ يزاوجه ويماثله ، والمراد من مثله ذاته
كما في قولهم مثلك لا يفعل كذا ، على قصد المبالغة في نفيه عنه ، فانه إذا نفي عمن
يناسبه ويسد مسده كان نفيه عنه أولى ، وقيل الكاف زائدة ، وقيل مثله : صفته أي
ليس كصفته صفة .
" يا لا إله إلا انت " كلمة يا في مثله للتنبيه أو للنداء ، والمنادى محذوف أي


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 303 سطر 19 الى ص 311 سطر 18

يا لا إله إلا أنت أو يا من لا إله إلا أنت ، والاول هنا بعيد .
" وخيفة منك وخشية لك " يحتمل كون الثانية مؤكدة للاولى أو يكون
الاولى الخوف من عقوبة الدنيا ، والثانية من عذاب الآخرة ، أو بالعكس ، كما
قال تعالى : " يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " ( 1 ) " ولمن خاف مقام ربه " ( 2 )
* ( هامش ) * ( 1 ) الرعد : 21 .
( 2 ) الرحمن : 46 .
[304]
أو الاولى الخوف من مقامه تعالى ، والثانية من النفس الامارة بالسوء ، والشيطان
ولذا قال في الثاني لك اي خشية منهما لوجهك ، أويكون أحدهما الخوف من النيران
والاخرى من الحرمان والهجران ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : " هبني اصبر على نارك
فكيف اصبر على فراقك " .
" في لقائك " اي عند الموت أو الاعم منه ومن البعث " على صالح ما أعطيتني "
كالمال والولد والاهل اي أعني على حفظهم وتربيتهم وإصلاحهم .
" لا أجل له دون لقائك " اي لا يكون له غاية ونهاية قبل الموت أو البعث ، و
ربما يوهم جواز سلبه بعدهما ، فيمكن أن يقال : لما كان سلب الايمان بعد الموت
ممتنعا طلب عدم مفارقته قبله لعدم الحاجة إلى طلب عدم مفارقته بعده أو يقال : إن
الايمان الدنيوى يزول عند الموت ويتبدل بايمان أقوى منه غالبا ولذا مدح أمير
المؤمنين عليه السلام نفسه بقوله : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ، فيكون جريانه على لسانهم
عليهم السلام على سبيل التنزل والتواضع .
ويحتمل أن يكون من قبيل الاستثناء لتأكيد العموم كمافي قوله : " غير أن
سيوفهم " اي لا يكون له أجل إلا اللقاء ، وهو لا يكون أجلا بل يكون مؤكدا ، و
هو قريب من الاول ، ويشهد لهما ما بعده من الفقرات ، ويحتمل على بعد أن
يكون معنى لا أجل له عند لقائك : اي عند الاشراف عليه في وقت الاحتضار ، فان
السلب يكون غالبا في هذا الوقت ، لتشكيك الشياطين ، ولذا يستعاذ من العديلة
عند الموت .
" وكفلين " أي ضعفين أونصيبين ، والفشل الجبن والضعف ، والقود بالتحريك
القصاص ذكره الجوهري ، وقال : قتل فلان صبرا إذا حبس على القتل حتى يقتل ، و
قال : يقال : هضمت الشئ كسرته ، ويقال : هضمه حقه واهتضمه إذا ظلمه وكسر
عليه حقه ، والموت شرقا هو أن تقف اللقمة أو الماء في حلقه حتى يموت ، قال
الجوهري : رصصت الشئ ارصه رصا أي ألصقت بعضه ببعض ، ومنه " بنيان مرصوص " ( 1 )
* ( هامش ) * ( 1 ) الصف : 4 .
[305]
والشين خلاف الزين وإسناد الزينة إليه مجاز كما أن في الفقرتين بعده أيضا كذلك فان
الزين والشفاء والغناء من صفات الشخص .
وتنفيس الهم والغم والكرب تفريجها ورفعها ، وقال الجوهري : حفيت به
بالكسر حفاوة وتحفيت به أي بالغت في إكرامه وإطافه ، والحفي أيضا المستقصي
في السؤال " من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب " أي من حيث أظن ومن حيث
لا أظن " ومن حيث احتفظ " أي من البلايا التي يمكننى التحفظ والتحرز منها
أولا يمكنني أومن الاشياء التي أعلم ضررها وأتحرز منها أم لا ، أو بالاسباب التي اظن
نفعها في التحرز أوغيرها وكذا الفقرة الآتية تحتمل الوجوه .
" عز جارك " أي من أجرته وأمنته فهو عزيز غالب " وجل ثناؤك " أي ثناؤك
أجل من أن يأتي به أحد كما أنت أهله ، أنت كما أثنيت على نفسك " وشفعني "
اي اقبل شفاعتي ، والغرغرة تردد الشئ في الحلق ، قوله عليه السلام " فأخرته بها " لعل
الضمير الاول راجع إلى العبد ، والثاني إلى العقوبة أوالذنوب ، والاول اظهر ،
وفي الكلام تقديم وتأخير بحسب المعنى ، أي ليس عبد استوجب جميع عقوبتك فأخرت
عقوبته غيري ، ويحتمل أن يكون الضمير راجعا إلى الداعي على سبيل الالتفات ،
فالمعنى ليس عبد استوجب جميع عقوبتك غيري ومع ذلك أخرت عقوبتي ، والغرة
الغفلة .
" اللهم احفظني فيماغبت عنه " أي احفظ حرمتي ، وراعني فيمالم أحضره
من أموالي وأولادي وأقاربي وغيرها ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله " من حفظني في أهل بيتى "
والدعة الخفض والراحة .
وقال الجزري : فيه سلوا الله العفو والعافية والمعافاة ، فالعفو محو الذنوب ، و
العافية أن يسلم من الاسقام والبلايا وهي الصحة ضد المرض ، ونظيرها الثاغية و
الراغية بمعنى الثغاء والرغاء ، والمعافاة هي أن يعافيك الله تعالى من الناس ويعافيهم
منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، ويصرف أذاك عنهم وأذاهم عنك ، وقيل هى
مفاعلة من العفو ، وهوأن يعفو عن الناس ويعفواهم عنه .
[306]
والقصد التوسط في المعيشة ، وفي جميع الامور ، والبر للوالدين أو الاعم
" وثواب ما تفضلت به منها " أي من شكر النعمة ، والتأنيث باعتبار المضاف إليه ،
أو من النعمة بتقدير الشكر ، أوبتعميم النعمة بحيث تشمل الاعمال الصالحة التى صدرت
بتوفيقه تعالى ، ويمكن أن يقرأ ثواب بالرفع على الابتداء ، فالظرف خبره ، اي الثواب
ايضا من جملة النعمة لكنه مخالف لما هو المضبوط في النسخ .
" ويا كائنا بعد كل شئ " ظاهره إعدام جميع المخلوقات قبل القيامة ، كما
دلت عليه الاخبار والآيات " ومن سوء المرجع " بكسر الجيم ، قال الجوهري
الرجعى الرجوع ، وكذلك المرجع ومنه قوله تعالى : " إلى ربكم مرجعكم " ( 1 )
وهو شاذ لان المصادر من فعل يفعل إنما يكون بالفتح انتهى ، وسوء المرجع في
القبر يمكن أن يراد به الحياة في القبر ، فيكون استعاذة من الضغطة والعذاب بعد
السؤال ، ويحتمل المراد الرجوع إلى الاخرة بالموت ، وإنما سمى ذلك رجوعا
لانهم كانوا أمواتا قبل الخلق ، ثم رجعوا إلى الموت أو كان أمرهم وحكمهم ظاهرا
وباطنا إلى ربهم ثم صاروا في الدنيا مالكين ومملوكين لغيره تعالى ظاهرا ثم عادوا
إلى ما كانوا من صيروره أمورهم ظاهرا وباطنا إليه تعالى .
" وميتة سوية " قال صاحب كتاب درة الغواص : الميتة هنا بكسر الميم ،
والفتح لحن ، وما أوهامهم في هذا المعنى قتله شر قتلة ، فيفتحون القاف والصواب
كسرها لان المراد به الاخبار عن كيفية القتلة التي صيغ أمثالها على فعلة بكسر الفاء ،
كقوله ركب ركبة أنيقة وقعد قعدة ركينة ، ومن شواهد حكمة العرب في كلامهم
انها جعلت فعلة بفتح الفاء كناية عن المرة الواحدة ، وبكسرها كناية عن الهيئة ،
وبضمها كناية عن القدر ، لتدل كل صيغة على معنى يختص به ، ويمتنع عن المشاركة
فيه ، وقرء " إلا من اغترف غرفة بيده " ( 2 ) بفتح الغين وضمها ، فمن قرأها
بالفتح أراد بها المرة الواحدة ، ويكون قد حذف المفعول به الذي تقديره إلا
* ( هامش ) * ( 1 ) في آيات كثيرة منها الانعام : 164 .
( 2 ) البقرة : 249 .
[307]
من اغترف ماء مرة واحدة ، ومن قرأها بالضم أراد بها مقدار ملء الراحة من
الماء انتهى .
" والسوية " الحسنة الصالحة ، قال الجوهري رجل سوى الخلق معتدل ،
الكسائى يقال : كيف اصبحتم فيقول مسوون صالحون اي أولادنا ومواشينا سوية
صالحة ، " ومنقلبا كريما " اي انقلابا إلى الاخرة مع الكرامة والرحمة ، " وحقا "
مصدر مؤكد لمضمون الجملة ، قال في النهاية فيه لبيك حقا حقا اي غير باطل ، وهو
مصدر مؤكد لغيره ، أوأنه أكد به معنى ألزم طاعتك الذي دل عليه " لبيك " كما
تقول ، هذا عبدالله حقا فتؤكده ، به وتكرره لزياد التأكيد انتهى " وتعبدا " مفعول
له ، وكذا " رقا " .
" أو أحمل ظلما " اي اصير ظالما وفي بعض النسخ ظالما أي اصير مظلوما ، و
الاول ايضا يحتمل ذلك ، وفي بعضها " أو أخمل طالبا " اي اصير خامل الذكر لا
نباهة لي حال كوني طالبا للشهرة محتاجا إليها ، فان الخمول لمن لم يرد ذلك نعمة
عظيمة ، والاظهر النسخة الاولى .
والمحمدة مصدر بمعنى الحمد ، وقال الجوهري نهجت الطريق إذا أبنته
وأوضحته ويقال : اعمل على ما نهجته لك ، ونهجت الطريق ايضا إذا سلكته .
قوله عليه السلام : " عن الازالة " اي عن أن يزيلني أحد أو أزيل أحدا عن دينك
وقال الجوهري : الزوبعة رئيس من روساء الجن ، وقال عندي حشد من الناس ، اي
جماعة ، وهو في الاصل مصدر ، وقال العرض بالتحريك ما يعرض للانسان من مرض
ونحوه ، وقال قاساه اي كابده ، والشجن الحزن ، وفقأت عينه ، اي عورتها ، والسكينة
طمأنينة القلب " وجللني عافيتك " اي اجعلها شاملة لجميع بدني كما يتجلل الرجل
بالثوب ، وقال الجوهري : حميته حماية دفعت عنه ، وهذا شئ حمى على فعل اي
محظور لا يقرب وأحميت المكان جعلته حمى .
ثم اعلم أن الدعوات إلى آخرها من رواية ابن خانبة ، ويحتمل كون بعض
الدعوات الاخيرة من كلام الشيخ أخذها من روايات أخر .
[308]
86 جنة الامان : يستحب أن يسجد عقيب الوتر سجدتين يقول في الاولى
" سبوح قدوس رب الملائكة والروح " خمس مرات ثم يجلس ويقرء آية
الكرسي ثم يسجد ثانيا ويقول كذلك خمسا ، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أن من
فعل ذلك لم يقم من مقامه حتى يغفر له ، ويكتب له ثواب شهداء أمتي إلى يوم
القيامة ، ويعطى ثواب مائة حجة وعمرة ، ويكتب له بكل سورة من القرآن مدينة
في الجنة ، وبعث الله تعالى ألف ملك يكتبون له الحسنات إلى يوم يموت ، ولا
يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة ، وكأنما طاف بالبيت مائة طواف ، و
أعتق مائة رقبة ، ولا يقوم من مقامه حتى تنزل عليه ألف رحمة ، ويستجاب دعاؤه
وقضى الله تعالى حاجته في دنياه وآخرته ، وله بكل سجدة ثواب ألف صلاة
تطوع ( 1 ) .
ومنه : يستحب أن يستغفر الله في كل سحر سبعين مرة ، وهو أتم الاستغفار
وروي ذلك عن علي عليه السلام فيقول : " أستغفر الله ربى وأتوب إليه " ويقول سبعا
" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " ( 2 ) .
أقول : وجدت في صحيفة قديمة مصححة كان سندها هكذا قال الفقيه
أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن عبيدالله بن
الحسن بن أيوب بن عياش الجوهري ، عن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن
جعفر بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ابن أخي طاهر العلوي ، عن محمد بن
مطهر الكاتب ، عن أبيه ، عن محمد بن شلمقان المصري ، عن علي بن النعمان الاعلم
عن عمير بن المتوكل ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن
الحسين عليه السلام قال : كان من دعائه بعد صلاة الليل :
إلهى وسيدي هدأت العيون ، وغارت النجوم ، وسكنت الحركات من الطير
في الوكور ، والحيتان في البحور ، وأنت العدل الذي لا يجور ، والقسط
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 55 متنا وهامشا .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 58 في المتن .
[309]
الذي لا تميل ، والدائم الذي لا يزول ، أغلقت الملوك أبوابها ، ودارت عليه
حراسها ، وبابك مفتوح لمن دعاك ، يا سيدي ، وخلا كل حبيب بحبيبه ، وأنت
المحبوب إلي .
إلهى إني وإن كنت عصيتك في أشياء أمرتنى بها ، واشياء نهيتنى عنها ، فقد
أطعتك في أحب الاشياء إليك ، آمنت بك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك منك
علي لامني عليك .
إلهى عصيتك في اشياء امرتني بهاوأشياء نهيتني عنها لاحد مكابرة ولا معاندة ،
ولا استكبار ولا جحود لربوبيتك ، ولكن استفزني الشيطان بعد الحجة ، والمعرفة
والبيان ، لا عذر لي فاعتذر ، فان عذبتني فبذنوبي ، وبما أنا أهله ، وإن غفرت لي
فبرحمتك ، وبما أنت أهله ، أنت أهل التقوى وأهل المغفرة وأنا من أهل الذنوب
والخطايا ، فاغفر لي ، فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، يا أرحم الراحمين ، وصلى الله
على محمد وآله أجمعين .
[310]
13 .
( باب )
* " ( نافلة الفجر وكيفيتها وتعقيبها والضجعة بعدها ) " *
1 قرب الاسناد : عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن حماد بن عيسى
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال أبي : قال علي : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله لصلاة
الصبح وبلال يقيم ، وإذا عبدالله بن القشب يصلي ركعتى الفجر ، فقال له النبي
صلى الله عليه وآله : يا ابن القشب أتصلي الصبح أربعا ؟ قال ذلك له مرتين
أو ثلاثة ( 1 ) .
2 تفسير علي بن ابراهيم : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن
البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : " وإدبار النجوم " ركعتان قبل صلاة الصبح ( 2 ) .
3 قرب الاسناد : باسناده عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام
قال : سألته عن رجل ترك ركعتي الفجر حتى دخل المسجد ، والامام قد قام في
صلاته ، كيف يصنع ؟ قال : يدخل في صلاة القوم ويدع الركعتين ، فاذا ارتفع النهار
قضاهما ( 3 ) .
4 العيون : بالاسناد المتقدم عن رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا عليه السلام
كان إذا سلم من الوتر جلس في التعقيب ما شاء الله ، فاذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي
الفجر ، وقرء في الاولى الحمد وقل يا ايها الكافرون ، وفي الثانية الحمد وقل هو
الله أحد ، فاذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين ، فاذا سلم جلس في التعقيب
حتى تطلع الشمس ، ثم سجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 14 ط نجف .
( 2 ) تفسير القمى : 650 في آية الطور : 49 .
( 3 ) قرب الاسناد ص 121 .
( 4 ) عيون الاخبار ج 2 ص 182 .
[311]
5 قرب الاسناد : عن محمد بن خالد الطيالسى ، عن إسماعيل بن
عبدالخالق قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : الركعتان بعد الفجرهما إدبار
النجوم ( 1 ) .
6 فقه الرضا : قال عليه السلام بعد ذكر الوتر : ثم صل ركعتي الفجر قبل الفجر
وعنده وبعده ، تقرء فيهما قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، ولا باس بأن
تصليهما لذا بقى من الليل ربع ، وكلما قرب من الفجر كان أفضل ( 2 )
بيان : روى الشيخ في الصحيح ، عن محمد بن مسلم ( 3 ) قال : سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول : صل ركعتى الفجر قبل الفجر وبعده وعنده ، وروى نحوه
بأسانيد أخرى ( 4 ) ويحتمل أن يكون المراد قبل الفجر الاول وعنده أي ما بين
الفجرين وبعده أي بعدالفجر الثانى ، أو المراد عنده أي أول طلوع الفجر الاول
وبعده أي بعد طلوعه إلى الفجر الثاني ، ويحتمل أن يكون المراد قبل طلوع
الفجر الثاني وأول طلوعه وبعده إلى الاسفار كما هوالمشهور ، وعلى هذا الوجه
حمله الاكثر .
ثم اعلم أن الاصحاب اختلفوا في وقت ركعتي الفجر ، فقال الشيخ في النهاية :
وقتها عند الفراغ من صلاة الليل ، وإن كان ذلك قبل الفجر الاول ، واختاره ابن
إدريس والمحقق وعامة المتأخرين لكن قال في المعتبر : إن تأخيرهما إلى أن يطلع
الفجر الاول أفضل ، وقال السيد رضي الله عنه : وقتها طلوع الفجر الاول ، ونحوه
قال الشيخ في المبسوط ، والاقوى جواز فعلهما بعد الفراغ من صلاة الليل مطلقا للاخبار


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 311 سطر 19 الى ص 319 سطر 18

الكثيرة الدالة عليه .
والمشهور أنه يمتد وقتهماإلى أن تطلع الحمرة المشرقية ثم تصير الفريضة
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 81 ط نجف .
( 2 ) فقه الرضا ص 13 س 12 .
( 3 ) التهذيب ج 1 ص 173 .
( 4 ) روى مثله عن ابن أبى يعفور واسحاق بن عمار .
[312]
أولى ، وقال ابن الجنيد وقت صلاة الليل والوتر والركعتين من حين انتصاف الليل
إلى طلوع الفجر على الترتيب ، وظاهره انتهاء الوقت بطلوع الفجر الثانى وهو ظاهر
اختبار الشيخ في كتابي الاخبار ، فيحمل الاخبار الواردة على جواز إيقاعهما بعد
الفجر على الفجر الاول كما عرفت ، لكن في بعض الاخبار تصريح بالفجر الثاني ،
فالاولى الحمل على أن الافضل إيقاعهما قبل الفجر وهو أظهر .
وربما تحمل أخبار بعد الفجر على التقية ، لان جمهور العامة ذهبوا إلى
أنهما إنما يصليان بعد الفجر الثاني ، وأيد بما رواه أبوبصير ( 1 ) قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام متى اصلي ركعتي الفجر قال : فقال لى : بعد طلوع الفجر قلت له : إن
أبا جعفر عليه السلام امرني أن اصليهما قبل طلوع الفجر ، فقال : يا أبا محمد إن الشيعة أتوا
أبي مسترشدين فأفتاهم بمر الحق ، وأتونى شكاكا فأفتيتهم بالتقية .
ويمكن حمل هذاالخبر أيضا على افضلية التقديم ، والتقية كانت فيما يوهمه
ظاهر كلامه عليه السلام من تعين التأخير ، ويؤيد ما اخترناه الرويات الكثيرة الدالة
على جواز إيقاع صلاة الليل بعد الفجر مطلقا أو مع التلبس بالاربع كما عرفت ،
والتقديم أحوط .
ثم إنه ذكر الشيخ وجماعة من الاصحاب أن الافضل إعادتهما بعد الفجر الاول
إذا صلاهما قبله ، والروايات إنما تدل على استحباب الاعادة إذا نام بعدهما قبل
الفجر لا مطلقا .
7 دعائم الاسلام : عن علي عليه السلام أنه أمر بصلاة ركعتى الفجر في
السفر والحضر ، وقال في قول الله عزوجل : " وإدبار النجوم " إن ذلك في ركعتي
الفجر ( 2 ) .
وعن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : " وقرآن الفجر إن
* ( هامش ) * ( 1 ) التهذيب ج 1 ص 173 ، الاستبصار ج 1 ص 145 .
( 2 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 203 والاية في سورة الطور : 49 .
[313]
قرآن الفجر كان مشهودا " ( 1 ) قال : هو الركعتان قبل صلاة الفجر ( 2 ) .
وعنه عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : من فاتته صلاة ركعتي الفجر فلا
قضاء عليه ( 3 ) .
بيان : اي لا يلزم القضاء فلا ينافي استحبابه .
8 التهذيب : في الصحيح ، عن سليمان بن خالد قال : سألته عما أقول إذا
اضطجعت على يميني بعد ركعتي الفجر ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : اقرء الخمس آيات من
آل عمران إلى إنك لا تخلف الميعاد ، وقل : استمسكت بعروة الله الوثقى التى لا انفصام
لها ، واعتصمت بحبل الله المتين ، وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم . آمنت
بالله ، وتوكلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ، فوضت أمري إلى الله ، ومن يتوكل
على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، حسبى الله ونعم
الوكيل ، اللهم من اصبحت حاجته إلى مخلوق فان حاجتي ورغبتي إليك ، الحمد
لرب الصباح الحمد لفالق الاصباح ثلاثا ( 4 ) .
9 المتهجد وغيره : ثم يقوم فيصلي ركعتي الفجر ، ووقته قبل الفجر
الثاني بعد الفراغ من صلاة الليل ، إذا كان قد طلع الفجر الاول ، فان طلع الفجر
الثانى ولا يكون قد صلى صلاهما إلى أن يحمر الافق ، فان احمر ولم يكن قد
صلى أخرهما إلى بعد الفريضة .
ويقرء في الركعة الاولى الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد و
قل هو الله أحد ، فاذا سلم اضطجع على يمينه ووضع خده الايمن على يده اليمنى ،
وقال : استمسكت بعروة الله الوثقى التى لا انفصام لها ، واعتصمت بحبل الله المتين ،
وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم ، ومن شر فسقة الجن والانس ،
ربي الله ربي الله ربي الله آمنت بالله ، ألجأت ظهري إلى الله ، أطلب حاجتى من
* ( هامش ) * ( 1 ) الاسراء : 78 .
( 32 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 204 .
( 4 ) التهذيب ج 1 ص 174 .
[314]
الله ، فوضت أمري إلى الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن يتوكل على الله فهو
حسبه ، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، حسبى الله ونعم الوكيل .
اللهم من أصبح وله حاجة إلى مخلوق فان حاجتي ورغبتى إليك ، وحدك لا شريك
لك ، الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق الاصباح ، الحمد لناشر الارواح ، الحمد
لقاسم المعاش ، الحمد لله جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير
العزيز العليم .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل في قلبى نورا ، وفي بصري نورا ، وعلي
لساني نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن بين يدي نورا ، ومن خلفي نورا ، وعن يمينى
نورا ، وعن شمالى نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، وعظم لي النور ، و
اجعل لي نورا أمشي به في الناس ، ولا تحرمني نورك يوم القاك .
واقرأ آية الكرسي والمعوذتين ، والخمس آيات من آل عمران ، من قوله :
" إن في خلق السموات والارض " إلى قوله : " إنك لا تخلف الميعاد ( 1 ) .
10 المكارم : فاذا سلمت من ركعتي الفجر فاضطجع على يمينك ، وضع خدك
الايمن على يدك اليمنى ، وقل : استمسكت إلى قوله " لا تخلف الميعاد " ( 2 ) .
بيان : العروة عروة الدلو ونحوه ، والحلقة تكون في الحبل يتمسك بها ،
استعيرت هنا للدلائل والبراهين التى يتمسك المحق بها ، وفسرت هي والحبل
المتين في الاخبار بولاية أهل البيت عليهم السلام ، فانها من عمدة أجزاء الدين ، والمائز
بين المؤمنين والمخالفين كمامر ، والوثقى الاوثق ، والانفصام الانصداع ،
فهو حسبه أي كافيه " إن الله بالغ أمره " يبلغ ما يريد فلا يفوته " لكل شئ قدرا "
أي تقديرا أو أجلا لا يمكن تغييره .
" لفالق الاصباح " قيل أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل ، أوعن بياض
النهار ، أوشاق ظلمة الاصباح وهو الغبش الذي يليه ، والاصباح في الاصل مصدر
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 127126 .
( 2 ) مكارم الاخلاق : 342 .
[315]
أصبح إذا دخل في الصبح ، سمي به الصبح وقرئ في الآية بفتح الهمزة على الجمع
" جاعل الليل سكنا " يسكن إليه من تعب بالنهار لاستراحته فيه ، من سكن إليه إذا
اطمأن إليه استيناسا به ، أويسكن فيه الخلق من قوله : " لتسكنوا فيه " ( 1 ) .
" والشمس والقمر " عطف على محل الليل ، ويشهد له أنهما قرئا في الاية
بالجر أونصبها بجعل مقدرا .
" حسبانا " اي على أدوار مختلفة يحسب بها الاوقات ، وهومصدر حسب بالفتح
وقيل جميع حساب كشهاب وشهبان ذلك " إشارة إلى جعلها حسبانا أي ذلك السير
بالحساب المعلوم " تقدير " الذي قهرهما وسيرهما على الوجه المخصوص " العليم "
بتدبيرهما .
" أمشي به " إشارة إلى قوله سبحانه " أو من كانميتا فأحييناه وجعلنا له نورا
يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " ( 2 ) ولعل المراد بالمشى
المشي المعنوي في درجات الكمال ، أوالمشئ للهداية بين الخلق ، وقد مر تأويل
النور بالامام والولاية في أخبار كثيرة .
11 المتهجد وغيره : ثم يستوي جالسا ويسبح تسبيح الزهراء عليها السلام و
يستحب أن يقول مائة مرة " سبحان ربي العظيم وبحمده أستغفر الله ربي وأتوب
إليه " ثم يقول : اللهم افتح لي باب الامر الذي فيه اليسر والعافية ، اللهم هيئ ،
لي سبيله ، وبصرني مخرجه ، اللهم وإن كنت قضيت لاحد من خلقك علي مقدرة
بسوء ، فخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه
ومن فوق رأسه ، واكفني بم شئت وحيث شئت وكيف شئت ( 3 ) .
ويستحب أيضا أن يقرأ مائة مرة أو عشرين مرة قل هو الله أحد .
ثم ارفع يدك اليمنى إلى الله تعالى وارفع اصبعك المسبحة ، وتضرع إليه
* ( هامش ) * ( 1 ) هوالذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ، يونس : 67 .
( 2 ) الانعام : 122 .
( 3 ) مصباح المتهجد : 127 .
[316]
وقل : سبحان الله رب الصباح ، وفالق الاصباح ، وجاعل الليل سكنا والشمس و
القمر حسبانا ، ذلك تقدير العزيز العليم ، اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحا ، وأوسطه
فلاحا ، وآخره نجاحا ، اللهم ومن اصبح وحاجته إلى مخلوق فان حاجتي إليك ،
وطلبتي منك ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ( 1 ) .
ثم اقرء آية الكرسي والمعوذتين وقل مائة مرة " سبحان ربي وبحمده
استغفر ربي وأتوب إليه " وتقول سبع مرات " بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم ( 2 ) .
12 المكارم : قل " اللهم افتح لي باب الامر الذي " إلى قوله : " واكفنيه
بماشئت " ثم اسجد بعد الاضطجاع أوقبله بعد ركعتي الفجر وقل في سجودك " يا خير
المسئولين ويا أجود المعطين ، صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي وارحمني وارزقني
وارزق عيالي من فضلك إنك ذوفضل عظيم " ( 3 ) .
ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في سجوده ويقول : اللهم رب الفجر ،
والليالي العشر إلى آخر مامر برواية الشيخ ( 4 ) .
13 المتهجد : ثم تقول : يا خير مدعو ، ياخير مسئول ، ويا أوسع من
أعطى ، يا أفضل مرتجى ، صل على محمد وآله ، وسبب لي رزقا من فضلك الواسع
الحلال يا أرحم الراحمين .
اللهم حاجتي إليك إن أعطيتنيها لم يضرنى ما منعتني ، وإن منعتنيها لم
ينفعني ما أعطيتني : فكاك رقبتي من النار ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وفك
رقبتي من النار بعفوك ، وأعتقنى منها برحمتك ، وامنن علي بالجنة بجودك ، و
تصدق بها على بكرمك ، واكفنى كل هول بينى وبينها بقدرتك ، وزوجني من الحور
العين بفضلك .
يا من هوأقرب إلي من حبل الوريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) مصباح المتهجد ص 127 .
( 43 ) مكارم الاخلاق : 343 .
[317]
هو بالمنظر الاعلى يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، يا فالق الحب والنوى
يا بارئ النسم ، يا إله الخلق ( 1 ) رب العالمين ، لا شريك له إله إبراهيم وإسماعيل
وإسحق ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى والنبيين عليهم السلام ، ومنزل التوراة و
الانجيل والزبور ، والفرقان ( 2 ) العظيم ، وصحف إبراهيم وموسى اسئلك أن تصلي
على محمد نبيك نبي الرحمة ، عبدك ورسولك ، وعلى آله الاخيار الابرار ، الذين
اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، صلاة كثيرة طيبة نامية مباركة زاكية وأن
تبارك لي في قضائك وتبارك لي في قدرك ، وتبارك لي فيما أتقلب فيه ، وتأخذ بناصيتي
إلى موافقتك ورضاك ، وتوفقني للرشد وترشدني إليه وتسددني له وتعينني عليه
فانه لا يوفق للخير ولا يرشد إليه ولا يسدد له ولا يعين عليه إلا أنت .
وأسألك أن ترضيني بقدرك وقضائك ، وتصبرني على بلائك وتبارك [ لي ]
في موقفى بين يديك ، وأعطنى كتابي بيميني ، وحاسبنى حسابا يسيرا ، وآمن روعتي
واستر عورتى ، وألحقني بنبيي نبي الرحمة محمد صلواتك عليه وآله وأوردني حوضه
واستقنى بكأس لا أظمأ بعدها أبدا ، رب صل على محمد وآله وأصلح لي ديني الذي
هو عصمة أمرى واصلح لي دنياي التي فيها معيشتى وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي
أسألك كل ذلك بجودك وكرمك وشفاعة نبيك محمد والمصطفين الاخيار من أهل
بيته صلواتك عليه وعليهم أجمعين يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على محمد وآله ، وأغننى بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك
واغفر لي ذنوبي كلها ، واكفني ماأهمني ، والطف لي في جميع اموري ، وارزقني
من فضلك ما تبلغني به أملي ومناي ، فأنت ثقتى ورجائي .
رب من رجا غيرك ووثق بسواك ، فانه ليس لي ثقة ولا رجاء غيرك فصل على محمد و
آله واغفر لي ولا تفضحنى ياكريم بمساوي ولاتهتكنى بخطيئتي ولا تندمنى عند
الموت ، اللهم صل على محمد وآله واغفر لي خطاياي وعمدي وجدي وهزلي وإسرافي على
* ( هامش ) * ( 1 ) واله الحق خ ل .
( 2 ) والقرآن العظيم خ ل .
[318]
نفسي ، واسدد فاقتي وحاجتي وفقري بالغنى عن شرار خلقك ، برزق واسع من
فضلك ، من غير كد ولا من من أحد من خلقك ، وارزقني حج بيتك الحرام ، في
عامي هذا وفي كل عام ، واغفر لي بمنك الذنوب العظام ، فانه لا يغفرها غيرك يا
علام الغيوب .
اللهم إنك قلت في كتابك " ادعوني استجب لكم " وقد دعوتك يا إلهى باسمائك
واعترفت لك بذنوبي ، وأفضيت إليك بحوائجي ، وأنزلتها بك وشكوتها إليك ووضعتها
بين يديك ، فأسئلك بوجهك الكريم وكلماتك التامة ، إن كان بقى علي ذنب لم تغفره
لي أوتريد أن تعذبني عليه أو تحاسبني عليه ، أوحاجة لم تقضها لي ، أو شئ سألتك
إياه لم تعطنيه ، أن لا يطلع الفجر من هذه الليلة أو ينصرم هذا اليوم إلا وقد غفرته
لي ، وأعطيتني سؤلي ، وشفعتنى في جميع حوائجي إليك يا أرحم الراحمين .
اللهم أنت الاول قبل كل شئ ، والخالق له وأنت الآخر بعد كل شئ
والوارث له ، وأنت نور كل شئ والوارث له ، والظاهر على كل شئ والرقيب
عليه ، والباطن دون كل شئ والمحيط به ، الباقى بعد كل شئ المتعالي بقدرته
في دنوه المتدانى إلى كل شئ في ارتفاعه ، خالق كل شئ ووارثه ، مبتدع الخلق
[ ومعيده ] لا يزول ملكك ، ولا يذل عزك ، ولا يؤمن كيدك ، ولا تستضعف قوتك
ولا يمتنع منك أحد ، ولا يشركك في حكمك أحد ، ولا نفاد لك ، ولا زوال ولا غاية ولا
منتهى لم تزل كذلك فيما مضى ولا تزال كذلك فيما بقى .
لا تصف الالسن جلالك ، ولا تهتدي القلوب لعظمتك ، ولا تبلغ الاعمال شكرك
أحطت بكل شئ علما ، وأحصيت كل شئ عددا ، لا تحصى نعماؤك ، ولا يؤدى
شكرك ، قهرت خلقك ، وملكت عبادك بقدرتك ، وانقادوا لامرك ، وذلوا لعظمتك ،
وجرى عليهم قدرك ، وأحاط بهم علمك ، ونفد فيهم بصرك ، سرهم عندك علانية ،
وهم في قبضتك يتقلبون ، وإلى ما شئت ينتهون .
ما كونت فيهم كان عدلا ، وما قضيت فيهم كان حقا ، أنت آخذ بناصية كل
دابة تعلم مستقرها ومستودعها ، كل في كتاب مبين ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
[319]
ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل لا إله إلا أنت تباركت يا
يارب العالمين ، ما شئت من أمر يكون ، وما لم تشأ لم يكن ، وما قلت من شئ
ربنا فكما قلت ، وما وصفت به نفسك ربنافكما وصفت ، لا أصدق منك حديثا ، و
لا أحسن منك قيلا ، وأنا على ذلك كله من الشاهدين ، فصل على محمد وآله
وتوفني على هذه الشهادة ، واجعل ثوابي عليها الجنة يا ذا الجلال والاكرام .
اللهم صل على محمد وآله ، ولا تحبب إلي ما أبغضت ، ولا تبغض إلي ما أحببت
ولا تثقل علي ما افترضت ، ولا تهيئ لي ما كرهت ، ولا تشبه إلي ما حرمت .
اللهم إني أعوذ بك ان أسخط رضاك ، أو ارضى سخطك ، أوأوالي أعداءك
أو أعادي اولياءك ، أوأرد نصيحتك ، أوأخالف أمرك ، رب ما أفقرني إليك وأغناك
عنى ، وكذلك خلقك ، رب ما أحسن التوكل عليك ، والتضرع إليك ، والبكاء
من خشيتك ، والتواضع لعظمتك ، والعجيح إليك من فرقك ، والخوف من عذابك
والرجاء لرحمتك مع رهبتك ، والوقوف عند أمرك ، والانتهاء إلى طاعتك .
رب كيف ارفع إليك يدي ، وقد أخرقت الخطايا جسدى ، أم كيف ابنى للدنيا
وقد هدمت الذنوب أركاني ، أم كيف أبكى لحميمى ، ولا أبكى لنفسى ، أم على ما
أعول إذا لم أعول على بدنى ، أم متى أعمل لآخرتى وأنا حريص على دنياى ، أم
متى أتوب من ذنوبى ، إذا لم أدعها قبل موتى .
رب دعتنى الدنيا إلى اللهو فأسرعت ، ودعتنى الآخرة فأبطأت ، فصل على
محمد وآله ، وحول مكان إبطائى عن الآخرة ، سرعة إليها ، واجعل مكان سرعتى إلى


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 319 سطر 19 الى ص 327 سطر 18

الدنيا إبطاء عنها .
من أرجو إذا لم أرجك ، أم من أخاف إذا أمنتك ، أم من أطيع اذا عصيتك ،
أم من أشكر إذا كفرتك ، أم من أذكر إذا نسيتك ، اللهم صل على محمد وآله ، و
أشركني في كل دعوة صالحة دعاك بها عبد هولك راغب إليك راهب منك ، وفيما
سألك من خير ، واشركهم في صالح ما أدعوك ، واجعلنى وأهلى وإخوانى في دينى في
أعلى درجة من كل خير خصصت به أحدا من خلقك ، فانك تجير ولا يجار عليك ،
[320]
اللهم صل على محمد وآله ، ويسر لى كل يسر ، فان تيسير العسير عليك سهل يسير
وأنت على كل شئ قدير ( 1 ) .
ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء فيقول :
اللهم إنى أسئلك رحمة من عندك تهدى بها قلبى ، وتجمع بها شملى ، وتلم
بها شعثى ، وترد بها الفتى ، وتصلح بها دينى ، وتحفظ بها غائبى ، تجير بها شاهدى
وتزكى بهاعملى ، وتلهمنى بها رشدى ، وتبيض بها وجهى ، وتعصمنى بها من
كل سوء .
اللهم أعطنى إيمانا صادقا ، ويقينا خالصا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة .
اللهم اسئلك الفوز عند القضاء ، ومنازل العلماء ، وعيش السعداء ، ومرافقة
الانبياء ، والنصر على الاعداء .
اللهم إنى أنزلت بك حاجتى ، وإن قصر عملى ، وضعف بدنى ، وقد افتقرت
إليك وإلى رحمتك ، فأسئلك يا قاضى الامور ، ويا شافي الصدور ، كما تجير من
في البحور ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تجيرنى من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور
ومن فتنة القبور .
اللهم ما قصرت عنه مسئلتى ، ولم تبلغه منيتى ، ولم تحط به معرفتى من خير
وعدته أحدا من خلقك ، أو أنت معطيه أحدا من عبادك فانى أرغب إليك فيه ،
وأسألكه .
اللهم يا ذا الحبل الشديد ، والامر الرشيد ، أسئلك الامن يوم الوعيد
والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الركع السجود ، والموفين بالعهود ،
إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ماتريد .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا صادقين مهديين غير ضالين ولا مضلين
سلما لاوليائك ، حربا لاعدائك ، نحب لحبك الناس ، ونعادى لعداوتك من خالفك
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد : 131127 .
[321]
اللهم هذا الدعاء ، وإليك الاجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان .
اللهم أنت الذى اصطنع العز وفاز به ، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به
سبحان الذي لا ينبغى التسبيح إلا له ، سبحان ذى العز والكرم ، سبحان الذى أحصى
كل شئ علمه .
اللهم صل على محمد وآله ، واجعل لي نورا في قلبى ، ونور بين يدى ، ونورا
من خلفى ، ونورا عن يمينى ، ونورا عن شمالى ، ونورا من فوقى ، ونورا من تحتى
[ ونروا في سمعى ] ونورا في بصرى ، ونورا في شعرى ، ونورا في بشرى ، ونورا في
لحمى ، ونورا في دمى ، ونورا في عظامى ، اللهم أعظم لى النور ( 1 ) .
غوالى الليالى : روى عبدالله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
ليلة حين فرغ من صلاته هذا الدعاء : اللهم إنى أسئلك رحمة من عندك إلى آخر
الدعاء ، إلا أن فيه التسبيحات بعد قوله أعظم لى النور .
بيان : " حاجتي التى " مبتدأ وقوله : " فكاك " خبره أو " وحاجتى " منصوب
بفعل مقدر إى أطلبها " وفكاك " خبر لمبتدأ محذوف اى هى فكاك " فالق الحب و
النوى " اي يفلق الحب ويخرج منه النبات ، ويفلق النوى ، ويخرج منه الشجر
وقيل المراد به الشقاق التى في الحنطة والنواة ، والاول أعم وأتم ، والله
أعلم ، وفي القاموس : النسمة محركة الانسان ، والجمع نسم ونسمات ، والمملوك
ذكرا كان أو أنثى .
وفي النهاية فيه " من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله " اي ما يعصمه من
المهالك يوم القيامة ، والعصمة المنعة ، والعاصم المانع الحامى ، والاعتصام الامتساك
بالشئ ، ومنه شعر أبى طالب : عصمة للارامل ، أى يمنعهم من الضياع والحاجة
انتهى .
وقال الطيبى : في الحديث " الدين عصمة أمرى " أي هو حافظ لجميع
أموري ، فان فسد فسد جميع الامور ، وقيل أي يستمسك ويتقوى به في الامور
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح المتهجد 132131 .
[322]
كلها لئلا يدخلها و " اعتصم بكذا " التجأ إليه .
افضيت إذا خرجت إلى الفضاء ، وافضيت إلى فلان سرى " بوجهك الكريم "
اي بذاتك أكرم الذوات وقد مر في كتاب التوحيد والحجة لذلك وجوه ، وقال في
النهاية الوارث هو الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، والظاهر الذي ظهر فوق
كل شئ وعلا عليه ، والرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شئ ، فعيل بمعنى فاعل ،
والباطن هو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم ، فلا يدركه بصر ولا يحيط به
وهم ، أو العالم بما بطن يقال بطنت الامر إذا عرفت باطنه " والمحيط به " أي علما
وقدرة وصنعا وتربية .
" المتعالي بقدرته " اي هو سبحانه في حال دنوه إلى المخلوقين تربية وعلما
وإحاطة في نهاية العلو عنهم ذاتا وصفة ، فلا يدركونه ولا يحيطون به ولا يشبهونه في
شئ ، وكذا ارتفاعه ذاتا لا ينافي دنوه لطفا وعلما وتربية ، بل علوه عين دنوه ،
ودنوه عين علوه .
" ذلوا لعظمتك " أي لك بسبب عظمتك ، أو عند عظمتك " وهم في قبضتك "
اي في قدرتك وقضائك وقدرك ومشيتك " يتقلبون " اي يتصرفون ويتحولون من
حال إلى حال " بناصية كل دابة " أي أنت مالك لها قادر عليها تصرفها على ما تريد
بها والاخذ بالنواصي تمثيل لذلك ، فان من أخذ بناصية الحيوان فهو مستول عليه
يصرفه كيف يشاء " مستقرها ومستودعها " اي أماكنها في الحياة والمماة ، أو الاصلاب
والارحام ، أو مساكنها من الارض حين وجدت بالفعل ، ومودعها من المواد
والمقارحين كانت بالقوة ، وفي بعض الاخبار تفسيرهما بمن استقر فيه الايمان ،
ومن استودعه .
" كل " أي كل واحد من الدواب وأحوالها " في كتاب مبين " مذكور في
اللوح المحفوظ " إذا لم اعول على بدنى " أي إذا لم أعمل ببدني طاعتك فعلى اي
شئ أعول مع فقد العمل ، والحاصل أن الرجاء إنما يكون مع العمل ومع عدمه
يكون غرة ، وفي بعض النسخ " على ربي " ولعله اظهر .
[323]
قال الجوهري : جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم ، وفرق الله شمله أي
ما اجتمع من أمره ، وقال لم الله شعثه اي اصلح ما تفرق من أموره انتهى " وترد بها
الفتي " أي أهل الفتى أو الفة الناس ، أو الفتي بهم أو الاعم ، وفي بعض النسخ إلفى
وهو اظهر ، قال الجوهري : الالف الاليف ، يقال حنت الالف إلى الالف وتزكية
العمل تنميته وتضعيف وتضعيف ثوابه ، أو قبوله والثناء عليه .
قوله عليه السلام : " الفوز القضاء " أي الفوز برحمتك عند ورود قضائك بالموت أو
الاعم منه ، أوعند الحكم بين الناس في القيامة ، كما قال تعالى في وصف ذلك اليوم
" وقضي بينهم بالحق " ( 1 ) في مواضع " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر " ( 2 )
" وقال الشيطان لما قضي الامر " ( 3 ) " وقضى بينهم بالقسط " ( 4 ) ومثله كثير .
" من في البحور " وفي بعض النسخ بين البحور تلميحا إلى قوله تعالى " وجعل
بين البحرين حاجزا " ( 5 ) " بينهما برزخ " ( 6 ) أو المعنى يجير الناس من الغرق بين
البحور ولعله اظهر " ومن دعوة الثبور " اي من أن أقول في النار واثبوراه كما قال
تعالى " وإذا القوامنها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا
وادعوا ثبورا كثيرا " ( 7 ) .
" ومن فتنة القبور " اي عذابها أو سؤالها وامتحانها قال في النهاية فيه إنكم
تفتنون في القبور ، يريد مسألة منكر ونكير من الفتنة والامتحان والاختبار ، و
قد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات ، وغير ذلك
* ( هامش ) * ( 1 ) الزمر : 69 و 75 .
( 2 ) مريم : 39 .
( 3 ) ابراهيم : 22 .
( 4 ) يونس : 54 .
( 5 ) النمل : 61 .
( 6 ) الرحمن : 20 .
( 7 ) الفرقان : 14 .
[324]
ومنه الحديث : فبي تفتنون وعني تسألون ، أي تمتحنون بي في قبوركم ويتعرف
إيمانكم بنبوتي ، ومنه حديث الحسن " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " قال فتنوهم
بالنار اي امتحنوهم وعذبوهم انتهى .
" يا ذا الحبل الشديد " إشارة إلى قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله " ( 1 ) و
الحبل الرسن والعهد والذمة والامان ، وفسر في الآية بالايمان والقرآن وفي
الاخبار أنه الائمة عليهم السلام وولايتهم ، وفي بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية و
هوالقوة .
" والامر الرشيد " اي ذي الرشد الذي من اختاره وعمل به اصاب الصلاح
والرشاد ، والشهود والسجود جمعا الشاهد والساجد ، وفي النهاية الودود من
أسمائه تعالى فعول بمعنى مفعول من الود المحبة ، يقال : وددت الرجل أوده ودا
إذا أحببته والله تعالى مودود أي محبوب في قلوب أوليائه ، أو هو فعول بمعنى فاعل ،
أو أنه يحب عباده الصالحين بمعنى يرضى عنهم .
وقال الجوهري : الجهد والجهد الطاقة وقال الفراء بالضم الطاقة ، وبالفتح من
قولك ، اجهد جهدك في هذا الامر اي ابلغ غايتك ، ولا يقال : اجهد جهدك ، والجهد
المشقة وجهد الرجل في كذا أي جد فيه وبالغ .
وقال : التوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك ، والاسم التكلان " اصطنع
العز " أي اختاره لنفسه واستبد به أو أعطاه من شاء ، قال الفيروز آبادي ز : اصطنعتك
لنفسي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه ، واصطنع عنده صنيعة اتخذها ، وهو صنيعى
وصنيعتي اي اصطنعته وربيته .
" فاز به " أي ذهب وتفرد به ، قال الجوهري : الفوز النجاة ، والظفر بالخير ،
وأفازه الله بكذا ففاز به أي ذهب به انتهى وفي روايات العامة " وقال به " وقال شراحهم
أي أحبه واختص به لنفسه نحو فلان يقول بفلان اي بمحبته واختصاصه أو حكم به
أو غلب به ، واصله من القيل وهو الملك لانه ينفذ .
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 103 .
[325]
قوله : " ليس المجد " كناية عن اختصاصه به سبحانه " وتكرم به " أي اتصف
بالكرم بسبب ذلك المجد ، أو اظهر الكرم به أو تنزه عن النقائص به ، قال في القاموس :
تكرم عنه تنزه ، وجعل النور في المسامع والمشاعر كناية عن سرعة إدراكها وقلة
خطائها ، وفي سائر الاعضاء عن ظهور آثار الفضل والكمال ، وقرب ذي الجلال فيها
فان كل كمال وفضل يخرج الممكن عن جهات العدم إلى الوجود ، فهو نور وقد مر
الكلام في ذلك مرارا .
14 جنة الامان : ثم قل ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سحر كل
ليلة بعقب ركعتي الفجر : اللهم إني أستغفرك لكل ذنب جرى به علمك في وعلي
إلى آخر عمري بجميع ذنوبي لاولها وآخرها ، وعمدها وخطائها ، وقليلها وكثيرها
ودقيقها وجليلها ، وقديمها وحديثها ، وسرها وعلانيتها ، وجميع ما أنا مذنبه
وأتوب إليك وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي جميع ما أحصيت من
مظالم العباد قبلي ، فان لعبادك علي حقوقا وأنا مرتهن بها ، تغفرها لي كيف شئت
وأنى شئت يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
ثم قل ما كان زين العابدين عليه السلام ( 2 ) يقول في كل ليلة بعقب ركعتي الفجر
اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ، ثم عدت فيه وأستغفرك لما اردت به وجهك
فخالطني فيه ما ليس لك واستغفرك للنعم التي مننت بها علي فقويت على معاصيك ،
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لكل
ذنب أذنبته ، ولكل معصية ارتكبتها ، اللهم ارزقني عقلا كاملا ، وعزما ثاقبا ، و
لبا راجحا ، وقلبا زكيا ، وعلما كثيرا ، وادبا بارعا ، واجعل ذلك كله لي ولا
تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين ( 3 ) .
ثم قل خمسا : استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ( 4 )
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 62 .
( 2 ) في المصدر المطبوع : ما كان علي عليه السلام .
( 43 ) جنة الامان : 63 .
[326]
ثم قال : وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله يغفر لصاحب الاستغفار ذنوبه ، ولو
كانت ملء السموات السبع والارضين السبع ، وثقل الجبال وعدد الامطار ، وما
في البر والبحر ، وكتب له بعدد ذلك حسنات ، ولا يقوله عبد في يومه أو ليلته ويموت
إلا دخل الجنة ولم يفتقر أبدا ، وهو : اللهم إني استغفرك مما تبت اليك منه
إلى آخر ( 1 ) .
15 ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن العمركى ، عن علي
ابن جعفر . عن أخيه ، عن ابيه قال : قال علي عليه السلام : من صلى الفجر وقرأ قل هو الله
أحد إحدى عشر مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان ( 2 ) .
بيان : الفجر يحتمل الفريضة والنافلة ، ولذا أوردنا الخبر في الموضعين .
16 البلد الامين ( 3 ) : كان علي عليه السلام يستغفر سبعين مرة في سحر كل
ليلة بعقب ركعتي الفجر .
الاستغفار الاول : اللهم إني اثني عليك بمعونتك على ما نلت به الثناء
عليك ، واقر لك على نفسي بما أنت أهله ، والمستوجب له في قدر فساد نيتي وضعف
يقيني ، اللهم نعم الاله أنت ونعم الرب أنت ، وبئس المربوب أنا ، ونعم المولى
أنت وبئس العبد أنا ، ونعم المالك أنت وبئس المملوك أنا ، فكم قد أذنبت فعفوت
عن ذنبي ، وكم قد تعمدت فتجاوزت ، وكم قد عثرت فأقلتني عثرتي ولم تأخذني
على غرتي فأنا ظالم لنفسى ، المقر لذنبى ، المعترف بخيئتى ، فياغافر الذنوب
أستغفرك لذنبى واستقيلك لعثرتى ، فأحسن إجابتى ، فانك أهل الاجابة ، وأهل التقوى
وأهل المغفرة .
2 اللهم إني أسألك لكل ذنب قوي بدني عليه بعافيتك ، أو نالته قدرتي
* ( هامش ) * ( 1 ) مصباح الكفعمى : 63 في الهامش ، وتراه في البلد الامين ص 40 في الهامش
أيضا .
( 2 ) ثواب الاعمال ص 116 .
( 3 ) البلد الامين : 4638 .
[327]
بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك ، واحتجبت فيه من الناس بسترك
واتكلت فيه عند خوفي منه على أناتك ، ووثقت من سطوتك علي فيه بحلمك ، و
عولت فيه على كرم عفوك ، فصل على محمد وآله ، واغفره لي يا خير الغافرين .
3 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يدعو لي غضبك ، أويدنى من سخطك ،
أو يميل بي إلى ما نهيتنى عنه ، أو ينأبي عما دعوتني إليه ، فصل على محمد وآله ،
واغفره لي يا خير الغافرين .
4 اللهم واستغفرك لكل ذنب استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي أو
خدعته بحيلتى ، فعلمته منه ما جهل ، وعميت عليه منه ما علم ولقيتك غدا بأوزارى
وأوزار مع أوزاري ، فصل على محمد وآله ، واغفره لى ياخير الغافرين
5 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يدعو إلى الغي ، ويضل عن الرشد ويقل
الرزق ، ويمحو البركة ، ويخمل الذكر ، فصل على محمد وآله ، واغفره لي يا
خير الغافرين .
6 اللهم وأستغفرك لكل ذنب أتعبت فيه جوارحى في ليلي ونهارى ، وقد
استترت من عبادك بستري ، ولا ستر إلا ما سترتنى ، فصل على محمد وآله واغفره لي
ياخير الغافرين .
7 اللهم وأستغفرك لكل ذنب رصدنى فيه أعدائي لهتكى ، فصرفت كيدهم
عني ، ولم تعنهم على فضيحتى ، كأني لك ولي فنصرتني ، وإلى متى يا رب أعصى
فتمهلني ، وطال ما عصيتك فلم تؤاخذني ، وسألتك على سوء فعلى فأعطيتني ، فأي


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 327 سطر 19 الى ص 335 سطر 18

شكر يقوم عندك بنعمة من نعمك علي فصل على محمد وآله محمد ، واغفره لي يا خير
الغافرين .
8 اللهم وأستغفرك لكل ذنب قدمت إليك فيه توبتي ، ثم واجهت بتكرم
قسمى بك ، وأشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك ، أني غير عائد إلى معصيتك
فلما قصدني بكيده الشيطان ، ومال بي إليه الخذلان ، ودعتنى نفسي إلى العصيان ،
استترت حياء من عبادك جرءة مني عليك ، وأنا أعلم أنه لا يكنني منك ستر ولا باب
[328]
ولا يحجب نظرك إلي حجاب فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ، ثم كشفت الستر
عنى ، وساويت أولياءك كأني لم أزل لك طائعا ، وإلى أمرك مسارعا ، ومن وعيدك
فازعا ، فلبست على عبادك ، ولا يعرف بسيرتي غيرك ، فلم تسمني بغير سمتهم ، بل
اسبغت على مثل نعمهم ، ثم فضلتني في ذلك عليهم حتى كأني عندك في درجتهم ،
وماذلك إلا بحلمك وفضل نعمتك ، فلك الحمد مولاي ، فاسئلك يا الله كما سترته
على في الدنيا أن لا تفضحنى به في القيامة يا أرحم الراحمين .
9 اللهم وأستغفرك لكل ذنب سهرت له ليلي في التأني لاتيانه ، والتخلص
إلى وجوده حتى إذا أصبحت تخطأت إليك بحلية الصالحين ، وانا مضمر خلاف
رضاك يا رب العالمين فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
10 اللهم واستغفرك لكل ذنب ظلمت بسببه وليا من أوليائك أو نصرت به
عدوا من أعدائك ، أو تكلمت فيه بغير محبتك ، أو نهضت فيه إلى غير طاعتك ، فصل
على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
11 اللهم واستغفرك لكل ذنب نهيتني عنه فخالفتك إليه ، أوحذرتني إياه
فأقمت عليه ، أو قبحته لي فزينته لنفسي ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا
خير الغافرين .
12 اللهم واستغفرك لكل ذنب نسيته فأحصيته ، وتهاونت به فأثبته ، وجاهرت
به فسترته على ولو تبت إليك منه لغفرته ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير
الغافرين .
13 اللهم واستغفرك لكل ذنب توقعت فيه قبل انقضائه تعجيل العقوبة ،
فأمهلتنى وأدليت على سترا فلم آل في هتكه عني جهدا ، فصل على محمد وآل محمد ،
واغفره لي ياخير الغافرين .
14 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو
يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير
الغافرين .
[329]
15 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يورث الفناء ، أويحل البلاء ، أو يشمت
الاعداء ، أو يكشف الغطاء ، أو يحبس قطر السماء ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره
لي يا خير الغافرين .
16 اللهم وأستغفرك لكل ذنب عيرت به أحدا من خلقك ، أو قبحته من فعل
أحد من بريتك ، ثم تقحمت عليه وانتهكته جرءة مني على معصيتك ، فصل على
محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
17 اللهم واستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ، وأقدمت على فعله فاستحييت
منك وأنا عليه ، ورهبتك وأنا فيه ، ثم استقلتك منه وعدت إلى ، فصل على محمد وآل
محمد ، واغفره لي ياخير الغافرين .
18 اللهم واستغفرك لكل ذنب ثورك على ووجب في فعلي بسبب عهد عاهدتك
عليه ، أو عقد عقدته لك أو ذمه آليت بها من أجلك لاحد من خلقك ، ثم نقضت
ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه ، بل استزلني عن الوفاء به البطر ، واستحطني عن
رعايته الاشر ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
19 اللهم واستغفرك لكل ذنب لحقنى بسبب نعمة أنعمت بها علي فقويت
بها على معصيتك ، وخالفت بها أمرك ، وقدمت بها على وعيدك ، فصل على محمد وآل
محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
20 اللهم وأستغفرك لكل ذنب قدمت فيه شهوتي على طاعتك ، وآثرت فيه
محبتى على امرك ، وارضيت نفسي فيه بسخطك ، إذ رهبتني منه بنهيك ، وقدمت
إلي فيه بأعذارك ، واحتججت علي فيه بوعيدك ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي
يا خير الغافرين .
21 اللهم وأستغفرك لكل ذنب علمته من نفسى ، أو نسيته أوذكرته أو
تعمدته أو أخطأت ، فيما لا أشك أنك سائلي عنه ، وإن نفسي مرتهنة به لديك ،
وإن كنت قد نسيته وغفلت عنه ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير
الغافرين .
[330]
22 اللهم واستغفرك لكل ذنب واجهتك به ، وقد أيقنت أنك تراني عليه
وأغفلت أن أتوب اليك منه ، وأنسيت أن أستغفرك له ، فصل على محمد وآل محمد واغفره
لي يا خير الغافرين .
23 اللهم وأستغفرك لكل ذنب دخلت فيه ، بحسن ظني بك أن لا تعذبني
عليه ، ورجوتك لمغفرته فأقدمت عليه ، وقد عولت نفسي على معرفتى بكرمك ، أن
لا تفضحني بعد أن سترته على فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
24 اللهم واستغفرك لكل ذنب استوجبت منك به رد الدعاء ، وحرمان
الاجابة ، وخيبة الطمع ، وانفساخ الرجاء ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي
يا خير الغافرين .
25 اللهم واستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة ، ويورث الندامة ، ويحبس
الرزق ويرد الدعاء ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
26 اللهم واستغفرك لكل ذنب يورث الاسقام والفناء ، ويوجب النقم و
البلاء ، ويكون في القيامة حسرة وندامة ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا
خير الغافرين .
27 اللهم واستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني أو اضمره جناني ، أو هشت
إليه نفسي ، أو أتيته بفعالي ، أو كتبته بيدي ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا
خير الغافرين .
28 اللهم واستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار ، وأرخيت على
فيه الاستار ، حيث لا يراني إلا أنت يا جبار ، فارتابت فيه نفسي ، وميزت بين تركه
لخوفك وانتهاكه لحسن الظن بك ، فسولت لي نفسي الاقدام عليه ، فواقعته وأنا
عارف بمعصيتي فيه لك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
29 اللهم واستغفرك لكل ذنب استقللته أو استكثرته ، أو استعظمته
أو استصغرته ، أو ورطنى جهلي فيه ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير
الغافرين .
[331]
30 اللهم واستغفرك لكل ذنب مالات فيه على أحد من خلقك ، أو اسات
بسببه إلى أحد من بريتك ، أو زينته لي نفسي ، أو أشرت به إلى غيرى ، أو دللت
عليه سواى ، أو اصررت عليه بعمدي ، أو أقمت عليه بجهلي ، فصل على محمد وآل محمد
واغفره لي يا خير الغافرين .
31 اللهم واستغفرك لكل ذنب خنت فيه أمانتى ، أو بخست فيه بفعله
نفسى ، أو أخطأت به على بدني ، أو آثرت فيه شهواتي ، أو قدمت فيه لذاتي ، أو
سعيت فيه لغيري ، أو استغويت إليه من تابعنى ، أو كاثرت فيه من منعني ، أو قهرت
عليه من غالبني ، أو غلبت عليه بحيلتي ، أو استزلني إليه ميلي ، فصل على محمد وآل
محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
32 اللهم واستغفرك لكل ذنب استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك ، أو
استظهرت بنيله على أهل طاعتك ، أو استملت به احدا إلى معصيتك ، أو رائيت فيه عبادك
او لبست عليهم بفعالى ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
33 اللهم وأستغفرك لكل ذنب كتبته علي بسبب عجب كان مني بنفسي
أورياء أو سمعة أو خيلاء أو فرح أوحقد أو مرح أو أشر أو بطر أو حمية أو عصبية أو
رضا أو سخط أو شح أوسخاء أو ظلم أو خيانة أو سرقة أو كذب أو نميمة أو لعب أو
نوع مما يكتسب بمثله الذنوب ، ويكون في اجتراحه العطب ، فصل على محمد وآل
محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
34 اللهم واستغفرك لكل ذنب سبق في علمك أني فاعله بقدرتك التي
قدرت بها على كل شئ ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
35 اللهم واستغفرك لكل ذنب رهبت به سواك ، أو عاديت فيه أولياءك
أوواليت فيه أعداءك ، أو خذلت فيه أحباءك ، أو تعرضت فيه لشئ من غضبك ، فصل
على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
36 اللهم واستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ، ثم عدت فيه ، ونقضت
العهد فيما بينى وبينك جرءة مني عليك ، لمعرفتى بكرمك وعفوك ، فصل على محمد
[332]
وآل محمد ، واغفره لي ياخير الغافرين .
37 اللهم واستغفرك لكل ذنب أدناني من عذابك ، أونأى عن ثوابك ، أو
حجب عني رحمتك ، أوكدر على نعمتك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا
خير الغافرين .
38 اللهم وأستغفرك لكل ذنب حللت به عقدا شددته ، أوحرمت به نفسي
خيرا وعدتني به ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
39 اللهم وأستغفرك لكل ذنب ارتكبته بشمول عافيتك ، أو تمكنت منه
بفضل نعمتك ، أو قويت عليه بسابغ رزقك ، أوخير اردت به وجهك فخالطني فيه و
شارك فعلى ما لا يخلص لك ، أووجب على ما اردت به سواك ، فكثير ما يكون كذلك
فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
40 اللهم وأستغفرك لكل ذنب دعتني الرخصة ، فحللته لنفسي ، وهو فيما
عندك محرم ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
41 اللهم واستغفرك لكل ذنب خفي عن خلقك ، ولم يعزب عنك ، فاستقلتك
منه فأقلتني ، ثم عدت فيه فستره على ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير
الغافرين .
42 اللهم واستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلى ، أومددت إليه يدي
أوتأمله بصري أو اصغيت إليه بسمعي ، أو نطق به لساني ، أو أنفقت فيه ما رزقتني
ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ، ثم استعنت برزقك على معصيتك فسترت علي
ثم سألتك الزيادة فلم تخيبني ، وجاهرتك فيه فلم تفضحني ، فلا أزال مصرا على
معصيتك ، ولا تزال عائدا على بحلمك ومغفرتك يا أكرم الاكرمين ، فصل على محمد
وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
43 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يوجب على صغيره أليم عذابك ، ويحل
بى كبيره شديد عقابك ، وفي إتيانه تعجيل نقمتك ، وفي الاصرار عليه زوال نعمتك ،
فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
[333]
44 اللهم واستغفرك لكل ذنب لم يطلع عليه أحد سواك ، ولا علمه أحد غيرك
ولا ينجينى منه إلا حلمك ، ولا يسعه إلا عفوك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره
لي يا خير الغافرين .
45 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يزيل النعم ، أو يحل النقم ، أو يعجل
العدم ، أو يكثر الندم ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
46 اللهم واستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ، ويضاعف السيئات ، و
يعجل النقمات ، ويغضبك يا رب السموات ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لى يا
خير الغافرين .
47 اللهم وأستغفرك لكل ذنب أنت أحق بمعرفته إذ كنت أولى بسترته
فانك أهل التقوى وأهل المغفرة ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير
الغافرين .
48 اللهم وأستغفرك لكل ذنب تجهمت فيه وليا من أوليائك ، مساعدة
فيه لاعدائك ، أوميلا مع أهل معصيتك على أهل طاعتك ، فصل على محمد وآل محمد ،
واغفره لي يا خير الغافرين .
49 اللهم واستغفرك لكل ذنب ألبسنى كبرة ، وانهما كى فيه ذلة ، أو آيسنى
من وجود رحمتك ، أو قصر بي الياس عن الرجوع إلى طاعتك ، لمعرفتى بعظيم جرمى
وسوء ظني بنفسى ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
50 اللهم واستغفرك لكل ذنب أوردنى الهلكة لولا رحمتك ، وأحلني
دار البوار لولا تغمدك ، ووسلك بى سبيل الغي لولا رشدك ، فصل على محمد وآل محمد
واغفره لى يا خير الغافرين .
51 اللهم وأستغفرك لكل ذنب ألهانى عما هديتنى إليه ، أو أمرتنى به
أو نهيتنى عنه ، أو دللتنى عليه فيما فيه الحظ لبلوغ رضاك ، وإيثار محبتك ، والقرب
منك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى ياخير الغافرين .
52 اللهم واستغفرك لكل ذنب يرد عنك دعائى ، أو يقطع منك رجائي
[334]
أو يطيل في سخطك عنائي أو يقصر عندك أملى ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا
خير الغافرين .
53 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يميت القلب ، ويشعل الكرب ، ويرضى
الشيطان ، ويسخط الرحمن ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
54 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك ، والقنوط من
مغفرتك ، والحرمان من سعة ما عندك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير
الغافرين .
55 اللهم وأستغفرك لكل ذنب مقت نفسى عليه إجلالا لك ، فأظهرت
لك التوبة فقبلت ، وسألتك العفو فعفوت ، ثم مال بي الهوى إلى معاودته طمعا في
سعة رحمتك وكريم عفوك ، ناسيا لوعيدك ، راجيا لجميل وعدك ، فضل على محمد وآل
محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
56 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يوجب سواد الوجوه ، يوم تبيض وجوه
أوليائك وتسود وجوه أعدائك ، إذ أقبل بعضهم على بعض يتلاومون ، فقيل لهم : لا تختصموا
لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين .
57 اللهم واستغفرك لكل ذنب يدعو إلى الكفر ، ويطيل الفكر ، ويورث
الفقر ، ويجلب العسر ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
58 اللهم واستغفرك لكل ذنب يدنى الآجال ، ويقطع الآمال ، ويبتر
الاعمار ، فهت به أوصمت عنه ، حياء منك عند ذكره ، أو أكننته في صدري ، أو علمته
منى ، فانك تعلم السر وأخفى ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى ياخير
الغافرين .
59 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يكون في اجتراحه قطع الرزق ، ورد الدعاء
وتواتر البلاء ، وورود الهموم ، وتضاعف الغموم ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى
يا خير الغافرين .
60 وأستغفرك لكل ذنب يبغضنى إلى عبادك ، وينفر عنى أولياءك
[335]
أو يوحش منى أهل طاعتك ، لوحشة المعاصى ، وركوب الحوب ، وكآبة الذنوب ،
فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا خير الغافرين .
61 اللهم وأستغفرك لكل ذنب دلست به منى ما اظهرته ، أوكشفت عنى به
ما سترته ، أو قبحت به منى ما زينته ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى ياخير
الغافرين .
62 اللهم وأستغفرك لكل ذنب لا ينال به عهدك ، ولا يؤمن به غضبك ، و
لا تنزل معه رحمتك ، ولا تدوم معه نعمتك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لى يا
خير الغافرين .
63 اللهم وأستغفرك لكل ذنب استخفيت له ضوء النهار من عبادك ، وبارزت
به في ظلمة الليل جرأة منى عليك ، على أني أعلم أن السر عندك علانية ، وأن
الخفية عندك بارزة ، وأنه لن يمنعنى منك مانع ، ولا ينفعنى عندك نافع ، من مال
وبنين إلا إن أتيتك بقلب سليم ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
64 اللهم وأستغفرك لكل ذنب يورث النسيان لذكرك ، ويعقب الغفلة عن
تحذيرك ، أويمادي في الامن من أمرك ، أويطمع في طلب الرزق من عند غيرك ،
أويؤيس من خير ما عندك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
65 اللهم واستغفرك لكل ذنب لحقني بسبب عتبي عليك في احتباس الرزق
عني وإعراضي عنك وميلي إلى عبادك بالاستكانة لهم والتضرع اليهم وقد اسمعتني
قولك في محكم كتابك " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " فصل على محمد وآل محمد واغفره


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 335 سطر 19 الى ص 343 سطر 18

لي يا خير الغافرين .
66 اللهم واستغفرك لكل ذنب لزمني بسبب كربة استعنت عندها بغيرك ،
أو استبددت بأحد منها دونك ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير
الغافرين .
67 اللهم واستغفرك لكل ذنب حملني على الخوف من غيرك ، أودعاني إلى
التواضع لاحد من خلقك أو استمالني إليه الطمع فيما عنده ، أو زين لي طاعته في
[336]
معصيتك استجرارا لما في يده ، وأنا أعلم بحاجتى إليك ، لا غنا لي عنك ، فصل على
محمد وآل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .
68 اللهم وأستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني ، أوهشت إليه نفسى ، أوحسنته
بفعالي ، أوحثثت إليه بمقالى ، وهو عندك قبيح تعذبني عليه ، فصل على محمد وآل محمد
واغفره لي يا خير الغافرين .
69 اللهم واستغفرك لكل ذنب مثلته في نفسي استقلالا له ، وصورت لى
استصغاره ، وهونت على الاستخفاف به حتى أورطتنى فيه ، فصل على محمد وآل محمد ،
واغفره لي يا خير الغافرين .
70 اللهم واستغفرك لكل ذنب جرى به علمك ، في وعلى إلى آخر عمري
بجميع ذنوبى لاولها وآخرها ، وعمدها وخطاءها ، وقليلها وكثيرها ، ودقيقها و
جليلها ، وقديمها وحديثها ، وسرها وعلانيتها ، وجميع ما أنا مذنبه ، وأتوب إليك
وأسألك أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد
قبلى ، فان لعبادك على حقوقا أنا مرتهن بها ، تغفرها لى كيف شئت وأنى شئت يا
أرحم الراحمين ( 1 ) .
بيان : رصده رقبه وانتظره " بتكرم قسمى بك " اي بتنزهي عن الذنب مقرونا
بقسمى وحلفي بك ، يقال تكرم عنه اي تنزه ، أو باظهار الكرم والجود من الناس
وتكلفهما بترك الذنب مقرونا بالقسم ، يقال : تكرم اي تكلف الكرم ، أو بتكلف إظهار
كرامة الاسم عنده حيث حلف به ، ولا يبعد أن يكون يتكرر بالراءين .
" ومال إليه " أي إلى الشيطان أو العصيان والاول اظهر ، والخذلان أي
خذلانك وسلبك التوفيق مني ويقال : كننته وأكننته اي سترته ذكره الجوهري
وقال : تأنى في الامر ترفق وتنظر ، والتقحم الدخول في الشئ من غير روية .
" ثورك على أي هيجك وأغضبك ، ولعل الاظهر تورك قال الفيروز آبادي
تورك بالمكان أقام وعلى الامر قدر ، ووركه توريكا أوجبه ، والذنب عليه حمله
* ( هامش ) * ( 1 ) البلد الامين : 4639 .
[337]
وإنه لمورك كمعظم في هذا الامر أي ليس له ذنب ، والتوريك في اليمين نية ينويها
الحالف غير مانواه لمستحلفه انتهى .
والاشر والبطر بالتحريك فيهما شدة المرح والطغيان والفرح .
وفي النهاية فيه لقد أعذر الله إلى من بلغ به ستين اي لم يبق فيه موضعا
للاعتذار حيث أمهله طول هذه المدة فلم يعتذر ويقال : أعذر الرجل إذا بلغ الغاية
من العذر .
وفي الصحاح الهشاشة الارتياح والخفة للمعروف ، وهششت بفلان أهش هشاشة
إذا خففت إليه وارتحت له ، وقال : الورطة الهلاك ، وورطه توريطا أي أوقعه في الورطة
فتورط فيها ، وقال مالاته على الامر ممالاة ساعدته عليه وشايعته ، ابن السكيت تمالؤا
على الامر اجتمعوا عليه ، وفي الحديث والله ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله انتهى
والمعنى هنا ساعدت أحدا على ضرر أحد .
وقال الجوهري بخسه حقه يبخسه بخسا إذا نقصه انتهى ، والبخس يحتمل
الدنيوي والاخروي ، والاعم ، وكذا الخطأ على البدن يحتملها جميعا " واستغويت
إليه " أي سعيت في غواية من تابعني للدعوة إلى ذلك الذنب " أوكاثرت فيه " أي غالبت
بكثرة الاعوان من منعنى من ذلك الذنب .
في الصحاح كاثرناهم فكثرناهم اي غلبناهم بالكثرة " أو استزلني " اي صار ميلى
إلى ذلك وشهوتي سبب زلتى وخطائي ، وفي الصحاح تجهمته إذا كلحت في وجهه
ودار البوار أي الهلاك جهنم أعاذنا الله منه ، والبتر القطع ، والفعل من باب قتل ،
" وفهت به " بالضم أي فتحت فمى به ، والحوب بالضم الاثم .
" دلست به منى ما اظهرته " كأن يظهر عيب من عيوبه فيدلس على الناس ، و
يبين لم حسنه ، ويحتمل إخفاء المحاسن بارتكاب الذنوب ، وكذا قوله " أو قبحت
به " يحتمل الوجهين " لا ينال به عهدك " أي يصير سببا لحبط الحسنات ، فلا ينال ما
عهدته ووعدته عليها من المثوبات ، أو يكون إشارة إلى قوله تعالى : " إلا من اتخذ
[338]
عند الرحمن عهدا ( 1 ) .
وفي القاموس ماديته وأمديته امليت له " فما استكانوا لربهم " ( 2 ) قيل استكان
استفعل من الكون ، لان المفتقر انتقل من كون إلى كون ، أو افتعل من السكون
اشبعت فتحته اي ما تذللوا ولا تضرعوا ، بل أقاموا على عتوهم واستكبارهم وهو
استشهاد على ما قبله من قوله تعالى : " ولقد أخذناهم بالعذاب " .
" وأنا أعلم " الظاهر أنه فعل واسم التفضيل بعيد " حتى أورطتنى " كأنه غاية
لتضمنه معنى التقدير والقضاء ، أوتقدير احدهما قبله .
17 البلد الامين : ثم قل ما كان أمير المؤمنين يقوله : اللهم إن ذنوبي
وإن كانت قطيعة ، فانى ما أردت بها قطيعة ، ولا أقول لك العتبى لا اعود ، لما أعلم
من خلفى ، ولا أعدك استمرار التوبة ، لما أعلمه من ضعفى ، فقد جئت أطلب عفوك
ووسيلتي إليك كرمك ، فصل على محمد وآل محمد ، وأكرمني بمغفرتك يا أرحم الراحمين .
ثم قل العفو العفو ثلاث مائة مرة ( 3 ) .
أقول : ثم قال رحمة الله عليه ( 4 ) : إن قلت بين هذا الكلام وكلام سيد
الساجدين عليه السلام حيث قال : " لك العتبى لا أعود " ما يضاهي المباينة ( 5 ) قلت : إن
قول امير المؤمنين عليه السلام " ولا اقول لك العتبى " من باب حسن الظن بالله ، وشمول
* ( هامش ) * ( 1 ) مريم : 87 .
( 2 ) المؤمنون : 76 .
( 3 ) البلد الامين : 44 .
( 4 ) وقد قال قبل ذلك : وان شئت قلت ما كان سيد العابدين عليه السلام يقوله بعد
دعائه المذكور هنا ، وهو " رب أسأت وظلمت نفسى ، وبئس ما صنعت ، وهذه يداى يا رب جزاء
بما كسبت ، وهذه رقبتى خاضعة لما أتت ، وها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك من نفسى الرضا
حتى ترضى ، لك العتبى لا أعود ، هذا آخر دعائه عليه السلام ، ان قلت الخ .
( 5 ) وزاد بعد ذلك : فان عليا عليه السلام يقول في دعائه " ولا أقول لك العتبى لا
أعود " وسيد العابدين عليه السلام يقول في دعائه " لك العتبى لا أعود " .
[339]
كرمه الذي وسع البر والفاجر ، وعموم رحمته التي وسعت كل شئ ، وأم ا قول سيد
العباد عليه السلام فهو من باب التذلل ، والخشوع ، وطلب التوبة ( 1 ) فلا منافاة بين
الكلامين ( 2 ) .
18 جنة الامان : عن الصادق عليه السلام : من قرء التوحيد إحدى وعشرين مرة في
دبر ركعتي الفجر ، بنى الله تعالى له بيتا في الجنة ، ومن قرأها مائة بنى الله تعالى
له مسكنا في الجنة ثم قل : سبحان ربي العظيم وبحمده استغفر الله ربى وأتوب إليه
وأسأله من فضله ثم صل على النبي صلى الله عليه وآله مائة مرة ، ذكر ذلك السيد بن طاوس
رحمة الله عليه قال : واسجد عقيبهما سجدتي الشكر وتدعو فيها لاخوانك ، فتقول :
اللهم رب الفجر إلى آخر ما مر برواية الشيخ ( 3 ) .
19 الاختيار : كان أمير المؤمنين عليه السلام يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا
الدعاء :
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه ، وسرح
قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه ، وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه ، و
شعشع ضياء الشمس بنور تأججه ، يا من دل على ذاته بذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته
وجل عن ملائمة كيفياته ، يا من قرب من خطرات الظنون ، وبعد عن لحظات
العيون ، وعلم بما كان قبل أن يكون ، يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه ، وأيقظني
* ( هامش ) * ( 1 ) أقول : هذه الادعية انما رويت بأسانيد ضعاف لا يوجب علما ولا عملا وانما
يجوز قراءتها فقط رجاء للثواب ( عملا بأخبار من بلغ ) وأما الاستناد اليها من حيث
المسائل الاعتقادية ، والبحث عن أنه كيف قال سيد العباد كذلك ، ولم قال مولى المتقين
أمير المؤمنين كذلك فلا ، فانه لا يجوز اسناد مضامينها إلى الائمة الاطهار ، وانما يجوز في الادعية
التى رويت باسانيد صحيحة ، لا غير ، راجع في ذلك ص 291 فقد استوفينا البحث عن ذلك
، والله الموفق للصواب .
( 2 ) البلد الامين : 46 في الهامش .
( 3 ) مصباح الكفعمي : 64 .
[340]
إلي ما منحنى به من مننه واحسانه وكف أكف السوء عني بيده وسلطانه ، صل
اللهم على الدليل إليك في الليل الاليل ، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الاطول
والناسع الحسب في ذروة الكاهل الاعبل ، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن
الاول ، وعلى آله الاخيار المصطفين الابرار .
وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح ، وألبسني اللهم من
افضل خلع الهداية والصلاح ، واغرس اللهم بعظمتك في شرب جنانى ينابيع الخشوع
وأجر اللهم لهيبتك من آماقي زفرات الدموع ، وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة
القنوع .
إلهى إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق ، فمن السالك بي إليك في
واضح الطريق ، وإن اسلمتني أناتك لقائد الامل والمنى ، فمن المقيل عثراتي من
كبوات الهوى ، وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان ، فقد وكلني خذلانك
إلى حيث النصب والحرمان .
إلهى أتراني ما أتيتك إلا من حيث الآمال ، أم علقت بأطراف حبالك إلا حين
باعدتني ذنوبي عن دار الوصال ، فبئس المطية التي امتطت نفسي من هواها ، فواها لها لما
سولت لها ظنونها ومناها ، وتبا لها لجرأتها على سيدها ومولاها .
إلهى قرعت باب رحمتك بيد رجائي ، وهربت إليك لاجئا من فرط أهوائى ،
وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي ، فاصفح اللهم عما كنت أجرمته من زللى وخطائي
وأقلني من صرعة دائي ، فانك سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي ، وأنت غاية [ مطلوبي و ]
مناى في منقلبي ومثواي .
إلهى كيف تطرد مسكينا التجأ إليك من الذنوب هاربا ، أم كيف تخيب
مسترشدا قصد إلى جنابك صاقبا ، أم كيف ترد ظمآنا ورد إلى حياضك شاربا ، كلا
وحياضك مترعة في ضنك المحول ، وبابك مفتوح للطلب والوغول ، وأنت غاية
المسؤول ، ونهاية المأمول .
إلهى هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك ، وهذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك
[341]
ورحمتك ، وهذه أهوائى المضلة وكلتها إلى جناب لطفك ورأفتك ، فاجعل اللهم
صباحي هذا نازلا علي بضياء الهدى ، والسلامة في الدين والدنيا ، ومسائي جنة من
كيد العدى ، ووقاية من مرديات الهوى ، إنك قادر على ما تشاء .
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء
بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في
الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير
حساب .
سبحانك اللهم وبحمدك من ذا يعرف قدرك فلا يخافك ، ومن ذا يعلم ما أنت فلا
يهابك ، ألفت بمشيك الفرق ، وفلقت بقدرتك الفلق ، وأنرت بكرمك دياجى الغسق
وأنهرت المياه من الصم الصاخيد عذبا واجاجا ، وأنزلت من المعصرات ماء ثجاجا
وجعلت الشمس والقمر للبرية سراجا وهاجا ، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به
لغوبا ولا علاجا .
فيامن توحد بالعز والبقاء ، وقهر عباده بالموت والفناء ، صل على محمد وآله
الاتقياء ، واسمع ندائي ، واستجب دعائي ، وحقق بفضلك أملي ورجائي ، يا خير
من دعي لكشف الضر ، والمأمول لكل يسر وعسر ، بك أنزلت حاجتى ، فلا تردني
من سني مواهبك خائبا ، يا كريم يا كريم يا كريم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلى العظيم .
ثم يسجد ويقول :
إلهى قلبي محجوب ، ونفسي معيوب وعقلى مغلوب ، وهوائي غالب ، وطاعتى
قليلة ، ومعصيتى كثيرة ، ، ولساني مقر بالذنوب ، فكيف حيلتي يا ستار العيوب ، ويا
علام الغيوب ، ويا كاشف الكروب ، اغفر ذنوبي كلهابحرمة محمد وآل محمد ، يا غفار يا
غفار يا غفار ، برحمتك يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) قد مر هذا الدعاء في ج 94 ص 246243 ، مشكولا بالاعراب : مع ضبط
النسخ ، راجعه ان شئت .
[342]
بيان : هذا الدعاء من الادعية المشهورة ، ولم أجده في الكتب المعتبرة إلا في
مصباح السيد ابن الباقي رحمة الله عليه ، ووجدت منه نسخة قراءة المولى الفاضل
مولانا درويش محمد الاصبهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله عليهما ، على العلامة
مروج المذهب نور الدين علي بن عبدالعالى الكركي قدس الله روحه ، فأجازه و
هذه صورته :
الحمد لله قرء هذا الدعاء والذي قبله عمدة الفضلاء الاخيار الصلحاء الابرار
مولانا كمال الدين درويش محمد الاصبهاني بلغه الله ذروة الاماني قراءة تصحيح
كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع وثلاثين وتسع مائة حامدا مصليا .
ووجدت في بعض الكتب سندا آخر له هكذا ، قال الشريف يحيى بن القاسم
العلوي : ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخط سيدي وجدي أمير المؤمنين وقائد
الغر المحجلين ، ليث بني غالب ، علي بن ابي طالب عليه افضل التحيات ما
هذه صورته :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا دعاء علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان يدعو به في
كل صباح وهو " اللهم يا من دلع لسان الصباح " إلى آخره ، وكتب في آخره كتبه
علي بن أبي طالب في آخر نهار الخميس حاديعشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين من
الهجرة ، وقال الشريف : نقلته من خطه المبارك بالقلم الكوفي على الرق في السابع و
العشرين من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وسبع مائة .
توضيح بعض ما ربما يشتبه على القاري ( 1 ) فان شرحه كما ينبغي لا يناسب
هذا الكتاب " دلع لسانه " كمنع أخرجه ، ودلع اللسان خرج ، والاول هناهو
المناسب ، وإضافة اللسان إلى الصباح إما بيانية ، فالمراد بالصباح الفجر الاول لانه
الشبيه باللسان ، أولامية فالمراد بالصباح الفجر الثاني ، أو الوقت فشبه الصبح الصادق
أو الوقت برجل أخرج لسانه وأخبر بقدومه ، وإسناده إلى الله لانه أوجده وجعله
* ( هامش ) * ( 1 ) قد مر في ج 94 ص 263247 شرح مستوى للحديث ، وفي الذيل ص 247
شرح لا بأس بمراجعته .
[343]
كذلك أو الصانع تعالى بشخص اظهر لسانه لاظهار قدرته وحكمته .
والتبلج الاضاءة والاشراق ، والاضافة تحتمل الوجهين ، وإن كان الاول اظهر
ولا يخفى لطف الاستعارات والترشيحات على ذوي الاذهان النيرة ، وقد ناسب إثبات
النطق للصبح قوله سبحانه : " والصبح إذا تنفس " ( 1 ) .
" وسرح " في أكثر النسخ بالتشديد ، وفي بعضها بالتخفيف ، وسرح الماشية
وتسريحها إرسالها للرعي ، ولما كان نور الصبح يفرق ظلمة الليل ، ويذهبها ، فكأنه
شبهه برجل يرسل مواشيه عند الصباح للرعي بعد جمعها في مراحها بالليل ، وشبه قطع
الظلمة بتكل المواشي ، ويمكن أن يكون من تسريح الشعر بالمشط ، فكأنه شبه
الصبح بمشط يسرح به ذوائب الليل حيث يقطعها ويفرقها ، وظلم الليل ، بالكسر و
اظلم بمعنى ، وفي بعض النسخ المدلهم بدل المظلم بمعناه .
والغياهب جمع غيهب وهو الظلمة ، والباء إما بمعنى مع ومتعلقة بقوله :
" سرح " أو للسببية متعلقة بالمظلم ، والتلجلج التردد والاضطراب ، يقال الحق
أبلج والباطل لجلج اي الحق ظاهر نير ، والباطل مظلم متردد غير مستقيم ، والتردد
إما عند اختلاط النور به أو كناية من شدة الظلمة ، كأنها تموج وتتحرك .
وأتقن اي أحكم " صنع الفلك الدوار " اي خلقه " في مقادير " وفي بعض النسخ
" بمقادير تبرجه " التبرج إظهار المرءة زينتها ، كما قال الله تعالى " ولا تبرجن تبرج
الجاهلية الاولى " ( 2 ) ويحتمل أن يكون المراد هنا انتقال الكواكب فيه من برج إلى
برج ، والاول أيضا يرجع إلى ذلك ، فان تبرج الفلك حركته مع زينته بالكواكب


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 343 سطر 19 الى ص 351 سطر 18

وظهوره بها للخلق ، والظرف إما متعلق بأتقن اي الاتقان في مقادير حركات كل فلك
وانتظامها الموجب لصلاح أحوال جميع المواليد والمخلوقات ، أوحال عن الفلك اي
أحكم خلقه كائنا في تلك المقادير ، أومتلبسا بها ، والمعنى أحكم خلقه ومقادير
* ( هامش ) * ( 1 ) التكوير : 18 .
( 2 ) الاحزاب : 33 .
[344]
حركاته ، وهو إشارة إلى قوله سبحانه : " صنع الله الذي أتقن كل شئ " ( 1 ) وقيل :
المراد بمقادير تبرجه ما يمكن من تزينه .
و " شعشع ضياء الشمس " قال في القاموس : الشعشع والشعشاع والشعشعان والشعشعاني
الطويل والشعشاع الخفيف والحسن والمتفرق وذهبوا شعاعا متفرقين ، وشعاع الشمس وشعها
بضمهما الذي تراه كأنه الجبال مقبلة عليك إذا نظرت إليها أو الذي ينتشر من ضوئها
أو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وما أشبهه ، وشعشع الشراب مزجه و
الثريدة رفع راسها وطوله أو أكثر ودكها وسمنها ، والشئ خلط بعضه ببعض انتهى
" والاجيج " تلهب النار ، وقد أجت تأج أجيجا وأججتها فتأججت ، والمعنى
فرق أو مد وطول شعاع الشمس بنور يحصل من تلهب ذلك الضياء ، أو مزج ضياء
الشمس القائم بها بنور يحصل من تلهبه ، وهو الشعاع الممتد المتفرق في الآفاق ويحتمل
أن يكون الشعشعة مأخوذا من الشعاع ، اي جعل ضياء الشمس ذا شعاع ، وقد
يحتمل ارجاع ضمير تأججه إلى الموصول أي بسبب ظهوره الذي هو مقتضى ذاته
أزلا وأبدا .
" يا من دل " أعاد حرف النداء لتغيير أسلوب الكلام ، والانتقال من مقام إلى
مقام " على ذاته بذاته " قال الراغب الاصفهاني يقال في تأنيث ذو ذات وتثنيته ذواتا ، و
في جمعه ذوات ، وقد استعار اصحاب المعانى الذات فجعلوها عبارة عن عين الشئ جوهرا
كان أو عرضا ، وليس ذلك من كلام العرب انتهى .
أي هو سبحانه أفاض المعرفة على الخلق بها لا بتعريف غيره كما مر في شرح
قولهم : لا يعرف الله إلا به ، أو هو سبحانه أعطى العقل وأوجد ما يستدل به العقل عليه
كما روي : كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكى أعرف .
وقيل هو أن يستدل بالوجود على ذاته ، والوجود عين ذاته ، فقد استدل على
ذاته ، ولبعض الناس في حل أمثاله مسالك دحضة عثرة زلقة يأبى عنه العقل
والشرع ، و " تنزه " أي تباعد وتقدس " عن مجانسة مخلوقات " أي عن أن يكون من
* ( هامش ) * ( 1 ) النمل : 88 .
[345]
جنسها إذلا يشاركه شئ في المهية .
و " جل عن ملائمة كيفياته " اي عن أن يكون كيفياته وصفاته ملائمة
ومناسبة لصفات غيره وكيفياته ، ففى الكلام تقدير ، ويحتمل إرجاع ضمير كيفياته
إلى المخلوق المذكور في ضمن مخلوقات ، كما قيل في قوله تعالى " اعدلوا هو اقرب " ( 1 )
أنه راجع إلى العدل المذكور في ضمن اعدلوا " يا من قرب " أبرز النداء لما مر ،
اي يا من هوقريب من الظنون الذي تخطر بالقلوب ، والخطرات جمع خطرة ، وهي الخطور
وفيه ليماء إلى أن العلم بكنه ذاته وصفاته مستحيل ، وغاية الامر في ذلك هو الظن
وفي بعض النسخ تقدم وتأخير بين الفقرتين هكذا " يا من بعد عن لحظات العيون
وقرب . . . " .
" وعلم بما كان " كلمة " كان " في الموضعين تامة " يا من ارقدنى " اي أنامنى
قبل هذا الصباح " في مهاد أمنه وأمانه " المهد مهد الصبي والمهاد الفراش ، والامن
طمأنينة النفس وزوال الخوف ، والامان والامانة في الاصل مصدران ، وقد يستعمل
الامان في الحالة التى يكون عليها الانسان في الامن .
" وأيقظنى " اي نبهني من النوم متوجها " إلى مامنحنى " اي أعطاني " به "
الضمير راجع إلى ما " من مننه " بيان للموصول ، وهو جمع منة ، وهى النعمة
الثقيلة " وكف أكف السوء عنى " الاكف بضم الكاف جمع الكف والسوء ما يغم الانسان
وأثبت للسوء أكفا كما يثبتون للمنية اظفارا ومخالب " بيده " اي بقدرته الباهرة
" وسلطانه " اي سلطنته القاهرة ، قال تعالى : " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه
سلطانا " ( 2 )
" صل " الصلاة من الله الرحمة ، ومن الملك الاستغفار ، ومن البشر الدعاء ،
يقال : صليت عليه أي دعوت عليه ويقال : صليت صلاة ، ولا يقال : تصلية .
" اللهم " أصله يا الله ، والميم عوض من الياء ، ولهذا لا يجتمعان ، وقيل :
* ( هامش ) * ( 1 ) المائدة : 8 .
( 2 ) اسرى : 33 .
[346]
أصله يا الله أمنابخير ، وقيل : يا الله ارحم ، وقد سبق القول فيه في كتاب الطهارة .
" على الدليل إليك " أي الهادي لنا إليك وإلى طاعتك وشريعتك ، والمراد به
النبي صلى الله عليه وآله " في الليل الاليل " اي البالغ في الظلمة ، وهذا مثل قولهم ظل ظليل ،
وعرب عرباء ، والمراد به زمان انقطاع العلم والمعرفة ، والجاهلية الجهلاء " والماسك "
عطف على الدليل ، يقال : مسك بالشئ وأمسك به اذا تعلق واعتصم به .
" من أسبابك " السبب الحبل ، وكل شئ يتوصل به إلى غيره " بحبل
الشرف الاطول " الشرف العلو والمكان العالي والمجد وعلو الحسب ، والاطول
صفة الحبل ، اي متعلق من اسباب العز والكرامة بحبل شرف هو أعلى الشرف ومنتهاه .
" والناصع " هو الخالص من كل شئ ، ونصع الامر نصوعا وضح ، ولونه
اشتد بياضه ، ذكره الفيروز آبادي والحسب ، ما يعده الانسان من مفاخر آبائه ، وقال
ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان للرجل وإن لم يكن آباء لهم شرف ، والشرف
والمجد لا يكون إلا بالآباء ، وذروة الشئ بالضم والكسر أعلاه ، وأعلا السنام ، و
الكاهل ما بين الكتفين ، والاعبل الاضخم الاغلظ يقال : رجل عبل الذراعين ، أي
ضخمهما ، وفرس عبل الشوى : اي غليظ القوائم وامرءة عبلة أي تامة الخلق شبهه صلى الله عليه وآله
في تمكنه على أعلى مدارج الحسب والكرم ، بمن رقى على ذروة كاهل بعير ضخم
مرتفع السنام ، فتمكن عليه .
" والثابت القدم على زحاليفها " قال الجوهري : قال الاصمعي : الزحلوفة آثار
تزلج الصبيان اي تزلقهم من فوق التل إلى اسفله ، وهي لغة أهل العالية ، وتميم
تقوله بالقاف ، والجمع زحالف وحاليف ، وقال ابن الاعرابي : الزحلوفة مكان
منحدر يملس لانهم يتزحلفون فيه ، قال : والزحلفة كالدحرجة والدع يقال : زحلفته
فتزحلف انتهى .
والضمير اما راجع إلى القدم لتأنيثها السماعي أو إلى الجاهلية وأهلها بقرينة
" في الزمن الاول " اي كان صلى الله عليه وآله ثابت القدم في الحق عند مزالق الجاهلية وفتنها
والاخبار جمع الخير بالتشديد أو بالتخفيف ، والابرار جمع بر أو بار كما ذكره
[347]
الزمخشري .
والمصراع من الباب الشطر منه ، وهما مصراعان ، والاضافة يحتمل البيان ،
والظاهر غيره أي افتح لي في هذا الصباح الابواب المغلقة على في أمور الدنيا والآخرة
" بمفاتيح الرحمة والفلاح " وهو الفوز والنجاة وفي بعض النسخ " والنجاح " وهو
الظفر بالحوائج والصلاح ضد الفساد .
" واغرس اللهم " في أكثر النسخ هكذا بالراء والسين المهملتين ، وفي بعضها
" واغزر " بالزاء المعجمة ثم الراء المهملة ، فعلى الاول شبه الماء النابع من العيون
بقوة بالشجر وأثبت لها الغرس ، وعلى الثاني على بناء الافعال من الغزارة بمعنى الكثرة ،
وهو الاظهر ، ويؤيده بعض فقرات خطبه عليه السلام في النهج .
والشرب بالكسر الحظ من الماء ، والجنان بالفتح القلب ، والهيبة المخافة
وقال الجوهري : مؤق العين طرفها مما يلي الانف ، واللحاظ طرفها الذي مما يلي
الاذن ، والجمع آماق وأماق ، مثل آبار انتهى ، والزفرات إما جمع زفرة
بالكسر ، وهي القربة ، أو بالفتح وهي الصوت عند البكاء ، والزفير اغتراق النفس للشدة
فعلى الاخير من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف اي الدموع ذوات الزفرة .
" النزق " بالتحريك الخفة والطيش ، والخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق ،
كذا في القاموس وفي النهاية : الخرق بالضم الجهل والحمق ، والازمة جمع الزمام بالكسر
وهو الخيط الذي يشد في البرة أوفي الخشاش ثم يشد في طرفه المقود ، وقد يسمى
المقود زماما ، والخشاش الذي يجعل في أنف البعير ، وهو خشب والبرة من صفر
والخزامة من شعر .
والقنوع السؤال والتذلل ، فكأنه شبه " نزق الخرق " أي الطيش الناشي من
غلظة الطبيعة ، بحيوان يحتاج إلى أن يؤدب ويذلل بالازمة ، وحسن التوفيق شدة
توجيه الاسباب نحو الخير .
" فمن السالك بي " الاستفهام للانكار ، والباء للتعدية ، وقيل : للمصاحبة
[348]
" واضح الطريق " من إضافة الصفة إلى الموصوف ، اي الطريق الواضح ، وفي بعض
النسخ " إليك في أوضح الطريق " و " إن أسلمتني " اي سلمتني " أناتك " أي حلمك ،
يقال : تأنى في الامر أي ترفق وانتظر ، والاسم أناة كقناة ، والامل الرجاء بالباطل ، والمنى
بالضم جمع المنية ، وهي الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشئ .
" فمن المقيل " يقال : أقلت البيع إقالة أي فسخته ، والعثرة الزلة اي فمن
يفسخ ويمحو زلاتي الحاصلة " من كبوات الهوى " يقال : كبالوجهه اي سقط ، والهوى
بالقصر ما تشتهيه النفس .
" وإن خذلني نصرك " يقال خذله خذلانا اي ترك عونه ونصره " عند محاربة
النفس " اي وقت محاربتي للنفس الامارة بالسوء ، ويحتمل الاضافة إلى الفاعل " إلى
حيث النصب " اي إلى مكان فيه النصب ، وهو بالتحريك التعب " والحرمان " عن بركات
الدنيا والآخرة .
" إلهي " اي معبودي أوخالقي ومفزعي في جميع أموري " أتراني ما أتيتك "
الاستفهام للانكار اي ليس توجهي اليك إلا لاجل الآمال أي أنت لا تخيب مؤمليك
أو اضطررت إلى ذلك ولا يناسب كرمك رد المضطر أو المعنى أن التوجه الخالص
الصافي عن الاغراض النفسانية لم يوجد مني .
" أم علقت " بكسر اللام اي تعلقت " بأطراف حبالك " اي حبال فضلك ووسائل
رحمتك من العبادة والدعاء والتضرع والبكاء ، فانها الوسائل والحبال بين العبد وربه
تعالى " إلا حين باعدتني " اي ابعدتني وفي بعض النسخ " باعدت بي " وفي بعضها
" أبعدتني من دار الوصال " وفي بعض النسخ " عن صربة الوصال " وفي القاموس الصرب
بالكسر البيوت القليلة من ضعفي الاعراب ، وقال : مطاجد في السير وأسرع ، والمطية
الدابة تمطو في سيرها ، وامتطاها وأمطاها جعلها مطية انتهى .
" من هواها " بيان للمطية والضمير للنفس .
" ففواها لها " كلمه تعجب " لما سولت لها " اي زينت و " ما " مصدرية ،
" وتبا لها " التباب الخسران والهلاك ، تقول تبا لفلان تنصبه على المصدر باضمار
[349]
فعل أي ألزم الله هلاكا وخسرانا له " على سيدها " اي الرب تعالى قال في المصباح المنير :
يقال : ساد يسودة سيادة ، والاسم السؤدد وهو المجد والشرف ، فهو سيد ، والانثى سيدة
ثم اطلق ذلك على الموالي لشرفهم على الخدم ، وإن لم يكن في قومهم شرف ، فقيل
سيد العبد ، وسيدته وسيد القوم رئيسهم وأكرمهم ، والسيد المالك انتهى .
" ومولاها " اي المتولي لامورها ، والاولى بها من غيره أو ناصرها " قرعت "
أي ضربت ضربا شديدا باب دار رحمتك ، و " هربت إليك " أي فررت ، وهو ناظر إلى
قوله تعالى " ففروا إلى الله " ( 1 ) لاجيا أي ملتجيا والفرط في الامر بالتسكين التجاوز
عن الحد فيه " وعلقت " على باب التفعيل " أنامل " بالنصب وفي بعض النسخ علقت
بالتخفيف وكسر اللام وأنامل بالرفع " ولائي " أي حبي .
" فاصفح اللهم " يقال : صفحت عن فلان إذا عفوت عن ذنبه ، والجرم والجريمة
الذنب تقول منه جرم وأجرم واجترم ، وفي بعض النسخ " عما كنت أجرمته " وفي بعضها
" عما كان من زللي " أي عثرتي ، والخطأ بغير مد وقد يمد نقيض الصواب والمد هنا أنسب
وقد قرئ بهما " ومن قتل مؤمنا خطأ " ( 2 ) وقد يقال : الخطاء خطأ والخطا صواب ،
ولعله خطأ .
" وأقلني " أي خلصني وقد مر " من صرعة دائي " بكسر الصاد وفتحها أي من
سقوطي على ارض المذلة بسبب أدوائي النفسانية التي أعجزتني عن مقاومة الحملات
الشيطانية ، قال الجوهري : صارعته فصرعته صرعا وصرعا والصرعة مثل الركبة والجلسة يقال :
سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة وقال الفيروز آبادي ت : ويروى بالفتح بمعنى المرة
" ورجائي " اي مرجوى " وغاية مناي " اي نهاية مقاصدي " في منقلبي " إلى الآخرة ويحتمل
المصدر واسم المكان ، ويؤيد الاخير قوله تعالى " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون " ( 3 ) " ومثواى " اي في الدنيا من ثوى بالمكان اي أقام ، وهنا أيضا المكان اظهر
* ( هامش ) * ( 1 ) الذاريات : 50 .
( 2 ) النساء : 92 .
( 3 ) الشعراء : 227 .
[350]
والطرد الابعاد " من الذنوب " متعلق بقوله " هاربا " أم كيف تخيب " يقال خاب الرجل
خيبة إذا لم ينل ما طلب ، وخيبته تخييبا " مسترشدا " اي طالبا للرشاد وهو ضد الغي
وقصدته وقصدت إليه بمعنى و " الجناب " الفناء ، والرحل ، والناحية .
" صاقبا " يقال : صقبت داره بالكسر اي قربت ، وفي بعض النسخ " راغبا " وفي
بعضها " ساغبا " اي جائعا ، والورود أصله قصد الماء ثم استعمل في غيره ، قال تعالى :
" ولما ورد ماء مدين " ( 1 ) .
" كلا " أي لا طرد ولا تخييب ولا رد " وحياضك " الواو للحال " مترعة " قال
الجوهري : حوض ترع بالتحريك وكوز ترع اي ممتلئ ، وقد ترع الاناء بالكسر
يترع ترعا أي امتلى ، وأترعته أنا وجفنة مترعة .
" في ضنك المحول " في زمان ضيق حاصل من الجدوب قال الجوهري : الضنك
الضيق وقال : المحل الجدب هو انقطاع المطر ويبس الارض من الكلاء ، ويقال ارض
محل وارض محول كما قالوا جدبة وارض جدوب يريدون بالواحد الجمع " للطلب "
اي لطلب السائلين " والوغول " اي الدخول ، قال الجوهري : وغل الرجل يغل وغولا
اي دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم ، من غير أن يدعى إليه .
" وأنت غاية المسؤل " اي نهاية الامنية أو المسؤلين ، فانهم إذا يئسوا من
غيرك يلجئون إليك ، وبعدك ليس مسئول ينتهى إليه ، وفي النسخ السئول على
فعول ، وهو ما يسئله الانسان وفي بعضها بصيغة المفرد .
" هذه أزمة نفسي " اي سلمتها إليك فخذها فكأنه يقول أحد كيف آخذها وهي
شاردة ؟ فيقول : عقلتها بعقال مشيتك لا يمكنها الامتناع من حكمك ، فالضمير
في عقلتها راجع إلى النفس ، ويحتمل أن يكون العقل بمعنى الشد فالضمير راجع إلى
الازمة ، قال الجوهري : قال الاصمعي : عقلت البعير أعقله عقلا ، وهو أن تثنى
وظيفه مع ذراعه ، فتشدهما جميعا في وسط الذراع ، وذلك الحبل هو العقال .
والاعباء جمع العبء بالكسر ، وهو الحمل والثقيل من اي شئ كان ، والدروء
* ( هامش ) * ( 1 ) القصص : 23 .
[351]
الدفع أي دفعتها عن نفسي " وكلتها " أي توكلت في دفعها وإزالتها على لطفك وتوفيقك
والرأفة اشد الرحمة " صباحي هذا " هو صفة صباحي ، والدنيا مؤنث ادنى من
الدنو ، أو الدناءة أي الدار التي لها زيادة قرب إلينا بالنسبة إلى الآخرة أو زيادة
دناءة بالنسبة إليها ، والجنة ما استترت به من سلاح ، والوقاية حفظ الشئ مما يضره
وقد يطلق على مابه ذلك الحفظ ، وهو المراد ههنا .
" من مرديات الهوى " اي المهالك الناشية من هوى النفس ، يقال : ردي بالكسر
ردى هلك ، وأرداه غير ، والملك التصرف بالامر والنهي في الجمهور ، وذلك مختص
بسياسة الناطقين ، والعزة حالة مانعة للانسان من أن يغلب ، من قولهم ارض عزاز :
اي صلبة " بيدك الخير " قيل : ذكر الخير وحده ، لانه المقضي بالذات والشر مقضي
بالعرض ، إذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليا ، أو لمراعاة الادب في الخطاب ،
ونبه على أن الشر أيضا بيده بقوله " إنك على كل شئ قدير " .
أقول : قد مر الكلام فيه في كتاب العدل .
" تولج الليل في النهار " بأن تجئ بالنهار وتذهب بالليل ، وبأن تزيد بالنهار
وتنقص من الليل ، وكذا العكس " وتخرج الحي من الميت " باخراج الحيوان من
النطفة والبيضة وكذا العكس ، والرزق يطلق على العطاء الجاري ، والنصيب ، ولما
يصل إلى الجوف ويتغذى به " بغير حساب " أي عدد أو ظن أوحساب الآخرة .
" لا إله " أي لا معبود بالحق " إلا أنت سبحانك " أي انزهك عما لا يليق
بذاتك وصفاتك وأفعالك ، وهذا التسبيح مقرون " بحمدك " ومن نعمك " من ذا يعرف "


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 351 سطر 19 الى ص 360 سطر 6

ذاهنا بمعنى الذي ، والمعرفة والعرفان إدراك الشئ بفكر وتدبر ، وهو أخص من العلم
ويضاده الانكار .
وقدر الشئ مبلغه ، والعلم إدراك الشئ بحقيقته ، وذلك ضربان إدراك ذلك
الشئ والحكم بوجود شئ له ، ونفي شئ عنه ، والاول يتعدى إلى مفعول واحد ،
نحو " لا تعلمونهم الله يعلمهم " ( 1 ) والثاني يتعدى إلى مفعولين نحو فان " علمتموهن
* ( هامش ) * ( 1 ) الانفال : 60 .
[352]
مؤمنات " ( 1 ) .
" ألفت " قال الراغب : المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة ورتب ترتيبا قدم
فيه ماحقه أن يقدم وأخر فيه ما حقه أن يؤخر " بمشيتك " اي إرادتك " الفرق "
اي الامور المفترقة المخالفة في المهيات والصفات ، أو الجماعات المختلفة المبائنة في
الانساب والصفات .
والفلق شق الشئ وإبانة بعضه عن بعض ، والفلق بالتحريك الصبح ، وقيل : هو
ما يفلق عنه ، أي يفرق عه ، فعل بمعنى مفعول ، وهو يعم جميع الممكنات ، فانه سبحانه
فلق ظلمة العدم بنور الايجاد عنها سيما ما يخرج من أصل كالعيون والامطار والنبات
والاولاد .
وقال الجوهري : دياجي الليل حنادسه ، والحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة
وقال : الغسق ظلمة أول الليل ، وقد غسق الليل يغسق اي اظلم انتهى ، وقد مر تفسير
غسق الليل بنصفه وشدة ظلامه " وأنهرت المياه " يقال : أنهرت الدم اي ارسلته ، وفي
بعض النسخ " أهمرت " والهمر الصب ، والظاهر على هذا همرت لا أهمرت .
وحجر أصم صلب مصمت ذكره الجوهري وقال : سخرة صيخود اي شديدة ،
والعذب الماء الطيب ، والاجاج المالح المر ، والمعصرات السحائب التي تعصر بالمطر
كمال مر ويقال : مطر ثجاج إذا انصب جدا ، والبرية الخلق يقال : برأ الله الخلق
برء ، وقد تركت العرب همزه ، وقال الفرا إن أخذت البرية من البري وهو التراب ،
فأصلها غير الهمز .
والسراج هو الزاهر بفتيلة ودهن ويعبر به عن كل مضيئ ، والوهج
بالتسكين مصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت ، والمراس والممارسة المعالجة ، و
اللغب واللغوب : التعب ، والاعياء ويقال : عالجت الشئ معالجة وعلاجا إذا زاولته
والمعنى من غير أن ترتكب فيما ابتدأت به ما يوجب تعبا وإعياء ومزاولة بالاعضاء
والجوارج .
* ( هامش ) * ( 1 ) الممتحنة : 10 .
[353]
" فيا من توحد " اي تفرد " بالعز والبقاء " وهو دوام الوجود فتوحده بالعز لان
كل ممكن وجوده وجميع صفاته مستعارة من الله ، فهو في حد ذاته ذليل ، وإنما
العزة لله ، وتوحده بالبقاء لان كل شئ هالك إلا وجهه ، " وقهر " اي غلب
" عباده بالموت " وهو مفارقة الروح من البدن " والفناء " وهو العدم بعد الوجود .
" واسمع " وفي بعض النسخ " واستمع " يقال : استمعت له اي اصغيت إليه
" ندائي " اي صوتي " وحقق " اي ثبت من حق يحق إذا ثبت " أملي " في الدنيا " ورجائي "
في الآخرة " لدفع الضر " الضر سوء الحال ، وفي بعض النسخ " من انتجع لكشف الضر "
يقال : انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معرفه .
والمأمول عطف على خير ، أو على الموصول ، والاول اظهر اي المرجو لكل
عسر يراد دفعه ، ويسر يراد جلبه " بك " لا بغيرك " أنزلت حاجتي " والحاجة إلى
الشئ الفقر إليه مع محبته " منم سنى مواهبك " اي مواهبك السنية الرفيعة ، وفي
بعض النسخ " من باب مواهبك " وفي بعضها " من باب موهبتك " يقال وهبت له الشئ
وهبا ووهبا وهبة ، والاسم الموهب والموهبة بالكسر فيهما " خائبا " اي غير واحد
للمطلوب " لا حول " اي لا حائل عن المعاصي أولا قوة في الظاهر " ولا قوة " على الطاعات
أو في الباطن " إلا بالله العلي ، بذاته " العظيم " بصفاته .
ثم اعلم أن السجود والدعاء فيه غير موجود في أكثر النسخ ، وفي بعضها موجود
وكان في الاختيار مكتوبا على الهامش هكذا :
إلهى قلبي محجوب ، وعقلى مغلوب ، ونفسي معيوبة ، ولساني مقر بالذنوب
وأنت ستار العيوب ، فاغفر لي ذنوبي يا غفار الذنوب ، يا شديد العقاب ، يا غفور يا
شكور ، يا حليم اقض حاجتي بحق الصادق رسولك الكريم ، وآله الطاهرين ، برحمتك
يا أرحم الراحمين .
والمشهور قراءته بعد فريضة الفجر ، وابن الباقي رواه بعد النافلة والكل
حسن .
20 قرب الاسناد : عن عبدالله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ،
[354]
عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن الرجل هل يصلح له أن يتكلم إذا لم في الركعتين قبل
الفجر قبل أن يضطجع على يمينه ؟ قال : نعم ( 1 ) .
قال : وسألته عن رجل نسي أن يضطجع على يمينه بعد ركعتي الفجر فذكر حين
أخذ في الاقامة ، كيف يصنع ؟ قال : يقيم ويصلي ويدع ذلك ، ولا بأس ( 2 )
21 فقه الرضا : قال عليه السلام : ثم اضطجع بعد نافلة الفجر على يمينك مستقبل
القبلة ، وقل : " استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، وبحبل الله المتين وأعوذ
بالله من شر فسقة العرب والعجم ، وأعوذ بالله من شر فسقة الجن والانس .
اللهم رب الصباح ، ورب المساء ، وفالق الاصباح ، سبحان الله رب الصباح
وفالق الاصباح ، وجاعل الليل سكنا ، بسم الله فوضت أمري إلى الله ، وألجأت ظهري
إلى الله ، وأطلب حوائجي من الله ، توكلت على الله ، حسبي الله ، ونعم الوكيل ، و
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فانه من قالها كفى ما أهمه ( 3 ) .
ثم يقرء خمس آيات من آخر آل عمران ، ويقول مائة مرة : " سبحان
ربي العظيم وبحمده ، أستغفر الله ربي وأتوب إليه " فانه من قالها بنى الله له بيتا
في الجنة ( 4 ) .
ومن صلى على محمد وآله بعد ركعتي الفجر وركعتي الغداة وقى الله وجهه
حر النار ( 5 ) .
ومن قرأ إحدى وعشرين مرة قل هو الله أحد ، بنى الله له قصرا في الجنة ، فان
قرأها أربعين مرة غفر الله له جميع ما تقدم من ذنبه وما تأخر ( 6 ) .
أقول : ذكر الصدوق في الفقيه ( 7 ) جميع ذلك إلا أن في الدعاء بعد قوله :
" من شر فسقة الجن والانس سبحان رب الصباح فالق الاصباح ثلاثا بسم الله وضعت
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد ص 119 ط نجف ، 91 ط حجر .
( 2 ) قرب الاسناد ص 122 ط نجف ، 93 ط حجر .
( 63 ) فقه الرضا ص 13 س 13 19 .
( 7 ) الفقيه ج 1 ص 313 314 .
[355]
جنبي لله فوضت أمري إلى الله ، أطلب حاجتى إلى الله ، توكلت على الله ، حسبي الله
ونعم الوكيل ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل
شئ قدرا ، اللهم ومن اصبح وحاجته إلى مخلوق فان حاجتى ورغبتي إليك ، ثم
ذكر الآيات من آل عمران إلى آخر ما سبق .
وقال في مكارم الاخلاق ( 1 ) بعد آيات نل عمران : ثم استوجالسا وسبح
تسبيح الزهراء ، ثم ساق الكلام إلى نخر ما مر بعينه ، ثم ذكر مانقلنا عنه سابقا في
سياق ما مر برواية الشيخ .
22 دعائم الاسلام : عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان إذا صلى ركعتي الفجر
وكان لا يصليها حتى يطلع الفجر ، يتكي على جانبه الايمن ثم يضع يده اليمنى تحت
خده الايمن مصتقبل القبلة ، ثم يقول : استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام
لها ، واعتصمت بحبل المتين ، أعوذ بالله من شر شياطين الانس والجن أعوذ بالله
من شر فسقة العرب والعجم ، حسبي الله ، توكلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ،
طلبت حاجتي من الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في بصري ، ونورا في سمعي ، ونورا في لساني
ونورا في بشري ونورا في شعري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمى ، ونورا في عظامى
ونورا في عصبي ، ونورا بين يدي ، ونورا من خلفي ، ونورا عن يميني ، ونورا عن
شمالي ، ونورا من فوقي ، ونورا من تحتي اللهم أعظم لي نورا .
ثم يقرأ " إن في خلق السموات والارض " إلى قوله سبحانه : " إنك لا
تخلف الميعاد " .
ثم يقول : سبحان رب الصباح ، فالق الاصباح ، وجاعل الليل سكنا والشمس
والقمر حسبانا ثلاثا اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحا ، وأوسطه نجاحا ، و
آخره فلاحا ، اللهم من اصبح وحاجته إلى مخلوق فان حاجتى وطلبتي إليك وحدك
لا شريك لك .
* ( هامش ) * ( 1 ) مكارم الاخلاق ص 343 .
[356]
ثم يقرء آية الكرسي والمعوذتين يقول : سبحان ربي العظيم وبحمده ، استغفر الله
وأتوب إليه ، مائة مرة وكان يقول من قال هذا بنى الله له بيتا في الجنة ( 1 ) .
23 الفقيه : بسنده الموثق عن عمار الساباطى عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
يقول إذا طلع الفجر : " الحمد لله فالق الاصباح ، سبحان رب المساء والصباح
اللهم صبح آل محمد ببركة وعافية وسؤدد وقرة عين ، اللهم إنك تنزل بالليل والنهار
ما تشاء ، فأنزل علي وعلى أهل بيتى من بركة السموات والارض رزقا حلالا طيبا
واسعا تغنيني به عن جميع خلقك ( 2 ) .
24 المتهجد : فاذا طلع الفجر الثاني فقل : " اللهم أنت ربنا وولينا و
صاحبنا ، فصل على محمد وآله ، وأفضل علينا ، اللهم بنعمتك تتم الصالحات ، فصل
على محمد وآله وأتممها علينا ، عائذا بالله من النار ، عائذا بالله من النار ، عائذا
بالله من النار .
ثم يقول : يا فالقه من حيث لا ارى ومخرجه من حيث أرى ، صل على محمد و
آله ، واجعل أول يومنا هذا صلاحا ، وأوسطه فلاحا ، وآخره نجاحا .
ثم يقول : الحمد لله فالق الاصباح سبحان الله رب المساء والصباح ، اللهم
صبح آل محمد ببركة وسرور وقرة عين ورزق واسع ، اللهم إنك تنزل في الليل والنهار
ما تشاء ، فأنزل علي وعلى أهل بيتي من بركة السموات والارض رزقا واسعا تغنيني به
عن جميع خلقك ( 3 ) .
25 المكارم : إذا طلع الفجر ونظرت إليه ، فقل وأنت رافع رأسك إلى
السماء : " اللهم ربنا ووليا وصاحبنا ، فصل على محمد وآله محمد ، وتفضل علي
بما أنت أهله ، وانقذنا ممانحن أهله ، اللهم بنعمتك تتم الصالحات ، وساق مثل
مامر إلى قوله ورزق واسع .
* ( هامش ) * ( 1 ) دعائم الاسلام ج 1 ص 166 167
( 2 ) الفقيه ج 1 ص 317 .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 140 .
[357]
وزاد : اللهم صبحني وأهلى ببركة وعافية وسرور وقرة عين ورزق واسع إلى
آخر الدعاء ( 1 ) .
بيان : " يا فالقه من حيث لا ارى " الضمير راجع إلى الصبح أي أحدث سببه
من حيث لا أعلم ولا ارى ، واظهره من حيث ارى .
26 المتهجد : ثم أذن للفجر واسجد وقل : " لا إله إلا أنت ربي سجدت
لك خاضعا خاشعا ثم ارفع رااسك وقل : اللهم إني أسألك بإقبال نهارك ، وإدبار ليلك
وحضور صلواتك ، واصوات دعاتك ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تتوب علي
إنك أنت التواب الرحيم ، سبوح قدس رب الملائكة والروح ، سبقت رحمتك
غضبك ( 2 ) .
27 جنة الامان : في كتاب ثواب الاعمال للشيخ جعفر بن سليمان قال :
قيل لابي الحسن عليه السلام : إن بعض بني عمي وأهل بيتي يبغون علي ، فقال : قل :
ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله أشهد وأعلم أن الله على كل شئ قدير ، مائة مرة
بعد طلوع الصبح ، ففعل فذهب بغيهم عنه ( 3 ) .
28 المهذب : لابن البراج يصلي ركعتي الغداة بالفجر في الاولى ، والاخلاص
في الثانية ، فاذا سلم منها حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد صلوات الله عليهم ، وسال
الله تعالى من فضله ، ويستحب أن يستغفر الله تعالى عقيب صلاة الفجر ويقول : استغفر
الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم وأتوب إليه ، ويصلي على محمد
وآله مائة مرة يقول : اللهم صل على محمد وآل محمد الاوصياء المرضيين بافضل صلواتك
وبارك عليهم بافضل بركاتك ، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة
الله وبركاته .
فان طال ذلك عليه عليه فليقل : اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين ، يكررها
* ( هامش ) * ( 1 ) مكارم الاخلاق ص 345 .
( 2 ) مصباح المتهجد : 140 .
( 3 ) مصباح الكفعمى ص 66 في الهامش .
[358]
مائة مرة وإن طال عليه لفظ الاستغفار ، فليقل استغفر الله وأتوب إليه .
ثم يخر ساجدا بعد التعقيب من هاتين الركعتين ويقول في سجوده : يا خير
مدعو يا خير مسؤل يا أوسع من أعطى ، وأفضل مرتجى ، صل على محمد وآله واغفر
لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
فاذا رفع رأسه من سجوده قال : اللهم ومن اصبح وحاجته إلى غيرك فاني
اصبحت وحاجتى ورغبتي إليك يا ذا الجلال والاكرام ، ثم يضطجع على جانبه الايمن
مستقبل القبلة ويقول : استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها ، واعتصمت بحبل
الله المتين ، وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم ، وأعوذ بالله من شر فسقة الجن
والانس ، توكلت على الله ، وألجأت ظهري إلى الله ، أطلب حاجتي من الله ، ومن
يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، حسبي
الله ونعم الوكيل .
ويقرأ من آل عمران الخمس آيات التي كان قرأها عند قيامه إلى صلاة الليل
فاذا طلع الفجر قال : " سبحان رب الصباح ، سبحان فالق الاصباح " ثلاث مرات ، ثم
يصلي الفريضة إنشاء الله تعالى .
[359]
بسمه تعالى
ههنا ننتهي بالجزء الثامن من المجلد الثامن عشر من
كتاب بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار
صلوات الله وسلامه عليهم مادام الليل والنهار وهو الجزء
السابع والثمانون حسب تجزئتنا في هذه الطبعة النفيسة
الرائقة .
ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج
بحمد الله ومشيته نقيا من الاغلاط إلا نزرا زهيدا زاغ
عنه البصر ، وكل عنه النظر ، لا يكاد يخفى على القارئ
الكريم ، ومن الله نسأل العصمة وهو ولي التوفيق .
السيد ابراهيم الميانجى - محمد الباقر البهبودى
[360]
كلمة المصحح :
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليه توكلى وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعترته الطاهرين .
وبعد : فهذا هو الجزء الثامن من المجلد الثامن عشر ، وقد انتهى رقمه
في سلسلة الاجزاء حسب تجزئتنا إلى 87 ، حوى في طيه اربعة عشر بابا من أبواب


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 80 من ص 360 سطر 7 الى ص 360 سطر 15

كتاب الصلاة .
وقد قابلناه على طبعة الكمباني المشهورة بطبع أمين الضرب ، وهكذا على نص
المصادر التي استخرجت الاحاديث منها فسددنا ما كان في المطبوعة الاولى من خلل
وتصحيف بجهدنا البالغ في مقابلة النصوص وتصحيحها وتنميقها وضبط غرائبها وإيضاح
مشكلاتها على ما كان سيرتنا في سائر الاجزاء ، نرجو من الله العزيز أن يوفقنا لادامة
هذه الخدمة إنه ولي التوفيق .
المحتج بكتاب الله على الناصب - محمد الباقر البهبودى
ذوالحجة الحرام عام 1390 ه ق